شَفاه قُرباً وقد أشفَى على العطَبِ | |
|
| خَيالُ نائيةٍ حيَّاهُ من كَثَبِ |
|
ألمَّ يُتحِفُهُ بالوَرْدِ من خَفَرٍ | |
|
| في وجنتَيْهِ وبالصهَّباءِ من شَنَبِ |
|
فباتَ عذبَ الرِّضا والظَّلمِ ليلَته | |
|
| وربما باتَ مُرَّ الظُّلمِ والغَضَبِ |
|
إذا تجلَّى جلا الخدَّينِ في خَفَرٍ | |
|
| وإن تثنَّى ثَنى العِطْفَينِ من تَعَبِ |
|
وكيفَ بالجِدِّ منها وهي لاعبةٌ | |
|
| تُهدي إلى الصبِّ جِدَّ الشوقِ في اللَّعبِ |
|
تعرَّضَت ليَ في بيضِ السوالفِ لا | |
|
| يُسلِفنَ وعداً ولا يُقْرَقْنَ بالرِّيَبِ |
|
من بارزٍ بحِجابِ الصَّونِ مِحتَجِبٍ | |
|
| وسافر بنقابِ الوَرْدِ مُنتَقِبِ |
|
حتى كأنَّ سُجُوفَ الرَّقْمِ ضاحيةً | |
|
| تكشَّفَت عن دُمىً منهن أو لُعَبِ |
|
هلّا ونحنُ على كُثْبِ اللِّوى اعترَضَت | |
|
| تلك المحاسنُ من قُضبٍ ومن كُثُبِ |
|
أيامَ لي في الهَوى العُذريِّ مأرُبةً | |
|
| وليسَ لي في هوى العُذَّالِ من أرَبِ |
|
سقى الغمامُ رُباهَا دمعَ مُبتَسمٍ | |
|
| وكم سقاها التَّصابي دمعَ مُكتئِبِ |
|
ولو حَمْدتُ بها الأيامَ قلتُ سقَى | |
|
| ربوعَها أحمدُ المحمودُ في النُّوبِ |
|
سأبعثُ الحمدَ مَوشِيّاً سبابُيه | |
|
| إلى الأميرِ صحيحاً غيرَ مُؤتَشِبِ |
|
إنَّ المدائحَ لا تُهدى لناقِدها | |
|
| إلا وألفاظُها أصفى من الذَّهَبِ |
|
كم رُضتُ بالفِكْر منها روضةً أُنُفاً | |
|
| تفتَّحَ الزَّهْرُ منها عن جَنَى الأدبِ |
|
إذا الرجا هَزَّ أرواحَ الكلامِ بها | |
|
| أتتك أحسنَ من مُهتزَّهِ القَصَبِ |
|
لَفظٌ يروحُ له الرَّيحانُ مُطَّرِحاً | |
|
| إذا جعلناه رَيحاناً على النُّخَبِ |
|
أما تراه أبا العَبَّاسِ مُعتَرِضاً | |
|
| على السُّها ويَدي تجنيهِ من قُرُبِ |
|
خُطَى المكارمِ فردُ الحسنِ مُغترباً | |
|
| يلوذُ منه بفَردِ الجودِ مُقترِبِ |
|
مُقسَّمٌ بين نَفْسٍ حُرَّةٍ ويَدٍ | |
|
| مقابلٌ بينَ أمٍّ بَرَّةٍ وأبِ |
|
مِصباحُ خَطبٍ له في كُلِّ مُظلِمَةٍ | |
|
| صُبحٌ من العِزِّ أو صبحٌ من الحسَبِ |
|
إذا بلَوْنا عَدِيّاً يومَ عاديةٍ | |
|
| كانت ضرائبُها أحلى من الضَّربِ |
|
قومٌ همُ البيضُ أفعالاً إذا اطّرَدَتْ | |
|
| جداوِلُ البيضِ في غابِ القَنا الأشِبِ |
|
راحَ الصِّيامُ فولَّى عنك مُنقَضِباً | |
|
| ورحتَ عنه بأجرٍ غيرِ مُنقضِبِ |
|
فعادَ فِطرُكَ في نَعماءَ سابغةٍ | |
|
| وفي سُعودٍ إليها ساقةُ الحِقَبِ |
|
أتاكَ والجوُّ يُجلى في مُمَسَّكةٍ | |
|
| والأرضُ تختالُ في أبرادِها القُشُبِ |
|
إذا ألحَّ حُسامُ البَرقِ مُؤتَلِقاً | |
|
| في الرَّوضِ جَدَّ خطيبُ الرَّعدِ في الخُطَبِ |
|
فللخمائلِ بُسطٌ غيرُ زائلةٍ | |
|
| للسَّحائبِ ظِلٌّ غيرُ مُستَلَبِ |
|
والريح وسنى خلال الروض وانية | |
|
| فما يراع لها مستيقظ الترب |
|
تَمَلَّها يا ابْنَ نصرٍ فهي سيفُ وغىً | |
|
| ماضي الظُّبا وشِهابٌ ساطعُ اللَّهَبِ |
|
تَسري فتخفُقُ أحشاءُ العدوِّ لها | |
|
| كأنها رايةٌ خفّاقةُ العَذَبِ |
|
تكادُ تَبرُقُ لو إن الثناءَ له | |
|
| كتيبةٌ بَرقت من قَبلُ في الكُتُبِ |
|
فلو هَتفتَ بها في يومِ مَلحَمةٍ | |
|
| قامت مَقامَ القَنا والبِيضِ واليَلَبِ |
|