قليلٌ لها أن يتْبعَ الدَّمعُ غيرَها | |
|
| وقد أزمعَتْ يومَ الفراقِ مسيرَها |
|
شفَا كَمَدي أُنْسُ الظِّباءِ وإنَّما | |
|
| عَرَتْ فرقةٌ شتَّى الظِّباءِ نَفُورَها |
|
وما عاقَني يومَ العقيقِ عن الجَوى | |
|
| سُفورُ دُمىً أبدَتْ لبَيْنٍ سُفورَها |
|
إذا رَدَّها كَرُّ العِناقِ عواطلاً | |
|
| من الحَلْيِ حلَّتْ بالدُّموعِ نحورَها |
|
غدا الشَّوقُ في الأحشاءِ ثَانِيَ عِطْفِهِ | |
|
| غداةِ ثَنَتْ أعطافَها وخصورَها |
|
دعَتْني إساءاتُ الخُطوبِ إلى السُّرى | |
|
| وكم من سُرىً أهدَتْ لنفسٍ سرورَها |
|
فبُحْتُ بما استودَعْتُ صَدْري من الهُوى | |
|
| وباحَتْ بما استودَعْتُ منه صدورَها |
|
فبِعتُ وِصالاً لا أَمَلُّ أصيلَه | |
|
| بأيامِ هَجرٍ لا أملُّ هجيرَها |
|
لقد حاوَلَتْ سِلْمَ الأميرِ عِداتُه | |
|
| لتحمَدَ في سِلمِ الأميرِ أميرَها |
|
فزارَتْهُ من أَعلى الصَّعيدِ وقد ثنى | |
|
| إليها عِنانَ السَّيرِ كيما يزورَها |
|
مُطِلٌّ على أرضِ العِراقِ بِعَزمَةٍ | |
|
| وثاوٍ بأرضِ الشامِ يحمي ثغورَها |
|
مُعِدٌ ليومِ الرَّوْعِ بِيضاً تذكَّرَتْ | |
|
| ظُباتِ الاعادي فاستقالَتْ ذُكورَها |
|
وسُمراً تَثنَّى في الطِّعانِ كأنَّها | |
|
| نَشاوى سقَتْها الأَندرينَ خمورَها |
|
فقد تارَكَتْه التُّركُ لمَّا تأمَّلَتْ | |
|
| سَطاه ولو لاقَتْه لاقَتْ مُبيرَها |
|
أَزارَهمُ أُسْدَ العرينِ خَوادراً | |
|
| تُرَدِّدُ في غابِ الرِّماحِ زئيرَها |
|
كتائبَ لو لاقَيْنَ كِسرى وقد سَمتْ | |
|
| لإيوانِ كِسرى غادرَتْهُ كسيرَها |
|
ورامَتْ حُماةُ الرُّومِ لُقياه فاغتدَتْ | |
|
| مواقفُها يومَ اللِّقاءِ قبورَها |
|
أمالَ إليهم أوجُهَ الخيلِ آلفاً | |
|
| سُراها إلى أوطانِهم وبُكورَها |
|
وجاءَهُمُ في الرِّيحِ رَيَّا عَجاجَةٍ | |
|
| تَبُثُّ الصَّبا كافورَها وعبيرَها |
|
فحلَّ بنَصْلِ السيفِ لُؤلُؤَ تاجِها | |
|
| وحطَّ بأطرافِ الرِّماحِ سريرَها |
|
وشَنَّ على الحُورِ الكواعبِ غارَةً | |
|
| أغارَ بها غِيدَ النِّساءِ وحُورَها |
|
فإنْ تَطْغَ يوماً عايَنَتْ منه حَتفَها | |
|
| وإنْ تَستَجِرْ يوماً أضلَّتْ مجيرَها |
|
وكم حومَةٍ حامَتْ عُقابُ لوائِها | |
|
| عليكَ ونارُ الحربِ تُذكي سعيرَها |
|
وشاهقةٍ يَحمي الحِمامُ سهولَها | |
|
| وتمنَعُ أسبابُ المنايا وعورَها |
|
إذا سترَتْ غُرُّ السَّحابِ وقد سرَتْ | |
|
| جوانِبَها خِلْتَ السَّحابَ سُتورَها |
|
وإنْ عادَ خوفاً من سُيوفِكَ ربُّها | |
|
| بِدِرَّتِها أضحَى لَديْكَ أسيرَها |
|
مُقيمٌ تَمُرُّ الطَّيرُ دونَ مَقامِه | |
|
| فليسَ تَرى عيناه إلا ظُهورَها |
|
ثَنَيْتَ إلى غاياتِها الأُسْدَ فانثَنتْ | |
|
| تُساوِرُ بالبِيضِ الصَّوارمِ سُورَها |
|
وآثَرْتَ بالعَدْلِ الخلافةَ فاعتلَى | |
|
| سَناها وكاد الجَوْرُ يُخمِدُ نورَها |
|
بعثْتَ إليها تَغْلِبَ ابنةَ وائلٍ | |
|
| فكانَتْ وقد عَمَّ الظَّلامُ بُدورَها |
|
فإنْ تُدْعَ دونَ الأولياء لِنُصْرَةٍ | |
|
| عَليَّ بنَ عبدِ اللهِ تُدْعَ نصيرَها |
|
أَتتْكَ القوافي ظامئاتٍ إلى النَّدى | |
|
| فأَوردْتَها عَذْبَ المياهِ نميرَها |
|
وعادَتْ بكُفءِ منكَ يُكثِرُ مَهرَها | |
|
| وقد عَدِمَتْ أكفاءَها ومُهورَها |
|
فأيقنْتُ بالنُّجْحِ الذي كنتُ أرتجي | |
|
| لديكَ وعاينتُ المُنى وغرورَها |
|