عُوجُوا فَحَيُّوا مَغانِي رَبَّةِ الخالِ | |
|
| وَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ فِي رَسْمِها الخالِي |
|
وَجَلْجِلُوا كُلَّ هَطَّالٍ بِعَرْصَتِها | |
|
| يُغْنِي مُجَلْجِلُهُ عَنْ كُلِّ هَطَّالِ |
|
مَنازِلٌ مِنْ حَبِيبٍ كَمْ ظَلَلْتُ بِها | |
|
| أَجُرُّ أَذْيالَ تِيهٍ بَعْدَ أَذْيالِ |
|
وَكَمْ تَفَيَّأْتُ مُمْتَدَّ الظَّلائِلِ مِنْ | |
|
| أَشْجارِها الخُضْرِ مِنْ أَثْلٍ وَمِنْ ضالِ |
|
أَطْلالُ حَيٍّ عَهِدْناهُمْ بِهِنَّ وَيا | |
|
| لَهُنَّ مِنْ أَرْسُمٍ أَقْوَتْ وَأَطْلالِ |
|
عَهْدِي بِها قَبْلُ مِحْلالاً فَحِينَ جَرَى | |
|
| ما قَدْ جَرَى مِنْ عَذابٍ غَيْرُ مِحْلالِ |
|
ما جالَ طَرْفِيَ فِي عافِي مَعاهِدِها | |
|
| إِلاَّ وَأَسْبَلَ دَمْعِي أَيَّ إِسْبالِ |
|
بانَ الأَحِبَّةُ عَنْها وَاغْتَدَتْ بِهِمُ | |
|
| وَهَجَّرَتْ فِي المَوامِي كُلُّ شِمْلالِ |
|
كأَنَّ أَحْداجَهُمْ يَوْمَ النَّوَى سُفُنٌ | |
|
| فِي اليَمِّ لَمَّا طَفَتْ فِي زاخِرِ الآلِ |
|
وَظَلْتُ مِنْ بَعْدِهِمْ فِي الرَّبْعِ مُكْتَئِباً | |
|
| أَعُومُ فِي بَحْرِ أَحْزانٍ وَأَوْجالِ |
|
أَشْكُو الغَرامَ كَما سارَتْ مَطِيُّهُمُ | |
|
| فَوْقَ الهَوادِجِ تَشْكُو ثِقْلَ أَكْفالِ |
|
وَفِي الظَّعائِنِ رِيمٌ أَحْوَرٌ غَنِجٌ | |
|
| يَرْمِي القُلُوبَ بِطَرْفٍ مِنْهُ قَتَّالِ |
|
خالِي المُوَشَّحِ مالِي الرِّدْفِ راجِحُهُ | |
|
| يا حَبَّ مَلْقاهُ مِنْ خالٍ وَمِنْ مالِ |
|
إِذا تَجَلَّى تَجَلَّى مِنْ مَحاسِنِهِ | |
|
| بِرامِحٍ مِنْهُ لِلرّائِي وَنَبَّالِ |
|
ما لِي وَلِلْبِيضِ أَهْواها وَتَفْرَكُنِي | |
|
| ما لِي وَأَرْضَى بِهذا دائِناً ما لِي |
|
وَمِنْ عَجائِبِ أَحْكامِ الصَّبابَةِ أَنْ | |
|
| يُسْتَعْبَدَ المُسْتَهامُ الصَّبُّ لِلقالِي |
|
وَاللهِ ما مِنْ مُقاساةِ الهَوَى أَبَداً | |
|
| سَئِمْتُ أَوْ وَسْوَسَتْ نَفْسِي بِإِمْلالِ |
|
وَلا تأَلَّيْتُ فِي أَسْرِ الصَّبابَةِ مِنْ | |
|
| سَلاسِلٍ مِنْ هَوَى سُعْدَى وَأَغْلالِ |
|
ما بالُ رُوحِيَ ماهَمَّتْ أُمَيْمَةُ بِال | |
|
| تِّرْحالِ إِلاَّ وَقَدْ هَمَّتْ بِتِرْحالِ |
|
أَسْتَرْشِدُ الغَيَّ فِي حُبِّي لَها أَبَداً | |
|
| طَوْراً وَأَسْتَكُّ سَمْعاً بِيْنَ عُذَّالِي |
|
تَبِيتُ خالِيَةَ الأَحْشاءِ سالِيَةً | |
|
| وَقَدْ أَبِيتُ لِنِيرانِ الهَوَى صالِ |
|
إِنْ تَسْلُ عَنِّي وَتَنْسَ عَهْدَ أُلْفَتِنا | |
|
| فَلَسْتُ فِي ذاكَ بِالنَّاسِي وَلا السالِي |
|
أَوْ تَعْفُ أَطْلالُها مِنْها فَفِي كَبِدِي | |
|
| مِنْها مَعاهِدُ ساحاتٍ وَأَطْلالِ |
