عاذَ بِالصَفحِ مَن أَحَبَّ البَقاءَ | |
|
| وَاِحتَمى جاعِلُ الخُضوعِ وِقاءَ |
|
فَلتَنَم أُمَّةُ المَسيحِ طَويلاً | |
|
| كَفَّ مَن يَمنَعُ العِدى الإِغفاءَ |
|
مَلِكٌ يَطلُبُ المُلوكُ رِضاهُ | |
|
| مِثلَما يَطلَبُ العَليلُ الشِفاءَ |
|
قَسَمَت راحَتاهُ جوداً وَفَتكاً | |
|
| في الأَنامِ السَرّاءَ وَالضَرّاءَ |
|
ما بَهَرتَ العُقولَ يا مُعجِزَ الآ | |
|
| ياتِ إِلّا لِتَجمَعَ الأَهواءَ |
|
هُدنَةٌ بَقَّتِ النُفوسَ عَلى الرو | |
|
| مِ فَكانوا بِشُكرِها أَملِياءَ |
|
وَإِنِ اِستَعجَمَ المَقالُ فَذي الأَف | |
|
| عالُ قَد أَصبَحَت بِهِ فُصَحاءَ |
|
لَم يُفِد رَأيُ مَن يُصانِعُ بِالشَي | |
|
| ءِ رَجاءً أَن يَمنَعَ الأَشياءَ |
|
أَمِنوا بِالإِهداءِ ما خيفَ مِن هَ | |
|
| ذي العَوادِي حَتّى لَظُنَّ اِهتِداءَ |
|
نَظَرٌ ثَبَّتَ المَمالِكَ فيهِم | |
|
| رُبَّ أَخذٍ تَخالُهُ إِعطاءَ |
|
لا يَعُدّوا هَذي المَنائِحَ خُسراً | |
|
| إِنَّما الخُسرُ لَو عَزَمتَ لِقاءَ |
|
لَن يُريدَ الَجزاءَ مِنكَ عَلَيها | |
|
| مَلكُهُم حَسبُهُ رِضاكَ جَزاءَ |
|
سَلَّ مِنهُ سَيفاً عَلى غَيرِ الأَي | |
|
| يامِ وَاِجتابَ نَثرَةً حَصداءَ |
|
يا مُبيدَ الأَحقادِ أَعظَمُ طَبٍّ | |
|
| واحِدٌ عَمَّ نَفعُهُ الأَعضاءَ |
|
وَبِرَأيٍ رَدَّ العَداوَةَ في الدي | |
|
| نِ وِداداً وَاِستَأصَلَ الشَحناءَ |
|
وَبِعَفوٍ أُنيلَ فَاِستَملَكَ الأَح | |
|
| رارَ عَفواً وَاِستَنقَذَ الأُسَراءَ |
|
حُزتَ حُكمَ الجُيوشِ فيهِم وَما جَه | |
|
| هَزتَ جَيشاً وَلا عَقَدتَ لِواءَ |
|
فَأَقِم وادِعاً فَما نِلتَ بِالآ | |
|
| راءِ تُفني العِدى وَتُبقي العِداءَ |
|
وَعَظَتهُم آياتُكَ اللائي حَطَّت | |
|
| عَن رِجالِ الخِلافَةِ الأَعباءَ |
|
قَتَلَت مَن دَنا مِنَ الحَربِ جَهلاً | |
|
| وَأَخافَت أَخبارُها مَن تَناءَى |
|
وَكِلابٌ إِذ صَبَّحَتهُم بيَومٍ | |
|
| أَكثَرَ القَتلَ فيهِمُ وَالسِباءَ |
|
في كُماةٍ تَمشي البَراحَ إِلى المَو | |
|
| تِ إِذا دَبَّتِ الكُماةُ الضَراءَ |
|
كَيفَ يَقوى عَلى مُحارَبَةِ الطا | |
|
