لكَ المَجْدُ لا ما تدّعيهِ الأوائِلُ | |
|
| وما في مَقالٍ بَعْدَ مَدْحِكَ طائِلُ |
|
وليسَ يؤدّي بَعْضَ ما أنتَ فاعِلٌ | |
|
| إذا رُمْتُ وَصْفاً كلُّ ما أنا قائِلُ |
|
أبوكَ وأنتَ السّابِقانِ إِلى العُلا | |
|
| على شِيَمٍ منْهُنَّ حَزْمٌ ونائِلُ |
|
ولولاكُما لم يُعْرَفِ البأسُ والندىً | |
|
| ولمْ يَدْرِ ساعٍ كيفَ تُبغى الفضائِلُ |
|
وهل يَلِدُ الضِّرْغامُ إلا شَبيهَهُ | |
|
| ويُنجِبُ إلا الأكْرَمونَ الأماثِلُ |
|
فلَيتَ أباً لا يُورِثُ الفَخْرَ عاقِرٌ | |
|
| وأُمّاً إذا لم تُعْقِبِ المَجْدَ حائِلُ |
|
وأنت الذي إنْ هَزَّ أقْلامَهُ حَوى | |
|
| بِها ما نَبَتْ عنهُ الرِّماحُ الذّوابِلُ |
|
يَطولُ لِسانُ الفَخْرِ في مَكْرُماتِهِ | |
|
| ويَقْصُرُ باعُ الدّهْرِ عمّا يُحاوِلُ |
|
وحَيٍّ من الأعداءِ تُبدي شِفاهُهُمْ | |
|
| نَواجِذَ مَقْرونٌ بِهنَّ الأنامِلُ |
|
فمِنْهُم بِمُستَنِّ المَنايا مُعَرِّسٌ | |
|
| تُطيفُ بهِ سُمْرُ القَنا والقنابِلُ |
|
وآخِرُ تَستَدْني خُطاهُ قُيودُهُ | |
|
| وهُنَّ بساقَيْ كُلِّ عاصٍ خَلاخِلُ |
|
أزَرْتَهُمُ بَيضاً كأنّ مُتونَها | |
|
| أجَنَّ المَنايا السّودَ فيها الصّياقِلُ |
|
ولم يَبْقَ إلا من عَرَفْتَ وعنده | |
|
| مكائِدُ تَسري بينهنَّ الغَوائِلُ |
|
أطَلْتَ له باعاً قَصيراً فمَدَّهُ | |
|
| إِلى أمَدٍ يَعْيَى بهِ المُتَطاوِلُ |
|
وخاتَلَ عن أضْغانِهِ بتَودُّدٍ | |
|
| وهلْ يَمْحَضُ الوُدَّ العدوُّ المُخاتِلُ |
|
لَئِنْ ظَهَرَتْ منهُ خَديعةُ ماكِرٍ | |
|
| فسَيْفُكَ لا تَخفى عليه المَقاتِلُ |
|
وكم يوقِظُ الأحْقادَ من رَقَداتِها | |
|
| وتَرْقُدُ في أغمادِهِنّ المَناصِلُ |
|
فرَوِّ غِرارَ المَشْرَفيّ بهِ دَماً | |
|
| فأُمُّ الذي لا يتْبَعُ الحَقَّ ثاكِلُ |
|
بيومٍ ترَدّى بالأسنّةِ فاسْتَوَتْ | |
|
| هَواجِرُهُ من وَقْعِها والأصائِلُ |
|
وغارَ على الشّمسِ العَجاجُ فإنْ سَمَتْ | |
|
| لتَلْحَظَها عيْنٌ ثَنَتْها القَساطِلُ |
|
وحُلِّيَتِ الأعناقُ فيهِ منَ الظُّبا | |
|
| قَلائِدَ لا يَصْبو إليهنّ عاطِلُ |
|
بِكَفٍّ تُعيرُ السُّحْبَ من نَفَحاتِها | |
|
| فتُرخي عَزالِيها الغُيوثُ الهَواطِلُ |
|
وهِمَّةِ طَلاّعٍ إِلى كُلِّ سُؤدَدِ | |
|
| لهُ غايةٌ منْ دونِها النّجْمُ آفِلُ |
|
ففازَ غياثُ الدّينِ منكَ بِصارِمٍ | |
|
| على عاتِقِ العَلْياءِ منهُ الحَمائِلُ |
|
ودانَ لهُ حَزْنُ البِلادِ وسَهْلُها | |
|
| وأنت المُحامي دونَها والمُناضِلُ |
|
فما بالُ زَوْراءِ العِراقِ مُنيخَةً | |
|
| بمُعْتَرَكٍ تَدْمى لديهِ الكَلاكِلُ |
|
تَشيمُ من الهَيجاءِ بَرْقاً إذا بَدا | |
|
| هَمَى بالنّجيعِ الوَرْدِ منهُ المَخائِلُ |
|
