يا لَيلَةً نِلتُ فيها اللَهوَ وَالوَطَرا | |
|
| كُرّي عَلَينا وَإِلّا فَاِطرُدي الذِكَرا |
|
لَمّا اِلتَقَينا اِفتَرَعنا في تَعاتُبِنا | |
|
| مِنَ الحَديثِ وَمِن لَذّاتِهِ العُذَرا |
|
إِذا اِستَتَرنا بِسِترِ اللَيلِ بادَرَنا | |
|
| كَيما يَرانا عَمودُ الصُبحِ فَاِنفَجَرا |
|
قالَت أَأَقرَرتَ بِالإِجرامِ قُلتُ نَعَم | |
|
| لَو كانَ جُرمي عَلى الإِقرارِ مُغتَفَرا |
|
سَأَدَّعي ذَنبَ غَيري كَي يُصَدِّقَني | |
|
| مَن لا أُرَجّي لَدَيهِ العَفوَ إِن قَدَرا |
|
قَد أَولَعَتهُ بِطولِ الهَجرِ غِرَّتُهُ | |
|
| لَو كانَ يَعلَمُ طولَ الهَجرِ ما هَجَرا |
|
ما تُغمِضُ العَينُ مُذ غُلِّقتُ حُبَّكُمُ | |
|
| إِلّا إِذا خالَسَها عَينُكَ النَظَرا |
|
أَسهَرتُموني أَنامَ اللَهُ أَعيُنَكُم | |
|
| لَسنا نُبالي إِذا ما نِمتِ مَن سَهِرا |
|
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت لا تَكُن نَزِقاً | |
|
| وَاِكتُم حَديثِكَ لا تُعلِم بِهِ بَشَرا |
|
فَقَد غَفَرتُ لَكَ الذَنبَ الَّذي زَعَموا | |
|
| لا بارَكَ اللَهُ فيمَن بَعدَ ذا غَدَرا |
|
وَقَصَّرَ اللَيلُ عَن حاجاتِ أَنفُسِنا | |
|
| كَذاكَ لَيلُ التَلاقي رُبَّما قَصُرا |
|
قامَت تَمَشّى الهُوَينا نَحوَ قُبَّتِها | |
|
| وَقُمتُ أَمشي خَفِيَّ الشَخصِ مُستَتِرا |
|
لَمّا بَدا القَمَرُ اِستَحيَت فَقُلتُ لَها | |
|
| بَعضَ الحَياءِ فَإِنَّ الحُبَّ قَد ظَهَرا |
|
أَلقَت عَلى وَجهِها هُدّابَ خامَتِها | |
|
| وَنازَعَتني بِكَأسِ الوَحشَةِ الخَفَرا |
|
تُكاتِمُ القَمَرَ الوَجهَ الَّذي ضَمِنَت | |
|
| وَالوَجهُ مِنّها تَرى في مائِهِ القَمَرا |
|
ثُمَّ اِفتَرَقنا فَضَمَّنّا سَرائِرَنا | |
|
| دونَ القُلوبِ وَفاءَ العَهدِ وَالخَطَرا |
|
لَم نَأمَن اللَيلَ حَتّى حينَ فُرقَتِنا | |
|
| كَأَنَّما اللَيلُ يَقفو خَلفَنا الأَثَرا |
|
قالوا اِشتَهَرتَ فَقُلتُ الحُبُّ صاحِبُهُ | |
|
| مَن لا يَزالُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِرا |
|
وَرُبَّ يَومٍ بِيَومِ اللَهوِ مُتَعَجِرٍ | |
|
| خَلَعتُ فيهِ إِلى لَذّاتِهِ العُذُرا |
|
وَكَأسِ راحٍ يُميتُ الهَمَّ شارِبُها | |
|
| باكَرتُها وَرِداءُ اللَيلِ قَد حَسَرا |
|
صَبَّ المِزاجُ عَلَيها الحَلى فَاِضطَرَبَت | |
|
| كَأَنَّ في حافَتَيها الدُرَّ وَالشِذَرا |
|