| رِدِ مَن لا يُواجِهُ الطُرَداءَ |
|
كانَ إِقدامُ عامِرٍ لَكَ إِضرا | |
|
| ءً وَقَد أَحسَنوا هُناكَ البَلاءَ |
|
عَجَباً لِلَّذي حَوى مَفخَرَ الفَت | |
|
| حِ وَلَمّا يُشاهِدِ الهَيجاءَ |
|
فَأَقامَت وَلَو أَقَمتَ عَلى السُخ | |
|
| طِ لَجاءَت في أَهلِها شُفَعاءَ |
|
حينَ راؤا السُيوفَ لَم تُغنِ شَيئاً | |
|
| أَغمَدوها وَجَرَّدوا الآراءَ |
|
رَهِبوا أَن يَكونَ حَربُكَ لِلمُل | |
|
| كِ اِنتِهاءً فَاِستَعطَفوكَ اِبتِداءَ |
|
وَأَناخوا بِكَ المُنى حينَ أَلفَوا | |
|
| في يَدَيكَ الآراءَ وَالإِجراءَ |
|
فَسَقَيتَ المُنى مِنَ الأَمنِ رَيّاً | |
|
| وَرَكَزتَ القَنا اللِدانَ ظِماءَ |
|
هَبكَ أَعطَيتَهُم أَماناً أَعَدَّي | |
|
| تَ إِلى أَشرَفِ الخِلالِ العَطاءَ |
|
مِنَّةً عَلَّمَت ذَوي البَخَلِ الجو | |
|
| دَ وَسَنَّت لِلعادِمينَ الوَفاءَ |
|
فَعَلوا ما حَبَاكَ مَجداً فَلَم أَذ | |
|
| رِ اِعتِماداً أَبَوهُ أَم إِخطاءَ |
|
حينَ فَكّوا أَسرى فَأَحرَزتَ أَجراً | |
|
| وَأَنالوا وَفراً فَخُزتَ ثَناءَ |
|
فَلِهذا أَطلَقتَهُم مِن إِسارِ ال | |
|
| خَوفِ بَعضاً مَنّاً وَبَعضاً فِداءَ |
|
فَاِشكُرِ الآنَ لِلمَساعي اللَواتي | |
|
| جَعَلَت في إِسارِكَ الطُلَقاءَ |
|
وَإِذا رُمتَ غايَةً بَعدَت نَي | |
|
| لاً أَخَذتَ الظُبى بِها كُفَلاءَ |
|
لَو تَيَمَّمتَ أَرضَ خَفّانَ يَوماً | |
|
| لَأَحَلتَ الزَئيرَ فيها عِواءَ |
|
عَطَفوا دَهرَهُم بِعَطفِكَ عِلماً | |
|
| أَنَّهُ لَن يَشاءَ حَتّى تَشاءَ |
|
عَرَفَ الناسُ مِنهُمُ الحَزمَ قِدماً | |
|
| فَلِهَذا سَمَّوهُمُ حُكَماءَ |
|
لَم تَزَل تَقَهرُ العِدى فَلِهَذا | |
|
| كُلَّما أَنجَبوا اِستَزَدتَ سَناءَ |
|
يُحرِزُونَ المَدى وَتَذهَبُ بِالحَم | |
|
| دِ فَما يَربَحونَ إِلّا العَناءَ |
|
أَيُّ حَيفٍ وَلِلخِلافَةِ سَيفٌ | |
|
| تَستَمِدُّ السُيوفُ مِنهُ المَضاءَ |
|
فَلتُفاخِر بِحَدِّهِ بَعدَ عِلمٍ | |
|
| أَنَّ صَفوَ الحَياةِ مِمّا أَفاءَ |
|
ما تَخَلَّفتَ عَن صَلاحٍ لِهَذا ال | |
|
| دينِ مُذ ظَلتَ تَخلُفُ الخُلَفاءَ |
|
رُقتَهُم بِالإِباءِ وَالنُصحِ فَالآ | |
