يا رَبعُ لَو رَبَعوا عَلى اِبنِ هُمومِ | |
|
| مُستَسلِمٍ لِجَوى الفِراقِ سَقيمِ |
|
قَد كُنتَ مَعهوداً بِأَحسَنِ ساكِنٍ | |
|
| مِنّا وَأَحسَنَ دِمنَةٍ وَرُسومِ |
|
أَيّامَ لِلأَيّامِ فيكَ غَضارَةٌ | |
|
| وَالدَهرُ فِيَّ وَفيكَ غَيرُ مُليمِ |
|
وَظِباءُ أُنسِكَ لَم تَبَدَّل مِنهُمُ | |
|
| بِظِباءِ وَحشِكَ ظاعِناً بِمُقيمِ |
|
مِن كُلِّ ريمٍ لَو تَبَدّى قَطَّعَت | |
|
| أَلحاظُ مُقلَتِهِ فُؤادَ الريمِ |
|
أَمّا الهَوى فَهوَ العَذابُ فَإِن جَرَت | |
|
| فيهِ النَوى فَأَليِمُ كُلِّ أَليمِ |
|
أَمَرَ التَجَلُّدَ بِالتَلَذُّذِ حُرقَةٌ | |
|
| أَمَرَت جُمودَ دُموعِهِ بِسُجومِ |
|
لا وَالطُلولِ الدارِساتِ أَلِيَّةً | |
|
| مِن مُعرِقٍ في العاشِقينَ صَميمِ |
|
ما حاوَلَت عَيني تَأَخُّرَ ساعَةٍ | |
|
| فَالدَمعُ مُذ صارَ الفِراقُ غَريمي |
|
لَم يَبرَحِ البَينُ المُشِتُّ جَوانِحي | |
|
| حَتّى تَرَوَّت مِن هَوىً مَسمومِ |
|
وَإِلى جَنابِ أَبي الحُسَينِ تَشَنَّعَت | |
|
| بِزِمامِها كَالمُصعَبِ المَخطومِ |
|
جاءَتكَ في مُعجٍ خَوائِفَ في البُرى | |
|
| وَعَوارِفٍ بِالمَعلَمِ المَأمومِ |
|
مِن كُلِّ ناجِيَةٍ كَأَنَّ أَديمَها | |
|
| حيصَت ظِهارَتُهُ بِجِلدِ أَطومِ |
|
تُنئي مِلاطَيها إِذا ما اِستُكرِهَت | |
|
| سَعدانَةً كَإِدارَةِ الفُرزومِ |
|
طَلَبَتكَ مِن نَسلِ الجَديلِ وَشَدقَمٍ | |
|
| كومٍ عَقائِلُ مِن عَقائِلِ كومِ |
|
يَنسَينَ أَصواتَ الحُداةِ وَنَبرَها | |
|
| طَرَباً لِأَصواتِ الصَدى وَالبومِ |
|
فَأَصَبنَ بَحرَ نَداكَ غَيرَ مُصَرَّدٍ | |
|
| وِرداً وَأُمَّ نَداكَ غَيرَ عَقيمِ |
|
لَمّا وَرَدنَ حِياضَ سَيبِكَ طُلَّحاً | |
|
| خَيَّمنَ ثُمَّ شَرِبنَ شُربَ الهيمِ |
|
إِنَّ الخَليفَةَ وَالخَليفَةَ قَبلَهُ | |
|
| وَجَداكَ تِربَ نَصيحَةٍ وَعَزيمِ |
|
وَجَداكَ مَحموداً فَلَمّا يَألُوا | |
|
| لَكَ في مُفاوَضَةٍ وَلا تَقديمِ |
|
مازِلتَ مِن هَذا وَذَلِكَ لابِساً | |
|
| حُلَلاً مِنَ التَبجيلِ وَالتَعظيمِ |
|
نَفسي فِداؤُكَ وَالجِبالُ وَأَهلُها | |
|
| في طِرمِساءَ مِنَ الحُروبِ بَهيمِ |
|
بِالداذَوَيهِ وَخَيزَجٍ وَذَواتِها | |
|
| عَهدٌ لِسَيفِكَ لَم يَكُن بِذَميمِ |
|
بِالمُصعَبِيّينَ الَّذينَ كَأَنَّهُم | |
|
| آسادُ أَغيالٍ وَجِنُّ صَريمِ |
|
مِثلُ البُدورِ تُضيءُ إِلّا أَنَّها | |
|
| قَد قُلنِسَت مِن بَيضِها بِنُجومِ |
|
وَلّى بِها المَخذولُ يَعذِلُ نَفسَهُ | |
|
| مُتَمَطِّراً في جَيشِهِ المَهزومِ |
|
راموا اللَتَيّا وَالَّتي فَاِعتاقَهُم | |
|
