مَتى أَنتَ عَن ذُهلِيَّةِ الحَيِّ ذاهِلُ | |
|
| وَقَلبُكَ مِنها مُدَّةَ الدَهرِ آهِلُ |
|
تُطِلُّ الطُلولُ الدَمعَ في كُلِّ مَوقِفٍ | |
|
| وَتَمثُلُ بِالصَبرِ الدِيارُ المَواثِلُ |
|
دَوارِسُ لَم يَجفُ الرَبيعُ رُبوعَها | |
|
| وَلا مَرَّ في أَغفالِها وَهوَ غافِلُ |
|
فَقَد سَحَبَت فيها السَحائِبُ ذَيلَها | |
|
| وَقَد أُخمِلَت بِالنَورِ فيها الخَمائِلُ |
|
تَعَفَّينَ مِن زادِ العُفاةِ إِذا اِنتَحى | |
|
| عَلى الحَيِّ صَرفُ الأَزمَةِ المُتَماحِلُ |
|
لَهُم سَلَفٌ سُمرُ العَوالي وَسامِرٌ | |
|
| وَفيهِم جَمالٌ لا يَغيضُ وَجامِلُ |
|
لَيالِيَ أَضلَلتَ العَزاءَ وَجَوَّلَت | |
|
| بِعَقلِكَ آرامُ الخُدورِ العَقائِلُ |
|
مِنَ الهيفِ لَو أَنَّ الخَلاخِلَ صُيِّرَت | |
|
| لَها وُشُماً جالَت عَلَيها الخَلاخِلُ |
|
مَها الوَحشِ إِلّا أَنَّ هاتا أَوانِسٌ | |
|
| قَنا الخَطَ إِلّا أَنَّ تِلكَ ذَوابِلُ |
|
هَوىً كانَ خِلساً إِنَّ مِن أَحسَنِ الهَوى | |
|
| هَوىً جُلتَ في أَفنائِهِ وَهوَ خامِلُ |
|
أَبا جَعفَرِ إِنَّ الجَهالَةَ أُمُّها | |
|
| وَلودٌ وَأُمُّ العِلمِ جَدّاءُ حائِلُ |
|
أَرى الحَشوَ وَالدَهماءَ أَضحَوا كَأَنَّهُم | |
|
| شُعوبٌ تَلاقَت دونَنا وَقَبائِلُ |
|
غَدَوا وَكَأَنَّ الجَهلَ يَجمَعُهُم بِهِ | |
|
| أَبٌ وَذَوو الآدابِ فيهِم نَواقِلُ |
|
فَكُن هَضبَةً نَأوي إِلَيها وَحَرَّةً | |
|
| يُعَرِّدُ عَنها الأَعوَجِيُّ المَناقِلُ |
|
فَإِنَّ الفَتى في كُلِّ ضَربٍ مُناسِبٌ | |
|
| مَناسِبَ روحانِيَّةً مِن يُشاكِلُ |
|
وَلَم تَنظِمِ العِقدَ الكَعابُ لِزينَةٍ | |
|
| كَما تَنظِمُ الشَمعَ الشَتيتَ الشَمائِلُ |
|
وَأَنتَ شِهابٌ في المُلِمّاتِ ثاقِبٌ | |
|
| وَسَيفٌ إِذا ما هَزَّكَ الحَقُّ قاصِلُ |
|
مِنَ البيضِ لَم تَنضُ الأَكُفُّ كَنَصلِهِ | |
|
| وَلا حَمَلَت مِثلاً إِلَيهِ الحَمائِلُ |
|
مُؤَرِّثُ نارٍ وَالإِمامُ يَشُبُّها | |
|
| وَقائِلُ فَصلٍ وَالخَليفَةُ فاعِلُ |
|
وَإِنَّكَ إِن صَدَّ الزَمانُ بِوَجهِهِ | |
|
| لَطَلقٌ وَمِن دونِ الخَليفَةِ باسِلُ |
|
