ما سَرَّهُ أن ذاعَ من أسرارِه | |
|
| ما غَيَّبَ الكِتمانُ في إضمارِه |
|
تأبى العبارةُ عن هواه فينبري | |
|
| جفنٌ يعبِّرُ عنه في إستعبارِه |
|
أَخفاه بين ضلوعِه فجَفَت به | |
|
| حُرَقٌ تُظاهِرُه على إظهارِه |
|
أنَّى يكونُ القصْدُ شيمةَ وَجْدِه | |
|
| يومَ النَّوى والجَورُ شيمةُ جارِه |
|
هل يُنْجِدَنَّ فريقُ نجدٍ بعدَما | |
|
| غارَتْ نجومُ الحُسنِ في أغوارِه |
|
نُهدي التحيَّةَ منهمُ لمحجَّبٍ | |
|
| عَبَراتُنا أبداً تَحيَّةُ دارِه |
|
وضعيفِ عَقدِ الخَصرِ رابٍ ردفُهُ | |
|
| ظَلَمَ الجمالَ نِطاقُه لإِزارِه |
|
ومُوَدِّعٍ ظَفِرَتْ يَداه بمهجتي | |
|
| فمضَى ونَضْحُ دمي على أظفارِه |
|
أقصرْتُ عن ذِكْرِ السُّلُوِّ وقصَّرَت | |
|
| هِمَمُ العذولِ فَزَادَ في إقصارِه |
|
وغَنِيتُ بالساقي الأَغَنِّ لأنه | |
|
| وِزْرٌ يَزيدُ الصبَّ من أَوزارِه |
|
ظَفِرَتْ يَداهُ بمُهجَةِ الدَّنِّ الذي | |
|
| غَبَرَتْ وديعةُ صدرِه وصِدارِه |
|
فصباحُها من ليلِه ونسيمُها | |
|
| من تُرِبه وعقيقُها من قارِه |
|
قلْ للعذولِ إليكَ عن ذي عُدَّةٍ | |
|
| ما ثارَ إلا نالَ أبعدَ ثارِه |
|
صِلُّ القَريضِ إذَا ارْتَوَتْ أَنْيَابُه | |
|
| من سُمِّه قَطَرَتْ على أشفارِه |
|
لو أنَّه جارى عتيقَي طَئِّ | |
|
| في الحلْبَتَيْنِ تَبرقَعا بغُبارِه |
|
ما زالَ يُنجِدُهُ ابنُ فِهدٍ ناصراً | |
|
| حتى أعادَ الدَّهرَ من أنصارِه |
|
جاورْتُ منه غَزيرَ جَمَّاتِ النَّدى | |
|
| والبحرُ يُغْني جارَه بِجوارِه |
|
وأغرَّ ما طَلَعَتْ أسِرَّةُ وَجْهِه | |
|
| إلا استسرَّ البدرُ قبلَ سَرارِه |
|
مثلَ الشِّهابِ محرِّقاً أو كاسفاً | |
|
| ظُلَمَ الخُطوبِ بنُورِه أو نارِه |
|
أو كالحُسامِ إذا مضَى في مَشهَدٍ | |
|
| شَهِدَتْ مَضارِبُه بعُتْقِ نِجارِه |
|
أو كالرَّبيعِ الطَّلْقِ واجهَ قَطْرُه | |
|
| وجهَ الثَّرى فاخضرَّ من أقطارِه |
|
خُلْقٌ سهولُ المَكرُماتِ سهولُه | |
|
| وتوعُّرُ الأيَّامِ من أوعارِه |
|
إن لاحَ فهو الصُّبحُ في أثوابِه | |
|
| أو فاحَ فهوَ الرَّوضُ في نُوَّارِه |
|
نَزَلَتْ على حُكْمِ القَنا أعداؤُهُ | |
|
| لمَّا أشارَ إليهمِ بِشَرارِه |
|
وارتدَّ مَنْ جَاراه مُضمِرَ حسرةٍ | |
|
| لمَّا جرَى للمَجدِ في مِضْمارِه |
|
عَزْمٌ يَذُبُّ عن العُلا بذُبابِهِ | |
|
| أبداً ويَحمي عِزَّها بغِرارِه |
|
ومكارمٌ تُعْلي ذُرى أطوادِه | |
|
| في الأزدِ أو تُذْكي سَنا أقمارِه |
|
يا خِيرةَ المجدِ الذي وَرِثَ العُلى | |
|
| من فَهْدٍ الأدنى ومن مُختارِه |
|
بَكَرَ الثَّناءُ عليك فاخلَعْ عُونَه | |
|
| والبَسْ جديدَ الحَلْيِ من أبكارِه |
|
واسلَمْ فقد سَلِمَتْ خِلالُكَ كلُّها | |
|
| من عُرِّ أخلاقِ اللئيمِ وعارِه |
|
وتَحلَّها من عائذٍ بك واثقٍ | |
|
| دهراً سهامُ الظُّلمِ في أوتارِه |
|
ألبَسْتَه بُرْدَ الغِنى وسَلَلْتَه | |
|
| من عُدْمِه فانسلَّ من أطمارِه |
|
قد كان هِيضَ جَناحُه فجَبَرْتَه | |
|
| بنَداكَ حتّى طارَ في أَوطارِه |
|
فجفَى المَواطِنَ والأحِبَّةَ ناسياً | |
|
| مَنْ لا يُفيقُ الدَّهْرَ من تَذْكارِه |
|
لولا ربيعُ نَوالِكَ الغَمرِ النَّدى | |
|
| ما كانَ يَذهَلُ عن ربيعِ ديارِه |
|
نشرَ الثناءَ فكانَ من إعلانِه | |
|
| وطوَى الودادَ فكان من أَسرارِه |
|
كالنَّخلِ يُبْدي الطَّلْعَ من أثمارِه | |
|
| حيناً ويُخفي الغَضَّ من جُمَّارِه |
|