أَقولُ لِرَكبٍ رائِحينَ لَعَلَّكُم | |
|
| تَحِلّونَ مِن بَعدي العَقيقَ اليَمانِيا |
|
خُذوا نَظرَةً مِنّي فَلاقوا بِها الحِمى | |
|
| وَنَجداً وَكُثبانَ اللِوى وَالمَطالِيا |
|
وَمُرّوا عَلى أَبياتِ حَيٍّ بِرامَةٍ | |
|
| فَقولوا لَديغٌ يَبتَغي اليَومَ راقِيا |
|
عَدِمتُ دَوائي بِالعِراقِ فَرُبَّما | |
|
| وَجَدتُم بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيا |
|
وَقولوا لِجيرانٍ عَلى الخَيفِ مِن مِنىً | |
|
| تَراكُم مَنِ اِستَبدَلتُمُ بِجِوارِيا |
|
وَمَن حَلَّ ذاكَ الشِعبَ بَعدي وَراشَقَت | |
|
| لَواحِظُهُ تِلكَ الظِباءَ الجَوازِيا |
|
وَمَن وَرَدَ الماءَ الَّذي كُنتُ وارِداً | |
|
| بِهِ وَرَعى الرَوضَ الَّذي كُنتُ راعِيا |
|
فَوالَهفَتي كَم لي عَلى الخَيفِ شَهقَةً | |
|
| تَذوبُ عَليها قِطعَةٌ مِن فُؤادِيا |
|
صَفا العَيشُ مِن بَعدي لَحَيٍّ عَلى النَقا | |
|
| حَلَفتُ لَهُم لا أَقرَبُ الماءَ صافِيا |
|
فَيا جَبَلَ الرَيّانِ إِن تَعَر مِنهُمُ | |
|
| فَإِنّي سَأَكسوكَ الدُموعَ الجَوارِيا |
|
وَيا قُربَ ما أَنكَرتُمُ العَهدَ بَينَنا | |
|
| نَسيتُم وَما اِستَودَعتُمُ الوُدَّ ناسِيا |
|
أَأَنكَرتُمُ تَسليمَنا لَيلَةَ النَقا | |
|
| وَمَوقِفَنا نَرمي الجِمارَ لَيالِيا |
|
عَشِيَّةَ جاراني بِعَينَيهِ شادِنٌ | |
|
| حَديثَ النَوى حَتّى رَمى بي المَرامِيا |
|
رَمى مَقتَلي مِن بَينِ سِجفي عَبيطِهِ | |
|
| فَيا رامِياً لا مَسَّكَ السوءُ رامِيا |
|
فَيا لَيتَني لَم أَعلُ نَشزاً إِلَيكُمُ | |
|
| حَراماً وَلَم أَهبِط مِنَ الأَرضِ وادِيا |
|
وَلَم أَدرِ ما جَمعٌ وَما جَمرَتا مِنىً | |
|
| وَلَم أَلقَ في اللاقينَ حَيّاً يَمانِيا |
|
وَيا وَيحَ قَلبي كَيفَ زايَدتُ في مِنىً | |
|
| بِذي البانِ لا يُشرَينَ إِلّا غَوالِيا |
|
تَرَحَّلتُ عَنكُم لي أَمامِيَ نَظرَةٌ | |
|
| وَعَشرٌ وَعَشرٌ نَحوَكُم لي وَرائِيا |
|
وَمِن حَذَرٍ لا أَسأَلُ الرَكبَ عَنكُمُ | |
|
| وَأَعلاقُ وَجدي باقِياتٌ كَما هِيا |
|
وَمَن يَسأَلِ الرُكبانَ عَن كُلِّ غائِبٍ | |
|
| فَلا بُدَّ أَن يَلقى بَشيراً وَناعِيا |
|
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُزجي بِرَوضَةٍ | |
|
| طَلاً قاصِراً عَن غايَةِ السِربِ وانِيا |
|
لَها بَغَماتٌ خَلفَهُ تُزعِجُ الحَشى | |
|
| كَجَسِّ العَذارى يَختَبِرنَ المَلاهِيا |
|
يَحورُ إِلَيها بِالبُغامِ فَتَنثَني | |
|
| كَما اِلتَفَتَ المَطلوبُ يَخشى الأَعادِيا |
|
بِأَروَعَ مِن ظَمياءَ قَلباً وَمُهجَةً | |
|
| غَداةَ سَمِعنا لِلتَفَرُّقِ داعِيا |
|
تُوَدِّعنُا ما بَينَ شَكوى وَعَبرَةٍ | |
|
| وَقَد أَصبَحَ الرَكبُ العِراقِيُّ غادِيا |
|
فَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ ضاحِكاً | |
|
| وَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ باكِياً |
|