لَئِن نَقِموا حوشِيَّةً فيكَ دونَها | |
|
| لَقَد عَلِموا عَن أَيِّ عِلقٍ تُناضِلُ |
|
هِيَ الشَيءُ مَولى المَرءِ قِرنٌ مُبايِنٌ | |
|
| لَهُ وَاِبنُهُ فيها عَدُوٌّ مُقاتِلُ |
|
إِذا فَضَلَت عَن رَأيِ غَيرِكَ أَصبَحَت | |
|
| وَرَأيُكَ عَن جِهاتِها السِتِّ فاضِلُ |
|
وَخَطبٍ جَليلٍ دونَها قَد شَغَلتَهُ | |
|
| وَفي دونِهِ شُغلٌ لِغَيرِكَ شاغِلُ |
|
رَدَدتَ السَنا في شَمسِهِ بَعدَ كُلفَةٍ | |
|
| كَأَنَّ اِنتِصافَ اليَومِ فيها أَصائِلُ |
|
تَرى كُلَّ نَقصٍ تارِكَ العِرضِ وَالتُقى | |
|
| كَمالاً إِذا المُلكُ اِعتَدى وَهوَ كامِلُ |
|
جَمَعتَ عُرى أَعمالِها بَعدَ فُرقَةٍ | |
|
| إِلَيكَ كَما ضَمَّ الأَنابيبَ عامِلُ |
|
فَأَضحَت وَقَد ضُمَّت إِلَيكَ وَلَم تَزَل | |
|
| تُضَمُّ إِلى الجَيشِ الكَثيفِ القَنابِلُ |
|
وَما بَرِحَت صُوَراً إِلَيكَ نَوازِعاً | |
|
| أَعِنَّتُها مُذ راسَلَتكَ الرَسائِلُ |
|
لَكَ القَلَمُ الأَعلى الَّذي بِشَباتِهِ | |
|
| تُصابُ مِنَ الأَمرِ الكُلى وَالمَفاصِلُ |
|
لَهُ الخَلَواتُ اللاءِ لَولا نَجِيُّها | |
|
| لَما اِحتَفَلَت لِلمُلكِ تِلكَ المَحافِلُ |
|
لُعابُ الأَفاعي القاتِلاتِ لُعابُهُ | |
|
| وَأَريُ الجَنى اِشتارَتهُ أَيدٍ عَواسِلُ |
|
لَهُ ريقَةٌ طَلٌّ وَلَكِنَّ وَقعَها | |
|
| بآِثارِهِ في الشَرقِ وَالغَربِ وابِلُ |
|
فَصيحٌ إِذا اِستَنطَقتَهُ وَهوَ راكِبٌ | |
|
| وَأَعجَمُ إِن خاطَبتَهُ وَهوَ راجِلُ |
|
إِذا ما اِمتَطى الخَمسَ اللِطافَ وَأُفرِغَت | |
|
| عَلَيهِ شِعابُ الفِكرِ وَهيَ حَوافِلُ |
|
أَطاعَتهُ أَطرافَ القَنا وَتَقَوَّضَت | |
|
| لِنَجواهُ تَقويضَ الخِيامِ الجَحافِلُ |
|
إِذا اِستَعزَزَ الذِهنَ الذَكِيَّ وَأَقبَلَت | |
|
| أَعاليهِ في القِرطاسِ وَهيَ أَسافِلُ |
|
وَقَد رَفَدَتهُ الخَنصَرانِ وَشَدَّدَت | |
|
| ثَلاثَ نَواحيهِ الثَلاثُ الأَنامِلُ |
|
رَأَيتَ جَليلاً شَأنُهُ وَهوَ مُرهَفٌ | |
|
| ضَنىً وَسَميناً خَطبُهُ وَهوَ ناحِلُ |
|
أَرى اِبنَ أَبي مَروانَ أَمّا عَطاؤُهُ | |
|
| فَطامٍ وَأَمّا حُكمُهُ فَهوَ عادِلُ |
|
