إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من مقلتيك يفيض اللؤلؤ الرطب
|
يا قائم الليل ما للدمع ينسكب
|
تقضى الليالى حزيناً بائساً قلقاً
|
وقلبك الغض فى جنبيك يضطرب
|
سهد ودمع وأفكار مبعثرة
|
وأنجم نحوها ترنووترتقب
|
إن كنت تشكوأسى أوتبكين هوى
|
فكلنا مغرم والشوق ملتهب
|
وكم أخا النجم فى الأنحاء أفئدة
|
إذا أتى ذكر طه هزها الطرب
|
تبيت ولهى ولا تنفك قائلة
|
فى حب أحمد كم يستعذب النصب
|
نفس عن القلب أشجاناً تمزقه
|
وانشر معى ما طوت من قلبنا الحقب
|
واذكر حديث الألى كانت شريعتهم
|
سفك الدماء فكم سالت بها قضب
|
عاثوا فساداً وبات الكل قاطبة
|
وبعضهم لحقوق البعض مغتصب
|
جهل ولا شئ غير الجهل رائدهم
|
ظلم ولا شئ غير الظلم منتصب
|
خمر وفسق وأصنام مؤلهة
|
ووأد نفس ومال بات ينتهب
|
كانوا حيارى بليل مد ظلمته
|
فأشرقت شمس طه واهتدى العرب
|
فى ذلك الحين والفتيان سادرة
|
فى الغى لم يثنهم لوم ولا عتب
|
كان الأمين بحبل الله معتصماً
|
لا يعرف الرجس بل واللهو يجتنب
|
وسل خديجة لما راح يخطبها
|
قوم بمكة فيها كلهم رغبوا
|
لكنها أعرضت عنهم وما رضيت
|
سوى الأمين لها زوجاً وإن عجبوا
|
وما الأمين سوى راعى تجارتها
|
وكلهم أغنياء سادة نجب
|
لكن أخلاقه فاقت شمائلهم
|
وطيب النفس للأخلاق يصطحب
|
وينظر الصادق الأحجار آلهة
|
والقوم فى مركب الخسران قد ركبوا
|
فينثنى عن ضلال الشرك يدفعه
|
رأى سديد وعقل زانه الأدب
|
أيصنع المرء أصناماً ويعبدها
|
هذا هو الزور والبهتان والكذب
|
لا بد من منشئ للكون أبدعه
|
خلقاً وما دونه شك ولا ريب
|
وقام فى الغار حتى جاءه ملك
|
وهزه ثم حتى ناله التعب
|
ونودى اقرأ تعالى الله قائلها
|
قد أشرق الهدى فانجابت به السحب
|
وقام يدعو إلى الرحمن أفئدة
|
لم يرضها قط للأوثان منقلب
|
وما استجاب له منهم سوى نفر
|
فى الله ما عذبوا فى الله ما ضربوا
|
باتوا وبات الردى منهم بمقربة
|
ومن كؤوس العذاب المر كم شربوا
|
ذاق الهوان على البطحاء منبطح
|
وهام ليلاً إلى الأقطار مغترب
|
أوذوا فما فتنوا والصبر رائدهم
|
والمجد للدين بالأرواح قد كتبوا
|
جادوا بأموالهم طراً وما بخلوا
|
ومن نفيس الدماء الطهر كم وهبوا
|
وهل أتاك حديث القوم إذ وقفوا
|
بالباب حتى إذا لاح الهدى وثبوا
|
فأوحى اخرج لئن كادت مكيدتهم
|
فالله يعظمهم كيداً له الغلب
|
وراح للغاروالصديق يصحبه
|
وفتية القوم أغشت عينهم حجب
|
واقبل الصبح فى طياته نبأ
|
هز الجميع فعم السخط والغضب
|
لقد نجا أحمد يا للشقاء فمن
|
يأتى به فله الأموال والذهب
|
فجد فى إثره الفتيان طامعة
|
فى المال حتى دنوا للغار واقتربوا
|
فأيقن الطاهر الصديق تهلكة
|
وما رأى القوم حتى راح ينتحب
|
وقال للمصطفى ماذا سنصنعه
|
والقوم بالباب والأسياف والعطب
|
فصاح طه ونور الحق يكلؤه
|
فيم النحيب وفيم الخوف والرهب
|
لا تحزنن فإن الله ثالثنا
|
وليس من يرعه الرحمن يكتئب
|
واستقبلت يثرب الهادى وصاحبه
|
بالبشر من بعدما أضناهما السغب
|
آخى الرسول هناك القوم قاطبة
|
فالدين بين الجميع الود والنسب
|
وشيد المسجد الأعلى بساحتها
|
تتلى به الآى والأحكام والخطب
|
وراح يغزو قريشاً والذين رضوا
|
بالشرك معتنقاً يا بئس ما ارتكبوا
|
حتى اتى النصر خفاقاً برايته
|
كما أشارت إليه الآى والكتب
|
ونال طه الذى يبغيه من وطر
|
طراً وما فاته قصد ولا أرب
|
يا رب أرسلته للعالمين هدى
|
فالطف لقد عصفت من حولنا النوب
|
هذا الفساد البذى أبدى نواجذه
|
نار لها اليوم من إيماننا حطب
|
فاعطف على أمة الإسلام قد رضيت
|
بالذل عيشاً ومات الجد والدأب
|
واغفر لأجل إمام المرسلين لنا
|
فى يوم لا تنفع الأموال والنشب
|