تَحيدُ الرِّجالُ الغُلْبُ عنْ غَمَراتِها | |
|
| وتَسْلَمُ فيهنَّ النِّساءُ المَطافِلُ |
|
كأنَّ الإِلى طاروا إِلى الحَرْبِ ضَلّةً | |
|
| نَعامٌ يُباري خَطْرَةَ الرّيحِ جافِلُ |
|
ومِنْ أينَ يَسْتَولي منَ العُرْبِ رامِحٌ | |
|
| على بَلَدٍ فيهِ منَ التُّرْكِ نابِلُ |
|
أبابِلُ لا وادِيكِ بالرِّفْدِ مُفْعَمٌ | |
|
| لدَيْنا ولا نادِيكِ بالوَفْدِ آهِلُ |
|
لَئِنْ ضِقْتِ عني فالبِلادُ فَسيحةٌ | |
|
| وحَسْبُكِ عاراً أنني عَنْكِ راحِلُ |
|
وإنْ كُنتِ بالسِّحْرِ الحَرامِ مُدِلَّةً | |
|
| فعِندي من السِّحْرِ الحَلالِ دَلائِلُ |
|
قَوافٍ تُعيرُ الأعْيُنَ النُّجْلَ سِحْرَها | |
|
| فكُلُّ مكانٍ خَيَّمَتْ فيهِ بابِلُ |
|
وأيُّ فَتًى ماضي العَزيمَةِ راعَهُ | |
|
| مُلوكُكِ لا رَوّى رِباعَكِ وابِلُ |
|
أغَرُّ رَحيبٌ في النّوائِبِ ذَرْعُهُ | |
|
| لأعْباءِ ما يأتي بهِ الدّهْرُ حامِلُ |
|
فَتى الحَيِّ يَرْمي بالخُصومِ وراءَهُ | |
|
| حَيارى إذا التَفَّتْ علَيهِ المَحافِلُ |
|
مَتى تُسْلَبُ الجُرْدُ الجيادُ مِراحَها | |
|
| إليكَ كما يَسْتَنْفِرُ النّحْلَ عاسِلُ |
|
تُقَرَّطُ أثْناءَ الأعِنّةِ والثّرى | |
|
| يُواري جَبينَ الشّمْسِ والنّقْعُ ذائِلُ |
|
إذا نَضَتِ الظَّلْماءُ بُرْدَ شَبابِها | |
|
| مَضَتْ وخِضابُ اللّيلِ بالصُّبْحِ ناصِلُ |
|
ولَفَّتْ على صَحْنِ العِراقِ عَجاجَها | |
|
| يُقَدّمُها مِن آلِ إسْحاقَ باسِلُ |
|
إذا ما سَرى فاللّيْلُ بالبِيضِ مُقْمِرٌ | |
|
| ولَوْنُ الضُّحى إن سارَ بالنّقْعِ حائِلُ |
|
هُمامٌ إذا ما الحَرْبُ ألْقَتْ قِناعَها | |
|
| فلا عَزْمُهُ واهٍ ولا الرَّأْيُ فائِلُ |
|
وإنْ كَدَّرَتْ صَفْوَ اللّيالي خُطوبُها | |
|
| صَفَتْ مِنْهُ في غَمّائِهنَّ الشّمائِلُ |
|
أبَى طَوْلُه أن يُسْتَفادَ بِشافِعٍ | |
|
| نَداهُ ومَعْصيٌّ لَدَيْهِ العَواذِلُ |
|
فلَمْ يحْتَضِنْ غَيْرَ الرّغائِبِ راغِبٌ | |
|
| ولمْ يتَشَبَّثْ بالوَسائِلِ سائِلُ |
|
إليكَ أوَى يا بْنَ الأكارِمِ ماجِدٌ | |
|
| لَهُ عِنْدَ أحداثِ الزّمانِ طَوائِلُ |
|
تَجُرُّ قَوافيهِ إليكَ ذيولَها | |
|
| كما ابْتَسَمَتْ غِبَّ الرِّهام الخَمائِلُ |
|
وعندكَ تُرْعى حُرْمَةُ المَجْدِ فارْتَمى | |
|
| إليكَ بهِ دامي الأظَلّينِ بازِلُ |
|
بَراهُ السُّرى والسَّيْرُ وهْوَ منَ الضّنى | |
|
| حَكاهُ هِلالٌ كالقُلامَةِ ناحِلُ |
|
قَليلٌ إِلى الرِّيِّ الذّليلِ الْتفاتُهُ | |
|
| وإنْ كَثُرَتْ لِلْوارِدينَ المَناهِلُ |
|
وها أنا أرْجو من زَمانِكَ رُتبَةً | |
|
| يَقِلُّ المُسامي عِنْدَها والمُساجِلُ |
|
ولَيسَ بِبِدْعٍ أن أنالَ بِكَ العُلا | |
|
| فمِثْلُكَ مأمُولٌ ومِثْليَ آمِلُ |
|