لِمِثْلِ ذَا الْيَوْمِ كَانَ الْمُلْكُ يَنْتَظِرُ | |
|
| فَاسْعَدْ بِهَا دَوْلَةً عُنْوانُها الظَّفَرُ |
|
تَهَلَّلَتْ مِصْرُ بَعْدَ الْيَأْسِ وَابتَهَجَتْ | |
|
| بِكَ الرَّعِيَّةُ حَتَّى عَمَّهَا الْحَبَرُ |
|
نالَتْ بِنَصْرِكَ مَا كَانَتْ تُؤَمِّلُهُ | |
|
| لا زِلْتَ لِلْمُلْكِ وَالإِسْلامِ تَنْتَصِرُ |
|
فَالْعَدْلُ مُنْبَسِطٌ وَالْجَوْرُ مُنْقَبِضٌ | |
|
| وَالأَمْنُ مُنْسَدِلٌ وَالْخَوْفُ مُنْشَمِرُ |
|
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَافَى بَعْدَ دَاجِيَةٍ | |
|
| كَمَا تَبَلَّجَ عَنْ مَكْنُونِهِ السَّحَرُ |
|
فَالنَّاسُ مِنْ طَرَبٍ فِي نَشْوَةٍ أَخَذَتْ | |
|
| بِهِمْ فَمَالُوا كَأَنَّ الْقَومَ قَدْ سَكِرُوا |
|
مُسْتَوفِضُونَ إِلَى الدَّاعِي تَسِيلُ بِهِمْ | |
|
| أَرْضٌ وَتَجْمَعُهُم أُخْرَى فَهُمْ زُمَرُ |
|
في كُلِّ نَادٍ خَطِيْبٌ حَوْلَ مِنْبَرِهِ | |
|
| جَمْعٌ وَفِي كُلِّ وادٍ تَرْكُضُ الْبَشَرُ |
|
يَسْتَعْذِبُ السَّمْعُ مَا يُمْلِي اللِّسَانُ لَهُ | |
|
| وَيَعْلَقُ الْقَلْبُ مَا يُوحِي بِهِ الْبَصَرُ |
|
فَلا شَقَاءٌ وَلا بَأْسٌ وَلا فَزَعٌ | |
|
| وَلا عَدَاءٌ وَلا غَدْرٌ وَلا حَذَرُ |
|
عِيدٌ تَهلَّلَتِ الدُّنْيَا بِهِ فَرَحاً | |
|
| وَنِعْمَةٌ لَيْسَ يَقْضِي حَقَّهَا الْبَشَرُ |
|
وَكَيْفَ لا تَفْخَرُ الدُّنْيَا بِطَلْعَةِ مَنْ | |
|
| لَوْلاهُ لَمْ يَبْقَ فِيهَا لاِمْرِئٍ وَطَرُ |
|
فَاسْتَبْشِرُوا يَا بَنِي الأَوطَانِ إِنَّ لَكُمْ | |
|
| مِنْ عَدْلِهِ جَنَّةً يَجْرِي بِهَا نَهَرُ |
|
هُوَ الْمَلِيكُ الَّذِي لَوْلا سِيَاسَتُهُ | |
|
| مَا كَانَ لِلْعَدْلِ لا عَيْنٌ وَلا أَثَرُ |
|
أَفْضَى إِلَى مِصْرَ وَالدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ | |
|
| فَمَا تَمَثَّلَ حَتَّى أَجْفَلَ الْخَطَرُ |
|
مُوَفَّقٌ لِصَنِيعِ الْخَيْرِ مُبْتَدِعٌ | |
|
| لِمَا تُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهِ الْفِكَرُ |
|
يَهْمِي نَدىً وَرَدىً جُوداً وَمَحْمِيَةً | |
|
| كَذَلِكَ الدَّهْرُ فِيهِ النَّفْعُ وَالضَّرَرُ |
|
يَسْطُو بِرِفْقٍ إِذَا مَا الْحَزْمُ أَعْوَزَهُ | |
|
| إِلَى الْعِقَابِ وَيَعْفُو حِينَ يَقْتَدِرُ |
|
فَالْبَطْشُ مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ حِكْمَةٍ سَرَفٌ | |
|
| وَالْحِلْمُ مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ قُدْرَةٍ خَوَرُ |
|
إِذَا ارْتَأَى بَدَرَتْ أَنْوَارُ حِكْمَتِهِ | |
|
| كَمَا تَطَايَرَ بَعْدَ الْقَدْحَةِ الشَّرَرُ |
|
دَلَّتْ عَلَى فَضْلِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ | |
|
| وَكُلُّ شَيءٍ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ أَثَرُ |
|
إِذَا تَبَسَّمَ فَاضَتْ رَاحَتَاهُ لَنَا | |
|
| جُوداً وَمَا كُلُّ بَرْقٍ خَلْفَهُ مَطَرُ |
|
تَملَّ بِالْمُلكِ يَاعَبَّاسُ وَابْقَ لَنَا | |
|
| فِي نِعْمةٍ لَمْ يُخَالِطْ صَفْوَهَا كَدَرُ |
|
فَأَنْتَ مِنْ دَوْحَةٍ فِي الْمَجْدِ بَاسِقَةٍ | |
|
| طَابَتْ وَدَلَّ عَلَيْهَا النَّوْرُ وَالثَّمَرُ |
|
بَلَغْتُ مَجْهُودَ نَفْسِي في الثَّنَاءِ وَلَمْ | |
|
| أَبْلُغْ عُلاكَ وَأَنَّى يُدْرَكُ الْقَمَرُ |
|
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِإِصغَاءٍ إِلَى كَلِمٍ | |
|
| تُعَدُّ فِي النُّطْقِ إِلَّا أَنَّهَا دُرَرُ |
|
وَسَمْتُهَا بِاسْمِكَ الْعَالِي فَأَلْبَسَهَا | |
|
| حُسْنَاً تَتِيهُ بِهِ الدُّنْيَا وَتَفْتَخِرُ |
|
إِذَا تَلاهَا لِسَانُ الشُّكْرِ قَامَ لَهَا | |
|
| حُبَّاً بِذِكْرِ عُلاكَ الْبَدْوُ وَالْحَضَرُ |
|
لا زِلْتَ مَوْرِدَ آمَالٍ تَحُومُ بِهِ | |
|
| طَيْرُ الْقُلُوبِ إِلَى أَنْ تُنْشَرَ الصُّوَرُ |
|