أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا | |
|
| وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا |
|
أَجَدِّكَ ما تَذَكَّرُ أَهلَ نَجدٍ | |
|
| وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابا |
|
بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُكَ غَيرَ نَزرٍ | |
|
| كَما عَيَّنتَ بِالسَرَبِ الطِبابا |
|
وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أَذرِعاتٍ | |
|
| هَوىً ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَ |
|
فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيتُ أُخرى | |
|
| فَهاجَ عَلَيَّ بَينَهُما اِكتِئابا |
|
وَوَجدٍ قَد طَوَيتُ يَكادُ مِنهُ | |
|
| ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِبُ اِلتِهابا |
|
سَأَلناها الشِفاءَ فَما شَفَتنا | |
|
| وَمَنَّتنا المَواعِدَ وَالخِلابا |
|
لَشَتّانَ المُجاوِرُ دَيرَ أَروى | |
|
| وَمَن سَكَنَ السَليلَةَ وَالجِنابا |
|
أَسيلَةُ مَعقِدِ السِمطَينِ مِنها | |
|
| وَرَيّا حَيثُ تَعتَقِدُ الحِقابا |
|
وَلا تَمشي اللِئامُ لَها بِسِرٍّ | |
|
| وَلا تُهدي لِجارَتِها السِبابا |
|
أَباحَت أُمُّ حَزرَةَ مِن فُؤادي | |
|
| شِعابَ الحُبِّ إِنَّ لَهُ شِعابا |
|
مَتى أُذكَر بِخورِ بَني عِقالٍ | |
|
| تَبَيَّنَ في وُجوهِهِمِ اِكتِئابا |
|
إِذا لاقى بَنو وَقبانَ غَمّاً | |
|
| شَدَدتُ عَلى أُنوفِهِمِ العِصابا |
|
أَبى لي ما مَضى لي في تَميمٍ | |
|
| وَفي فَرعَي خُزَيمَةَ أَن أُعابا |
|
سَتَعلَمُ مَن يَصيرُ أَبوهُ قَيناً | |
|
| وَمَن عُرِفَت قَصائِدُهُ اِجتِلابا |
|
أَثَعلَبَةَ الفَوارِسِ أَو رِياحاً | |
|
| عَدَلتَ بِهِم طُهَيَّةَ وَالخِشابا |
|
كَأَنَّ بَني طُهَيَّةَ رَهطَ سَلمى | |
|
| حِجارَةُ خارِئٍ يَرمي كِلابا |
|
فَلا وَأَبيكَ ما لاقَيتُ حَيّاً | |
|
| كَيَربوعٍ إِذا رَفَعوا العُقابا |
|
وَما وَجَدَ المُلوكُ أَعَزَّ مِنّا | |
|
| وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنا اِستِلابا |
|
وَنَحنُ الحاكِمونَ عَلى قُلاخٍ | |
|
| كَفَينا ذا الجَريرَةِ وَالمُصابا |
|
حَمَينا يَومَ ذي نَجَبٍ حِمانا | |
|
| وَأَحرَزنا الصَنائِعَ وَالنِهابا |
|
لَنا تَحتَ المَحامِلِ سابِغاتٌ | |
|
| كَنَسجِ الريحِ تَطرِدُ الحَبابا |
|
وَذي تاجٍ لَهُ خَرَزاتُ مُلكٍ | |
|
| سَلَبناهُ السُرادِقَ وَالحِجابَ |
|
أَلا قَبَحَ الإِلَهُ بَني عِقالٍ | |
|
| وَزادَهُمُ بِغَدرِهِمِ اِرتِيابا |
|
أَجيرانَ الزُبَيرِ بَرِئتُ مِنكُم | |
|
| فَأَلقوا السَيفَ وَاِتَّخِذوا العِيابا |
|
لَقَد غَرَّ القُيونُ دَماً كَريماً | |
|
| وَرَحلاً ضاعَ فَاِنتُهِبَ اِنتِهابا |
|
وَقَد قَعِسَت ظُهورُهُمُ بِخَيلٍ | |
|
| تُجاذِبُهُم أَعِنَّتَها جِذابا |
|
عَلامَ تَقاعَسونَ وَقَد دَعاكُم | |
|
| أَهانَكُمُ الَّذي وَضَعَ الكِتابا |
|
تَعَشّوا مِن خَزيرِهِمُ فَناموا | |
|
| وَلَم تَهجَع قَرائِبُهُ اِنتِحابا |
|
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ وَرَهطَ عَوفٍ | |
|
| وَجِعثِنَ بَعدَ أَعيَنَ وَالرَبابا |
|
وَخورُ مُجاشِعٍ تَرَكوا لَقيطاً | |
|
| وَقالوا حِنوَ عَينِكَ وَالغُرابَ |
|
وَأَضبُعُ ذي مَعارِكَ قَد عَلِمتُم | |
|
