سَرى والنَّسيمُ الرَّطْبُ بالرَّوْضِ يَعْبَثُ | |
|
| خَيالٌ بأذيالِ الدُّجَى يَتَشَبَّثُ |
|
طوى بُردَةَ الظَّلْماءِ واللّيلُ ضارِبٌ | |
|
| بِرَوْقَيْهِ لا يَلوي ولا يتَلَبَّثُ |
|
فيَمَّمَ عَنْ عُفْرٍ طَليحَ صَبابَةٍ | |
|
| وللفَجْرِ داعٍ باليَفاعِ يُغَوِّثُ |
|
مُتَوَّجُ أعلى قِمَّةِ الرّأسِ ساحِبٌ | |
|
| جَناحَيْهِ في العَصْبِ اليَماني مُرَعَّثُ |
|
إذا ما دَعا لبَّاهُ حُمْشٌ كأنَّها | |
|
| تُفَتِّشُ عن سِرِّ الصَّباحِ وتَبحَثُ |
|
لَكَ الله منْ زَوْرٍ إذا كَتَمَ السُّرى | |
|
| فلا ضَوْؤُهُ يَخفى ولا اللَّيلُ يَمكُثُ |
|
ينُمُّ علَيْنا الحَلْيُ حتى إذا رَمى | |
|
| بهِ باتَ واشِي العِطْرِ عنّا يُحدِّثُ |
|
لهُ لَفْتةُ الخِشْفِ الأغَنِّ ونَظْرَةٌ | |
|
| بأمثالِها في عُقدَةِ السِّحْرِ يُنفَثُ |
|
وَقَدٌّ كخُوطِ البانِ غازَلَهُ الصَّبا | |
|
| يُذَكَّر أحياناً وحِيناً يؤَنَّثُ |
|
وقد كادَ يَشكو حَجْلَهُ وسِوارَهُ | |
|
| إليهِ وِشاحٌ يَشبَعانِ ويَغْرَثُ |
|
ومنْ بَيِّناتِ الشَّوقِ أنِّي على النَّوى | |
|
| أموتُ لذِكراهُ مِراراً وأُبعَثُ |
|
وحَيْثُ يَقيل الهَمُّ والحُبُّ جَذْوَةٌ | |
|
| على كَبِدٍ منْ خَشيةِ البَيْنِ تُفرَثُ |
|
بَقايا جَوًى تحتَ الضُّلوعِ كأنّها | |
|
| لَظىً بِشآبيبِ الدّموعِ يُؤَرَّثُ |
|
أمَا والعُلا واهاً لَها منْ ألِيّةٍ | |
|
| لَحى الله مَنْ يولي بِها ثُمَّ يَحْنَثُ |
|
لأبتَعِثَنَّ العِيسَ شُعْثاً وراءَها | |
|
| أُسَيْمِرُ جَوّابُ الدّياميمِ أشْعَثُ |
|
طَوى عنْ مَقَرِّ الهُونِ كَشْحَ ابنِ حُرَّةٍ | |
|
| لهُ جانِبٌ شأَزٌ وآخَرُ أوعَثُ |
|
وأعتَقَ مِنْ رِقِّ المطامِعِ عاتِقاً | |
|
| بِثِنْيَيْ نِجادِ المَشْرَفِيَّةِ يُولَثُ |
|
يَبيتُ خَميصاً منْ طَعامٍ يَشينُهُ | |
|
| ويَشرَبُ سُمَّاً في الإناءِ يُمَيَّثُ |
|
فلَيْتَ الذي يُغضي الجُفونَ على القَذى | |
|
| لَقىً أُجْهِضَتْ عنهُ عَوارِكُ طُمَّثُ |
|
أُخَيَّ إِلى كمْ تَتْبَعُ الغَيْثَ رائِداً | |
|
| وفي غير أرضٍ تُنْبِتُ العِزَّ تَحْرُثُ |
|
فخَيِّمْ بحَيْثُ الدَّهرُ يُؤْمَنُ كَيدُهُ | |
|
| فلا صَرْفُهُ يُخشى ولا الخَطْبُ يُكْرَثُ |
|
بِآلِ قُصَيٍّ حاوِلِ المَجْدَ تَنصرِفْ | |
|
| على لَغَبٍ عن شأْوِكَ الرّيحُ تَلهَثُ |
|
جَحاجِحَةٌ بِيضُ الوُجوهِ أكُفُّهُمْ | |
|
| سِباطٌ مَتى تُستَمطَرِ الرِّفْدَ يُقعِثوا |
