عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ | |
|
| عَسى ما مَضى مِنْ تَدانٍ يَعُودُ |
|
عَسى مَوْقِفٌ أَنْشُدُ الْقَلْبَ فِيهِ | |
|
| فَيُوجَدَ ذاكَ الْفُؤادُ الْفَقِيدُ |
|
عَناءً سَهِرْتُ إِلى هاجِدٍ | |
|
| وَأَيْنَ مِنَ السّاهِرِينَ الْهُجُودُ |
|
إِذا طالَ عَهْدُكَ بِالنّازِحِينَ | |
|
| تَغَيَّرَ وُدٌّ وَحالَتْ عُهُوُد |
|
أَأَحْمِلُ يا هَجْرُ جَوْرَ الْبِعادِ | |
|
| وَجَوْرَكَ إِنِّي إِذا لَلْجَلِيدُ |
|
أَيا كَمَدِي أَللِيلِي انْقِضاءٌ | |
|
| أَيا كَبِدِي أَلِنارِي خُمُودُ |
|
مَرِضْتُ فَهَْ مِنْ شِفاءٍ يُصابُ | |
|
| وَهَيهاتَ وَالدّاءُ طَرْفٌ وَجِيدُ |
|
وَيا حَبَّذا مَرَضِي لَوْ يَكُو | |
|
| نُ مُمْرِضِيَ الْيَوْمَ فِيمَنْ يَعُودُ |
|
أَيا غُرْمَ ما أَتْلَفَتْ مُقْلَتاهُ | |
|
| وَقَدْ يَحْمِلُ الثَّأْرَ مَنْ لا يُقِيدُ |
|
وَمَنّى الْوِصالَ فَأَهْدى الصُّدُوُدَ | |
|
| وَما وَعْدُ ذِي الْخُلْفِ إِلاّ وَعِيدُ |
|
خَلِيلَيَّ إِنْ خانَ خِلٌّ أَلا | |
|
| حَلِيفٌ عَلَى هَجْرِهِ أَوْ عَقِيدُ |
|
وَهَلْ إِنْ وَفى لِي بِعَهْدِ الْوِصالِ | |
|
| أَيَنْقُصُ هذا الْجَوى أَمْ يَزِيدُ |
|
وَيا قَلْبُ إِنْ أَخْلَقَ الْوَجْدُ مِنْكَ | |
|
| فَأَنى لِيَ الْيَوْمَ قَلْبٌ جَدِيدُ |
|
إِلى مَ تَحُومُ حِيامَ الْعِطاشِ | |
|
| إِذا مَورِدٌ عَنَّ عَزَّ الْوُرُودُ |
|
تَمَنّى زَرُودَ ولَمْ تَحْتَرِقْ | |
|
| بِنارِ الصَّبابَةِ لَوْلا زَرُودُ |
|
وَتُمْسِي تَهِيمُ بِماءِ الْغُوَيْرِ | |
|
| وَقَدْ ذادَ عَنْ وِرْدِهِ مَنْ يَذُودُ |
|
إِذا الرِّيُّ جاوَزَ أَيْدِي الْكِرامِ | |
|
| فَلا ساغَ لِي مِنْهُ عًذْبٌ بَرُودُ |
|
فَأَنْقَعُ مِنْ وِرْدِهِ ذا الصَّدى | |
|
| وَأَنْفَعُ مِنْ بَرْدِهِ ذا الْوُقُودُ |
|
وَماذا تُرِيدُ مِنَ الْباخِلِينَ | |
|
| إِذا لَمْ تَجِدْ عِنْدَهُمْ ما تُرِيدُ |
|
أَتَأْمُلُ إِسْعادَ قَوْمٍ إِذا | |
|
| كُفِيتَ أَذاهُمْ فَأَنْتَ السَّعِيدُ |
|
عَمِرْتُ أَرُوضُ خُطُوبَ الزَّما | |
|
| نِ لَوْ أَنَّ جامِحَها يَسْتَقِيدُ |
|
وَما كانَ أَجْدَرَنِي بِالْعَلا | |
|
| ءِ لَوْ قَدْ تَنَبَّهَ حَظٌّ رَقُودُ |
|
وَمَنْ لِي بِيَوْمٍ أَبِيِّ الْمُقامِ | |
|
| تُقامُ عَلَى الدَّهْرِ فِيهِ الْحُدُودُ |
|
سَلا الْخَلْقُ جَمْعاً عَن الْمَكْرُماتِ | |
|
| وَأمّا الْعَمِيدُ فَصَبٌّ عَمِيدُ |
|
غَذاهُ هَواها وَلِيداً فَلَيْ | |
|