|
غَيْداءُ تَهْتَزُّ فِي بُرْدِ الشَّبابِ كَما | |
|
| يَهْتَزُّ عُودُ القَنا فِي كَفِّ مُخْتالِ |
|
كأَنَّ رِيقَتَها فِي ثَغْرِ راشِفِها | |
|
| صَهْباءُ صافِيَةٌ شِيبَتْ بِسَلْسالِ |
|
تُقِلُّ لَيْلاً عَلَى بَدْرِ التَّمامِ عَلَى | |
|
| غُصْنٍ مِنَ البانِ فَوْقَ الدِّعْصِ مَيَّالِ |
|
ما آيَسَتْ مُدْنَفاً يَوْماً بِهِجْرَتِها | |
|
| إِلاَّ وَقَدْ أَطْمَعَتْ مِنْها بِإِدْلالِ |
|
تَشْفِي القُلُوبَ مَتَى شاءَتْ وَ تَكْلِمُها | |
|
| مِنْ حَيْثُ شاءَتْ بِمَعْسُولٍ وَعَسَّالِ |
|
كَيْفَ التَّخَلُّصُ لِي مِنْها وَقَدْ شَغَفَتْ | |
|
| قَلْبِي كَما شُغِفَ المَهْتُوتُ بِالضّالِ |
|
ما لِلزَّمانِ يُرِينِي مِنْ عَجائِبِهِ | |
|
| بَدائِعاً لَمْ أُكَيِّفْها بِأَقْوالِ |
|
رَضِيتُ بِالحُكْمِ مِنْهُ بَعْدَ مَعْرِفَتِي | |
|
| بِهِ وَصاحَبْتُهُ فِي زِيِّ جُهَّالِ |
|
مَنْ يَلْبَسْ الدَّهْرَ لَو طالَتْ سَلامَتُهُ | |
|
| لابُدَّ يَبْلَ وَما المَلْبُوسُ بِالبالِي |
|
ما أَنْعَمَ العَيْشَ فِي الدُّنْيا لِساكِنِها | |
|
| لَوْلا التَّقَلُّبُ مِنْ حالٍ إِلَى حالِ |
|
عَرَفْتُ بِالدَّهْرِ حَتَّى كِدْتُ أَعْرِفُ ما | |
|
| يَجْرِي بِهِ قَبْلَ أَنْ يَقْضِي بِأَفْعالِ |
|
وَقَدْ أَحَطْتُ وَحُكْمُ الغَيْبِ مُبْتَدَعٌ | |
|
| بِأَوَّلِ الحُكْمِ عِلْماً مِنْهُ وَالتَّالِي |
|
وَجُلْتُ فِي حَلْبَةِ الأَفْكارِ مُخْتَبِراً | |
|
| بِخاطِرٍ فِي خَفِيِّ الغَيْبِ جَوَّالِ |
|
يا أَيُّها النَّاسُ مَنْ لِي أَنْ يَكُونَ أَخاً | |
|
| أَسْعَى لَهُ سَعْيَ أَبْرارٍ وَيَسْعَى لِي |
|
جَرَّبْتُ دَهْرِي وَما غادَرْتُ تَجْرِبَةً | |
|
| إِلاَّ وَأَدْخَلْتُها فِي بَعْضِ أَمْثالِي |
|
فَكَمْ عَلَى حُكْمِ ما يَجْرِي القَضاءُ بِهِ | |
|
| مِنْ نَعْجَةٍ فَتَكَتْ قَسْراً بِرِئْبالِ |
|
إِنِّي وَمَنْ خَلَقَ الإِنْسانَ مِنْ حَمَإٍ | |
|
| وَواصَلَ العَصْرَ أَبْكاراً بِآصالِ |
|
لأَقْضِيَنَّ مَرامِي كُلَّ مَأْرَبَةٍ | |
|
| إِنْ قَدَّرَ اللهُ لِي سُؤْلِي وَآمالِي |
|
وَأَبْرُمَنْ كُلَّ أَمْرٍ ما يُمارِسُهُ | |
|
| فِي النَّاسِ غَيْرُ أَبِيِّ النَّفْسِ مِفْضالِ |
|
يَسْمُو الفَتَى فِي مَعالِيهِ بِهِمَّتِهِ | |
|
| وَسَعْيِهِ لا بِسَعْيِ العَمِّ وَالخالِ |
|
لِي عَزْمَةٌ دُونَها يَنْبُو الحُسامُ وَلِي | |
|
| نَفْسٌ مُنَزَّهَةٌ عَنْ كُلِّ بَطَّالِ |
|
وَهِمَّةٌ فِي العُلا تأْبَى أَوامِرُها | |
|
| مِنْ أَنْ أَكُونَ مُقِيماً بَيْنَ أَنْذالِ |
|
لَوْلا المُتَوَّجُ كَهْلانُ بنُ حافِظِ ما | |
|
| عَقَّبْتُ فِي حَلْبَةِ المَيْدانِ أَشْكالِي |
