عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء مخضرمون > غير مصنف > الحطيئة > وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ

غير مصنف

مشاهدة
68918

إعجاب
164

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ

وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ
ببيداءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما
أَخي جَفوَةٍ فيهِ مِنَ الإِنسِ وَحشَةٌ
يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى
وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزاً إِزاءها
ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهما
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملة
ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما
رَأى شَبَحاً وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ
فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَشمَّرَ وَاِهتَمّا
فقال هيا رباه ضيف ولا قرى
بحقك لا تحرمه تالليلة اللحما
وَقالَ اِبنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ
أياأَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما
وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا
يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا
فَرَوّى قَليلاً ثُمَّ أَجحَمَ بُرهَةً
وَإِن هُوَ لَم يَذبَح فَتاهُ فَقَد هَمّا
فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ
قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما
عِطاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها
عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما
فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها
فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما
فَخَرَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ
قَدِ اِكتَنَزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما
فَيا بِشرَهُ إِذ جَرَّها نَحوَ قَومِهِ
وَيا بِشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى
فَباتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم
فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما
وَباتَ أَبوهُم مِن بَشاشَتِهِ أَباً
لِضَيفِهِمُ وَالأُمُّ مِن بِشرِها أُمّا
الحطيئة

مناسبة النص : من المعروف أن الحطيئة كان متكسباً بشعره محترفاً للتكسب وهو هنا يروي قصة كرم مثالي ربما يكون الشاعر نفسه هو الضيف فيها وربما كانت خيالية نسجها من قريحته لكي يرسم للناس مثلاً أعلى في الكرم ليحذوا حذوه . معاني الكلمات : طاوي ثلاث : جائع ثلاث ليال عاصب البطن : عصب على بطنه حزاماً من الجوع مرمل : شديد الفقر رسماً : أثر للعمران أخي جفوة : ذي خشونة الشراسة : سوء الخلق البهم : صغار الغنم ثلاثة أشباح : أولاده خبز الملة : قرص يخبز في الرماد الحار راعه : أخافه تشمر : استعد القرى : طعام الضيف طعم : طعام العدم : الفقر الشرح : هذا النص عبارة عن قصة شعرية تخيلها الحطيئة ليصور معاني الكرم ويبعث دوافعه في النفوس من البيت الأول إلى الرابع ويصف حياة الرجل الكريم وعائلته في الصحراء الموحشة وحالة الفقر والبؤس التي يعيشونها .. يقول الحطيئة عن ذلك الأعرابي أنه رجل خشن العيش لم يذق الطعام منذ ثلاث ليال ، يعيش فقيراً في صحراء لا أثر للعمران فيها ، وهو لخشونته يستوحش من معاشرة الناس ويرى عيش الحرمان في الصحراء نعمة جليلة .. وقد أسكن في شعب منعزل مع زوجته وحولها أولاده الثلاثة كأنهم صغار الغنم فحم حفاة عراة لا يعرفون الخبز ولا ذاقوا طعم البر ، وفي ليلة مظلمة رأى شبحاً مقبلاً فخاف أول الأمر ولكنه حين عرفه ضيفاً بدأ يستعد وناجى ربه قائلاً : يا رباه هذا ضيف ليس عندنا قرى له فأدعوك بعظمتك ألا تحرمه هذه الليلة من اللحم وهنا أقبل ولده فقال له : يا أبت اذبحني قرى للضيف ولا تعتذر بالفقر فربما ظن ضيفنا أننا ذوو مال فنشر ذمنا في الناس . التعليق على النص : الأسلوب قصصي رائع مشوق وتشتمل القصيدة على العناصر الفنية الجيدة وهي المقدمة التي حددت المكان وصورت الشخصيات والعرض المنطقي المتسلسل .. ألفاظ القصيدة في غاية الجزالة والروعة والموسيقى العذبة .. الصور الخيالية رائعة ومؤثرة فالشاعر يصور عاطفته بريشة فنان .. يظهر في القصيدة أثر التنقيح والروية ويظهر ذلك في الطريقة الرائعة التي ينتقي بها الشاعر ألفاظه ويرتب بها معانيه .. الظاهر أن الحطيئة قال هذه الأبيات في الجاهلية لأننا لا نكاد نلمح فيها أثر لمصطلحات الإسلام وألفاظه . الصور البلاغية : في البيت الأول كناية : طاوي الجوع ، عاصب البطن .. كناية عن شدة الجوع . في البيت الثاني سجع : الأنس ، البؤس . في البيت الثالث تشبيه : سبه الشاعر أبناء الأعرابي بالبهم وهم صغار الغنم وهم حفاة عراة لا يعرفون الخبز . في البيت الرابع جناس : حفاة ، عراة
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2011/06/15 04:22:09 مساءً
التعديل: الأربعاء 2022/01/05 11:54:03 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com