حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا | |
|
| ورُتبةٌ في المعالي فاتَتِ الرُّتَبا |
|
أعطَى فقالَ العُفاةُ النازلون به | |
|
| أنائلاً أنشأَتْ كفَّاه أم سُحُبا |
|
أَغرُّ لا يتحامَى قِرنَه أبداً | |
|
| حتى يُردَّ غِرارَ السيفِ مُختَضَبا |
|
كاللَّيثِ لا يسلُبُ الأعداءَ بَزَّهُمُ | |
|
| في الرَّوْعِ لكن تَرى أرواحَهم سَلَبا |
|
لا يعرفُ الغَدرَ ما ضُمَّتْ جوانِحُه | |
|
| على الوفاءِ ولا يُبْقي إذا وَثَبا |
|
أمَّا عَدِيٌّ فقد عدَّتْه سَيِّدَها | |
|
| نجابةً وهي تُدْعى السادةَ النُّجُبا |
|
أَسْدٌ إذا حاولتْ أرضَ العِدا حمَلتْ | |
|
| على الكواهلِ غَاباً لِلْقنَا أَشَبَا |
|
لما هَممْتَ بآثارٍ مجدَّدَةٍ | |
|
| حدْوتَ للحاسِدِ الأحزانَ والكُرَبا |
|
أنشأْتَه منزلاً في قلبِ دجلةَ لا | |
|
| تمتاحُ جَنَّتُه الغُدرانَ والقُلُبا |
|
صفا الهواءُ به والماءُ فاشتَبَها | |
|
| كأنَّ بينهما من رقَّةٍ نَسَبا |
|
وأصبحَ الغيثُ مخلوعَ العِذار بهِ | |
|
| فليسَ يَخلعُ أبرادَ الحَيا القُشُبا |
|
فَمِنْ جِنانٍ تُريكَ النَّوْرَ مُبتَسِماً | |
|
| في غير إبَّانِه والماءَ مُنسَكِبا |
|
ومن سَواقٍ على خضراءَ تَحسَبُها | |
|
| مُخضرَّةَ البُسْطِ سَلُّوا فوقَها القُضُبا |
|
كأنَّ دُولابَها إذ حَنَّ مُغتَرِبٌ | |
|
| نأى فَحنَّ إلى أوطانِه طَرَبا |
|
باك إذا عَقَّ زَهْرُ الرَّوْضِ والدَه | |
|
| من الغَمامِ غدا فيه أباً حَدِبا |
|
مُشَمِّرٌ في مَسيرٍ ليسَ يُبْعِدُهُ | |
|
| عن المحلِّ ولا يُهْدي له تَعَبا |
|
ما زالَ يطلُبُ رِفْدَ البحرِ مُجتهِداً | |
|
| للبَرِّ حتى ارتدى النُّوَّارَ والعُشُبا |
|
فالنخلُ من باسقٍ فيه وباسِقَةٍ | |
|
| يُضاحِكُ الطَّلْعَ في قُنْوانِهِ الرُّطَبا |
|
أضحَت شماريخُه في الجوِّ مُطلِعَةً | |
|
| إما ثُرَيَّا وإمَّا مِعْصَماً خُضِبَا |
|
تريك في الظِّلِّ عِقياناً فإن نَظَرَتْ | |
|
| شمسُ النَّهارِ إليها خِلْتَها لَهَبا |
|
والكَرْمُ مُشتَبِكُ الأفنانِ تُوسِعُنا | |
|
| أجناسُه في تساوي شِرْبِها عَجَبا |
|
فكَرمةٌ قَطَرَت أغصانُها سَبَجاً | |
|
| وكرمةٌ قطرَت أغصانُها ذَهَبا |
|
كأنِّما الورقُ المُخضَرُّ دونَهما | |
|
| غيرانُ يكسوهُما من سُنْدُسِ حُجُبا |
|