|
وَلا بَلَغْتُ إِلَى ما قَدْ حَظِيتُ بِهِ | |
|
| مِنَ المَحَلِّ المُنِيفِ السَّامِكِ العالِي |
|
أَعْلَى مَحَلِّيَ فِي العَلْيا وَأَنْزَلَنِي | |
|
| مَنازِلاً ما سَمَتْ قَبْلِي بِنَزَّالِ |
|
مُمَجَّدٌ قَدْ أَحاطَتْ فِي مَمالِكِهِ | |
|
| بِهِ سُرادِقُ مِنْ فَخْرٍ وَإِجْلالِ |
|
بَحْرٌ يَصِيرُ بِهِ بَحْرُ الفُراتِ إِذا | |
|
| ما قِسْتَ بَيْنَهُما يَنْبُوعَ أوْشالِ |
|
كأَنَّ فَيْضَ يَدَيْهِ فَيْضُ غادِيَةٍ | |
|
| قَدْ سَحَّ مُنْسَكِباً مِنْ كَفِّ مِيكالِ |
|
لَمْ تُهْدِ يَوْمَ الوَغَى غاراتُ عَسْكَرِهِ | |
|
| إِلَى الأَعادِي سِوَى بُؤْسٍ وَآجالِ |
|
قُطْبُ الحُرُوبِ إِذا صارَتْ كَتائِبُها | |
|
| تُرْدِي الفَوارِسَ أَبْطالاً بِأَبْطالِ |
|
يَشُقُّ جَيْشَ الأَعادِي غَيْرَ مُدَّرِعٍ | |
|
| بِكُلِّ أَجْرَدَ سامِي الجِيدِ صَهَّالِ |
|
يا خَيْرَ مَنْ أَرْقَلَتْ يَوْماً بِراكِبِها | |
|
| إِلَيْهِ كُلُّ أَمُونِ الظَّهْرِ مِرْقالِ |
|
وَمَنْ تَخَطَّرَ مُذْ جادَ الزَّمانُ بِهِ | |
|
| مِنَ المَحامِدِ فِي بُرْدٍ وَسِرْبالِ |
|
هَذا أَخُوكَ أَبُو دُهْمانَ خَيْرُ أَخٍ | |
|
| نَدْبٌ أَخُو ثِقَةٍ حَمَّالُ أَثْقالِ |
|
يَصْبُو إِلَى المَجْدِ وَالعَلْيا وَرَغْبَتُهُ | |
|
| فِي طارِفِ المَجْدِ لا فِي طارِفِ المالِ |
|
وَقائِلٌ فاعِلٌ ما قالَ مُحْتَسِباً | |
|
| فاحْمَدْهُ مِنْ قائِلٍ فِي النَّاسِ فَعَّالِ |
|
فأَنْتَ أَنْتَ وَإِيَّاهُ كأَنَّكُما | |
|
| مُوسَى وَهارُونُ فِي سَعْيٍ وَ أَعْمالِ |
|
قَدْ صِرْتُما فِي اشْتِباهٍ مِنْ جَلالِكُما | |
|
| بَيْنَ الوَرَى كاشْتِباهِ الدَّالِ وَالذَّالِ |
|
وَلْتَهْنَ فِي عِيدِكَ الأَضْحَى فإِنَّ بِهِ | |
|
| شَوْقاً إِلَيْكَ فَصِلْهُ ناعِمَ البالِ |
|
وَ لَمْ يَزَلْ كُلَّ عامٍ ما الزَّمانُ بَقِي | |
|
| يأْتِي إِلَيْكَ بِإِسْعادٍ وَإِقْبالِ |
|
وَانْعَمْ بِدَوْلَةِ عِزٍّ قَدْ حَوَيْتَ بِها | |
|
| مُلْكاً وَوافَقْتَ فِيها أَيْمَنَ الفالِ |
|
وَاغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ فِي تَقْصِيرِ مَدْحِكَ يا | |
|
| مَنْ لَيْسَ يَلْهُو عَنْ العَلْيا بِأَشْغالِ |
|
فَما مَقالِي وَما المَوْصُوفُ مُتَّصَفٌ | |
|
| جَلَّتْ مَعالِيكَ عَنْ قِيلٍ وَعَنْ قالِ |
|
وَما قَرِيضِي وَما مَدْحِي وَهَيْئَتُهُ | |
|
| سِيّانِ فِي المَدْحِ إِكْثارِي وَإِقْلالِي |
|
قَدْ جازَ شأْوُكَ غاياتِ العُلا وَعَلا | |
|
| فَوْقَ المَدِيحِ فَما قَوْلُ ابْنِ شَوَّالِ |
|
بَراكَ رَبُّكَ مِنْ فَخْرٍ وَمِنْ شَرَفٍ | |
|
| وَصَوَّرَ النَّاسَ مِنْ طِينٍ وَصَلْصالِ |
|