تذكّرَ الوصْلَ فارْفَضّتْ مَدامِعُهُ | |
|
| واعْتادَهُ الشّوقُ فانْقَضّتْ أضالِعُهُ |
|
وبَرْقَعَ الدّمعُ عينيهِ لِذي هَيَفٍ | |
|
| نمّتْ على القمَرِ السّاري بَراقِعُهُ |
|
فَباتَ يَرْقُبُهُ والليلُ يخْفِرُهُ | |
|
| والقلبُ تَهفو إِلى حُزوى نَوازِعُهُ |
|
ولاعِجُ الوَجْدِ يَطْويهِ وينشُرُهُ | |
|
| حتى بَدا الصُّبْحُ مَوشِيّاً أكارِعُهُ |
|
فزارَهُ زَوْرَةً تَعيى الأُسودُ بِها | |
|
| أغَرُّ زُرَّتْ على خِشْفٍ مَدارِعُهُ |
|
وراحَ ينْضَحُ حرَّ الوَجْدِ منْ نُغَبٍ | |
|
| في مَشْرَبٍ خَصِرٍ طابَتْ مَشارِعُهُ |
|
كأنّها ضَرَبٌ شِيبَتْ لِذائِقِها | |
|
| بعاتِقٍ نَفَحَتْ مِسْكاً ذَوارِعُهُ |
|
والليلُ مَدَّ رِواقاً منْ غَياهِبهِ | |
|
| على فتًى كَرُمَتْ فيهِ مَضاجِعُهُ |
|
ثمّ افتَرَقْنا وقد بَثَّ الصّباحُ سَناً | |
|
| جابَتْ رِداءَ الدُّجى عنّا لوامِعُهُ |
|
يجري منَ الدّمعِ ما يَرْضى المَشوقُ بهِ | |
|
| ويرتَقي نَفَسٌ سُدَّتْ مَطالِعُهُ |
|
هذا ورُبَّ فَلاةٍ لا يُجاوزُها | |
|
| إلا النّعامُ بها تَخدي خَواضِعُهُ |
|
قَرَيْتُها عَزَماتٍ منْ أخي ثِقَةٍ | |
|
| تَفْتَرُّ عنْ أسَدٍ ضارٍ وقائِعُهُ |
|
والأرْحَبيّةُ تَطْغى في أزِمّتِها | |
|
| إذا السّرابُ ثَنى طَرْفي يُخادِعُهُ |
|
واليومَ ألْقَتْ بهِ الشِّعْرَى كَلاكِلَها | |
|
| وصوّحَتْ منْ رُبا فَلْجٍ مَراتِعِهُ |
|
فظلّ للرّكْبِ والحِرْباءُ مُنتَصِبٌ | |
|
| بَيْتٌ على مَفْرِقِ العَيّوقِ رافِعُهُ |
|
تَلوي طَوارِفُهُ عنّا السَّمومُ كما | |
|
| تُهدي النّسيمَ إِلى صَحْبي وشائِعُهُ |
|
عِمادُهُ أسَلٌ تَرْوى إذا اضْطَرَمَتْ | |
|
| نارُ الوغى منْ دَمِ الجاني شَوارِعُهُ |
|
والريحُ والِهَةٌ حَيْرى تَلوذُ بهِ | |
|
| حيثُ النّسيمُ يَروعُ التُّرْبَ وادِعُهُ |
|
جَعَلْتَ أطْنابَهُ أرْسانَ عاديةٍ | |
|
| يَشْجى بها مِنْ فَضاءِ الأرضِ واسِعُهُ |
|
زارَتْ بِناصِرَ الدّينِ الذي نَهَجَتْ | |
|
| إِلى العُلا طُرُقاً شتّى صَنائِعُهُ |
|
حُلْوُ الشّمائِلِ مُرُّ البأسِ ذو حَسَبٍ | |
|
| منْ مَجْدِهِ مُكْتَسٍ عارٍ أشاجِعهُ |
|
والمَنُّ لا يَقْتَفي آثارَ نائِلِهِ | |
|
| إذا تَقرّاهُ منْ عافٍ مَطامِعُهُ |
|
أفْضى بهِ الأمَدُ الأقصى إِلى شرَفٍ | |
|
| ضاحٍ لهُ منْ سَنامِ العِزِّ يافِعُهُ |
|
لولاكَ يا بْنَ أبي عَدْنانَ ما عَرَضَتْ | |
|
| شُوسُ القَوافي لِمَنْ بارَتْ بَضائِعُهُ |
|
ألِفْتُ مَدْحَكَ والآمالُ تَهتِفُ بي | |
|
| وراضَ جودُكَ أفكاراً تُطاوعُهُ |
|
والشِّعْرُ لا يَزْدَهي مِثْلي وإن شَرَدَتْ | |
|
| أمثالُهُ وثَنى الأسْماعَ رائِعِهُ |
|
لكنّ مَدْحَكَ تُغْريني عُلاكَ بهِ | |
|
| فالدّهْرُ مُنْشِدُهُ والمَجْدُ سامِعُهُ |
|
ومُسْتَقِلٌّ به دونَ الأنامِ فتًى | |
|
| تَضْفو على نَغَمِ الرّاوي بدائِعُهُ |
|
أتاكَ والنّائِلُ المَرْجوُّ بُغْيَتُهُ | |
|
| لدَيْكَ والأدَبُ المَجْفُوُّ شافِعُهُ |
|
خِلٌّ كَريمٌ وشِعْرٌ سائِرٌ وهَوىً | |
|
| ثَوى على مُنْحَنى الأضْلاعِ ناصِعُهُ |
|
وكيفَ لا يَبْلُغُ الحاجاتِ طالِبُها | |
|
| وهذه في مَباغيهِ ذَرائِعُهُ |
|
فاجْذِبْ بضَبْعي ففي الأحرارِ مُصطَنَعٌ | |
|
| وحِلْيَةُ السّيّدِ المَتْبوعِ تابِعُهُ |
|