رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ | |
|
| سَوابِقُ الخَيلِ والمَهريُّ القُودُ |
|
فَما غَمَدْنَ عنِ الأسيافِ أعيُنَها | |
|
| إلا وَسْلولُها في الهامِ مَغمودُ |
|
أفعالُنا غُرَرٌ فوقَ الجِباهِ لَها | |
|
| وللحُجولِ دمُ الأعداءِ مَورودُ |
|
أنا ابنُها ورِماحُ الخَطِّ مُشرَعَةٌ | |
|
| وللكُماةِ عنِ الهَيجاءِ تَعْريدُ |
|
منْ كُلِّ مرتَعِدِ العِرْنينِ يَحفِزُهُ | |
|
| رَأيٌ جَميعٌ وطِيّاتٌ عَبابيدُ |
|
صَحِبْتُهُ حينَ لا خِلٌّ يؤازِرُهُ | |
|
| ولا يَخُبُّ إِلى واديه مَنجودُ |
|
إذا ذَكرْناه هَزَّ الرُّمْحَ عامِلَهُ | |
|
| والسّيفُ مُبتَسِمٌ والبأسُ مَشهودُ |
|
نأى فأنْكَرْتُ نَصْلي واتَّهَمْتُ يَدي | |
|
| وفاقِدُ النّصرِ يومَ الرّوعِ مَفقودُ |
|
كادَتْ تَضيقُ بأنفاسي مَسالِكُها | |
|
| كأنّ مَطلَعَها في الصّدْرِ مَسدودُ |
|
ما فاتَ عارِمَ لَحظي رَيْثَ رَجْعَتِهِ | |
|
| إلا وجَفني على ما ساءَ مَردودُ |
|
يا عامِرُ بنَ لُؤَيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ | |
|
| شوسٌ إذا توثّبَ الدّاعي صَناديدُ |
|
أرَحْتُمُ النَّعَمَ المَشلولَ عازِبُهُ | |
|
| وقَدْ تكنَّفَهُ القَوْمُ الرّعاديدُ |
|
فَما لجارِكُمُ لِيثَ الهَوانُ بهِ | |
|
| وعِزُّكُمْ بمَناطِ النّجْمِ مَعقودُ |
|
يَرنو إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمأٍ | |
|
| لَحظَ الطّريدةِ حيثُ الماءُ مَثمودُ |
|
وللرّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ | |
|
| إذا أقَمْنا ولمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ |
|
كنّا نَحيدُ عنِ الرِّيِّ الذّليلِ بها | |
|
| وهلْ يُرَوّي صَدى الأنضاءِ تَصْريدُ |
|
فاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزنِ طامِحةً | |
|
| وهُنّ مِنْ لَغَبٍ أعناقُها غِيدُ |
|
وزُرْنَ أروَعَ لا يَثني مَسامِعَهُ | |
|
| عنْ دَعوَةِ الجارِ تأنيبٌ وتَفنيدُ |
|
فلِلْحُداةِ على أرجاءِ مَنهَلِهِ | |
|
| بما تَحمّلْنَ منْ مَدْحي أغاريدُ |
|
ألقَيْتُ عِبءَ النّوى عنهُنّ حينَ غَدَتْ | |
|
| تُلقى إِلى ابنِ أبي أوفى المَقاليدُ |
|
مُحَسَّدُ المَجْدِ لم يَطلُعْ ثَنيّتَهُ | |
|
| إلا أغرُّ على العَلياءِ مَحسودُ |
|
يَستَحْضِنُ اللّيلَ أفكاراً أراقَ لها | |
|
| كأسَ الكَرى واعتِلاجُ الفِكرِ تَسهيدُ |
|
للهِ آلُ عَديٍّ حينَ يَرمُقُهُمْ | |
|
| لَحظٌ يُرَدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ |
|
تَشكو إليهمْ شِفارَ البيضِ مُرهَفَةً | |
|
| غُرٌّ مَناجيدُ أو أُدْمٌ مَقاحيدُ |
|
فتلكَ أيديهمُ تُدْمي سَماحَتُها | |
|
| والسّؤدَدُ الغَمْرُ حيثُ البأسُ والجودُ |
|
بُشرى فقد أنجَزَ الأيامُ ما وَعَدَتْ | |
|
| وقلّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ |
|
إنّ الإمارةَ لا تُمطي غَوارِبَها | |
|
| إلا المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ |
|
إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بِها | |
|
| فلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَةِ السّيدُ |
|
وقد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها | |
|
| والهَمُّ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مَكدودُ |
|
فكُنتَ أوَّلَ سَبّاقٍ إِلى أملٍ | |
|
| على حَواشيهِ للأنفاسِ تَصْعيدُ |
|
وهلْ يُحيطُ منَ الأقوامِ ذو ظَلَعٍ | |
|
| بغايَةٍ أحْرَزَتْها الفِتيَةُ الصّيدُ |
|
ورضْتَ أمراً أطافَ العاجِزونَ بهِ | |
|
| وكادَ يَلوي بشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ |
|
فأحْجَموا عنهُ والأقدامُ ناكصَةٌ | |
|
| وللأمورِ إذا أخلَقْنَ تَجديدُ |
|
كذلكَ الصُّبحُ إن هزّتْ مَناصِلَهُ | |
|
| يدُ السّنا فقَميصُ الليلِ مَقْدودُ |
|
لولاكَ رُدَّتْ على الأعقابِ شارِدَةٌ | |
|
| تمُدُّ أضْباعَها الصّيدُ المَجاويدُ |
|
ولمْ تَرِدْ عَقْوَةَ الزّوراءِ ناجيةٌ | |
|
| تُدمي السّريحَ بأيديها الجَلاميدُ |
|
فُقْتُ الأعاريبَ في شِعْرٍ نأمْتُ بهِ | |
|
| كأنّه لُؤلُؤٌ في السِّلْكِ مَنضودُ |
|
إنْ كان يُعجِزُهُمُ قَولي ويَجمَعُنا | |
|
| أصْلٌ فقدْ تَلِدُ الخَمرَ العناقيدُ |
|
وهذهِ مِدَحٌ دَرَّتْ بِها مِنَحٌ | |
|
| بيضٌ أضاءَتْ بهِنَّ الأزْمُنُ السّودُ |
|
إذا التَفَتُّ إِلى ناديكَ مُمْتَرِياً | |
|
| نَداكَ طُوِّقَ منْ نَعمائِكَ الجيدُ |
|