|
| باءُ مِنهُم توصي بِكَ الأَبناءَ |
|
وَأَبَنتَ الغِنى لَهُم عَن جَميعِ ال | |
|
| خَلقِ مُذ صادَفوا لَدَيكَ الغَناءَ |
|
تُوقَدُ النارُ في الظَلامِ وَلَكِن | |
|
| لَيسَ يَجلو الهَزِيعَ كَاِبنِ ذُكاءَ |
|
ما سَبَقتَ الكُفاةَ في الأَمَدِ الأَب | |
|
| عَدِ إِلّا لِتِعدَمَ الأَكفاءَ |
|
خابَ راجي العُلُوِّ يا عَضُدَ الدَو | |
|
| لَةِ مُذ أَحرَزَت يَداكَ العَلاءَ |
|
وَلِمَن يَبتَغى عُقوقُكَ ظَنٌّ | |
|
| عَوَّدَتهُ صِفاتُكَ الإِكداءَ |
|
مَن بَغى أَن يَعِزَّ سِلماً وَحَرباً | |
|
| فَليُقارِع قِراعَكَ الأَعداءَ |
|
يا أَميرَ الجُيوشِ لا عَدِمَت مِن | |
|
| كَ أَميراً يَستَخدِمُ الأَمَراءَ |
|
فَإِذا ما الأَصحابُ خامَت عَنِ الأَر | |
|
| بابِ كانوا بِسَيفِهِ عُتَقاءَ |
|
أَنتَ غَيثٌ إِذا اِعتَرى الأَرضَ مَحلٌ | |
|
| وَدَواءٌ إِذا اِشتَكى الدينُ داءَ |
|
فِضتَ حَتّى عَلى التُرابِ نَوالاً | |
|
| وَفَكَكتَ العُناةَ حَتّى الماءَ |
|
أَفَعيناً حَفَرتَ أَم هُوَ بَحرٌ | |
|
| بانَ لَمّا كَشَفتَ عَنهُ الغِطاءَ |
|
لَم نَخَل قَطُّ أَنَّ في العَزمِ سَيلاً | |
|
| تَذهَبُ الراسِياتُ فيهِ جُفاءَ |
|
فَمِنَ الناسِ مَن يَقولُ تَعالَت | |
|
| هِمَّةٌ تَترُكُ الجِبالَ هَباءَ |
|
وَمِنَ الناسِ قائِلٌ لَيسَ يُستَن | |
|
| كَرُ أَن تُجرِيَ البِحارُ النِهاءَ |
|
أَثَرٌ سَوفَ تَنقَضي حِقَبُ الدَه | |
|
| رِ وَلَم تَستَطِع لَهُ إِخفاءَ |
|
قَد رَأَت رَأيَكَ المُلوكُ وَعَجزاً | |
|
| تَرَكوا ما أَتَيتَ لا إِلغاءَ |
|
لَأَفَضتَ الأَمواهَ حَتّى لَخيلَ ال | |
|
| صَيفُ مِمّا سَقَت فَرَوَّت شِتاءَ |
|
كَم بِقُطرَي دِمَشقَ مِن قَفرَةٍ حَص | |
|
| صاءَ صارَت خَميلَةً خَضراءَ |
|
جادَها مِن جَميلِ رَأَيِكَ نَوءٌ | |
|
| قَد كَفاها أَن تَرقُبَ الأَنواءَ |
|
فَجَنى أَهلُها مِنَ الماءِ مالاً | |
|
| إِنَّ رَيَّ الثَرى يُفيدُ الثَراءَ |
|
فَليَشِم غَيرُنا السَحابَ فَقَد أَن | |
|
| شَأتَ في الأَرضِ ديمَةَ وَطفاءَ |
|
نِعَمةٌ عَمَّتِ البِلادَ وَأُخرى | |
|
| في اِبنِ سَيفٍ قَد عَمَّتِ الأَحياءَ |
|
