أَيُّ القُلوبِ عَلَيكُم لَيسَ يَنصَدِعُ | |
|
| وَأَيُّ نَومٍ عَلَيكُم لَيسَ يَمتَنِعُ |
|
ما غابَ عَنكُم مِنَ الإِقدامِ أَكرَمُهُ | |
|
| في الرَوعِ إِذ غابَتِ الأَنصارُ وَالشِيَعُ |
|
بَني حُمَيدٍ بِنَفسي أَعظُمٌ لَكُمُ | |
|
| مَهجورَةٌ وَدِماءٌ مِنكُمُ دُفَعُ |
|
يَنتَجِعونَ المَنايا في مَنابِتِها | |
|
| وَلَم تَكُن قَبلَهُم في الدَهرِ تُنتَجَعُ |
|
كَأَنَّما بِهِمُ مِن حُبِّها شَرَهٌ | |
|
| إِذا هُمُ اِنغَمَسوا في الرَوعِ أَو جَشَعُ |
|
لَو خَرَّ سَيفٌ مِنَ العَيّوقِ مُنصَلِتاً | |
|
| ما كانَ إِلّا عَلى هاماتِهِم يَقَعُ |
|
إِذا هُم شَهِدوا الهَيجاءَ هاجَ بِهِم | |
|
| تَغَطرُفٌ في وُجوهِ المَوتِ يَطَّلِعُ |
|
وَأَنفُسٌ تَسَعُ الأَرضَ الفَضاءَ وَلا | |
|
| يَرضَونَ أَو يُجشِموها فَوقَ ما تَسَعُ |
|
بِوُدِّ أَعدائِهِم لَو أَنَّهُم قُتِلوا | |
|
| وَأَنَّهُم صَنَعوا بَعضَ الَّذي صَنَعوا |
|
عَهدي بِهِم تَستَنيرُ الأَرضُ إِن نَزَلوا | |
|
| فيها وَتَجتَمِعُ الدُنيا إِذا اِجتَمَعوا |
|
وَيَضحَكُ الدَهرُ مِنهُم عَن غَطارِفَةٍ | |
|
| كَأَنَّ أَيّامَهُم مِن أُنسِها جُمَعُ |
|
يَومَ النَباجِ لَقَد أَبقَيتَ نابِجَةً | |
|
| أَحشاؤُنا أَبَداً مِن ذِكرِها قِطَعُ |
|
مَن لَم يُعايِن أَبا نَصرٍ وَقاتِلَهُ | |
|
| فَما رَأى ضَبُعاً في شِدقِها سَبُعُ |
|
فيمَ الشَماتَةُ إِعلاناً بِأُسدِ وَغى | |
|
| أَفناهُمُ الصَبرُ إِذ أَبقاكُمُ الجَزَعُ |
|
لا غَروَ إِن قُتِلوا صَبراً وَلا عَجَبٌ | |
|
| فَالقَتلُ لِلصَبرِ في حُكمِ القَنا تَبَعُ |
|