إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
موتَتَيْن |
الآن .. |
أشعرُ دون |
غيرى بانمحائى |
وافتقاد نضارتى |
وبكاءِ أشعارى علىّ |
الآن أشعر أننى |
فردٌ وحيدٌ |
والليالى المبهراتُ |
احتلها موتى |
فصارت طوْطما |
تكسوه رائحةُ الموات |
يعيث فىّ |
الآن أشعرُ بانكسارى |
وانهزامى |
فى مواجهةِ الردى |
الآن تنزع عنىَ الأقدارُ |
سمتى وابتسامى |
واندفاقَ مشاعرى |
وبهاءَ شعرى |
وانتصاراتى القديمة َ |
واحتفاءَ الناس بىّ |
الآن أمضى فى سبيلى |
حيث لا أحتاجُ راحلةً |
ولا زاداً |
ولا أحتاجُ |
فى دربى رفيقا |
إننى فردٌ وحيد ٌ |
والليالى أقفرتْ دونى |
ومات الشعرُ |
مصروعا على شفتىّ |
ما لهذى الناسِ |
لا أحدٌ أراهُ |
بكى لأجلى |
أو توقفَ عند موتى |
قائلا: |
يا أيها الموتُ |
انتظرهُ هنيهةً |
أو دعْهُ حتى ينتهى |
من أخرياتِ قصائِده |
إذ لم يسلْ |
أحدٌ سواىَ الموتَ |
أن يُنهى مهمتهُ بلا ضوضاء َ |
توقظكم |
فكم أخشى على الإنسانِ |
أن يصحو بداخلكم |
فتضطربونَ حين تروننى |
والموتُ ينجزُ |
فى خلاياى البئيسةِ ما وعد |
أنا ذا أودعكم |
وأعلمُ أنكم |
تبكون .. لا حزنا علىّ |
وإنما خوفَ الردى |
لا تجزعوا |
فالموتُ محضُ تحولٍ |
من حالةِ الموتِ المؤكدِ .. |
للحياة |
أنا مثلكم أخشى الردى |
لكننى أيقنتُ أن تحولى |
آتٍ |
فقمتُ أُعد ما أحتاجهُ |
كيما أسافرُ نحو أسلافى |
الذين تصايحوا: |
هيا فدربُكَ مذْ خرجتَ |
إلى الوجودِ ممهدٌ |
الآن راحتْ |
كلُّ ألقابى سدىً |
حين انتفتْ |
عنى الصفاتُ جميعها |
وانجابَ عنى |
ذلك الطينُ الذى |
يا كم دعانى |
للخطيئة ِ |
فانبرى إذاكَ نورٌ طارَ بى |
أنا ذا أودعكم |
وأشعرُ أننى أحتاجكم |
وبأنكم .. |
لا تأبهونَ للهفتى |
أسلمتمونى للردى |
لا غيرَ فاتحة ٍ |
على رأسى ورحتم تاركين َ |
وراءكم روحى تعانى |
موتتين |
موتةُ الموتِ الذى .. |
قد كان منتظرا |
خروجَ أخيرِكم |
والموتةُ الكبرى هنا |
قبل ارتحالى |
هل نسيتم من أنا؟؟ |
ليس فى موتى جراحٌ |
أو بكاءٌ |
مثلما أنكرتمونى |
أيها المقهورُ |
متْ .. |
لن يعرفوك |
قال فردٌ |
كان ممن ودعونى: |
راحَ فى عجلٍ |
وفى عجلٍ أتى |
ثم تمتمَ وهو يبكى: |
يرحمُ الُله الفتى |