والماءُ مُطَّرِدٌ فيه ومُنْعَرِجٌ | |
|
| كأنَّما مُلِئَتْ حيَّاتُه رُعُبا |
|
وبركةٌ ليس يُخفْي مَوجُ لُجِتَّها | |
|
| من القَذى ما طفَا فيها وما رَسَبا |
|
تُسدي عليها الصَّبا بُرْداً فإن ركَدَتْ | |
|
| رأيتَه دارسَ الأفوافِ مُستَلَبا |
|
قد كُلَّلَتْ بنجومٍ للحَبابِ ضُحىً | |
|
| فإن دَجا الليلُ عَادَتْ أنجُما شُهُبا |
|
ترى الإوزَّ سُروباً في ملاعبِها | |
|
| كما تأمَّلتَ في ديباجَةٍ لَعِبا |
|
يَرِفُّ منه على أمواجِها زَهَرٌ | |
|
| أربى على الزَّهْرِ حتى عاد مُكْتئِبا |
|
مُسَلِّمٌ وسباعُ الطَّيرِ حائمةٌ | |
|
| يخطَفْن ما طارَ في الآفاقِ أو سَرَبا |
|
كأنما الجارحُ المرهوبُ يَحذَرُه | |
|
| فليسَ يُوفي عليه جارحٌ ذَهَبا |
|
وسهمُ فوَّارَةٍ ما ارتدَّ رائدُه | |
|
| حتى أصابَ من العُّيوقِ ما طَلبا |
|
أوفى فَلَمْ تَثْنِهِ حربُ الشَّمالِ وقد | |
|
| لاقَتْه فاعتَركا في الجوِّ واحترَبا |
|
كأنَّ بِركَتَه دِرْعٌ مُضاعَفَةٌ | |
|
| تُقِلُّ رُمحَ لُجَيْنٍ منه مُنتَصِبا |
|
والقصرُ يَبسِمُ في وَجهِ الضُّحىفتَرى | |
|
| وجهَ الضُّحى عندما أبدى لنا شَحَبا |
|
يبيتُ أعلاهُ بالجوزاءِ مُنتَطِقاً | |
|
| ويَغتدي برداءِ الغَيمِ مُحتَجِبا |
|
تَطَأْمنَ نَحوَهُ الإيوانُ حينَ سَما | |
|
| ذُلاً فكيف تُضاهي فارسُ العَرَبا |
|
إذا القصورُ إلى أربابِها انتسَبتْ | |
|
| أضحى إلى القِمَّةِ العَلياء مُنتَسبا |
|
فَصِلْه لا وَصَلَتْكَ الحادثاتُ ولا | |
|
| زالَتْ سُعُودُك فيه تُنْفِدُ الحِقَبا |
|
بَرٌّ وبحرٌ وكُثبانٌ مُدَبَّجةٌ | |
|
| ترى النفوسُ الأماني بينها كَثَبَا |
|
ومنزِلٌ لا تزالُ الدَّهرَ عَقوتُه | |
|
| جديدةَ الرَّوْضِ جَدَّ الغيثُ أو لَعِبا |
|
حصباؤُه لؤْلؤٌ نَثْرٌ وتُربَتُه | |
|
| مِسكٌ ذكيٌّ فلو لم تَحمِه انُتهِبا |
|
وكلُّ ناحيةٍ منه زَبَرْجَدَةٌ | |
|
| أجرى اللُّجَيْنُ عليها جدولاً سَرِبا |
|
فإنْ دعاكَ إليه ذِكْرُ مأدُبِةٍ | |
|
| فما نَشأْتَ وفيها للعُلى أدَبا |
|
وإنْ دعاكَ له ظِلٌّ فربَّ وَغىً | |
|
| جعلْتَ ظِلَّكَ منها السُّمرَ والعَذَبا |
|
لا تُكْذِبنِّي فإني في مدائحِكم | |
|
| مُصَدَّقُ القَوْلِ لا أستحسِنُ الكَذِبا |
|
مَنْ رامَ في الشِّعرِ شأوي كَلَّ عنه ومَنْ | |
|
| ناوَى أبا تغِلب في سُؤدُدٍ غُلِبا |
|