فُكَّ حُرّاً لِلوَجدِ قَيدَ البُكاءِ | |
|
| فَاِعذُريني أَولا فَموتي بِدائي |
|
لَو أَطَعنا لِلصَبرِ عِندَ الرَزايا | |
|
| ما عَرَفناهُ شِدَّةً مِن رَخاءِ |
|
أَسرَعَ الشَيبُ مُغرِياً لي بِهَمٍّ | |
|
| كانَ يَدعوهُ مِن أَحَبِّ الدُعاءِ |
|
ما لِهَذا المَساءِ لا يَتَجَلّى | |
|
| أَحَياءً مِنهُ سِراجَ السَماءِ |
|
قَرِّبا قَرِّبا عِقالَ المَطايا | |
|
| وَاِحلُلا غِبها عِقالَ الثَواءِ |
|
تُسعِدَنَّ الأَقدارُ جُهدي وَإِلّا | |
|
| لَم أَمُت في ذا الحَيَّ مَوتَ النِساءِ |
|
حُرَّةٌ قَد يَستَرعِفُ المَرءُ مِنها | |
|
| مَنسِماً أَو مُستَنعِلاً بِالنَجاءِ |
|
أُنفِذَت في لَيلِ التَمامِ وَحَنَّت | |
|
| كَحَنينٍ لِلصَبِّ يَومَ التَنائي |
|
وَالدُجى قَد يَنهَضُ الصُبحُ فيهِ | |
|
| قائِماً يَنشُرُ ثَوبَ الضِياءِ |
|
مَن لِهَمٍّ قَد باتَ يُشجي فُؤادي | |
|
| ما لَهُ حالُ دَمعَتي مِن خَفاءِ |
|
إِخوَةٌ لي قَد فَرَّقَتهُم خُطوبٌ | |
|
| عَلَّمَت مُقلَتي طَويلَ البُكاءِ |
|
إِن أَهاجوا بِآلِ أَحمَدَ حَرباً | |
|
| بِبَنيكُم لا تَحلُبوا في إِنائي |
|
وَتَحَلّوا عِقدَ التَمَلُّكِ مِنكُم | |
|
| بِأَكُفٍّ قَد خُضِّبَت بِالدِماءِ |
|
وَخَليلٍ قَد كانَ مَرعى الأَماني | |
|
| وَرِضى أَنفُسٍ وَحَسبِ الإِخاءِ |
|
غَرَّقَتني في لُجَّةِ البَينِ عَنهُ | |
|
| فَتَعَلَّقتُ في حِبالِ الرَجاءِ |
|
غَيرَ أَنّا مِنَ النَوى في اِفتِراقٍ | |
|
| وَلِقاءٍ لِذِكرِنا في البَقاءِ |
|
وَفُراقُ الخَليلِ قَرحٌ مُمِضٌّ | |
|
| وَبِهِ يَعرِفونَ أَهلَ الوَفاءِ |
|
حاذِقُ الوُدِّ لي بِما سَرَّ نَفسي | |
|
| كانَ طَبّاً وَعالِماً بِالشِفاءِ |
|
مُرسِلُ الجودَ مِنهُ في كُلِّ سُؤلٍ | |
|
| يَكلَأُ المَجدَ بَينَ عَينِ السَخاءِ |
|
يَعرِفَنَّ المَعروفَ طَبعاً وَيُثني | |
|
| بِيَدِ الجودِ في عِنانِ الثَناءِ |
|
يَخفِرَن عَزمَهُ بِقَلبٍ مُصيبٍ | |
|
| يَتَلَظّى مَن فيهِ نارُ الذَكاءِ |
|
يَكتُمَنَّ الأَسرارَ مِنهُ وَفيهِ | |
|
| كَكُمونٍ لِلعودِ تَحتَ اللِحاءِ |
|
وَتُفَلُّ الخُطوبُ مِنهُ بِرَأيٍ | |
|
| قَد جَلاهُ بِالعَزمِ أَيَّ جَلاءِ |
|
إِن يَحُل مِن بَيني وَبَينِكَ بَينٌ | |
|
| فَلَكَم مِن نَأيٍ سَريعِ اللِقاءِ |
|
رُدَّ عَنّي تَفويقَ سَهمِكَ حَسبي | |
|
| فيكَ أَقصِر تَفويقَ سَهمِ الدُعاءِ |
|
فَبِها يُستَحَثُّ دُرُّ الأَماني | |
|
| وَبِها يُطلَقَنَّ كَيدُ العَناءِ |
|
رُبَّ يَومٍ بِعامِرِ الكَأسِ ظَلنا | |
|
| نُفرِغَنَّ المُدامَ فيهِ بِماءِ |
|
في دُجى لَيلِنا وَطَيِّ الحَواشي | |
|
| مُدنَفُ الريحِ في قَصيرِ النَقاءِ |
|
تَسقُطَنَّ الأَمطارُ حَتّى تَثَنّى ال | |
|
| نورُ وَاِبتَلَّ في جَناحِ الهَواءِ |
|
فَتَرى لِلغُدرانِ في كُلِّ خَفضٍ | |
|
| مُستَقِرّاً كَمُزنَةٍ في سَماءِ |
|
زَمَنٌ مَرَّ قَد مَضى بِنَعيمٍ | |
|
| وَصَباحٌ أَسَرَّنا في مَساءِ |
|
وَاِجتَمَعنا بَعدَ التَنائي وَلَكِن | |
|
| لا يُري العالَمينَ عَينَ الرَخاءِ |
|
أَنا مُذ غِبتَ قَد أَروحُ وَأَغدو | |
|
| مِن سُرورِ الدُنيا بِوُدٍّ خَلاءِ |
|
لا أَرى في الأَنامِ جَمعَ وَفِيٍّ | |
|
| وَغُرورٍ مُخاتِلٍ في وَفاءِ |
|
فَضَماني إِلَيكَ ذِكرٌ وَشُكرٌ | |
|
| وَعَلى رَبِّ العَرشِ حُسنُ الجَزاءِ |
|