|
إذا نَحنُ جاورْنا زُهَيرَ بنَ عامِرٍ | |
|
| فلا جارُهُ يُقْصَى ولا الحَبْلُ يُنْكَثُ |
|
هُمَامٌ يَرُدُّ المُعضِلاتِ بمَنكِبٍ | |
|
| تَسَدَّاهُ عِبْءٌ للمَكارِمِ مُجْئِثُ |
|
مَهيبٌ فلا رائِيهِ يَملأُ طَرْفَهُ | |
|
| لَدَيهِ ولا نادِيهِ يَلْغو ويَرْفُثُ |
|
أخو الكَلِماتِ الغُرِّ لا يَستَطيعُها | |
|
| لِسانُ دَعِيّ في الفَصاحَةِ ألْوَثُ |
|
إذا انْتَسَبَتْ ألْفَيْتَها قُرَشِيَّةً | |
|
| تُشابُ بعُلْويِّ اللُّغاتِ وتُعْلَثُ |
|
تَريعُ هَواديها إليهِ ودُونَها | |
|
| مَدًى في حَواشِيهِ المُقَصِّرُ يَدْلِثُ |
|
ويَهفو بِعِطْفَيْهِ الثّناءُ كَما هَفا | |
|
| نَزيفٌ يُغَنّيهِ الغَريضُ وعَثْعَثُ |
|
فلا خَيْرُهُ يُطْوى ولا الشّرُّ يُتَّقَى | |
|
| ولا المُعتَفِي يُجْفَى ولا العِرضُ يُمْغَثُ |
|
ويَومٍ تَظَلُّ الشّمْسُ فيهِ مريضَةً | |
|
| لِنَقْعٍ بجلْبابِ الضُحى يتَضَبَّثُ |
|
رَمى طَرَفَيْهِ بالمَذاكي عَوابِساً | |
|
| وخَبَّ إليهِ صارِخُ الحَيِّ يَنْجُثُ |
|
فَما بالُ لاحِيهِ يَلومُ على الندىً | |
|
| بِفيهِ إذا ما تابَعَ العَذْلَ كِثْكِثُ |
|
هو البَحْرُ لا راجِيهِ يَرتَشِفُ الصَّرَى | |
|
| ولا مُجتَديهِ بالمَواعيدِ يُمْلَثُ |
|
ورَكْبٍ يَزُجُّونَ المَطايا كأنّهُمْ | |
|
| أثاروا بِها رُبْدَ النَّعامِ وحَثْحَثوا |
|
سَرَوْا فأناخوها لَدَيْكَ لَواغِباً | |
|
| يَشِمْنَ بُروقاً وَدْقُها لا يُرَيَّثُ |
|
وفارَقْنَ قَوْماً لا تَبِضُّ صَفاتُهُمْ | |
|
| هُمُ وَرِثوا اللُّؤْمَ التَّليدَ وأورَثوا |
|
فَسِيَّانِ مَنْ لاحَ القَتيرُ بِفَوْدِهِ | |
|
| وطِفْلٌ يُناغي وَدْعَتَيْهِ ويَمْرُثُ |
|
لهمْ صَفَحاتٌ لا يَرِقُّ أديمُها | |
|
| علَيها رُواءٌ كاسِفُ اللّونِ أبْغَثُ |
|
وغِلْظَةُ أخلاقٍ يوَلِّدُها الغِنى | |
|
| على أنّها عندَ الخَصاصَةِ تَدْمُثُ |
|
لَئِنْ قَدُمَتْ تلكَ المَساوي وأُكْبرَتْ | |
|
| فما صَغُرَتْ عَنها مَعايِبُ تَحدُثُ |
|
كَثيرونَ لو يَنْمِيهِمُ ابنُ كَريهَةٍ | |
|
| حَليفُ الوَغى أو ناسِكٌ مُتحَنِّثُ |
|
أسَفَّ بِهمْ عِرْقٌ لَئيمٌ إِلى الخَنى | |
|
| وكيفَ يَطيبُ الفَرْعُ والأصلُ يَخبُثُ |
|
وأنتَ الذي تُعطِي المَكارِمَ حَقَّها | |
|
| وتَفحَصُ عن أسوائِهنَّ وتَنبِثُ |
|
إذا قدَحَ العافي بزَنْدِكَ في الندىً | |
|
| فلا نارُهُ تَخْبو ولا الزَّنْدُ يَغْلَثُ |
|