أَلقَت عَلى غارِبي حَبلَ اِمرِئٍ عانِ | |
|
| نَوىً تُقَلِّبُ دوني طَرفَ ثُعبانِ |
|
تَواتَرَت نَكَباتُ الدَهرِ تَرشُقُني | |
|
| مِن كُلِّ صائِبَةٍ عَن قَوسِ غَضبانِ |
|
مَدَّت عِنانَ رَجائي فَاِستَقَدتُ لَهُ | |
|
| حَتّى رَمَت بِيَ في بَحرِ اِبنِ حَسّانِ |
|
بَحرٌ مِنَ الجودِ يَرمي مَوجُهُ زَبَداً | |
|
| حَبابُهُ فِضَّةٌ زينَت بِعِقيانِ |
|
لَولا اِبنُ حَسّانَ ماتَ الجودُ وَاِنتَشَرَت | |
|
| مَناحِسُ البُخلِ تَطوي كُلَّ إِحسانِ |
|
لَمّا تَواتَرَتِ الأَيّامُ تَعبَثُ بي | |
|
| وَأَسقَطَت ريحُها أَوراقَ أَغصاني |
|
وَصَلتُ كَفَّ مُنىً بِكَفِّ غِنىً | |
|
| فارَقتُ بَينَهُما هَمّي وَأَحزاني |
|
حَتّى لَبِستُ كُسىً لِليُسرِ تَنشُرُها | |
|
| عَلى اِعتِساري يَدٌ لَم تَسهُ عَن شاني |
|
يَدٌ مِنَ اليُسرِ قَدَّت حُلَّتي عُسُري | |
|
| حَتّى مَشى عُسُري في شَخصِ عُريانِ |
|
وَصالَحَتني اللَيالي بَعدَما رَجَحَت | |
|
| عَلى سُروري غُمومي أَيَّ رُجحانِ |
|
فَاليَومَ سالَمَني دَهري وَذَكَّرَني | |
|
| مِنَ المَدائِحِ ما قَد كانَ أَنساني |
|
ثُمَّ اِنتَضَت لِلعِدا الأَيّامُ صارِمَها | |
|
| وَاِستَقبَلَتها بِوَجهٍ غَيرِ حُسّانِ |
|
سَأَبعَثُ اليَومَ آمالي إِلى مَلَكٍ | |
|
| يَلقى المَديحَ بِقَلبٍ غَيرِ نَسيانِ |
|
تَفاءَلَت مُقلَتي فيهِ إِذا اِختَلَجَت | |
|
| بِالخَيرِ مِن فَوقِها أَشفارُ أَجفاني |
|
يا مَن بِهِ بَدُنَت مِن بَعدِما هَزُلَت | |
|
| مِنّي المُنى وَأَرَتني وَجهَ خُسراني |
|
كُن لي مُجيراً مِنَ الأَيّامِ إِنَّ لَها | |
|
| يَداً تُفَحِّصُ عَن سِرّي وَإِعلاني |
|
يابنَ الأَكارِمِ وَالمَرجُوِّ مِن مُضَرٍ | |
|
| إِذا الزَمانُ جَلا عَن وَجهِ خَوّانِ |
|
إِلَيكَ ساقَتنِيَ الآمالُ يَجنُبُها | |
|
| سَحابُ جودِكَ مِن أَرضي وَأَوطاني |
|