| لَقينَ بِجَنبِهِ العَجَبَ العُجابا |
|
وَلا وَأَبيكَ ما لَهُم عُقولٌ | |
|
| وَلا وُجِدَت مَكاسِرُهُم صِلابا |
|
وَلَيلَةَ رَحرَحانِ تَرَكتَ شيباً | |
|
| وَشُعثاً في بُيوتِكُمُ سِغابا |
|
رَضِعتُم ثُمَّ سالَ عَلى لِحاكُم | |
|
| ثُعالَةَ حَيثُ لَم تَجِدوا شَرابا |
|
تَرَكتُم بِالوَقيطِ عُضارِطاتٍ | |
|
| تُرَدِّفُ عِندَ رِحلَتِها الرِكابا |
|
لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ في مَعَدٍّ | |
|
| فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِهِ اِغتِيابا |
|
وَلاقى القَينُ وَالنَخَباتُ غَمّاً | |
|
| تَرى لوكوفِ عَبرَتِهِ اِنصِبابا |
|
فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد عَلِمتُم | |
|
| وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن يُهابا |
|
أَعَدَّ اللَهُ لِلشُعَراءِ مِنّي | |
|
| صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا |
|
قَرَنتُ العَبدَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | |
|
| مَعَ القَينَينِ إِذ غُلِبا وَخابا |
|
أَتاني عَن عَرادَةَ قَولُ سوءٍ | |
|
| فَلا وَأَبي عَرادَةَ ما أَصابا |
|
لَبِئسَ الكَسبُ تَكسِبُهُ نُمَيرٌ | |
|
| إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابا |
|
أَتَلتَمِسُ السِبابَ بَنو نُمَيرٍ | |
|
| فَقَد وَأَبيهِمُ لاقوا سِبابا |
|
أَنا البازي المُدِلُّ عَلى نُمَيرٍ | |
|
| أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابا |
|
إِذا عَلِقَت مَخالِبُهُ بِقَرنٍ | |
|
| أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا |
|
تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَلُّ مِنهُ | |
|
| جَوانِحَ لِلكَلاكِلِ أَن تُصابا |
|
فَلا صَلّى الإِلَهُ عَلى نُمَيرٍ | |
|
| وَلا سُقِيَت قُبورُهُمُ السَحابا |
|
وَخَضراءِ المَغابِنِ مِن نُمَيرٍ | |
|
| يَشينُ سَوادُ مَحجِرِها النِقابا |
|
إِذا قامَت لِغَيرِ صَلاةِ وِترٍ | |
|
| بُعَيدَ النَومِ أَنبَحَتِ الكِلابا |
|
وَقَد جَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ | |
|
| وَما عَرَفَت أَنامِلُها الخِضابَ |
|
إِذا حَلَّت نِساءُ بَني نُمَيرٍ | |
|
| عَلى تِبراكَ خَبَّثَتِ التُرابا |
|
وَلَو وُزِنَت حُلومُ بَني نُمَيرٍ | |
|
| عَلى الميزانِ ما وَزَنَت ذُبابا |
|
فَصَبراً يا تُيوسَ بَني نُمَيرٍ | |
|
| فَإِنَّ الحَربَ موقِدَةٌ شِهابا |
|
لَعَمروُ أَبي نِساءِ بَني نُمَيرٍ | |
|
| لَساءَ لَها بِمَقصَبَتي سِبابا |
|
سَتَهدِمُ حائِطَي قَرماءَ مِنّي | |
|
| قَوافٍ لا أُريدُ بِها عِتابا |
|
دَخَلنَ قُصورَ يَثرِبَ مُعلِماتٍ | |
|
| وَلَم يَترُكنَ مِن صَنعاءَ بابا |
|
تَطولُكُمُ حِبالُ بَني تَميمٍ | |
|
| وَيَحمي زَأرُها أَجَماً وَغابا |
|
أَلَم نُعتِق نِساءَ بَني نُمَيرٍ | |
|
| فَلا شُكراً جَزَينَ وَلا ثَوابا |
|
أَلَم تَرَني صُبِبتُ عَلى عُبَيدٍ | |
|
| وَقَد فارَت أَباجِلُهُ وَشابا |
|
أُعِدَّ لَهُ مَواسِمَ حامِياتٍ | |
|
| فَيَشفي حَرُّ شُعلَتِها الجِرابا |
|
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ | |
|
| فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا |
|
أَتَعدِلُ دِمنَةً خَبُثَت وَقَلَّت | |
|
| إِلى فَرعَينِ قَد كَثُرا وَطابا |