| سَ يَسْلُوهُ حَتّى يَشِيبَ الْوَلِيدُ |
|
يُعَنِّيهِ وَجْدٌ بِها غالِبٌ | |
|
| وَيُصْبِيهِ شَوْقٌ إِلَيْها شَدِيدُ |
|
عَلَى أَنَّهُ لَمْ تَخُنْهُ النَّوى | |
|
| وَلَمْ يَدْرِ فِي حُبِّها ما الصُّدُودُ |
|
فَتىً لَمْ يَفُتْهُ الثَّناءُ الْجَمِيلُ | |
|
| وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ الْمَحَلُّ الْمَجِيدُ |
|
وَلَمْ يَنْبُ عَنْهُ رَجاءٌ شَرِيفٌ | |
|
| وَلَمْ يخْلُ مِنْهُ مَقامٌ حَميدُ |
|
سَما لِلْعُلى وَدَنا لِلنَّدى | |
|
| وَذُو الْفَضْلِ يَقْرَبُ وَهْوَ الْبَعِيدُ |
|
مِنَ الْقَوْمِ سادُوا وجَادُوا وَقَلَّ | |
|
| لَهُمْ أَنْ يَسُودُوا الْوَرى أَوْ يَجُودُوا |
|
بَنِي أَسَدٍ إِنما أَنْتُمُ | |
|
| بُدُورُ عَلاءٍ نَمَتْها أُسُودُ |
|
أَلَيْسَ لَكُمْ ما بَنى الْكامِلُ الْ | |
|
| أَمِينُ عُلُوّاً وَشادَ السَّدِيدُ |
|
سَماءُ عُلىً قَمَراها لَكُمْ | |
|
| وَمِنْكُمْ كَواكِبُها وَالسُّعُودُ |
|
لَنا مِنْ ذُرى الْعزّ طَوْدٌ أَشَمُّ | |
|
| وَمِنْ رَغَدِ الْعَيْشِ رَوْضٌ مَجُودُ |
|
فَما الْمَحْلُ كَالْفَقْرِ إِلاّ قَتِيلٌ | |
|
| وَما الْخَوْفُ كَالْجَوْرِ إِلاّ طَرِيدُ |
|
كَأَنّا سَقانا بِنُعْماهُ أَوْ | |
|
| حَمانا بِظِلِّ عُلاهُ الْعَمِيدُ |
|
فَتىً لَمْ تَزَلْ عاقِراً فِي ذَرا | |
|
| هُ أُمُّ الْحَوادِثِ وَهْيَ الْوَلُودُ |
|
يُظَفَّرُ فِي ظِلِّهِ الْخائِبُونَ | |
|
| وَتَنْهَضُ بِالْعاثِرِينَ الْجُدُودُ |
|
إِذا نَحْنُ عُذْنا وَلُذْنا بِهِ | |
|
| فَمَنْ ذا نَشِيمُ وَمَنْ ذا نَرودُ |
|
كَسا الْفَخْرَ وَالدَّهْرَ وَالْعالَمِي | |
|
| نَ فَخْراً بِهِ أَبَداً لا يَبِيدُ |
|
فَلا يَدْعُهُ زَيْنَ كُتّابِهِ | |
|
| حَسُودٌ يُصادِيهِ خابَ الْحَسُودُ |
|
فَما خَصَّهُمْ ما يَعُمَّ الأَنامَ | |
|
| وَلا جَهِلُوا ما أَرادَ المُرِيدُ |
|
وَإِنْ غَرسُوا غَرْسَهُ فِي الْكِرامِ | |
|
| فَما كلُّ عُودٍ وَإِنْ طابَ عُودُ |
|
مِنَ الْكاظِمِي الْغَيْظِ وَالْمُحْسِنِينَ | |
|
| إِذا بَرَّحَتْ بِالصُّدُورِ الْحُقُودِ |
|
فَمُتَّ بِحَزْمٍ إِلى جودِهِ | |
|
| يَنَلْكَ مَعَ الْعَفْوِ بِرٌّ وَجُودُ |
|
إِذا كُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ وَلَمْ | |
|
| تَسَعْهُمْ بِحِلْمٍ فَأَنْتَ الْمَسودُ |
|
يُفِيدُ فَيَحْزُنُهُ جُودُهُ | |
|
| إِذا كان دُونَ الْعُلى ما يُفِيدُ |
|
وَيُبْدِي فَيَعْظُمُ مَعْرُوفُهُ | |
|
