طوَى الشَّوقَ لولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ | |
|
| وطِيفٌ بأسبابِ الكَرى يَتَعلَّقُ |
|
وأملَقَهُ وَشْكُ الفِراقِ فَدَمعُه | |
|
| طريدُ هوىً في صَفْحَةِ الخَدِّ يَعلَقُ |
|
وقَفْنا وتَذرافُ الدُّموعِ خَليقَةٌ | |
|
| طُبِعْنا عليها والعَزاءُ تَخَلُّقُ |
|
ولمّا اعتنقْنا خِلْتُ أنَّ قلوبَنا | |
|
| تَنَاجَى بأفعالِ النَّوى وهي تَخفِقُ |
|
هي الدَّارُ لم يُخْلِ الغَمامُ ولا الهَوى | |
|
| مَعالِمَها من عَبْرةٍ تَتَرَقْرَق |
|
لوى عُنُقي عنها المَشيبُ وقد أَرى | |
|
| جَنيبَ الصَّبا فيها أخُبُّ وأُعنِقُ |
|
أقولُ وقد راقَ العيونَ بَهاؤُها | |
|
| سَقَتْكَ السَّحابُ الغُرُّ مما تُرَوِّقُ |
|
فلا عَيشَ إلاّ ما أفادَ بها الصِّبا | |
|
| ولا وَجْدَ إلا ما أفادَ التَّفَرُّقُ |
|
ومَوْسُومَةٍ كاساتُها بِفَوارِسٍ | |
|
| من الفُرْسِ تَطْفُو في المُدامِ وتَغرَقُ |
|
أُقَبِّلُ منهم كلَّ شاكٍ سِلاحَه | |
|
| وفي يدِه سَهْمٌ إليَّ مُفَوَّقُ |
|
كأنَّ الحَبابَ المُستديرَ قِلادَةٌ | |
|
| عليه وتَوريدُ المُدامَةِ يَلْمَقُ |
|
أحِنُّ إليها والظَّلامُ مُمَسَّكٌ | |
|
| وأصدْفُ عنها والصَّباحُ مُخَلَّقُ |
|
ولو لم أكن جارَ الأميرِ لكانَ لي | |
|
| أَديمٌ بِظُفْرِ النَّائباتِ مُمَزَّقُ |
|
بِجُودِ أبي الهَيْجاءِ أُلبِسْتُ نِعْمَةً | |
|
| مُجدَّدَةً تَضْفو عليَّ وتُشرِقُ |
|
قطعْتُ لها في الأرضِ عُقْلَ مدائِحٍ | |
|
| تُغَرِّبُ في أقطارِها وتُشَرَّقُ |
|
فَلا هُوَ مَسبوقاً إلى غايَةِ النَّدى | |
|
| ولا أنا في شَأوِ المَحامِدِ أُسبَقُ |
|
غَمامٌ متى تَخْفِقْ لساريهِ رايَةٌ | |
|
| على الأرضِ لا يُقلِعْ وفي الأرضِ مَخفَقُ |
|
رَفيقٌ إذا الجاني استجارَ بِعَفْوِه | |
|
| ولكنَّه بالقِرْنِ لا يَتَرَفَّقُ |
|
حَوَتْ تَغْلِبٌ سَيفاً به وحَوى بها | |
|
| كَسمراءَ يُمضيها سِنانٌ مُذَلَّقُ |
|
وَيَوْمٍ كأنَّ الشَّمْسَ فيه مَريضَةٌ | |
|
| مُرَنَّقَةٌ ألحاظُها حينَ تَرمُقُ |
|
إذا اسودَّ فيه النَّقْعُ أو مَضَتِ الظُّبا | |
|
| فغُودِرَ من إيماضِها وهو أبلَقُ |
|
كأنَّ عِتاقَ الخَيْلِ تَنقُصُ ما التَقَتْ | |
|
| بقُطرَيهِ أو تَزدادُ حينَ تَفَرَّقُ |
|
تَوَرَّدْتَه والحِلمُ تحتَ رِواقِه | |
|
| أسيرُ الحِفاظِ المُرِّ والجَهْلُ مُطلَقُ |
|
فَجَلَّيْتَ مِنْ ظَلمائِه وهو حالِكٌ | |
|
| ووَسَّعْتَ من أرْجائِهِ وهو ضَيِّقُ |
|
بِضَرْبٍ كَشَقِّ الأَتْحَميِّ تَرى له | |
|
| جُيوبَ العَذارى في الخُدودِ تُمَزَّقُ |
|
وطَوَّقْتَ قَوْماً في الرِّقَابِ صَنائعاً | |
|
| كأنَّهُمُ منها الحَمامُ المُطَوَّقُ |
|
غَرَسْتَ بها غَرْساً يُحَييِّكَ زَهرُه | |
|
| ويُدنيكَ من أثمارِه وهو مُونِقُ |
|
أتتْكَ وقد أعْدَتْ خلالُكَ لفظَها | |
|
| خِلالاً ففيه من خِلالِكَ رَوْنَقُ |
|
مَعانٍ كأنفاسِ الرِّياحِ بِسَحْرَةٍ | |
|
| تَمُرُّ بِنُوَّارِ الرِّياضِ فتَعبَقُ |
|
يُقَصِّرُ عنها خاطِبٌ وهو مِصقَعٌ | |
|
| ويَعجَزُ عنها شاعرٌ وهو مُفْلِقُ |
|