أَلا لِلَّهِ بادِرَةُ الطِلابِ | |
|
| وَعَزمٌ لا يُرَوَّعُ بِالعِتابِ |
|
وَكُلُّ مُشَمِّرِ البُردَينِ يَهوي | |
|
| هُويَّ المُصلَتاتِ إِلى الرِقابِ |
|
أُعاتِبُهُ عَلى بُعدِ التَنائي | |
|
| وَيَعذُلُني عَلى قُربِ الإِيابِ |
|
رَأَيتُ العَجزَ يَخضَعُ لِلَّيالي | |
|
| وَيَرضى عَن نَوائِبِها الغِضابِ |
|
وَلَولا صَولَةُ الأَيّامِ دوني | |
|
| هَجَمتُ عَلى العُلى مِن كُلِّ بابِ |
|
وَمِن شِيَمِ الفَتى العَرَبيِّ فينا | |
|
| وِصالُ البيضِ وَالخَيلِ العِرابِ |
|
لَهُ كِذبُ الوَعيدِ مِنَ الأَعادي | |
|
| وَمِن عاداتِهِ صِدقُ الضَرابِ |
|
سَأَدَّرِعُ الصَوارِمَ وَالعَوالي | |
|
| وَما عُرّيتُ مِن خِلَعِ الشَبابِ |
|
وَأَشتَمِلُ الدُجى وَالرَكبُ يَمضي | |
|
| مَضاءَ السَيفِ شَذَّ عَنِ القِرابِ |
|
وَكَم لَيلٍ عَبَأتُ لَهُ المَطايا | |
|
| وَنارُ الحَيِّ حائِرَةُ الشِهابِ |
|
لَقيتُ الأَرضَ شاحِبَةَ المُحَيّا | |
|
| تَلاعَبُ بِالضَراغِمِ وَالذِئابِ |
|
فَزِعتُ إِلى الشُحوبِ وَكُنتُ طَلقاً | |
|
| كَما فَزِعَ المَشيبُ إِلى الخِضابِ |
|
وَلَم نَرَ مِثلَ مُبيَضَّ النَواحي | |
|
| تُعَذِّبُهُ بِمُسوَدِّ الإِهابِ |
|
أَبيتُ مُضاجِعاً أَمَلي وَإِنّي | |
|
| أَرى الآمالَ أَشقى لِلرِكابِ |
|
إِذا ما اليَأسُ خَيَّبَنا رَجَونا | |
|
| فَشَجَّعَنا الرَجاءُ عَلى الطِلابِ |
|
أَقولُ إِذا اِستَطارَ مِنَ السَواري | |
|
| زَفونُ القَطرِ رَقّاصُ الحَبابِ |
|
كَأَنَّ الجَوَّ غَضَّ بِهِ فَأَومى | |
|
| لِيَقذِفَهُ عَلى قِمَمِ الشِعابِ |
|
جَديرٌ أَن تُصافِحَهُ الفَيافي | |
|
| وَيَسحَبُ فَوقَها عَذَبَ الرَبابِ |
|
إِذا هَتَمَ التِلاعَ رَأَيتَ مِنهُ | |
|
| رُضاباً في ثَنيّاتِ الهِضابِ |
|
سَقى اللَهُ المَدينَةَ مِن مَحَلٍّ | |
|
| لُبابَ الماءِ وَالنُطَفِ العِذابِ |
|
وَجادَ عَلى البَقيعِ وَساكِنيهِ | |
|
| رَخيُّ الذَيلِ مَلآنُ الوِطابِ |
|
وَأَعلامُ الغَريِّ وَما اِستَباحَت | |
|
| مَعالِمُها مِنَ الحَسَبِ اللُبابِ |
|
وَقَبراً بِالطُفوفِ يَضُمُّ شِلواً | |
|
| قَضى ظَمَأً إِلى بَردِ الشَرابِ |
|
وَسامَرّا وَبَغداداً وَطوساً | |
|
| هُطولَ الوَدقِ مُنحَرِقَ العُبابِ |
|
قُبورٌ تَنطُفُ العَبَراتُ فيها | |
|
| كَما نَطَفَ الصَبيرُ عَلى الرَوابي |
|
فَلَو بَخِلَ السَحابُ عَلى ثَراها | |
|
| لَذابَت فَوقَها قِطَعُ السَرابِ |
|
سَقاكَ فَكَم ظَمِئتُ إِلَيكَ شَوقاً | |
|
| عَلى عُدَواءِ داري وَاِقتِرابي |
|
تَجافي يا جَنوبَ الريحِ عَنّي | |
|
| وَصوني فَضلَ بُردِكِ عَن جَنابي |
|
وَلا تَسري إِلَيَّ مَعَ اللَيالي | |
|
| وَما اِستَحقَبتُ مِن ذاكَ التُرابِ |
