طَرَقَتْ فَنَمَّ على الصَّباحِ شُروقُ | |
|
| واللّيلُ تَخْطِرُ في حَشاهُ النُّوقُ |
|
والنَّجْمُ يَعْثُرُ بالظَّلامِ فيَشْتَكي | |
|
| ظَلَعاً ليَجْذِبَ ضَبْعَهُ العَيُّوقُ |
|
فاسْتَيقَظَ النَّفَرُ الهُجودُ بمَنزِلٍ | |
|
| للقَلْبِ منْ وَجَلٍ لدَيْهِ خُفوقُ |
|
والرُّعْبُ يَسْتَلِبُ الشُّجاعَ فؤادَهُ | |
|
| ويَغُصُّ منْ كَلِماتِهِ المِنْطيقُ |
|
نَزَلَتْ بِنا واللّيلُ ضافٍ بُرْدُهُ | |
|
| ثمّ انْثَنَتْ وقَميصُهُ مَخْروقُ |
|
والأفْقُ مُلتَهِبُ الحَواشي يَلتَظي | |
|
| والأرضُ ضاحِيَةُ الوشُومِ تَروقُ |
|
لِلهِ ناضِرَةُ الصِّبا يَسْرِي لَها | |
|
| طَيْفٌ إذا صَغَتِ النُّجومُ طَروقُ |
|
طَلَعَتْ عَلينا والمُعَرَّسُ عالِجٌ | |
|
| والعِيسُ أهْوَنُ سَيْرِهِنَّ عَنيقُ |
|
واللّيلُ ما سَفَرَتْ لَنا عَجِلُ الخُطا | |
|
| والرَّملُ ما نَزَلَتْ بهِ مَوْموقُ |
|
هَيفاءُ نَشْوى اللَّحْظِ يُقْصِرُ طَرْفَها | |
|
| خَفَرٌ ويَسْكَرُ تارَةً ويُفيقُ |
|
فكَأنَّهُ والبَيْنُ يُخضِلُ جَفْنَهُ | |
|
| بالدَّمْعِ منْ حَدَقِ المَها مَسْرُوقُ |
|
يا أُختَ مُقتَنِصِ الكُماةِ بمَوقِفٍ | |
|
| للنَّسْرِ تحتَ عَجاجِهِ تَرنِيقُ |
|
أتَرَكْتِنا بلِوى زَرودَ وقد صَفا | |
|
| عَيشٌ كحاشِيَةِ الرِّداء رَقيقُ |
|
والرِّيحُ أيقَظَتِ الرِّياضَ وَلِلْحَيا | |
|
| فيها إذا رَقَدَ العَرارُ شَهيقُ |
|
وطَلَبْتِنا وعلى المُضَيَّحِ فالحِمى | |
|
| مَغْدى النّجائِبِ والمَراحُ عَقيقُ |
|
هَلاّ بَخِلْتِ بِنا ونحْنُ بغِبْطَةٍ | |
|
| والدَّهْرُ مَصْقولُ الأدِيمِ أنيقُ |
|
وعلَيَّ مِن حُلَلِ الشَّبابِ ذَوائِبٌ | |
|
| عَبِقَتْ بِرَيَّا المِسْكِ وهْوَ فَتيقُ |
|
وهَوايَ تِلوُ هَواكِ في رَوْقِ الصِّبا | |
|
| حتّى كأنّ العاشِقَ المَعْشوقُ |
|
وتَصَرَّمَتْ تِلكَ السِّنونَ وشاغَبَتْ | |
|
| نُوَبٌ تَفُلُّ السَّيفَ وهْوَ ذَليقُ |
|
عَرَضَتْ على غَفَلاتِ ظَنِّيَ عَزْمَةٌ | |
|
| لمْ يُسْتَشَفَّ وراءَها التَّوفيقُ |
|
واسْتَرْقَصَ السَّمْعَ الطَّروبَ رَواعِدٌ | |
|
| واستَغْوَتِ العَينَ الطَّموحَ بُروقُ |
|
وأُشِبَّ لي طَمَعٌ فلَيتَ ركائِبي | |
|
| عَلِمَتْ غَداةَ الجِزْعِ أينَ أَسوقُ |
|
فعَرَفْتُ ما جَنَتِ الخُطوبُ ولم أُطِلْ | |
|
| أمَلاً فما لِمَخِيلَةٍ تَصديقُ |
|
ونَجَوتُ مُنصَلِتاً ولَم أكُ ناصِلاً | |
|
| سِيمَ المُروقَ فلَم يُعِنْهُ الفُوقُ |