|
وَحُقَّ لِمَن تَكَنَّفَهُ نُمَيرٌ | |
|
| وَضَبَّةُ لا أَبالَكَ أَن يُعابا |
|
فَلَولا الغُرُّ مِن سَلَفي كِلابٍ | |
|
| وَكَعبٍ لَاِغتَصَبتُكُمُ اِغتِصابا |
|
فَإِنَّكُمُ قَطينُ بَني سُلَيمٍ | |
|
| تُرى بُرقُ العَباءِ لَكُم ثِيابا |
|
إِذاً لَنَفَيتُ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | |
|
| وَعَلَيَّ أَن أَزيدَهُمُ اِرتِيابا |
|
فَيا عَجَبي أَتوعِدُني نُمَيرٌ | |
|
| بِراعي الإِبلِ يَحتَرِشُ الضِبابا |
|
لَعَلَّكَ يا عُبَيدُ حَسِبتَ حَربي | |
|
| تَقَلُّدَكَ الأَصِرَّةَ وَالعِلابا |
|
إِذا نَهَضَ الكِرامُ إِلى المَعالي | |
|
| نَهَضتَ بِعُلبَةٍ وَأَثَرتَ نابا |
|
يَحِنُّ لَهُ العِفاسُ إِذا أَفاقَت | |
|
| وَتَعرِفُهُ الفِصالُ إِذا أَهابا |
|
فَأَولِع بِالعِفاسِ بني نُمَيرٍ | |
|
| كَما أولَعتَ بِالدَبَرِ الغُرابا |
|
وَبِئسَ القَرضُ قَرضُكَ عِندَ قَيسٍ | |
|
| تُهَيِّجُهُم وَتَمتَدِحُ الوِطابا |
|
وَتَدعو خَمشَ أُمِّكَ أَن تَرانا | |
|
| نُجوماً لا تَرومُ لَها طِلابا |
|
فَلَن تَسطيعَ حَنظَلَتى وَسُعدى | |
|
| وَلا عَمرى بَلَغتَ وَلا الرِبابا |
|
قُرومٌ تَحمِلُ الأَعباءَ عَنكُم | |
|
| إِذا ما الأَمرُ في الحَدَثانِ نابا |
|
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ | |
|
| وَهُم مَنَعوا مِنَ اليَمَنِ الكُلابا |
|
يَرى المُتَعَيِّدونَ عَلَيَّ دوني | |
|
| أُسودَ خَفِيَّةِ الغُلبِ الرِقابا |
|
إِذا غَضِبَت عَلَيكَ بَنو تَميمٍ | |
|
| حَسِبتَ الناسَ كُلُّهُمُ غِضابا |
|
أَلَسنا أَكثَرَ الثَقَلَينِ رَجلاً | |
|
| بِبَطنِ مِنىً وَأَعظَمُهُ قِبابا |
|
وَأَجدَرَ إِن تَجاسَرَ ثُمَّ نادى | |
|
| بِدَعوى يالَ خِندِفَ أَن يُجابا |
|
لَنا البَطحاءُ تُفعِمُها السَواقي | |
|
| وَلَم يَكُ سَيلُ أَودِيَتي شِعابا |
|
فَما أَنتُم إِذا عَدَلَت قُرومي | |
|
| شَقاشِقَها وَهافَتَتِ اللُعابا |
|
تَنَحَّ فَإِنَّ بَحري خِندِفِيٌّ | |
|
| تَرى في مَوجِ جِريَتِهِ عُبابا |
|
بِمَوجٍ كَالجِبالِ فَإِن تَرُمهُ | |
|
| تُغَرَّق ثُمَّ يَرمِ بِكَ الجَنابا |
|
فَما تَلقى مَحَلِّيَ في تَميمٍ | |
|
| بِذي زَلَلٍ وَلا نَسَبي اِئتِشابا |
|
عَلَوتُ عَلَيكَ ذِروَةَ خِندِفِيٍّ | |
|
| تَرى مِن دونِها رُتَباً صِعابا |
|
لَهُ حَوضُ النَبِيِّ وَساقِياهُ | |
|
| وَمَن وَرِثَ النُبُوَّةَ وَالكِتابا |
|
وَمِنّا مَن يُجيزُ حَجيجَ جَمعٍ | |
|
| وَإِن خاطَبتَ عَزَّكُمُ خِطابا |
|
سَتَعلَمُ مَن أُعِزُّ حِمىً بِنَجدٍ | |
|
| وَأَعظَمُنا بِغائِرَةٍ هِضابا |
|
أُعُزُّكَ بِالحِجازِ وَإِن تَسَهَّل | |
|
| بِغَورِ الأَرضِ تُنتَهَبُ اِنتِهابا |
|
أَتَيعَرُ يا اِبنَ بَروَعَ مِن بَعيدٍ | |
|
| فَقَد أَسمَعتَ فَاِستَمِعِ الجَوابا |
|
فَلا تَجزَع فَإِنَّ بَني نُمَيرٍ | |
|
| كَأَقوامٍ نَفَحتَ لَهُم ذِنابا |
|
شَياطينُ البِلادِ يَخَفنَ زَأري | |
|
| وَحَيَّةُ أَريَحاءَ لي اِستَجابا |
|
تَرَكتُ مُجاشِعاً وَبَني نُمَيرٍ | |
|
| كَدارِ السوءِ أَسرَعَتِ الخَرابا |
|
أَلَم تَرَني وَسَمتُ بَني نُمَيرٍ | |
|
| وَزِدتُ عَلى أُنوفِهِمُ العِلابا |
|
إِلَيكَ إِلَيكَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ | |
|
| وَلَمّا تَقتَدِح مِنّي شِهابا |
|