أيــن الـضجيج الـعذب والـشغب |
أيــن الـتـدارس شـابـه الـلعب؟ |
أيـــن الـطـفـولة فـــي تـوقـدها |
أين الدمى في الأرض والكتب؟ |
ايــن الـتـشاكس دونـمـا غـرض |
أيــن الـتـشاكي مـالـه سـبب؟ |
أيــن الـتـباكي والـتـضاحك فـي |
وقــت مـعـا ، والـحزن والـطرب؟ |
أيــن الـتـسابق فـي مـجاورتي |
شـغـفـا إذا أكـلـوا وإن شـربـوا؟ |
يـتـزاحـمون عـلـى مـجـالستي |
والـقـرب مـنـي حـيثما انـقلبوا؟ |
يـتـوجـهـون بــسـوق فـطـرتـهم |
نــحـوي إذا رهــبـوا وإن رغــبـوا |
فـنـشـيدهم: (بـابـا) إذا فـرحـوا |
ووعـيـدهـم: (بــابـا) إذا غـضـبوا |
وهـتـافـهم: (بــابـا) إذا ابـتـعدوا |
ونـجـيـهـم: (بــابــا) إذا اقـتـربـوا |
بــالأمـس كــانـوا مـــلء مـنـزلنا |
والـيـوم، ويــح الـيوم قـد ذهـبوا |
وكـأنـما الـصـمت الـذي هـبطت |
أثـقـالـه فـــي الـــدار إذ غـربـوا |
إغــفــاءة الـمـحـمـوم هــدأتـهـا |
فـيـهـا يـشـيـع الــهـم والـتـعـب |
ذهـبوا ، أجل ذهبوا ،ومسكنهم |
في القلب ، ما شطوا وما قربوا |
إنـــي أراهـــم أيـنـمـا الـتـفـتت |
نـفسي وقد سكنوا ، وقد وثبوا |
وأحــس فــي خـلـدي تـلاعبهم |
فــي الـدار لـيس يـنالهم نـصب |
وبــريـق أعـيـنـهم ، إذا ظــفـروا |
ودمــــوع حـرقـتـهـم إذا غـلـبـوا |
فـــي كـــل ركـــن مـنـهـم أثـــر |
وبــكــل زاويــــة لــهـم صــخـب |
فـي الـنافذات زجـاجها حـطموا |
فـي الـحائط الـمدهون قد ثقبوا |
فـي الـباب قـد كـسروا مـزالجه |
وعـلـيه قــد رسـموا وقـد كـتبوا |
فـي الـصحن فيه بعض ما أكلوا |
فـي عـلبة الـحلوى الـتي نهبوا |
فـي الـشطر مـن تفاحة قضموا |
فـي فـضلة الـماء الـتي سكبوا |
إنـــي أراهـــم حـيـثما اتـجـهت |
عـيـني كـأسراب الـقطا سـربوا |
بـالأمـس فــي (قـرنايل ) نـزلوا |
والـيـوم قــد ضـمـتهم ( حـلـب) |
دمــعـي الـــذي كـتـمـته جـلـدا |
لــمــا تــبـاكـوا عــنـدمـا ركــبـوا |
حــتـى إذا ســاروا وقــد نـزعـوا |
مــن أضـلـعي قـلـبا بـهم يـجب |
ألــفـيـتـي كـالـطـفـل عــاطـفـة |
فـــإذا بـــه كـالـغـيث يـنـسـكب |
قــد يـعـجب الـعـذال مـن رجـل |
يـبكي ، ولـو لـم أبكي فالعجب |
هـيـهـات مـــا كــل الـبـكا خــور |
إنـــي وبـــي عــزم الـرجـال أب |