تلكَ الحُدوجُ يُراعِيهنَّ غَيْرانُ | |
|
| ودونَهُنَّ ظُباً تَدْمَى وخِرْصانُ |
|
مَرَرْنَ بالقارَةِ اليُمْنى فعارَضَها | |
|
| أُسْدٌ تُسارِقُها الألحاظَ غِزْلانُ |
|
ينحو الأُجَيْرِعَ من حُزْوى أُغَيْلِمَةٌ | |
|
| سالَتْ بهِمْ بُرَقُ الصّمّانِ غِرّانُ |
|
والعَينُ تلْحَظُهُمْ شَزْراً فتَطْرِفُها | |
|
| بالمَشْرَفيّةِ والخَطّيِّ فُرْسانُ |
|
تبطّنوا عَقِداتِ الرّمْلِ منْ إضَمٍ | |
|
| بحَيثُ يلثِمُ فرْعَ الضّالَةِ البانُ |
|
والجُرْدُ صافِنَةٌ لِيثَتْ بأجْرَعِه | |
|
| لَها على الأثَلاتِ الشُّمِّ أرْسانُ |
|
وفي الحُدوجِ الغَوادي كُلُّ غانِيَةٍ | |
|
| يَرْوَى مُؤَزَّرُها والخَصْرُ ظَمْآنُ |
|
تهزُّني طَرَباتٌ منْ تَذَكُّرِها | |
|
| كما ترَنّحَ نِضْوُ الرّاحِ نَشْوانُ |
|
كمْ زُرْتُها بنِجادِ السّيْفِ مُشْتَمِلاً | |
|
| والنّجْمُ في الأُفُقِ الغَرْبيّ حَيْرانُ |
|
وللعُرَيْبِ بأكْنافِ الحِمى حِلَلٌ | |
|
| طَرَقْتُها والهَوى ذُهْلٌ وشَيْبانُ |
|
فَراعَها قُرَشِيٌّ في مَراعِفِهِ | |
|
| تِيهٌ يهُزُّ بهِ عِطْفَيْهِ عَدْنانُ |
|
وبتُّ أحْبُو إلَيها وهْيَ خائِفَةٌ | |
|
| كما حَبا في حَواشي الرّمْلِ ثُعْبانُ |
|
فأَقْشَعَ الرَّوْعُ عنها إذْ تَوَسَّنها | |
|
| أغَرُّ مُنْخَرِقُ السِّرْبالِ شَيْحانُ |
|
وفضَّ غِمْدَ حسامي في العِناقِ لَها | |
|
| ضَمّي كما الْتَفَّ بالأغصانِ أغْصانُ |
|
والشُّهْبُ تَحكي عُيونَ الرّومِ خِيطَ على | |
|
| أحْداقِها الزُّرْقِ للسّودان أجْفانُ |
|
يا أُخْتَ مُعتَقِلِ الأرْماحِ يتْبَعُهُ | |
|
| إِلى وقائِعِهِ نَسْرٌ وسِرْحانُ |
|
أعْرَضْتِ غَضْبَى وأغرَيْتِ الخَيالَ بِنا | |
|
| فلسْتُ ألْقاهُ إلا وهْوَ غَضْبانُ |
|
يَسْري إليَّ ولا أحظى بزَوْرَتِهِ | |
|
| فالطَّرْفُ لا سَهِرَتْ عَيناكِ يَقْظانُ |
|
وإنّما الطّيْفُ يَسْتَشْفي برؤيَتِهِ | |
|
| على النّوى مُستَميتُ الشّوقِ وسْنانُ |
|
يا روّعَ اللهُ قوماً ريعَ جارُهُمُ | |
|
| والذُّلُّ حيثُ ثَوى جَنْبٌ وهَمْدانُ |
|
ملَطَّمونَ بأعْقار الحِياضِ لهُمْ | |
|
| بكُلِّ منْزلَةٍ للّؤْمِ أوْطانُ |
|
فليسَ يأْمَنُهُمْ في السِّلْمِ جيرَتُهُمْ | |
|
| ولا يَخافُهُمُ في الرّوعِ أقْرانُ |
|
فارَقْتُهُمْ ولهُم نَحوي إذا نَظَروا | |
|
| لَحْظٌ تُلَظّيهِ أحْقادٌ وأضْغانُ |
|
وبينَ جَنْبَيَّ قَلْبٌ لا يُزَعْزعُهُ | |
|
| على مُكافَحَةِ الأيّامِ أشْجانُ |
|
ألْقى الخُطوبَ ولي نَفْسٌ تُشَيِّعُني | |
|
| غَضْبى وأجْزَعُ إمَّا بانَ جِيرانُ |
|
أكلَّ يَومٍ نَوىً تَشْقى الدّموعُ بِها | |
|
| إِلى غَوارِبَ تَفْريهنَّ كِيرانُ |
|
فالغَرْبُ مَثْوى أُصَيْحابي الذينَ هُمُ | |
|
| عشيرتي ولَنا بالشّرْقِ إخْوانُ |
|
أسْتَنشِقُ الرّيحَ تَسْري منْ دِيارِهمُ | |
|
| وهْناً كأنّ نَسيمَ الرّيحِ رَيْحانُ |
|
فيا سَقى اللهُ زَوراءَ العِراقِ حَياً | |
|
| تَرْوى بشُؤبوبِهِ قُورٌ وغِيطانُ |
|
مُزْنٌ إذا هزَّ فيهِ البَرقُ مُنْصُلَهُ | |
|
| عَلا منَ الرّعْدِ في حَضْنَيْهِ إرْنانُ |
|
يَرْمي بأُلْهوبِهِ والغيْثُ منسَكِبٌ | |
|
| حتى الْتَقَتْ فيهِ أمْواهٌ ونيرانُ |
|
فقد عَرَفْتُ بِها قَوْماً ألِفْتُهُمُ | |
|
| كما تَمازَجَ أرْواحٌ وأبدانُ |
|