عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > يوسف القرضاوي > إبتهال

مصر

مشاهدة
9962

إعجاب
28

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إبتهال

يا من له تعنو الوجوه وتخشع
و لأمره كلّ الخلائق تخضع
أعنو إليك بجبهة لم أحنها
إلاّ لوجهك ساجدا أتضرّع
وإليك أبسط كفّ ذلّ لم تكن
يوما لغير سؤال فضلك ترفع
أنا من علمت المذنب العاصي الذي
عظمت خطاياه فجاءك يهرع
كم ساعة فرّطت فيها مسرفا
و أضعتها في زائل لا ينفع
كم بتّ ليلي كلّه متثاقلا
و ذوو التّقى حولي قيام ركّع
كم بال في أذنيّ شيطان الكرى
فإذا الصّباح على نؤوم يطلع
كم زيّنت لي النّفس سوء فعالها
فأطعتها ضعفا وبئس الطيّع
كم وسوس الخنّاس في صدري فلم
يجد الذي يعلو قفا ويصفع
كم أقرأ الآيات لو نزلت على
شمّ الجبال رأيتها تتصدّع
مالي أردّد وعدها ووعيدها
ما رقّ قلبي أو جرى لي مدمع
كم من نفوس بالهدى ذكّرتها
فمضت كما يمضي الجواد المسرع
أيقظتها للحقّ حين تركتني
في غفلة الدّنيا أتيه وأرتع
يا حسرتا! أعظ الأنام فليتني
نفسي وعظت فوعظ نفسي أنفع
يا ربّ حكمتك اقتضتني مذنبا
لأجيء بابك أستجير وأضرع
فترى عبيدك تائبا مستغفرا
و أراك غفّارا لذنب يفظع
أنا إن عصيتك فذاك من نقصي ومن
غير الإله له الكمال الأرفع؟
يا ربّ أنت خلقتني من طينة
و من الذي لأصوله لا ينزع؟!
لولا هداك ونفخة علويّة
أودعتها روحي لكان المصرع
فبها أصول على التّراب ترفّعا
و بها أحلّق حين تصفو الأضلع
الطين يجذبني إليه بشدّة
و الروح تصعدني إليك وترفع
فإذا ارتقيت إلى رضاك فغايتي
و إذا هبطت فدائما أتطلّع
هو الابتلاء عليه قام وجودنا
و به نهيّأ للخلود ونصنع
النّار بالشّهوات حفّت فتنة
فليمرح الفجّار وليتمتّعوا
أمّا الجنان فإنّها محفوفة
بمكاره تدمي الفؤاد وتوجع
الزّاد قلّ والدّيار بعيدة
الظهر يضو والرّفيق مضيّع
وهناك قطّاع الطّريق طوائفا
شتّى تضلّ عن المراد وتقطع
إبليس يغوي والهوى شرك له
و العيش يغري والأماني تخدع
وهناك قطّاع عتاة أعلنوا
حربا تخيف السّائرين وتفزع
جرؤوا عليك وأنت تحلم عنهمو!
و لكلّ شيء عند ربّي مرجع
هذي الطريق وإنّها لمخوفة
ربّ اهدني وأعن عسى لا أقطع!
يا ربّ عبدك عند بابك واقف
يدعوك دعوة من يخاف ويطمع
فإذاخشيت فقد عصيتك جاهلال
و إذا رجوت فإنّ عفوك أوسع
يا ربّ إن أك في الحقوق مفرّطا
فلأنت أبصر بالقلوب وأسمع
بين الجوانح خافق يهوى التقى
و يضيق كرها بالذنوب ويجزع
ويحبّ ذكرك والقلوب إذا خلت
من ذكر ربّي فهي بور بلقع
ولكم ذكرتك خاليا فوجدتني
و القلب في وجل وعيني تدمع
هل لي رجاء إنّني ممّن دعوا
يوما إليك وقال: توبوا وارجعوا؟!
وحملت مصباح الهداية مرشدا
أهناك كالقرآن نوريسطع
ومشيت في ركب الهداة وإن أكن
أبطأت في طلب الكمال وأسرعوا!
حسبي أحبّهم وأقفوا خطوهم
ولكم أرى حبّ الأكابر يشفع
يا ربّ مالي غير بابك مفزع
آوي إليه إذا يعزّ المفزع
مالي سوى دمعي إليك وسيلة
وضراعتي ولمن سواك سأضرع؟!
إن لم أقف بالباب راجي رحمة
فلأيّ باب غير بابك أقرع؟!
إن لم يكن منّي الذّنوب ومنك أن
تعفو فأين اسم العفوّ المطمع؟!
أين الغفور؟وأين رحمته التي
وسعت جميع الخلق؟أين الموسع؟!
هذا أوان العفو فاعف تفضّلا
يا من له تعنو الوجوه وتخشع!!
يوسف القرضاوي
بواسطة: الشاعر الشهاوى
التعديل بواسطة: الشاعر الشهاوى
الإضافة: الجمعة 2011/06/17 11:39:25 مساءً
التعديل: السبت 2011/06/18 10:49:53 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com