نامي جياعَ الشَّعْـبِ نامي |
حَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ |
نامي فـإنْ لم تشبَعِـي |
مِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ |
نامي على زُبَدِ الوعـود |
يُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ |
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِ |
فـي جُـنْحِ الظـلامِ |
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِ |
كَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ |
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَ |
مُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ |
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُ |
المرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ |
نامي على حُمَةِ القَـنَـا |
نامي على حَـدِّ الحُسَـام |
نامي إلى يَــوْمِ النشورِ |
ويـومَ يُـؤْذَنُ بالقِيَـامِ |
نامـي على المستنقعـاتِ |
تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي |
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِ |
يَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ |
نامي على نَغَمِ البَعُوضِ |
كـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ |
نامي على هذي الطبيعةِِ |
لم تُحَـلَّ بـه ميامي |
نامي فقد أضفى العَرَاءُ |
عليكِ أثوابَ الغـرامِ |
نامي على حُلُمِ الحواصدِ |
عـاريـاتٍ للحِـزَامِ |
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُ |
تَجِـدُّ عَزْفَـاً رْتِزَامِ |
وتغازلـي والنَّاعِمَـات |
الزاحفاتِ من الهـوامِ |
نامي على مَهْدِ الأذى |
وتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ |
وا;ستفرِشِي صُمَّ الحَصَى |
وَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ |
نامي فقـد أنـهى مُجِيـعُ |
الشَّعْـبِ أيَّـامَ الصِّيَـامِ |
نامي فقـد غنَّـى إلـهُ |
الحَـرْبِ ألْـحَانَ السَّـلامِ |
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي |
الفَجْـرُ آذَنَ بانْصِرامِ |
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُ |
بما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ |
والنورُ لَنْ يُعْمِي! جُفوناً |
قد جُبِلْنَ على الظلامِ |
نامي كعهدِكِ بالكَرَى |
وبلُطْفِهِ من عَهْدِ حَامِ |
نامي.. غَدٌ يسقيكِ من |
عَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ |
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍ |
إلى العليـا ظَـوَامِي |
نامي وسيري في منامِكِ |
ما استطعتِ إلى الأمامِ |
نامي على تلك العِظَاتِ |
الغُرِّ من ذاك الإمامِ |
يُوصِيكِ أن لا تطعمي |
من مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ |
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المبا |
هِـجَ واللذائـذَ لِلئـامِ |
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَ |
بالسجـودِ وبالقيـامِ |
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِ |
من الغطارفةِ العِظَامِ |
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ المو |
عـودُ فوقك بانتظـامِ |
نامي على تلكَ المباهجِ |
لم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي |
لم تُبْقِ من نُقلٍ يسرُّكِ |
لم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ |
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْ |
جُرْدَ الصحارى والموامي |
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِ |
عليـكِ منها بالمُدَامِ |
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِ |
من سوادِكِ والجُـذَامِ |
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُ |
عنكِ أدرانَ السَّقَـامِ |
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَ |
يَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ |
نامي فما الدُّنيا سوى جسرٍ! |
على نَكَـدٍ مُقَـامِ |
نامي ولا تتجادلـي |
القولُ ما قالتْ حَذَامِ |
نامي على المجدِ القديـمِ |
وفوقَ كومٍ من عِظَامِ |
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ! |
منكِ على عِصَـامِ |
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍ |
فََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ |
والواحمينَ ومن دمائِكِ |
يرتوي شَرَهُ الوِحَامِ |
نامي فنومُكِ خَيْرُ ما |
حَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ |
نامي جياعَ الشعبِ نامي |
بُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ |
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَ |
تطلُـبُ أنْ تنـامي |
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ نامي |
النومُ مِـن نِعَمِ السلام |
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـه |
ويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ |
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغني |
الصُّفوفُ عَنِ انقسـامِ |
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـي |
بالنُهوضِ عصا الوئـامِ |
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِي |
مِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ |
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِ |
وعَقْلُها مثلُ اللجـامِ |
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍ |
فاسـدٍ في أن تنـامي |
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْ |
ـتِ تُـؤذِنُ بانفصـام |
نامي وإلا فالصُّفوفُ |
تَؤُول منكِ إلى انقِسـامِ |
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌ |
إيقاظُها شـرُّ الأثامِ |
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـي |
فتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ |
نامي جياعَ الشعبِ نامي |
لا تقطعي رِزْقَ الأنامِ |
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ، |
والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي |
نامي تُرِيحِي الحاكمينَ |
من اشتباكٍ والتحَـامِ |
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُ |
من شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ |
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْ |
عَ مُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ |
خَلِّ الهُمَامَ! بنومِكِ |
يَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ |
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ في |
وَعْـيٍ سَيُوصَـمُ اجْتِـرَامِ |
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُ |
إذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ |
نامي وخَلِّي الناهضينَ |
لوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي |
نامي وخَلِّي اللائمينَ |
فما يُضِيرُكِ أن تُلامِي! |
نامي فجدرانُ السُّجُونِ |
تَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ |
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِ |
الرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ |
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ الزُّ |
عَمَـاءُ! من داءِ عُقَـام |
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَ |
ولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ |
إن الرُّعَاةَ! الساهرينَ |
سيمنعونَكِ أنْ تُضَامِي |
نامي على جَـوْرٍ كما |
حُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ |
وَقَعي على البلوى كما |
وَقَعَ الحُسامُ! على الحُسامِ |
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَ |
الآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ |
أعطي القيادةَ للقضاءِ |
وحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ |
واستسلمي للحادثاتِ |
المشفقـاتِ على النِّيَـامِ |
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ- |
طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ |
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَى |
يومَ التَّقَـارُعِ انْثِلامِ |
نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامي |
يا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ |
يا نبتةَ البلـوى ويا |
ورداً ترعرعَ في اهتضامِ |
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ ما |
معنى اضطغانٍ وانتقامِ! |
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التي |
تُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ! |
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةً |
تزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ |
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍ |
أو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ |
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صا |
بـرةً مِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ |
بُوركْتِ من شَفْعٍ فإنْ |
نزلَ البلاءُ فمن تُؤَامِ |
كم تصمُدِينَ على العِتَابِ |
وتَسْخَرينَ مـن الملامِ! |
سُبحانَ ربِّكِ صورةً |
هي والخطوبُ على انسجامِ |
نامي جياعَ الشعبِ نامي |
النومُ أَرْعَى للذِّمَامِ |
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِ |
على السَّكِينَةِ والنِّظَامِ |
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِ |
تَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ |
نامي جياعَ الشَّعْبِ لا |
تُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي |
نامي فما كانَ القَصِيدُ |
سوى خُرَيْزٍ في نظامِ |
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُ |
عَنِ المساوىء والتَّعَامِي |
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الوا |
عِيـنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ |
نامي: إليـكِ تحيّتِي |
وعليكِ، نائمةً سـلامي |
نامي جياعَ الشَّعْبِ نامي |
حَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ |