هَلّا بَكَيتَ ظَعائِناً وَحُمولا | |
|
| تَرَكَ الفُؤادَ فِراقُهُم مَخبولا |
|
أَمّا الخَليطُ فَزائِلونَ لِفُرقَةٍ | |
|
| فَمَتى تَراهُم راجِعينَ قُفولا |
|
أَتبَعتُهُم عَينَ الرَقيبِ مُخالِساً | |
|
| لَحظاً كَما نَظَرَ الأَسيرُ كَليلا |
|
تَاللَهِ ما جَهلَ السُرورُ وَلا الكَرى | |
|
| أَنَّ الفِراقَ مِنَ اللِقاءِ أُدَيلا |
|
فإِذا زَجَرتُ القَلبَ زادَ وَجيبُهُ | |
|
| وَإِذا حَبَستُ الدَمعَ فاضَ هُمولا |
|
وَإِذا كَتَمتُ جَوى الأَسى بَعَثَ الهَوى | |
|
| نَفَساً يَكونُ عَلى الضَميرِ دَليلا |
|
واهاً لِأَيّامِ الصِبا وَزَمانِهِ | |
|
| لَو كانَ أَسعَفَ بِالمُقامِ قَليلا |
|
سَل عَيشَ دَهرٍ قَد مَضَت أَيّامُهُ | |
|
| هَل يَستَطيعُ إِلى الرُجوعِ سَبيلا |
|
لَو عادَ آخِرُهُ كَأَوَّلِ عَهدِهِ | |
|
| فيما مَضى لَم أَشفِ مِنهُ غَليلا |
|
وَلَرُبَّ يَومٍ لِلصِبا قَصَّرتُهُ | |
|
| بِالمُلهياتِ وَقَد يَكونُ طَويلا |
|
وَسُلافَةٍ صَهباءَ بِنتِ سُلافَةٍ | |
|
| صَفراءَ لَمّا تُعصَرِ التَسليلا |
|
أُختانِ واحِدَةٌ هِيَ اِبنَةُ أُختِها | |
|
| كِلتاهُما تَدَعُ الصَحيحَ عَليلا |
|
لا تَسقِني الماءَ القُراحَ وَهاتِها | |
|
| عَذراءَ صافِيَةَ الأَديمِ شَمولا |
|
خَرقاءَ يَرعُشُ بَعضُها مِن بَعضِها | |
|
| لَم تَتَّخِذ غَيرَ المِزاجِ خَليلا |
|
سُلَّت فَسُلَّت ثُمَّ سُلَّ سَليلُها | |
|
| فَأَتى سَليلُ سَليلِها مَسلولا |
|
بَعَثَت إِلى سِرِّ الضَميرِ فَجاءَها | |
|
| سَلِساً عَلى هَذَرِ اللِسانِ مَقولا |
|
لَطَفَ المِزاجُ لَها فَزَيَّنَ كَأسَها | |
|
| بِقِلادَةٍ جُعِلَت لَها إِكليلا |
|
قُتِلَت وَعاجَلَها المُديرُ فَلَم تَفِظ | |
|
| فَإِذا بِهِ قَد صَيَّرَتهُ قَتيلا |
|
وَهَجيرَةٍ كَلَّفتُ طَيَّ مَقيلِها | |
|
| ظُهراً وَقَد طَلَبَ الكَنيسُ مَقيلا |
|
قوداً نَواجِيَ فَالحَنِيِّ ضَوامِراً | |
|
| تَرَكَت عَرائِكَها المَهامِهُ ميلا |
|
وَدُجُنَّةٌ ضَمَّنتُ هَتكَ سُتورِها | |
|
| وَجناءَ صامِتَةَ البُغامِ ذَلولا |
|
حَتّى إِذا الفَجرُ اِستَضاءَ أَنَختُها | |
|
| لِأَذوقَ نَوماً أَو أُصيبَ مَليلا |
|
وَاللَيلُ قَد رَفَعَ الذُيولَ مُواشِكاً | |
|
| بِرَحيلِهِ سُلطانَهُ لِيَزولا |
|
حَمَّلتُ ثِقلَ الهَمِّ فَاِنبَعَثَت بِهِ | |
|
| نَفسي وَناجِيَةَ السِفارِ ذَمولا |
|
حَرفاً إِذا وَنَتِ العِتاقُ تَزَيَّدَت | |
|
| في سَيرِها التَنعيبَ وَالتَبغيلا |
|
تَرمي المَهامِهَ وَالقَطيعَ بِطَرفِها | |
|
| شَزراً كَأَنَّ بِعَينِها تَحويلا |
|
لَو أَنَّ قَوماً يُخلَقونَ مَنِيَّةً | |
|
| مِن بَأسِهِم كانوا بَني جِبريلا |
|
قَومٌ إِذا حَمِىَ الهَجيرُ مِنَ الوَغى | |
|
| جَعَلوا الجَماجِمَ لِلسُيوفِ مَقيلا |
|
إِذ لا حِمى إِلّا الرِماحُ وَبَينَها | |
|
| خَيلٌ يَطَأنَ بِقاتِلٍ مَقتولا |
|
وَلَقَد وَقَعنَ بِأَرضِ كابُلَ وَقعَةً | |
|
| تَرَكَت إِلَيها لِلغُزاةِ سَبيلا |
|