لَم يسقطِ اللوى والمحنا طلل |
كأنّه وشم رندٍ لاح أو خللُ |
وَقفتُ أنشدُ مغناه وأسألهُ |
عن الأحبّة يوم البين ما فعلوا |
ربعٌ جآذرهُ فيه وعزلته |
مِن عزلةِ الإنس فيها والمها بدلُ |
كَم ظلت فيه على حكمِ الهوى كلفاً |
أقضي الفرائضَ عن وجدٍ وأنتقلُ |
يا صاحِبي هل تَرى ظعن الخليط وقد |
شفّت بنور الحسانِ الجرّد الكللُ |
وَفي الحدوجِ فتور اللحظ ِبهكنة |
يكادُ يُقعدها إن قامت الكفلُ |
ما جالَ في وجهها لحظٌ يُخالسها |
إلّا وضرّجه التوريد والخجلُ |
مَعسولةُ الثغرِ يشفي ريقُ مبسمها |
ما أثرت في الحشا ألحاظها النجلُ |
لم يدرِ راشف مزج الريقِ من فمها |
أَريقُها عنده أحلى أمِ العسلُ |
ما الناسُ مِن وصلِها يوماً مجى طمعى |
إلّا وجدّده من دلّها عملُ |
لَم يَنقضي أجلا منها بما وعدت |
إلّا أتى بعده من وعدها أجلُ |
وربّما رقرق التوديعُ عبرتها |
في الخدِّ يوم النوى والركبُ مرتحلُ |
فقمتُ أَلثمها حبّاً يكاد له |
نار الجوى بيننا والوجد يشتعلُ |
وكادَ من حرّ وجدي في طراوتها |
يذيبُ وجنتها الأنفاس والقبلُ |
يا عاذِلي في الهوى رفقاً بمكتئبٍ |
واِصرف ملامكَ إنّي عنك مشتغلُ |
فَي حوض أهلِ الهوى قيس وعروة بل |
غيلان ميّة كم علّوا وكم نهلوا |
إنّي العليلُ ولكنّي اِمرؤٌ عذبت |
له وساغت في قلبه العللُ |
وَما مذاهبُ صبٍّ في هواه مضى |
وَلا له فيه أديانٌ ولا مللُ |
وَفي صحيفةِ قلبي أسطرٌ كُتِبت |
منَ الهوى ليس يمحو شرحها عذلُ |
ما لي وللناسِ اِستَسمحتهم أبداً |
فيما أؤمّله إلّا وقد بخلوا |
لا يفقَهونَ لها فوّقت من حكمٍ |
في الشعر والناسُ أعداءٌ لما جهلوا |
يا نفس لا تحسديهم يسرهم فهمُ |
قومٌ لما ملكت أيمانهم خولُ |
فغرّة الشمسِ لم تحسن لدى رمدٍ |
ورائقُ الوردِ لم يأنس به الجعلُ |
وليسَ مِن عجبٍ إن عشت بينهم |
فرداً ولم تسع لي من عندهم سبلُ |
إِن خابَ لي أملٌ في الأرذلينَ فما |
عند المظفّر يوماً خاب لي أملُ |
كَم نلتُ من رتبةٍ منه وموهبة |
منه وكم غفرت لي عنده الزللُ |
في كلِّ يومٍ له في بيت طارفه |
وَفي جيوش الأعادي حادثٌ جللُ |
تَلقاه مُقتبلاً في زيّ مكتهلٍ |
فالزِيُّ مكتهلٌ والسنُّ مقتبلُ |
كأنّهُ الشمسُ في الإقبال باسطة |
نورها في المظفر وهو كالزحل |
كأنّه الشمسُ في الأفلاك طالعة |
كأنَّه البدر بالأنوار مكتحلُ |
مكارمٌ وأيادٍ ما توازنها الد |
دُنيا قد اِجتمعت يسعى بها رجلُ |
يا عارضاً هطلاً بالجود منبجساً |
إِليه دانَ وذلّ الفارسُ البطلُ |
وَمَن إِذا خاض بحرَ الحربِ منغمساً |
إِليهِ دانَ وذلّ الفارسُ البطلُ |
يا عارضاً هطلاً بالجودِ منبجساً |
من دونهِ في الغياثِ العارض الهطلُ |
كَم وقعةٍ لكَ في أعداك شافية |
مِن دونها أحداً في الناس والجملُ |
أَنتَ الخطيبُ لدى أهلِ العلوم وفي |
شَوامخِ المجدِ أنت الحاذق الوقلُ |
وهاكها مِن بديع الشعرِ مُحكمة |
درّية راقَ منها المدح والغزلُ |