|
قَليلٌ أَن تُقادَ لَهُ الغَوادي | |
|
| وَتُنحَرَ فيهِ أَعناقُ السَحابِ |
|
أَما شَرِقَ التُرابُ بِساكِنيهِ | |
|
| فَيَلفَظَهُم إِلى النِعَمِ الرُغابِ |
|
فَكَم غَدَتِ الضَغائِنُ وَهيَ سَكرى | |
|
| تُديرُ عَلَيهِمُ كَأسَ المُصابِ |
|
صَلاةُ اللَهِ تَخفُقُ كُلَّ يَومٍ | |
|
| عَلى تِلكَ المَعالِمِ وَالقِبابِ |
|
وَإِنّي لا أَزالُ أَكُرُّ عَزمي | |
|
| وَإِن قَلَّت مُساعَدَةُ الصِحابِ |
|
وَأَختَرِقُ الرِياحَ إِلى نَسيمٍ | |
|
| تَطَلَّعَ مِن تُرابِ أَبي تُرابِ |
|
بِوَدّي أَن تُطاوِعَني اللَيالي | |
|
| وَيَنشَبَ في المُنى ظِفري وَنابي |
|
فَأَرمي العيسَ نَحوَكُمُ سِهاماً | |
|
| تَغَلغَلُ بَينَ أَحشاءِ الرَوابي |
|
تَرامى بِاللُغامِ عَلى طُلاها | |
|
| كَما اِنحَدَرَ الغُثاءُ عَنِ العُقابِ |
|
وَأَجنُبُ بَينَها خُرقَ المَذاكي | |
|
| فَأَملي بِاللُغامِ عَلى اللُغابِ |
|
لَعَلّي أَن أَبُلَّ بِكُم غَليلاً | |
|
| تَغَلغَلَ بَينَ قَلبي وَالحِجابِ |
|
فَما لُقياكُمُ إِلّا دَليلٌ | |
|
| عَلى كَنزِ الغَنيمَةِ وَالثَوابِ |
|
وَلي قَبرانِ بِالزَوراءِ أَشفي | |
|
| بِقُربِهِما نِزاعي وَاِكتِئابي |
|
أَقودُ إِلَيهِما نَفسي وَأُهدي | |
|
| سَلاماً لا يَحيدُ عَنِ الجَوابِ |
|
لِقاؤُهُما يُطَهِّرُ مِن جَناني | |
|
| وَيَدرَأُ عَن رِدائي كُلَّ عابِ |
|
قَسيمُ النارِ جَدّي يَومَ يُلقى | |
|
| بِهِ بابُ النَجاةِ مِنَ العَذابِ |
|
وَساقي الخَلقِ وَالمُهَجاتُ حَرّى | |
|
| وَفاتِحَةُ الصِراطِ إِلى الحِسابِ |
|
وَمَن سَمَحَت بِخاتَمِهِ يَمينٌ | |
|
| تَضَنُّ بِكُلِّ عالِيَةِ الكِعابِ |
|
أَما في بابِ خَيبَرَ مُعجِزاتٌ | |
|
| تُصَدَّقُ أَو مُناجاةُ الحِبابِ |
|
أَرادَت كَيدَهُ وَاللَهُ يَأبى | |
|
| فَجاءَ النَصرُ مِن قِبَلِ الغُرابِ |
|
أَهَذا البَدرُ يُكسَفُ بِالدَياجي | |
|
| وَهَذي الشَمسُ تُطمَسُ بِالضَبابِ |
|
وَكانَ إِذا اِستَطالَ عَلَيهِ جانٍ | |
|
| يَرى تَركَ العِقابِ مِنَ العِقابِ |
|
أَرى شَعبانَ يُذكِرُني اِشتِياقي | |
|
| فَمَن لي أَن يُذَكِّرَكُم ثَوابي |
|
بِكُم في الشِعرِ فَخري لا بِشِعري | |
|
| وَعَنكُم طالَ باعي في الخِطابِ |
|
أُجَلُّ عَنِ القَبائِحِ غَيرَ أَنّي | |
|
| لَكُم أَرمي وَأُرمى بِالسِبابِ |
|
فَأَجهَرُ بِالوَلاءِ وَلا أُوَرّي | |
|
| وَأَنطِقُ بِالبَراءِ وَلا أُحابي |
|
وَمَن أَولى بِكُم مِنّي وَليّاً | |
|
| وَفي أَيديكُمُ طَرَفُ اِنتِسابي |
|
مُحِبُّكُمُ وَلَو بَغِضَت حَياتي | |
|
| وَزائِرُكُم وَلَو عُقِرَت رِكابي |
|
تُباعِدُ بَينَنا غَيرُ اللَيالي | |
|
| وَمَرجِعُنا إِلى النَسَبِ القَرابُ |
|