سَبعٌ وسَبعون .. والأوجاعُ، والأرَقُ | |
|
| إلى متى كاحتراق ِالعُودِ تَحتَرِقُ؟ |
|
وَتَنطَوي كُومَ أضلاع ٍ مُهَشَّمَة ٍ | |
|
| شاخَتْ، وشاخَ عليها الحِبْرُ والوَرَقُ |
|
سَبعونَ عاما ً.. وهذا أنتَ مَجمَرَة ٌ | |
|
| تَخبُو، فَيوقِظ ُ مِن نيرانِها القَلَقُ |
|
يا طارِقَ الهَمِّ..هَل أحصَتْ مَواجِعُنا | |
|
| كَم مُوجَعينَ على أبوابِها طَرَقوا؟ |
|
كم مُوحَشا ً..كم جَريحا.ً.كم رَضيعَ دَم ٍ | |
|
| سالَتْ بِهِم نَحوَنا الأبوابُ والطُّرُقُ |
|
سَبعينَ عاما ً.. وَراحُوا سِرْبَ أجنِحَة ٍ | |
|
| كأنَّهُم قَبْلَ هذا اليَوم ِ ما خَفَقُوا |
|
سَبعونَ عاما ً مَضَتْ عَجلى دَقائِقُها | |
|
| كنَّا عَلَيها انزِلاقَ الماءِ نَنزَلِقُ |
|
حِينا ًيُباعِدُ نا المَجرى، وَآوِنَة ً | |
|
| نُحِسُّه ُ بِشِغافِ الرُّوح ِيَلتَصِقُ |
|
وَنحنُ نَجري ولا نَدري لِفَرْطِ هَوَىً | |
|
| أنَّ الثَّمانينَ قَد لالا بِها الأ ُفُقُ |
|
أهَكذا.. بينَ خَفْقَيْ ظُلمَةٍ وَسَنىً | |
|
| تَلوحُ طفلا ً..فَشَيخا ً.. ثمَّ تَنسَحِقُ |
|
وَلستَ تَدري مَتى،أوأينَ كنتَ فَتىً | |
|
| ولا الأ ُطَيفالُ كُنَّاهُم مَتى نَطَقُوا |
|
الرُّوحُ عُودُ ثُقابٍ، عُمرُها نَفَقٌ | |
|
| فَهَل أضاءَ بِما أشعَلتَهُ النَّفَقُ؟ |
|
أم سَوفَ تَخرُجُ لا تَدري على بَلَج ٍ | |
|
| أبوابُهُ، أم على لَيل ٍسَتَنغَلِقُ |
|
|
شُكرا ًدِمَشقُ..وَهَبتِ العُمرَ أجمَعَهُ | |
|
| حُسنَ الخِتام ِ.. وهذا ثَوبُهُ الخَلَقُ |
|
زاهٍ كأنَّ شموسَ الكَون ِأجمَعَها | |
|
| طارَتْ لَهُ مِن دِمَشقَ الشَّام تَستَبِقُ |
|
|
شُكرا ًدِمَشقُ..مَنَحتِ الرُّوحَ أجنِحَة ً | |
|
| لِكَي تَتيه َ،وإنْ ألوى بِها الرَّهََقُ |
|
في آخِر ِالعُمر ِأسرَجتِ النُّجومَ لَها | |
|
| وَقُلتِ طِيري إلَيها فَهيَ تَأتَلِقُ |
|
وَفي انتِظارِكِ زَهْوُ الشَّام ِأجمَعُهُ | |
|
| شُكرا ًدِمَشقُ..فِداكِ الرُّوحُ والحَدَقُ |
|
وَهَبْتِها بَعدَما ضاقَ الزَّمانُ بِها | |
|
| مَجدا ً بألفِ جَناح ٍفيهِ تَنطَلِقُ |
|
وَقُلتِ لِلسَّبْع ِوالسَّبعين ِلا تَهِنِي | |