فَاِنكَفا مُطلَقاً وَلَو غَيرُكَ الطا | |
|
| لِبُ إِطلاقَهُ لَطالَ ثَواءَ |
|
وَإِذا الخَطبُ طالَ في دَفعِهِ الخَط | |
|
| بُ وَأَعيا فَصَلتَهُ إيماءَ |
|
مِنَّةٌ في عَدِيَّ قَد جَلَّتِ الغَم | |
|
| ماءَ عَنهُم وَفاقَتِ النَعماءَ |
|
عَظُمَت مَوقِعاً وَما زِلتَ بِالآ | |
|
| لاءِ قِدماً تُطَرِّزُ الآلاءَ |
|
كُلَّ يَومٍ تُسدي إِلَيهِم يَداً بَي | |
|
| ضاءَ تُلوي بِأَزمَةٍ سَوداءَ |
|
فَتَغَمَّد سَمِيَّهُ مَنكَ بِالرَأ | |
|
| فَةِ وَالعَفوِ مُحسِناً إِن أَساءَ |
|
مُلحِقاً بِالإِحسانِ مَعناً بِكَلبٍ | |
|
| لَيَكونَ الحَيّانِ فيهِ سَواءَ |
|
قَد أَصَمَّ الخُطوبَ مِن حَيثُ نادى | |
|
| مَلِكٌ بِالنَدى يُجيبُ النَداءَ |
|
فَتَدارَك حُشاشَةً لَم تَدَع مِن | |
|
| ها صُروفُ الزَمانِ إِلّا ذَماءَ |
|
وَإِنَ اِستَنفَدَت جَرائِمَهُ الرَح | |
|
| مَةَ فَاِصفَح حَميَّةً وَإِباءَ |
|
لَيسَ ذا المُلكُ راضِياً أَن تُرى الرو | |
|
| مُ لِعُربٍ مِن بَعدِها خُفَراءَ |
|
خَلَفَتكَ المُلوكُ فيهِم وَلَكِن | |
|
| مِثلَما يَخلُفُ الظَلامُ الضِياءَ |
|
لَم تَزَل مُبدِعاً فَلَم أَدرِ إِلها | |
|
| ماً عَرَفتَ الإِعجازَ أَم إيحاءَ |
|
أَم أَصارَ السُمُوَّ قِسمَكَ مَن عَل | |
|
| لَمَ مِن قَبلُ آدَمَ الأَسماءَ |
|
فَتَجاوَز رُكوبَ جُردِ المَذاكي | |
|
| أَنَفاً مِنهُ وَاِمتَطِ الجَوزاءَ |
|
مَيَّزَتكَ الأَفعالُ عَن عالَمِ الأَر | |
|
| ضِ فَلا غَروَ أَن تَنالَ السَماءَ |
|
غَمَرَتني آلاءُ جودِكَ حَتّى | |
|
| لَم تَدَع لي في العالَمينَ رَجاءَ |
|
فَرَفَضتُ الوَرى وَغَيرُ مَلومٍ | |
|
| تارِكُ الرَشحِ مَن أَصابَ الرَواءَ |
|
دامَ عَيشي في ذا الجَنابِ هَنيئاً | |
|
| فَليَدُم في ذَراهُ شِعري هَناءَ |
|
حَسُنَت في العُيونِ مَرأىً مَساعي | |
|
| كَ وَطابَت بَينَ الوَرى أَنباءَ |
|
خَلَقَ اللَهُ فيكَ ما شِئتَ فَضلاً | |
|
| فَليَقُل كَلُّ مادِحٍ ما شاءَ |
|
قَد مَلَأتَ الأَرضَ القَريضَةَ عَدلاً | |
|
| فَمَلا أَهلُها السَماءَ دُعاءَ |
|
فَوَقانا الأَسواءَ فيكَ جَميعاً | |
|
| مَن وَقانا بِقُربِكَ الأَسواءَ |
|