| سَيفُ الإِمامِ وَدَعوَةُ المَظلومِ |
|
ناشَدتَهُم بِاللَهِ يَومَ لَقيتَهُم | |
|
| وَالخَيلُ تَحتَ عَجاجَةٍ كَالنيمِ |
|
وَمَنَحتَهُم عِظَتَيكَ مِن مُتَوَعِّرٍ | |
|
| مُتَسَهِّلٍ قاسي الفُؤادِ رَحيمِ |
|
حَتّى إِذا جَمَحوا هَتَكتَ بُيوتَهُم | |
|
| بِاللَهِ ثُمَّ الثامِنِ المَعصومِ |
|
فَتَجَرَّدَت بيضُ السُيوفِ لِهامِهِم | |
|
| وَتَجَرَّدَ التَوحيدُ لِلتَخريمِ |
|
غادَيتَهُم بِالمَشرِقَينِ بِوَقعَةٍ | |
|
| صَدَعَت صَواعِقُها جِبالَ الرومِ |
|
أَخرَجتَهُم بَل أَخرَجَتهُم فِتنَةٌ | |
|
| سَلَبَتهُمُ مِن نَضرَةٍ وَنَعيمِ |
|
نُقِلوا مِنَ الماءِ النَمويرِ وَعيشَةٍ | |
|
| رَغَدٍ إِلى الغِسلينِ وَالزَقّومِ |
|
وَالحَربُ تَعلَمُ حينَ تَجهَلُ غارَةٌ | |
|
| تَغلي عَلى حَطَبِ القَنا المَحطومِ |
|
أَنَّ المَنايا طَوعُ بَأسِكَ وَالوَغى | |
|
| مَمزوجُ كَأسِكَ مِن رَدىً وَكُلومِ |
|
وَالحَربُ تَركَبُ رَأسَها في مَشهَدٍ | |
|
| عُدِلَ السَفيهُ بِهِ بِأَلفِ حَليمِ |
|
في ساعَةٍ لَو أَنَّ لُقماناً بِها | |
|
| وَهوَ الحَكيمُ لَصارَ غَيرَ حَكيمِ |
|
جَثَمَت طُيورُ المَوتِ في أَوكارِها | |
|
| فَتَرَكنَ طَيرَ العَقلِ غَيرَ جُثومِ |
|
وَالسَيفُ يَحلِفُ أَنَّكَ السَيفُ الَّذي | |
|
| ما اِهتَزَّ إِلّا اِجتَثَّ عَرشَ عَظيمِ |
|
مَشَتِ الخُطوبُ القَهقَرى لَمّا رَأَت | |
|
| خَبَبي إِلَيكَ مُؤَكِّداً بِرَسيمِ |
|
فَزَعَت إِلى التَوديعِ غَيرَ لَوابِثٍ | |
|
| لَمّا فَزَعتُ إِلَيكَ بِالتَسليمِ |
|
وَالدَهرُ أَلأَمُ مَن شَرَقتَ بِلَومِهِ | |
|
| إِلّا إِذا أَشرَقتَهُ بِكَريمِ |
|
أَهبَبتَ لي ريحَ الرَجاءِ فَأَقدَمَت | |
|
| هِمَمي بِها حَتّى اِستَبَحنَ هُمومي |
|
أَيقَظتَ لِلكَرَمِ الكِرامَ بِناطِقٍ | |
|
| لِنَداكَ أَظهَرَ كَنزَ كُلِّ قَديمِ |
|
وَلَقَد نَكونُ وَلا كَريمَ نَنالُهُ | |
|
| حَتّى نَخوضَ إِلَيهِ أَلفَ لَئيمِ |
|
فَسَنَنتَ بِالمَعروفِ مِن أَثَرِ النَدى | |
|
| سُنَناً شَفَت مِن دَهرِنا المَذمومِ |
|
وَسَمَ الوَرى بِخَصاصَةٍ فَوَسَمتَهُ | |
|
| بِسَماحَةٍ لاحَت عَلى الخُرطومِ |
|
جَلَّيتَ فيهِ بِمُقلَةٍ لَم يُقذِها | |
|
| بُخلٌ وَلَم تُسفَح عَلى مَعدومِ |
|
يَقَعُ اِنبِساطُ الرِزقِ في لَحَظاتِها | |
|
| نَسَقاً إِذا وَقَعَت عَلى مَحرومِ |
|
وَيَدٍ يَظَلُّ المالُ يَسقُطُ كَيدُهُ | |
|
| فيها سُقوطَ الهاءِ في التَرخيمِ |
|
لا يَأمَلُ المالُ النَجاةَ إِذا عَدا | |
|
| صَرفُ الزَمانِ مُجاءَةً بِعَديمِ |
|
قُل لِلخُطوبِ إِلَيكِ عَنّي إِنَّني | |
|
| جارٌ لِإِسحاقَ بنِ إِبراهيمِ |
|