تَلاهَيْتُ إِلَّا ما يُجِنُّ ضَمِيرُ | |
|
| وَدَارَيْتُ إِلَّا مَا يَنِمُّ زَفِيرُ |
|
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمَانَ أَمْرِهِ | |
|
| وَفِي الصَّدْرِ مِنْهُ بَارِحٌ وَسَعِيرُ |
|
فَيَا قَاتَلَ اللهُ الْهَوَى مَا أَشَدَّهُ | |
|
| عَلَى المَرْءِ إِذْ يَخْلُو بِهِ فَيُغِيرُ |
|
تَلِينُ إِلَيهِ النَّفْسُ وَهْيَ أَبِيَّةٌ | |
|
| وَيَجْزَعُ مِنْهُ الْقَلْبُ وَهْوَ صَبُورُ |
|
نَبَذْتُ لَهُ رُمْحِي وَأَغْمَدْتُ صَارِمِي | |
|
| وَنَهْنَهْتُ مُهْرِي والْمُرَادُ غَزِيرُ |
|
وَأَصْبَحْتُ مَفْلُولَ الْمَخَالِبِ بَعْدَمَا | |
|
| سَطَوْتُ وَلِي فِي الْخَافِقَيْنِ زَئِيرُ |
|
فَيَا لَسَرَاةِ الْقَومِ دَعْوَةُ عَائِذٍ | |
|
| أَمَا مِنْ سَمِيعٍ فِيكُمُ فَيُجِيرُ |
|
لَطَالَ عَلَيَّ اللَّيْلُ حَتى مَلِلْتُهُ | |
|
| وَعَهْدِي بِهِ فِي مَا عَلِمْتُ قَصِيرُ |
|
أَلا فَرَعَى اللهُ الصِّبَا مَا أَبَرَّهُ | |
|
| وَحَيَّا شَبَاباً مَرَّ وَهْوَ نَضِيرُ |
|
إِذِ الْعَيْشُ أَفْوَافٌ تَرِفُّ ظِلالُهُ | |
|
| عَلَيْنَا وَسَلْسَالُ الْوَفَاءِ نَمِيرُ |
|
وَإِذْ نَحْنُ فيما بَيْنَ إِخْوَانِ لَذَّةٍ | |
|
| عَلَى شِيَمٍ مَا إِنْ بِهِنَّ نَكِيرُ |
|
تَدُورُ عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَلاعِبٍ | |
|
| بِهَا اللَّهْوُ خِدْنٌ وَالشَّبَابُ سَمِيرُ |
|
فَأَلْحَاظُنَا بَيْنَ النُّفُوسِ رَسَائِلٌ | |
|
| وَرَيْحَانُنَا بَيْنَ الْكُؤُوسِ سَفِيرُ |
|
عَقَدْنَا جَنَاحَيْ لَيْلِنا بِنَهَارِنَا | |
|
| وَطِرْنَا مَعَ اللَّذَّاتِ حَيْثُ تَطِيرُ |
|
وَقُلْنَا لِساقِينَا أَدِرْهَا فَإِنَّمَا | |
|
| بَقَاءُ الْفَتَى بَعْدَ الشَّبَابِ يَسِيرُ |
|
فَطَافَ بِهَا شَمْسِيَّةً لَهَبِيَّةً | |
|
| لَهَا عِنْدَ أَلْبَابِ الرِّجَالِ ثُؤُورُ |
|
إِذَا مَا شَرِبْنَاهَا أَقَمْنَا مَكَانَنَا | |
|
| وَظَلَّتْ بِنَا الأَرْضُ الْفَضَاءُ تَدُورُ |
|
وَكَمْ لَيْلَةٍ أَفْنَيْتُ عُمْرَ ظَلامِهَا | |
|
| إِلَى أَنْ بَدَا لِلصُّبْحِ فيهِ قَتِيرُ |
|
شَغَلْتُ بِهَا قَلْبِي وَمَتَّعْتُ نَاظِرِي | |
|
| وَنَعَّمْتُ سَمْعِي وَالْبَنَانُ طَهُورُ |
|
صَنَعْتُ بِهَا صُنْعَ الْكَرِيمِ بِأَهْلِهِ | |
|
| وَجِيرَتِهِ والْغَادِرُونَ كَثِيرُ |
|
فَمَا رَاعَنَا إِلَّا حَفِيفُ حَمَائِمٍ | |
|
| لَهَا بَيْنَ أَطْرَافِ الْغُصُونِ هَدِيرُ |
|
تُجَاوِبُ أَتْرَاباً لَهَا فِي خَمَائِلٍ | |
|
| لَهُنَّ بِهَا بَعْدَ الْحَنِينِ صَفِيرُ |
|
نَوَاعِمُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ | |
|
| وَلا دَائِراتِ الدَّهْرِ كَيْفَ تَدُورُ |
|
تَوَسَّدُ هَامَاتٌ لَهُنَّ وَسَائِداً | |
|
| مِنَ الرِّيشِ فِيهِ طَائِلٌ وَشَكِيرُ |
|
كَأَنَّ عَلَى أَعْطَافِها مِنْ حَبِيكِها | |
|
| تَمائِمَ لَمْ تُعْقَدْ لَهُنَّ سُيُورُ |
|
خَوَارِجُ مِنْ أَيْكٍ دَوَاخِلُ غَيْرِهِ | |
|
| زَهَاهُنَّ ظِلٌ سَابِغٌ وَغَدِيرُ |
|
إِذَا غَازَلَتْهَا الشَّمْسُ رَفَّتْ كَأَنَّما | |
|
| عَلَى صَفْحَتَيْهَا سُنْدُسٌ وَحَرِيرُ |
|
فَلَمَّا رَأَيْتُ الصُّبْحَ قَدْ رَفَّ جِيدُهُ | |
|
| وَلَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْجِ الظَلامِ سُتُورُ |
|
خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهاً وَإِنَّمَا | |
|
| يَتِيهُ الْفَتَى إِنْ عَفَّ وَهْوَ قَدِيرُ |
|
وَلِي شِيمَةٌ تَأْبَى الدَّنَايَا وَعَزْمَةٌ | |
|
| تَرُدُّ لُهَامَ الْجَيْشِ وَهْوَ يَمُورُ |
|
إِذَا سِرْتُ فَالأَرْضُ الَّتِي نَحْنُ فَوْقَهَا | |
|
| مَرَادٌ لِمُهْرِي وَالْمَعَاقِلُ دُورُ |
|
فَلا عَجَبٌ إِنْ لَمْ يَصُرْنِيَ مَنْزِلٌ | |
|
| فَلَيْسَ لِعِقْبَانِ الْهَوَاءِ وُكُورُ |
|
هَمَامَةُ نَفْسٍ لَيْسَ يَنْقِي رِكَابَها | |
|
| رَوَاحٌ عَلَى طُولِ الْمَدَى وَبُكُورُ |
|
مُعَوَّدةٌ أَلَّا تَكُفَّ عِنَانَهَا | |
|
| عَنِ الْجِدِّ إِلَّا أَنْ تَتِمَّ أُمُورُ |
|
لَهَا مِنْ وَرَاءِ الْغَيْبِ أُذْنٌ سَمِيعَةٌ | |
|
| وَعَيْنٌ تَرَى مَا لا يَرَاهُ بَصِيرُ |
|
وَفَيْتُ بِمَا ظَنَّ الْكِرامُ فِرَاسةً | |
|
| بِأَمْرِي وَمِثْلِي بِالْوَفَاءِ جَدِيرُ |
|
وَأَصْبَحْتُ مَحْسُودَ الْجَلالِ كَأَنَّنِي | |
|
| عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي الزَمَانِ أَمِيرُ |
|
إِذَا صُلْتُ كَفَّ الدَّهْرُ مِنْ غُلَوَائِهِ | |
|
| وَإِن قُلْتُ غَصَّتْ بِالْقُلُوبِ صُدُورُ |
|
مَلَكْتُ مَقَالِيدَ الْكَلامِ وَحِكْمَةً | |
|
| لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمُ الضِّيَاءِ مُنِيرُ |
|
فَلَوْ كُنْتُ فِي عَصْرِ الْكَلامِ الَّذِي انْقَضَى | |
|
| لَبَاءَ بِفَضْلِي جَرْوَلٌ وَجَرِيرُ |
|
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرَكْتُ النُّواسِيَّ لَمْ يَقُلْ | |
|
| أَجَارَةَ بَيْتَيْنَا أَبُوكِ غَيُورُ |
|
وَمَا ضَرَّنِي أَنِّي تَأَخَّرْتُ عَنْهُمُ | |
|
| وَفَضْلِي بَيْنَ الْعَالَمِينَ شَهِيرُ |
|
فَيَا رُبَّمَا أَخْلَى مِنَ السَّبْقِ أَوَّلٌ | |
|
| وَبَزَّ الْجِيَادَ السَابِقَاتِ أَخِيرُ |
|