|
| عِراقُكِ الشَّامُ حتى يُشرِقَ الفَلَقُ |
|
|
يا أطيَبَ الأرض ِ..يا بَغدادُ ثانيَة ٌ | |
|
| يَخضَرُّ ضِلعي علَيها وَهوَ يَنطَبِقُ |
|
كأنَّ بغدادَ لم تَذهَبْ بِنَبْعَتِهِ | |
|
| وَلا تَيَبَّسَ مِنها فَوقَهُ العَلَقُ |
|
بَعَثتِ أنتِ بِهِ في يأسِهِ أمَلا ً | |
|
| أنَّ العروبَة َلم يَبرَحْ بِها رَمَقُ |
|
وأنَّ قَبرَ صَلاح ِالدِّين ِما خَفَتَتْ | |
|
| أضواؤهُ، فَبِها مِن دِفْئِهِ ألَقُ |
|
وأنَّ يَوما ًسَيأتي أنتِ غُرَّتُهُ | |
|
| وَفيكِ سَيفُ صَلاح ِالدِّين ِيُمتَشَقُ |
|
|
يا أ ُختَ بغداد..مليونان ِمِن بَلَدي | |
|
| في طُهْرِأرضِكِ ما رِيعُوا،ولا رُهِقُوا |
|
بِنِصفِهِم ضاقَت الدُّنيا بأجمَعِها | |
|
| وأنتِ تَسمُو بِكِ الأرحامُ والخُلُقُ |
|
|
شُكرا ًدِمَشقُ، وَلا واللهِ لا طَمَعٌ | |
|
| ولا ادِّعاءٌ، وَلا خَوفٌ، وَلا مَلَقُ |
|
يَشينُ مِن لُغَتي حَرفا ًفَيَثلمُها | |
|
| لو كانَ هذا فَليتَ النَّاسَ ما عَشِقوا |
|
نَهواكِ واللهِ أ ُمَّا ًأرضَعَتْ أ ُمَما ً | |
|
| فَكُلُّهُم بِشَذا أذيالِها عَلِقُوا |
|
نَهواكِ يا آمَنَ الدُّنيا على دَمِنا | |
|
| مِن بَعدِ ما كلُّ مَن خاضُوا بهِ غَرِقوا |
|
وأنتِ عَنَّا وَعَنهُم تَدفَعينَ فَهَل | |
|
| أحَسَّ عُبدانُ أهلي الآنَ كَم أبِقُوا؟ |
|
وَكَم أباحُوا ذِماما ً لِلدِّماءِ لَها | |
|
| حتى لَدى الذ ِّيبِ حَدٌّ ليسَ يُختَرَقُ |
|
|
عُذرا ًدِمَشقُ..أقِيلي عَثْرَتي فأنا | |
|
| أصبَحتُ مِن فَلَكِ الأوجاع ِأنطَلِقُ |
|
حتى امتُحِنتُ بصَوتي كيفَ أ ُطلِقُهُ | |
|
| وَكُلَّما قُلتُ: يا بغدادُ .. أختَنِقُ |
|
وَكُلَّما صِحتُ: يا أهلي..رأيتُ دَمي | |
|
| على سَكاكين ِأهلي كيفَ يَندَلِقُ |
|
لو أنَّ أهليَ أهلي لاستَجَرتُ بِهم | |
|
| أنتِ انصَحيني بِمَن مِن أهلِنا أثِقُ؟ |
|
|
أمَّا بَنو وَطَني .. أللهُ يَنصُرُهُم | |
|
| لكنْ على مَن وَهُم في بؤسِهِم فِرَقُ |
|
بَعضٌ يُقَطِّعُ بَعضا ًلا أبا لَكُمو | |
|
| إذ َنْ مَتى هذهِ الأضدادُ تَتَّفِقُ؟ |
|
بَعضٌ يُساوِمُ بَعضا ًدونَما خَجَل ٍ | |
