مَنِ الرَّكْبُ يا بْنَ العامِريِّ أمامي | |
|
| أهُمْ سِرُّ صُبْحٍ في ضَميرِ ظَلامِ |
|
يُشَيّعُهُمْ قَلْبُ المَشوقِ وربّما | |
|
| يُقادُ إِلى ما ساءَهُ بزِمامِ |
|
وقدْ بَخِلَتْ سُعْدى فلا الطّيْفُ طارِقٌ | |
|
| وليسَ بمَرْدودٍ إليّ سَلامي |
|
منَ الهِيفِ تَستَعدي على لَحْظِها المَها | |
|
| وتَسلُبُ خُوطَ البانِ حُسْنَ قَوامِ |
|
وكمْ ظَمَأٍ تحتَ الضّلوعِ أُجِنُّهُ | |
|
| إِلى رَشَفاتٍ من وَراءِ لِثامِ |
|
وما ذُقْتُ فاهَا غَيرَ أنّي مُكَرِّرٌ | |
|
| أحاديثَ يَرْويها فُروعُ بَشامِ |
|
هَوىً حالَ صَرْفُ الدّهْرِ بيني وبَيْنَهُ | |
|
| أقُدُّ لهُ الأنْفاسَ وهْيَ دَوامِ |
|
وغادَرَني نِضْوَ الهُمومِ يُثيرُها | |
|
| غِناءُ حَمامٍ أو بُكاءُ غَمامِ |
|
وأشْتاقُ أيّامَ العَقيقِ وأنْثَني | |
|
| بأربَعَةٍ مِنْ ذِكْرِهِنّ سِجامِ |
|
وهلْ أتناسى العَيْشَ غَضّاً كأنّهُ | |
|
| أُعيرَ اخضِراراً في عِذارِ غُلامِ |
|
بأرْضٍ كأنّ الرّوْضَ في جَنَباتِها | |
|
| يجُرُّ ذُيولَ العَصْبِ فوقَ أَكامِ |
|
إذا صَفَحَتْ غُدْرانَهُ الرّيحُ خِلْتَها | |
|
| تُدَرِّجُ أثْراً في غِرارِ حُسامِ |
|
ونامَ حَوالَيْها العَرارُ كأنّها | |
|
| تُديرُ على النُّوارِ كأْسَ مُدامِ |
|
سَبَقْنا بِها رَيْبَ الزّمانِ إِلى المُنى | |
|
| وقَدْ لَقِحَتْ أسْماعُنا بمَلامِ |
|
ومنْ أرْيَحيّاتي إذا اقْتادَني الهَوى | |
|
| أفُضُّ وإنْ ساءَ العَذولُ لِجامي |
|
وما زالَتِ الأيّامُ تُغْري بِنا النّوى | |
|
| وتَسْحَبُ ذَيْلَيْ شِرَّةٍ وعُرامِ |
|
أراها على سُعْدى غَيارى كأنّما | |
|
| بِها مابِنا من صَبْوَةٍ وغَرامِ |
|
فَيا لَيْتَها إذا جاذَبَتْني وِصالَها | |
|
| تَرَكْنَ هَواها أو حَمَلْنَ سَقامي |
|
لَعَمْرُ المَعالي حَلفَةً أُمَوِيّةً | |
|
| لَسَدَّ علَيَّ الدّهْرُ كُلَّ مَرامِ |
|
أما في لئامِ النّاسِ مَندوحَةٌ لهُ | |
|
| فحَتّامَ لا يَحْتاجُ غَيْرَ كِرامِ |
|
لأَدَّرِعَنَّ اللّيلَ يَلْمَعُ صُبْحُهُ | |
|
| تَحَدُّرَ راحٍ منْ خِلالِ فِدامِ |
|
على أرْحَبيّاتٍ مَرَقْنَ منَ الدُّجى | |
|