هُوَ المَرءُ لا الشورى اِستَبَدَّت بِرَأيِهِ | |
|
| وَلا قَبَضَت مِن راحَتَيهِ العَواذِلُ |
|
مُعَرَّسُ حَقٍّ مالُهُ وَلَرُبَّما | |
|
| تَحَيَّفَ مِنهُ الخَطبُ وَالخَطبُ باطِلُ |
|
لَقاحٌ فَلَم تَخدِجهُ بِالضَيمِ مِنَّةٌ | |
|
| وَلا نالَ أَنفاً مِنهُ بِالذُلِّ نائِلُ |
|
تَرى حَبلَهُ غَرثانَ مِن كُلِّ غَدرَةٍ | |
|
| إِذا نُصِبَت تَحتَ الحِبالِ الحَبائِلُ |
|
فَتىً لا يَرى أَنَّ الفَريضَةَ مَقتَلٌ | |
|
| وَلَكِن يَرى أَنَّ العُيوبَ المَقاتِلُ |
|
وَلا غُمُرٌ قَد رَقَّصَ الخَفضُ قَلبَهُ | |
|
| وَلا طارِفٌ في نِعمَةِ اللَهِ جاهِلُ |
|
أَبا جَعفَرٍ إِنَّ الخَليفَةَ إِن يَكُن | |
|
| لِوُرّادِنا بَحراً فَإِنَّكَ ساحِلُ |
|
وَما راغِبٌ أَسرى إِلَيكَ بِراغِبٍ | |
|
| وَلا سائِلٌ أَمَّ الخَليفَةَ سائِلُ |
|
تَقَطَّعَتِ الأَسبابُ إِن لَم تُغرِ لَها | |
|
| قُوىً وَيَصِلها مِن يَمينِكَ واصِلُ |
|
سِوى مَطلَبٍ يُنضي الرَجاءَ بِطولِهِ | |
|
| وَتُخلِقُ إِخلاقَ الجُفونِ الوَسائِلُ |
|
وَقَد تَألَفُ العَينُ الدُجى وَهوَ قَيدُها | |
|
| وَيُرجى شِفاءُ السَمِّ وَالسَمُّ قاتِلُ |
|
وَلي هِمَّةٌ تَمضي العُصورُ وَإِنَّها | |
|
| كَعَهدِكَ مِن أَيّامِ وَعدِكَ حامِلُ |
|
سِنونَ قَطَعناهُنَّ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| قَطَعنا لِقُربِ العَهدِ مِنها مَراحِلُ |
|
وَإِنَّ جَزيلاتِ الصَنائِعِ لِاِمرِىءٍ | |
|
| إِذا ما اللَيالي ناكَرَتهُ مَعاقِلُ |
|
وَإِنَّ المَعالي يَستَرِمُّ بَناؤُها | |
|
| وَشيكاً كَما قَد تَستَرِمُّ المَنازِلُ |
|
وَلَو حارَدَت شَولٌ عَذَرتُ لِقاحَها | |
|
| وَلَكِن حُرِمتُ الدَرَّ وَالضَرعُ حافِلُ |
|
مَنَحتُكَها تَشفي الجَوى وَهوَ لاعِجٌ | |
|
| وَتَبعَثُ أَشجانَ الفَتى وَهوَ ذاهِلُ |
|
تَرُدُّ قَوافيها إِذا هِيَ أُرسِلَت | |
|
| هَوامِلَ مَجدِ القَومِ وَهيَ هَوامِلُ |
|
فَكَيفَ إِذا حَلَّيتَها بِحُلِيِّها | |
|
| تَكونُ وَهَذا حُسنُها وَهيَ عاطِلُ |
|
أَكابِرَنا عَطفاً عَلَينا فَإِنَّنا | |
|
| بِنا ظَمَأٌ مُردٍ وَأَنتُم مَناهِلُ |
|