سَبانِي بِتَكْسِيرِ أَجْفانِهِ | |
|
| وَخامَرَنِي سِحْرُ إِنْسانِهِ |
|
وَأَغْرَقَ لَحْظِي بِأَمْواهِهِ | |
|
| وَأَحْرَقَ قَلْبِي بِنِيرانِهِ |
|
وَطالَبْتُهُ الرَّشْفَ مِنْ رِيقِهِ | |
|
| وَحاوَلْتُ تَقْبِيلَ أَسْنانِهِ |
|
فَأَدْبَرَ مُبْتَسِماً ضاحِكاً | |
|
| وَصَدَّ وَأَعْرَضَ فِي شَانِهِ |
|
وَأَطْمَعَنِي لِينُ إِدْلالِهِ | |
|
| وَآيَسَنِي كَوْنُ عِصْيانِهِ |
|
أَغَنُّ رَخِيمٌ هَضِيمُ الحَشا | |
|
| يَهِيجُ الحَمامُ لأَلْحانِهِ |
|
يَجُورُ لَدَى الحُكْمِ فِي سِرِّهِ | |
|
| عَلَى عاشِقِيهِ وَإِعْلانِهِ |
|
فَشَمْسُ الضُّحَى تَحْتَ شالاتِهِ | |
|
| وَدِعْصُ النَّقا تَحْتَ أَرْدانِهِ |
|
تَجَلَّى مَعَ الحُسْنِ فِي حَلْيِهِ | |
|
| بِماءِ الشَّبابِ وَفَيْنانِهِ |
|
فَمَبْسِمُهُ لَمْ يَكُنْ مُذْ نَشا | |
|
| تُقَبِّلُهُ غَيْرُ قُضْبانِهِ |
|
يَمِيسُ بِغُصْنٍ لَهُ ناعِمٍ | |
|
| حَكَى مَيْسُهُ مَيْسَ أَغْصانِهِ |
|
يُجاذِبُ ناحِلَهُ إِنْ مَشَى | |
|
| وَماسَ تَرَجْرُجُ مَلآنِهِ |
|
أَرانِي الوِدادَ وَأَدْيانَهُ | |
|
| فَصِرْتُ مَدِيناً بِأَدْيانِهِ |
|
وَمازَجَ لِي فِي الهَوَى وَصْلَهُ | |
|
| غَداةَ العِتابِ بِهِجْرانِهِ |
|
فَلَيْسَ البَساتِينُ فِي حُسْنِها | |
|
| وَفِي زَهْرِها مِثْلَ بُسْتانِهِ |
|
فَتُفَّاحُها دُونَ تُفَّاحِهِ | |
|
| وَرُمَّانُها دُونَ رُمَّانِهِ |
|
تَرُوحُ وَتَغْدُو بِحافاتِهِ | |
|
| عَلَيْهِ رَوائِحُ رَيْحانِهِ |
|
دَعْ القَلْبَ فِي الحُبِّ يا لائِمِي | |
|
| يَحِنُّ لِتَذْكارِ أَشْجانِهِ |
|
فإِنْ حَلَّ بِي فِي الهَوَى نازِلٌ | |
|
| فَقَدْ حَلَّ قَبْلِي بِغَيْلانِهِ |
|
وَقَدْ هامَ قَبْلِي بِوادِي الهَوَى | |
|
| كُثَيْرٌ وَعَمْروُ بنُ عَجْلانِهِ |
|
فَلَوْلا الهَوَى ما بَكَى قَبْلَ ذا | |
|
| مُطِيعٌ لِنَخْلاتِ حلْوانِهِ |
|
بِنَفْسِي حَبِيباً عَلَى بُعْدِهِ | |
|
| شَجَتْنِي مَعارِفُ أَوْطانِهِ |
|
تَرَحَّلَ فِي الحَيِّ عَنْ أَثْلِهِ | |
|
| وَعَنْ بُرْقَتَيْهِ وَعَنْ بانِهِ |
|
وَقَفْتُ عَلَى رَسْمِهِ بَعْدَما | |
|
| عَفَتْهُ حَوادِثُ أَزْمانِهِ |
|
فَفاضَتْ دُمُوعِيَ وَاسْتَوْكَفَتْ | |
|
| عَلَى الخَدِّ تَجْرِي لِعِرْفانِهِ |
|
سَقَيْتُ مَعالِمَهُ أَدْمُعِي | |
|
| وَقَبَّلْتُ أَحْقافَ كُثْبانِهِ |
|
أَعَلِّلُ نَفْسِيَ مِنْ طِيبِهِ | |
|