|
وإذا اللّئيمُ تَغَضَّنَتْ وَجَناتُهُ | |
|
| بُخلاً وجَفَّ بماضِغَيْهِ الرِّيقُ |
|
فالعَرْصَةُ الفَيحاءُ مَسرَحُ أيْنُقٍ | |
|
| لمْ يَنْبُ عَنْ عَطَنٍ بهِنَّ الضِّيقُ |
|
وعلى ندىً المُستَظهِرِ بنِ المقتَدِي | |
|
| حامَ الرَّجاءُ يُظِلُّهُ التَّحقيقُ |
|
ورِثَ الإمامَةَ كابِراً عن كابِرٍ | |
|
| مُتَوكِّليٌّ بالعَلاءِ خَليقُ |
|
كَهلُ الحِجى عَرُضَتْ مَنادِحُ رأيِهِ | |
|
| والغُصْنُ مُقتَبِلُ النَّباتِ وَريقُ |
|
خَضِلُ البَنانِ بِنائِلٍ منْ دونِهِ | |
|
| وَجهٌ يَجولُ البِشْرُ فيهِ طَليقُ |
|
تَجري على ظَلَعٍ إِلى غاياتِهِ | |
|
| هَوجاءُ طائِشَةُ الهُبوبِ خَريقُ |
|
ويُخلِّفُ المُتَطَلِّعينَ إِلى المَدى | |
|
| في الفَخْرِ مُنْجَذِبُ العِنانِ سَبوقُ |
|
ويُقيمُ زَيغَ الأمرِ ناءَ بعِبْئِهِ | |
|
| ذو الغارِبِ المَجْزولِ وهْوَ مُطيقُ |
|
وعَلَيهِ مِن سيماءِ آلِ مُحمَّدٍ | |
|
| نُورٌ يُجيرُ على الدُّجى مَرموقُ |
|
والبُرْدُ يَعلَمُ أنَّ في أثنائِهِ | |
|
| كَرَماً يَفوقُ المُزْنَ وهْوَ دَفوقُ |
|
أفْضَتْ إليهِ خِلافَةٌ نَبَويَّةٌ | |
|
| منْ دونِها للمَشْرَفِيِّ بَريقُ |
|
فاخْتالَ مِنبرُها بهِ وسَريرُها | |
|
| وكِلاهُما طَرِبٌ إليه مَشوقُ |
|
فالآنَ قَرَّتْ في مُعَرَّسِها الذي | |
|
| كانتْ على قَلَقٍ إليهِ تَتُوقُ |
|
لكَ يا أميرَ المؤْمِنينَ تُراثُها | |
|
| وبِهِ استَتَبَّ لَها إليكَ طَريقُ |
|
ولكَ الأيادي ما يزالُ بذِكْرِها | |
|
| يَطْوي الفَلا مَرِحُ النَّجاءِ فَنيقُ |
|
ومَناقِبٌ يَزْدادُ طولاً عِندَها | |
|
| باعٌ بتَصْريفِ القَناةِ لَبيقُ |
|
شَرَفٌ مَنافِيٌّ ومَجدٌ أتلَعٌ | |
|
| يَسمو بهِ نَسَبٌ أغَرُّ عَتيقُ |
|
وشَمائِلٌ طَمَحَتْ بهِنَّ إِلى العُلا | |
|
| في سُرّةِ البَلَدِ الأمينِ عُروقُ |
|
وبَلَغْتَ في السِّنّ القَريبَةِ رُتْبَةً | |
|
| نهَضَ الحَسودُ لَها فعَزَّ لُحوقُ |
|
ونَضا وَزيرُكَ عَزْمةً عَرَبيّةً | |
|
| نَبَذَتْ إليكَ الأمرَ وهْوَ وَثيقُ |
|
ودَعا لِبَيعَتِكَ القُلوبَ فلَمْ يَمِلْ | |
|
| مِنها إِلى أحَدٍ سِواكَ فَريقُ |
|
يَرمي وَراءَكَ وهْوَ مَرْهوبُ الشَّذا | |
|
| وعَليكَ مُلتَهِبُ الضَّميرِ شَفيقُ |
|
رأيٌ يُطِلُّ على الخُطوبِ فتَنْجَلي | |
|
| عنهُ وكَيْدٌ بالعَدوِّ يَحيقُ |
|
لا زالَ مَمدودَ الرِّواقِ علَيكُما | |
|
| ظِلٌّ يَقيلُ العِزُّ فيهِ صَفيقُ |
|