| وَلكِنْ يُصَغِّرُهُ ما يُعِيدُ |
|
كَأَوْبَةِ أَحْبابِهِ عِنْدَهُ | |
|
| حُلُولُ وُفُودٍ يليهِمْ وُفُودُ |
|
وَكَالْبَيْنِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الرِّكابُ | |
|
| بِهِمْ أَوْ تُشَدُّ لِعافٍ قُتُودُ |
|
يَجِلُّ عُلىً أَنْ يُرى راكِباً | |
|
| طَرِيقاً عَنِ الْقَصْدِ فِيها يَحِيدُ |
|
وَيَشْرُفُ عَنْ فِعْلِ ما لا يَشُقُّ | |
|
| وَيَكْرُمُ عَنْ حَمْلِ ما لا يَؤُودُ |
|
غَنِيٌّ بِآرائِهِ الْبِيضِ أَنْ | |
|
| تُظاهِرَهُ عُدَّةٌ أَوْ عَدِيدُ |
|
وَقَفْتُ الْقَوافِي عَلى حَمْدِهِ | |
|
| وَما رَجَزِي عِنْدَهُ وَالْقَصِيدُ |
|
يُقَصِّرُ عَنْ قَدْرِهِ جَهْدُها | |
|
| وَفِي عَفْوِها عَنْ أُناسٍ مَزِيدُ |
|
أنالَ فَكُلُّ جوادٍ بَخِيلٌ | |
|
| وَقالَ فَكُلُّ بَلِيغٍ بلِيدُ |
|
كَأَنَّكَ مِنْ سَيْبِهِ تَسْتَمِيحَ | |
|
| مَتى جِئْتَ مِنْ عِلْمِهِ تَسْتَفِيدُ |
|
كِلا الزّاخِرَيْنِ كَفيلاكَ أَنْ | |
|
| تَفِيضَ سُيُولٌ وَتَطْمُو مُدُودُ |
|
لَهُ فِقَرٌ لَوْ تَجَسَّدْنَ لَمْ | |
|
| يُفَضَّلْنَ إِلاّ بِهِنَّ الْعُقُودُ |
|
فَيُظْلَمْنَ إِنْ قِيلَ نَورٌ نَضِيرٌ | |
|
| وَيُبْخَسْنَ إِنْ قِيلَ دُرٌّ نَضِيدُ |
|
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ تَعْدُنِي | |
|
| نَفائِسُ بِيضٌ مِنَ الْغُرِّغِيدُ |
|
لَيَحْسُنُ بِي فِي هَواكَ الْغُلُوُّ | |
|
| وَيَقْبُحُ بِي عَنْ نَداكَ الْعُقُودُ |
|
مَضى الأَكْرَمُونَ فَأَمْسى يُشِيدُ | |
|
| بِذِكْرِ مَناقِبِهِمْ مَنْ يُشِيدُ |
|
كأَنْ لَمْ يَبِينُوا بِما خَلَّدُوا | |
|
| وَلَيْسَ الْمَحامِدَ إِلاّ الْخُلُودُ |
|
مَناقِبُ تَشْرُدُ ما لَمْ يَكُنْ | |
|
| لَها مِنْ نِظام الْقَوافِي قُيُودُ |
|
وَما زالَ يُحْفَظُ مِنْها الْمُضاعُ | |
|
| لَدَيْكَ وَيُجْمَعُ مِنْها الْبَدِيدُ |
|
فِداءُ عَطائِكَ ذاكَ الْجَزِيلِ | |
|
| يا حَمْزَ شُكْرِيَ هذا الزَّهِيدُ |
|
وُجِدْتَ فَكُنْتَ حَياً لا يُغِبُّ | |
|
| سَقى الْكَوْنَ رِيّاً وَجِيدَ الْوُجُودُ |
|
بَلَغْتَ مِنَ الْفَضْلِ أَقْصى مَداهُ | |
|
| فَما يَسْتَزِيدُ لَكَ الْمُسْتَزِيدُ |
|
وطَالَ أَبُو الْفَتْحِ أَنْ لا يَكُونَ | |
|
| طَرِيفُ الْعُلى لَكُما وَالتَّلِيدُ |
|
فَلَوْلاهُ أَعْوَزَ أَهْلَ الزَّمانِ | |
|
| شَبِيهُكَ فِي عَصْرِهِم والنَّدِيدُ |
|
لَقَدْ صَدَقَتْ فِي نَدَاهُ الظُّنُونُ | |
|
| فَلا كَذَبَتْ فِي عُلاهُ الْوُعُودُ |
|