| بِشَمِّ العَرارِ وَحَوْذانِهِ |
|
فَيا لَكَ مِنْ مَرْبَعٍ قَدْ عَفا | |
|
| وَأَقْفَرَ مِنْ بَعْدِ سُكَّانِهِ |
|
وَأَضْحَتْ بِهِ وَحْشُ غِزْلانِهِ | |
|
| أَوانِسَ مِنْ بَعْدِ غِزْلانِهِ |
|
تَجُولُ بِمَغْناهُ صِيرانُهُ | |
|
| تَقيِلُ قِياماً لِصِيرانِهِ |
|
وَتَقْطِفُ مِنْها بِأَفْواهِها | |
|
| فُرُوعَ البَشامِ وَسَعْدانِهِ |
|
سَقَى سُوحَهُ مُسْتَهِلُّ الحَيا | |
|
| وَرَوَّاهُ مُسْبِلُ هَتَّانِهِ |
|
تُواصِلُ فِي المُزْنِ حَنَّانَهُ ال | |
|
| بَوارِقُ مِنْهُ بِحَنَّانِهِ |
|
وَمُنْبَسِطٍ مُوحِشٍ مُقْفِرٍ | |
|
| يَطِيشُ بِهِ عَقْلُ رُكْبانِهِ |
|
كَعَرْضِ السَّماواتِ فِي وَسْعِهِ | |
|
| إِذا قِيسَ فِي عَرْضِ غِيطانِهِ |
|
وَلَمْ يَلْقَن السَّمْعُ مِنْ نَبْأَةٍ | |
|
| بِهِ غَيْرَ أَصْواتِ جِنَّانِهِ |
|
قَطَعْتُ سَباسِبَهُ وَالدُّجَى | |
|
| يُرِينِي غَرابِيبَ أَلْوانِهِ |
|
بِأَعْيَسَ إِنْ جَدَّ فِي سَيْرِهِ | |
|
| يُبارِي مُسِفّاتِ عِقبانِهِ |
|
فَلا الطَّيْرُ يَسْبِقُهُ فِي السُّرَى | |
|
| وَإِنْ جَدَّ فِي مَرِّ طَيْرانِهِ |
|
مُجِدًّا إِلَى اللَّوْذَعِيِّ الفَتَى ال | |
|
| مُظَفَّرِ وارِثِ سُلْطانِهِ |
|
مَلِيكٌ تَظَلُّ مُلُوكُ الوَرَى | |
|
| تَخِرُّ خُضُوعاً لِتِيجانِهِ |
|
لَهُ مِنْ مَفاخِرِهِ رايَةٌ | |
|
| تَأَرَّثَها عَنْ سُلَيْمانِهِ |
|
شَأى السَّابِقِينَ بِشَأْوِ العُلا | |
|
| فَعَقَّبَهُمْ خَلْفَ مَيْدانِهِ |
|
وَشَيَّدَ مِنْ مَجْدِهِ مِنْبَراً | |
|
| تَعالَى عَلَى نَجْمِ كَيْوانِهِ |
|
تُحِيطُ الأَقالِيمَ أَقْلامُهُ | |
|
| جَمِيعاً وَتُنْبِي بِعُنْوانِهِ |
|
يَجِلُّ وَيَعْظُمُ عَنْ قَيْصَرٍ | |
|
| وَدارا بنِ دارا وَخاقانِهِ |
|
وَلَيْسَ يُقاسُ بِكِسْرَى وَلا ابْ | |
|
| نِ ذِي يَزَنٍ رَبِّ غُمْدانِهِ |
|
فَلَوْلا التُّقَى عِنْدَ تَكْيِيفِهِ | |
|
| لأَذَّنْتُ جَهْراً بِسُبْحانِهِ! |
|
فَصَرْفُ القَضاءِ وَأَفْلاكِهِ | |
|
| يَكُونُ لَهُ بَعْضُ أَعْوانِهِ |
|
بَنَى المَجْدَ حَتَّى بِهِ أَصْبَحَتْ | |
|
| نُجُومُ السَّما تَحْتَ بُنْيانِهِ |
|
وَأَسَّسَ بِالفَضْلِ فِي قَوْمِهِ | |
|
| بِحَيْثُ اصْطَفَى أَصْلَ سِيسانِهِ |
|
وَطالَ السَّما سَمْكُهُ فاسْتَوَى | |
|
| وَنافَ عَلَى بُرْجِ سَرْطانِهِ |
|
وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ مِنْ عَدْلِهِ | |
|
| بِنُورٍ يُضِيءُ بِبُرْهانِهِ |
|
يَقُودُ الجِيادَ لِوُفَّادِهِ | |
|
| وَيُمْطِرُهُمْ غَيْثَ عِقْيانِهِ |
|
لَهُ فِي السَّجايا نَدَى حاتِمٍ | |
|
| وَكَعْبٍ وَصَوْلَةُ حَسَّانِهِ |
|
وَلَو جُودُهُ وَدْقُ هَطَّالِهِ | |
|
| لأَتْبَعَ نُوحاً بِطُوفانِهِ |
|
يُغادِرُ أَعْداءَهُ فِي الوَغَى | |
|
| مَآدِبَ صَرْعَى لِذُوبانِهِ |
|
وَيَعْقِرُ كُلَّ أَمُونِ القَرا | |
|
| وَإِنْ هِيَ عَزَّتْ لِضِيفانِهِ |
|
تُزَلْزِلُ كُلَّ بِلادٍ غَدَتْ | |
|
| عَلَيْها كَتائِبُ فُرْسانِهِ |
|
سَرَى فِي البَرايا نَدَى كَفِّهِ | |
|
| فأَحْيا بِهِ ذِكْرَ نَبْهانِهِ |
|
مُؤَمِّلُهُ فِي النَّدَى لَمْ يَخَفْ | |
|
| غَداةَ اللِّقا وَجْهَ حِرْمانِهِ |
|
تَجَلَّى بِأَخْلاقِ كَهْلانِهِ | |
|
| وَأَبَدَى مَكارِمَ عُثْمانِهِ |
|
أَواحِدَ ذَا العَصْرِ فِي مَجْدِهِ | |
|
| وَمُخْلِصَ تَوْحِيدِ رَحْمانِهِ |
|
وَيا مَنْ لَهُ نَسَبٌ يَنْتَمِي | |
|
| لِيَعْرُبِهِ بنِ قَحْطانِهِ |
|
لَكَ المَجْدُ فِي الأَرْضِ أَعْطاكَهُ | |
|
|
وَهَلْ نِعْمَةُ اللهِ مِنْ حاسِدٍ | |
|
| يُغَيِّرُ فِيها بِبُهْتانِهِ |
|
فَلَيْسَ يَضُرُّكَ كَيْدُ امْرِئٍ | |
|
| وَإِنْ غَرَّهُ نَزْعُ شَيْطانِهِ |
|
فَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ فِي جَهْلِهِ | |
|
| مُضِرٌّ لِمُوسَى بنِ عِمْرانِهِ |
|
وَإِنْ كانَ فِي الجَهْلِ مُسْتَنْصِراً | |
|
| بِقارُونِهِ أَو بِهامانِهِ |
|
وَدُونَكَ ما جاءَ مِنْ شاعِرٍ | |
|
| يُرِيكَ فَصاحَةَ سَحْبانِهِ |
|
أَقامَ لَهُ الوَزْنَ فِي نَسْقِهِ | |
|
| بِمَدْحِكَ قِسْطٌ بِمِيزانِهِ |
|
وَرَصَّعَ فِي نَظْمِهِ دُرَّهُ | |
|
| عَلَى السَّبْكِ مِنْهُ بِمَرْجانِهِ |
|
مَعانِيهِ تُهْدِي بِإِنْشادِهِ | |
|
| لِذِهْنِكَ حِكْمَةَ لُقْمانِهِ |
|
وَقَدْ كادَ يُهْدِي إِذا ما بَدا | |
|
| ضِياءً لأَعْيُنِ عُمْيانِهِ |
|
لِغاياتِهِ لَمْ يَكُنْ مُدْرِكاً | |
|
| أُوُلُوا العِلْمِ غاياتِ أَثْمانِهِ |
|
أَتاكَ بِهِ رَبُّهُ قاصِداً | |
|
| يَحُثُّ رَواحِلَ كِيرانِهِ |
|
تَقَرَّبَ بَيْنَ البَرايا بِهِ | |
|
| إِلَيْكَ لِيَحْظَى بِقُرْبانِهِ |
|
وَيَرْجُوكَ تَكْبِتُ حُسَّادَهُ | |
|
| وَتَكْشِفُ غَمَّاتِ أَحْزانِهِ |
|
وَكَمْ لَكَ مِنْ عِقْدِ مَنْظُومَةِ | |
|
| يُضِيءُ بِها وَجْهُ مَيْدانِهِ |
|