|
| وَبَينَكُم وَطَنٌ أشلاؤهُ مِزَقُ |
|
هوَ الذ َّبيحُ شَرايينا ًوأورِدَ ة ً | |
|
| وَكُلُّكُم بِوَريدٍ مِنهُ يَرتَزِقُ |
|
|
يا أ ُُختَ مروان ضَجَّ الهَولُ في وَطني | |
|
| فَكادَ حتى حِجارُ الأرض ِيَمَّحِقُ |
|
لَن أذكُرَ الموتَ..صارَ المَوتُ تَسليَة ً | |
|
| أهلي غَدَوا عُنُقا ً تَلهو بِها عُنُقُ |
|
وَلَنْ أ ُشيرَ إلى حَجْم ِ الضَّياع ِ بِهِ | |
|
| فَما الذي ظَلَّ حتى الآنَ ما سَرَقُوا؟ |
|
لكنَّ تَأريخَ أرضي الآنَ يَمسَحُهُ | |
|
| مَن يَمسَحُون، وَثان ٍعَنهُ يُختَلَقُ |
|
هُم يَصنَعونَ عِراقا ً لا عِراقَ بِهِ | |
|
| ثالوثُهُ الفَقْرُ، والإجرامُ، والعَوَقُ |
|
وَيَصنَعونَ عِراقا ً لا ضَميرَ لَهُ | |
|
| لا روحَ فيهِ، ولا قَلبٌ، ولا خُلُقُ |
|
هُم يَصنَعُونَ عِراقا ًحَجْمَ أنفُسِهِم | |
|
| سيماؤهُ الجَهْلُ،والحِرمانُ، والفَرَقُ |
|
أمسى الذي كانَ زَهوَ الأرض ِأجمَعِها | |
|
| خَجلانَ إن سَكَتوا عَنهُ، وإن نَطَقُوا |
|
لا أصْلَ، لا أرضَ، لا تاريخَ ظلَّ لهُ | |
|
| هُم مَزَّقُوا مِثلَما شاءوا، وَهُم رَتَقُوا |
|
والغَربُ يَنظرُ..والصَّحراءُ غافيَة ٌ | |
|
| مَذهُولَة ٌ..سالَ فيها النّفط ُوالشَّبَقُ |
|
وَتَشحَذ ُ الآنَ أمريكا قَريحَتَها | |
|
| لَعَلَّ أمرا ًجَديدا ًعنهُ تَنفَتِقُ |
|
|
وأنتِ يا دُرَّة َ التَّاريخ ِشاخِصَة ٌ | |
|
| وَشاخِصٌ فيكِ هذا الضَّوءُ والعَبَقُ |
|
وَشاخِصٌ ياسَمينُ الشَّام ِ أجمَعُهُ | |
|
| طُهْرا ًيُراقِبُ كيفَ الأرضُ تَنزَلِقُ |
|
فَتَستَحيلُ يَبابا ً كلُّ بَهجَتِها | |
|
| لِيَحكُمَ النَّاسَ مَن خانُوا ومَن فَسَقُوا |
|
|
شَمسَ الثَّقافَةِ هذا العام..مَعذِرَة ً | |
|
| يَبقى سَناكِ مَدى الأعوام ِ يأتَلِقُ |
|
تَبقى ثُقوبُهُمُ السَّوداءُ، ما بَلَغَتْ | |
|
| مِنَ السَّوادِ، إذا مَسَّتْكِ تَنصَعِقُ |
|
هيََ النُّبوءَة ُ..شمسُ الشَّرق ِآخِرُ ما | |
|
| يَبقى إذا لَفَّ هذا العالَمَ الغَسَقُ |
|
وآخِرُ الأرض ِعِندَ الشَّرق ِسَوفَ يُرى | |
|
| إنْ غَيَّبَ العالَمَ الطُّوفانُ والغَرَقُ |
|