أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ | |
|
| وَهَفَا السُّرَى بِأَعِنَّةِ الْفُرْسَانِ |
|
وَاللَّيْلُ مَنْشُورُ الذَّوَائِبِ ضَارِبٌ | |
|
| فَوْقَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَى بِجِرَانِ |
|
لا تَسْتَبِينُ الْعَيْنُ فِي ظَلمَائِهِ | |
|
| إِلَّا اشْتِعَالَ أَسِنَّةِ الْمُرَّانِ |
|
نَسْرِي بِهِ مَا بَيْنَ لُجَّةِ فِتْنَةٍ | |
|
| تَسْمُو غَوَارِبُهَا عَلَى الطُّوفَانِ |
|
فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ وَكُلِّ ثَنِيَّةٍ | |
|
| تَهْدَارُ سَامِرَةٍ وَعَزْفُ قِيَانِ |
|
تَسْتَنُّ عَادِيَةٌ وَيَصْهَلُ أَجْرَدٌ | |
|
| وَتَصِيحُ أَحْرَاسٌ وَيَهْتِفُ عَانِي |
|
قَوْمٌ أَبَى الشَّيْطَانُ إِلَّا نَزْغَهُمْ | |
|
| فَتَسَلَّلُوا مِنْ طَاعَةِ السُّلْطَانِ |
|
مَلأُوا الْفَضَاءَ فَمَا يَبِينُ لِنَاظِرٍ | |
|
| غَيْرُ الْتِمَاعِ الْبِيضِ وَالْخُرْصَانِ |
|
فَالْبَدْرُ أَكْدَرُ وَالسَّمَاءُ مَرِيضَةٌ | |
|
| وَالْبَحْرُ أَشْكَلُ وَالرِّمَاحُ دَوَانِي |
|
وَالْخَيْلُ وَاقِفَةٌ عَلَى أَرْسَانِهَا | |
|
| لِطِرَادِ يَوْمِ كَرِيهَةٍ وَرِهَانِ |
|
وَضَعُوا السِّلاحَ إِلَى الصَّبَاحِ وَأَقْبَلُوا | |
|
| يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسُنِ النِّيرَانِ |
|
حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ أَسْفَرَ وَارْتَمَتْ | |
|
| عَيْنَايَ بَيْنَ رُبَىً وَبَيْنَ مَحَانِي |
|
فَإِذَا الْجِبَالُ أَسِنَّةٌ وَإِذَا الْوِهَا | |
|
| دُ أَعِنَّةٌ وَالْمَاءُ أَحْمَرُ قَانِي |
|
فَتَوَجَّسَتْ فَرَطُ الرِّكَابِ وَلَمْ تَكُنْ | |
|
| لِتَهَابَ فَامْتَنَعَتْ عَلَى الأَرْسَانِ |
|
فَزِعَتْ فَرَجَّعَتِ الْحَنِينَ وَإِنَّمَا | |
|
| تَحْنَانُهَا شَجَنٌ مِنَ الأَشْجَانِ |
|
ذَكَرَتْ مَوَارِدَهَا بِمِصْرَ وَأَيْنَ مِنْ | |
|
| مَاءٍ بِمِصْرَ مَنَازِلُ الرُّومَانِ |
|
وَالنَّفْسُ مُولَعَةٌ وَإِنْ هِيَ صَادَفَتْ | |
|
| خَلَفَاً بِأَوَّلِ صَاحِبٍ وَمَكَانِ |
|
فَسَقَى السِّمَاكُ مَحَلَّةً وَمَقَامَةً | |
|
| فِي مِصْرَ كُلَّ رَوِيَّةٍ مِرْنَانِ |
|
حَتَّى تَعُودَ الأَرْضُ بَعْدَ مُحُولِهَا | |
|
| شَتَّى النَّمَاءِ كَثِيرَةَ الأَلْوَانِ |
|
بَلَدٌ خَلَعْتُ بِهَا عِذَارَ شَبِيبَتِي | |
|
| وَطَرَحْتُ فِي يُمْنَى الْغَرَامِ عِنَانِي |
|
فَصَعِيدُهَا أَحْوَى النَّبَاتِ وَسَرْحُهَا | |
|
| أَلْمَى الظِّلالِ وَزَهْرُهَا مُتَدَانِي |
|
فَارَقْتُهَا طَلَباً لِمَا هُوَ كَائِنٌ | |
|
| وَالْمَرْءُ طَوْعُ تَقَلُّبِ الأَزْمَانِ |
|
حَمَلَ الزَّمَانُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَجْنِهِ | |
|
| إِنَّ الأَمَاثِلَ عُرْضَةُ الْحِدْثَانِ |
|
نَقَمُوا عَلَيَّ وَقَدْ فَتَكْتُ شَجَاعَتِي | |
|
| إِنَّ الشَّجَاعَةَ حِلْيَةُ الفِتْيَانِ |
|
فَلْيَهْنَإِ الدَّهْرُ الْغَيُورُ بِرِحْلَتِي | |
|
| عَنْ مِصْرَ وَلْتَهْدَأْ صُرُوفُ زَمَانِي |
|
فَلَئِنْ رَجعْتُ وَسَوْفَ أَرْجِعُ وَاثِقَاً | |
|
| بِاللَّهِ أَعْلَمْتُ الزَّمَانَ مَكَانِي |
|
صَادَقْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ حَتَّى خَانَنِي | |
|
| وَحَفِظْتُ مِنْهُ مَغِيبَهُ فَرَمَانِي |
|
زَعَمَ النَّصِيحَةَ بَعْدَ أَنْ بَلَغَتْ بِهِ | |
|
| غِشّاً وَجَازَى الْحَقَّ بِالْبُهْتَانِ |
|
فَلْيَجْرِ بَعْدُ كَمَا أَرَادَ بِنَفْسِهِ | |
|
| إِنّ الشَّقِيَّ مَطِيَّةُ الشَّيْطَانِ |
|
وَكَذا اللَّئِيمُ إِذَا أَصَابَ كَرَامَةً | |
|
| عَادَى الصَّدِيقَ وَمَالَ بِالإِخْوَانِ |
|
كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي عَلَى أَعْرَاقِهِ | |
|
| وَالطَّبْعُ لَيْسَ يَحُولُ فِي الإِنْسَانِ |
|
فَعَلامَ يَلْتَمِسُ الْعَدُوُّ مَسَاءَتِي | |
|
| مِنْ بَعْدِ مَا عَرَفَ الْخَلائِقُ شَانِي |
|
أَنَا لا أَذِلُّ وَإِنَّمَا يَزَعُ الْفَتَى | |
|
| فَقْدُ الرَّجَاءِ وَقِلَّةُ الأَعْوَانِ |
|
فَلْيَعْلَمَنَّ أَخُو الْجَهَالَةِ قَصْرَهُ | |
|
| عَنِّي وَإِنْ سَبَقَتْ بِهِ قَدَمَانِ |
|
فَلَرُبَّمَا رَجَحَ الْخَسِيسُ مِنَ الْحَصَى | |
|
| بِالدُّرِّ عِنْدَ تَمَاثُلِ الْمِيزَانِ |
|
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ وَأَخْطَأَ حَاسِدٌ | |
|
| مَسْعَاتَهُ فَهَذَى بِهِ وَقَلانِي |
|