| وقد لَغِبَ الحادي مُروقَ سِهامِ |
|
حَوامِلَ للحاجاتِ تُلقى رِحالُها | |
|
| إِلى ماجِدٍ رَحْبِ الفِناءِ هُمامِ |
|
أغَرُّ كِلابي عَلَيْهِ مَهابَةٌ | |
|
| تُغَضُّ له الأبْصارُ وهْيَ سَوامي |
|
منَ القَوْمِ لمْ يَسْتَقْدِحِ المَجْدُ زَنْدَهُ | |
|
| لدى الفَخْرِ إلاّ أوْقَدوا بِضِرامِ |
|
وأعلاهُمُ في قُلّةِ المَجْدِ مَرْقَباً | |
|
| أخو نِعَمٍ في المُعْتَفينَ جِسامِ |
|
مُحَجَّبُ أطرافِ الرِّواقَيْنِ بالقَنا | |
|
| إذا ادّرَعَ الخَيْلانِ ظِلَّ قَتامِ |
|
ولمْ تَعثُرا إلا بأشْلاءِ غِلْمَةٍ | |
|
| تُرَوّي غَليلَ المَشْرَفيِّ وهامِ |
|
نُطالِعُ منْ أقْلامِهِ وحُسامِهِ | |
|
| مَقَرَّ حَياةٍ في مَدَبِّ حِمامِ |
|
ويَخْبُرُ أهواءَ النّفوسِ بنَظْرَةٍ | |
|
| تَفُضُّ لها الأسرارُ كلَّ خِتامِ |
|
وتَنْضَحُ كفّاهُ نَجيعاً ونائِلاً | |
|
| تدَفُّقَ نائي الحَجْرَتَيْنِ رُكامِ |
|
بحِلْمٍ إذا الخَطْبُ استُطيرَتْ لهُ الحُبا | |
|
| رَماهُ برُكْنَيْ يَذْبُلٍ وشَمامِ |
|
وخُلْقٍ كما هَبّتْ شَمالٌ مَريضَةٌ | |
|
| على زَهَراتِ الرّوْضِ غِبَّ رِهامِ |
|
وعِرْضٍ كمَتْنِ الهِنْدُوانيِّ ناصِعٌ | |
|
| تَذُبُّ المَعالي دونَهُ وتُحامي |
|
صَقيلُ الحَواشي مَسْرَحُ الحَمْدِ عندَهُ | |
|
| رَحيبٌ وما فيهِ مُعَرَّسُ ذامِ |
|
فللهِ مَجْدٌ أعْجَزَ النّجْمَ شأوُهُ | |
|
| أحَلَّكَ أعْلى ذِرْوَةٍ وسَنامِ |
|
وهبّتْ بكَ الآمالُ بعدَ ضَياعِها | |
|
| لَدى مَعْشَرٍ عنْ رَعْيِهِنَّ نِيامِ |
|
فَدونَكَ مما يَنظِمُ الفِكْرُ شُرَّداً | |
|
| سَلَبْنَ حَصى المَرْجانِ كُلَّ نِظامِ |
|
تَسيرُ بشُكْرٍ غائِرِ الذِّكْرِ مُنْجِدٍ | |
|
| يُناجي لِسانَيْ مُعْرِقٍ وشَآمي |
|
ويَهْوى مُلوكُ الأرضِ أن يُمْدَحوا بِها | |
|
| وما كُلُّ سَمْعٍ يرتَضيهِ كَلامي |
|
ألَمْ يَعلَموا أني تبوّأْتُ مَنزِلاً | |
|
| يُطَنِّبُ فوقَ النَّيِّرَيْنِ خِيامي |
|
وقد كُنتُ لا أرضى وبي لاعِجُ الصّدى | |
|
| سِوى مَنْهَلٍ عَذْبِ الشريعَةِ طامِ |
|
ولَمَّا اسْتَقرّتْ في ذراكَ بِنا النّوى | |
|
| وقد كَرُمَ المَثْوى نَقَعْتُ أُوامي |
|