لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها | |
|
| والدّمْعُ يَنشُرُ أسراري وأطْويها |
|
ولَوْعَةٌ كَشَباةِ الرُّمْحِ يُطفِئُها | |
|
| تَجَلُّدي وأُوارُ الشّوْقِ يُذْكيها |
|
إحدى كِنانَةَ حلّتْ سَفْحَ كاظِمةٍ | |
|
| غَداةَ سالَ بظُعْنِ الحيِّ واديها |
|
فلَسْتُ أدري أمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ | |
|
| أم مِنْ مَباسِمها ما في تَراقِيها |
|
ذَكَرْتُ بالرَّمْلِ منْ حُزْوى رَوادِفَها | |
|
| والعينُ تَمْرَحُ عَبرى في مَغانيها |
|
بحيث تُرْشَحُ أمُّ الخِشْفِ واحِدَها | |
|
| على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها |
|
دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلةٌ | |
|
| تُميتُها الرّيحُ والأمطارُ تُحييها |
|
حَيَّيْتُها وجُفونُ العينِ مُترَعَةٌ | |
|
| بأدمُعٍ رَسَبَتْ فيها مآقيها |
|
وقَلَّ للدارِ مني مَدْمَعٌ هَطِلٌ | |
|
| وعَبْرَةٌ ظَلْتُ في رُدني أواريها |
|
فقد نَضَوْتُ بها الأيّامَ ناضِرَةً | |
|
| تُغْني عنِ السَّحَرِ الأعلى لَياليها |
|
أزْمانَ أخْطِرُ في بُرْدي هَوًى وَصِباً | |
|
| بلِمّةٍ يُعجِبُ الحَسْناءَ داجيها |
|
فانْجابَ لَيلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ | |
|
| إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها |
|
يا سَرْحَةَ القاعِ رَوّاكِ الحَيا غَدَقاً | |
|
| منْ ديمَةٍ هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها |
|
زُرْناكِ والظِّلُّ ألْمى فاسْتُريبَ بِنا | |
|
| ولم يُنِخْ عندَكِ الأنْضاءَ حاديها |
|
ومَسْرَحُ المُهْرَةِ الدّهْماءِ مُكْتَهِلٌ | |
|
| لو كانَ بالرّوضَةِ الغنّاءِ راعيها |
|
لوَيْتُ عنهُ هِناني وهْيَ تَجْمَحُ بي | |
|
| والبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها |
|
مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطّرْفَ عن نُغَبٍ | |
|
| يُرْوي بِها إبِلَ العَبْسيِّ ساقيها |
|
فقد نَمَتْكَ جِيادٌ لا تُلِمُّ بها | |
|
| حتى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها |
|
كأنّ آذانَها الأقْلامُ جاريَةً | |
|
| بِما نَبا السّيْفُ عنهُ في مَجاريها |
|
منها الندىً والرّدى فالمُعْتَفونَ رأَوْا | |
|
| أرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها |
|
بكَفِّ أرْوَعَ لم يَطْمَحْ لغايَتِهِ | |
|
| ثَواقِبُ الشُّهْبِ في أعلى مساريها |
|
يُمْطي ذُرا الشّرَفِ العاديِّ همّتَهُ | |
|
| مُلْقًى على الأمَدِ الأقصى مَراسيها |
|
ذو سُؤْدَدٍ كأنابيبِ القَنا نَسَقٍ | |
|
| في نَجْدَةٍ من دِماءِ الصِّيدِ تُرويها |
|
يُزْهى بها الدّهْرُ والأيّامُ مُشْرِقَةٌ | |
|
| تهُزُّ في ظِلِّهِ أعْطافَها تيها |
|
وعُصْبَةٍ مُلِئَتْ أسْماعُهُمْ كَلِماً | |
|
| ظَلِلْتُ أخْلُقُها فيهِمْ وأَفْريها |
|
أُوطَأْتُهُمْ عقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَباً | |
|
| بِراحَةٍ يرتَدي بالنُّجْحِ عافيها |
|
فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ | |
|
| وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها |
|
أرى أُهَيْلَ زماني حاوَلوا رُتَبي | |
|
| وللنّجومِ ازْوِرارٌ عنْ مَراقيها |
|
وللصُّقورِ مَدًى لا تَرْتَقي صُعُداً | |
|
| إليهِ أغرِبةٌ تَهْفو خَوافيها |
|
لولا مَساعيكَ لم أهْدِرْ بقافيَةٍ | |
|
| يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأسْماعَ راويها |
|
إذا وَسَمْتُ بكَ الأشْعارَ أَصْحَبَ لي | |
|
| أبِيُّها فيكَ وانْثالَتْ قَوافيها |
|