تَحَمَّلتُ هَجرَ الشادِنِ المُتَدَلِّلِ | |
|
| وَعاصَيتُ في حُبِّ الغَرايَةِ عُذَّلي |
|
وَما أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي وَلا الصِبا | |
|
| سِوى كَبِدٍ حَرّى وَقَلبٍ مُقَتَّلِ |
|
وَيَومٌ مِنَ اللَذّاتِ خالَستُ عَيشَهُ | |
|
| رَقيباً عَلى اللَذّاتِ غَيرَ مُغَفَّلِ |
|
فَكُنتُ نَديمَ الكَأسِ حَتّى إِذا اِنقَضَت | |
|
| تَعَوَّضتُ عَنها ريقَ حَوراءَ عَيطَلِ |
|
نَهاني عَنها حُبُّها أَن أَسوءَها | |
|
| بِلَمسٍ فَلَم أَفتُك وَلَم أَتَبَتَّلِ |
|
أَخَذتُ لِطَرفِ العَينِ مِنها نَصيبَهُ | |
|
| وَأَخلَيتُ مِن كَفّي مَكانَ المُخَلخَلِ |
|
سَقَتني بِعَينَيها الهَوى وَسَقَيتُها | |
|
| فَدَبَّ دَبيبُ الراحِ في كُلِّ مَفصَلِ |
|
وَإِن شِئتُ أَن أَلتَذَّ نازَلتُ جيدَها | |
|
| فَعانَقتُ دونَ الجيدِ نَظمَ القَرَنفُلِ |
|
أُنازِعُها سِرَّ الحَديثِ وَتارَةً | |
|
| رُضاباً لَذيذَ الطَعمِ عَذبَ المُقَبَّلِ |
|
وَما العَيشُ إِلا أَن أَبيتَ مُوَسَّداً | |
|
| صَريعَ مُدامٍ كَفَّ أَحوَرَ أَكحَلِ |
|
وَمَمكورَةٍ رَودِ الشَبابِ كَأَنَّها | |
|
| قَضيبٌ عَلى دِعصٍ مِنَ الرَملِ أَهيَلِ |
|
خَلَوتُ بِها وَاللَيلُ يَقظانُ قائِمٌ | |
|
| عَلى قَدَمٍ كَالراهِبِ المُتَبَتِّلِ |
|
فَلَمّا اِستَمَرَّت مِن دَجا اللَيلِ دَولَةٌ | |
|
| وَكادَ عَمودُ الصُبحِ بِالصُبحِ يَنجَلي |
|
تَراءى الهَوى بِالشَوقِ فَاِستَحدَثَ البُكا | |
|
| وَقالَ لِلَذَّاتِ اللِقاءِ تَرَحَّلي |
|
فَلَم تَرَ إِلّا عَبرَةً بَعدَ زَفرَةٍ | |
|
| مُوَدِّعَةٍ أَو نَظرَةً بِتَأَمُّلِ |
|