وَساحِرَةِ العَينَينِ ما تُحسِنُ السِحرا | |
|
| تُواصِلُني سِرّاً وَتَقطَعُني جَهرا |
|
أَبَت حَدَقُ الواشينَ أَن يَصفُوَ الهَوى | |
|
| لَنا فَتَعاطَينا التَعَزِّيَ وَالصَبرا |
|
وَكُنّا أَليفَي لَذَّةٍ شَملَ صَفوَةٍ | |
|
| حَليفَي صَفاءٍ مانَخافُ لَهُ غَدرا |
|
فَعُدنا كَغُصنَي أَيكَةٍ كُلَّما جَرَت | |
|
| لَها الريحُ أَلقَت مِنهُما الوَرَقَ الخُضرا |
|
وَزائِرَةٍ رُعتُ الكَرى بِلِقائِها | |
|
| وَعادَيتُ فيها كَوكَبَ الصُبحِ وَالفَجرا |
|
أَتَتني عَلى خَوفِ العُيونِ كَأَنَّها | |
|
| خَذولٌ تُراعي النَبتَ مُشعَرَةً ذُعرا |
|
إِذا ما مَشَت خافَت تَميمَةَ حَليها | |
|
| تُداري عَلى المَشي الخَلاخيلَ وَالعِطرا |
|
فَبِتُّ أُسِرُّ البَدرَ طَوراً حَديثَها | |
|
| وَطَوراً أُناجي البَدرَ أَحسِبُها البَدرا |
|
إِلى أَن رَأَيتُ اللَيلَ مُنكَشِفَ الدُجى | |
|
| يُوَدِّعُ في ظَلمائِهِ الأَنجُمَ الزُهرا |
|
خُذاها فَأَمّا أَنتَ فَاِشرَب وَهاتِها | |
|
| لِأَسقيَها هَذا مُعَتَّقَةً بِكرا |
|
وَهاتِ اِسقِني مِن طَرفِها خَمرَ طَرفِها | |
|
| فَإِنّي اِمرُؤٌ آلَيتُ لا أَشرَبُ الخَمرا |
|
أَرودُ بِعَيني مَنظَرَ اللَهوِ وَالصِبا | |
|
| وَأَهوى ظِباءَ الإِنسِ وَالبَقَرِ العُفرا |
|
وَبِنتَ مَجوسيٍّ أَبوها حَليلُها | |
|
| إِذا نُسِبَت لَم تَعدُ نِسبَتُها النَهرا |
|
تَجيشُ فَتُعدي جَوهَرَ الحَلي خِدرَها | |
|
| وَتُغضي فَتُعدي نَكهَةَ العَنبَرِ الخِدرا |
|
أَخَصُّ النَدامى عِندَها وَأَحَبُّهُم | |
|
| إِلَيها الَّذي لا يَعرِفُ الظُهرَ وَالعَصرا |
|
بَعَثتُ لَها خُطّابَها فَأَتوا بِها | |
|
| وَسُقتُ لَها عَنهُم إِلى رَبِّها المَهرا |
|
وَما زالَ خَوفاً مِنهُمُ في جُحودِها | |
|
| يُقَرِّبُهُم فِتراً وَيُبعِدُهُم شِبرا |
|
إِلى أَن تَلاقَوها بِخاتَمِ رَبِّها | |
|
| مُخَدَّرَةً قَد عُتِقَت حِجَجاً عَشرا |
|
إِذا مَسَّها الساقي أَعارَت بَنانَهُ | |
|
| جَلابيبَ كَالجادِيِّ مِن لَونِها صُفرا |
|
أَناخَ عَلَيها أَغبَرُ اللَونِ أَجوَفٌ | |
|
| فَصارَت لَهُ قَلباً وَصارَ لَها صَدرا |
|
قُلوبُ النَدامى في يَدَيها رَهينَةٌ | |
|
| يَصيدونَها قَهراً وَتَقتُلُهُم مَكرا |
|
أَبَت أَن يَنالَ الدُنُّ مَسَّ أَديمِها | |
|
| فَحاكَ لَها الإِزبادُ مِن دونِها سِترا |
|
إِذا ما تَحَسّاها الحَليمُ أَخو النُهى | |
|
| أَسَرَّ بِها كِبراً وَأَبدى بِها كِبرا |
|
وَدارَ بِها ظَبيٌ مِنَ الإِنسِ ناعِمٌ | |
|
| تَرودُ عُيونُ الشَربِ جانِبَهُ شَزرا |
|
فَحَثَّ مِطِيَّ الراحِ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| قَفا أَثَرَ العَنقاءِ أَو سايَرَ الخِضرا |
|
إِذا ما أَدارَ الكَأسَ ثَنّى بِطَرفِهِ | |
|
| فَعاطاهُمُ خَمراً وَعاطاهُمُ سِحرا |
|
إِلى أَن دَعا لِلسُكرِ داعٍ فَمُوِّتوا | |
|
| وَكانَ مُديرُ الكَأسِ أَحسَنَهُم سُكرا |
|
أَدارَ عَلى الراحِ البَياتَ فَصَيَّرَت | |
|
| وِساداً لَهُ مِنهُ التَرائِبَ وَالنَحرا |
|
ظَلِلنا نَشوفُ الجِلدَ بِالجِلدِ لا نَرى | |
|
| لَهُ وَلَها في طيبِ مَجلِسِنا قَدرا |
|
سَلَكنا سَبيلاً لِلصِبا أَجنَبِيَّةً | |
|
| ضَمِنّا لَها أَن نَعصِيَ اللَومَ وَالزَجرا |
|
بِرَكبٍ خِفافٍ مِن زُجاجٍ كَأَنَّها | |
|
| ثُدِيُّ عَذارى لَم تَخَف مِن يَدٍ كَسرا |
|
عَلَينا مِنَ التَوقيرِ وَالحِلمِ عارِضٌ | |
|
| إِذا نَحنُ شِئنا أَمطَرَ العَزفَ وَالزَمرا |
|