هَل لِلخَليطِ المُستَقِلِّ إِيابُ | |
|
| أَم هَل لِأَيّامٍ مَضَت أَعقابُ |
|
سَرَتِ النَوائِبُ عَنكَ رَونَقَ مَن سَرى | |
|
| وَاِستَحقَبَت لَذّاتِكَ الأَحقابُ |
|
ما بالُ طَيفِ المالِكيَّةِ مُعرِضاً | |
|
| وَلَقَد عَهِدنا طَيفَها يَنتابُ |
|
أَلِرِقبَةِ الواشينَ أَوجَسَ ريبَةً | |
|
| فَاِرتاعَ أَم بِوِدادِنا يَرتابُ |
|
يامَيُّ هَل لِدُنُوِّ دارِكِ رَجعَةٌ | |
|
| أَم لِلعِتابِ لَدَيكُمُ إِعتابُ |
|
لا أَرتَجي يَوماً سُلُوّاً عَنكُمُ | |
|
| هَيهاتَ سُدَّت دُونَهُ الأَبوابُ |
|
أَوصابُ جِسمي مِن جِنايَةِ بُعدِكُم | |
|
| وَالصَبرُ صَبرٌ بَعدَكُم أَو صابُ |
|
دامَت سَحابَةُ تَحتَ ظِلِّ سَحابَةٍ | |
|
| وَجَرى عَلى دارِ الرَبابِ رَبابُ |
|
وَسَقى بِقاعَ الجونِ جَونٌ مُرزِمٌ | |
|
| ما لِلذَهابِ الغَمرِ عَنهُ ذَهابُ |
|
فَلَقَد عَهِدتُ بِها مَعاهِدِ لِلصِبا | |
|
| مَأهولَةً تَحتَلُّها الأَحبابُ |
|
وَأَما وَما عَهِدوا إِلَينا إِنَّهُ | |
|
| عَهدٌ يُحَقُّ لِحَقِّهِ الإيجابُ |
|
لا خَامَرَ السُلوانُ قَلبَ مُتَيَّمٍ | |
|
| هاجَت لَهُ في إِثرِهِم أَطرابُ |
|
كاسٍ مِنَ الأَسقامِ جُرِّعَ لِلنَوى | |
|
| كَأساً لَهُ ريقُ الحُبابِ حَبابُ |
|
وَتَعاوَرَتهُ نَوائِبٌ بِنُيوبِها | |
|
| إِن كَلَّ نابٌ نابَ عَنهُ نابُ |
|
جابَ الفَيافي المُؤيِداتِ وَآلُهُ | |
|
| آلٌ تَمَكَّنَ فيهِ قَلبٌ جابُ |
|
قَصَرَ الزَمانُ يَدي وَطالَت هِمَّتي | |
|
| فَالعَزمُ لي دونَ الرِكابِ رِكابُ |
|
لَم أُكثِرِ الإِضرابَ عَن تَركِ العُلى | |
|
| إِلّا لِيَقعُدَ دونِيَ الأَضرابُ |
|
لا أَيأَسُ الإِترابَ مُذ نَطَقَت بِهِ | |
|
| عِندَ المُظَفَّرِ أَنعُمٌ أَترابُ |
|
مَلِكٌ إِذا ما الجَودُ غَبَّ هُمولُهُ | |
|
| فَلَدَيهِ جودٌ ما لَهُ إِغبابُ |
|
سَهُلَت خَلائِقُهُ لِباغي نَيلِهِ | |
|
| لَكِنَّهُنَّ عَلى العَدُوِّ صِعابُ |
|
تُمضى الوَسائِلُ في ذَراهُ لِطالِبِ ال | |
|
| جَدوى وَتُقضى عِندَهُ الآرابُ |
|
بِشرٌ يُبَشِّرُ مَن يَرومُ نَوالَهُ | |
|
| وَالبِشرُ مِن قَبلِ الثَوابِ ثَوابُ |
|
تُرجى مَواهِبُهُ وَيُضحي خَوفُهُ | |
|
| وَلَهُ بِأَلبابِ الوَرى إِلبابُ |
|
مُتَبايِنُ الأَوصافِ أَمّا عِرضُهُ | |
|
| فَحِمىً وَأَمّا مالُهُ فَنِهابُ |
|
غَدَتِ الأَماني وَالمَنونُ بِكَفِّهِ | |
|
| فَالأَريُ فيها بِالسِمامِ يُشابُ |
|
يُقني وَيُفني وَعدُهُ وَوَعيدُهُ | |
|
| هَذا جَنىً عَذبٌ وَذاكَ عَذابُ |
|
وَإِذا يُهابُ الخَطبُ عِندَ حُلولِهِ | |
|
| فَبِهِ لِدَفعِ النائِباتِ يُهابُ |
|
سالٍ عَنِ البيضِ الحِسانِ فَما لَهُ | |
|
| إِلّا هَوى البيضِ القَواضِبِ دابُ |
|
لَيثٌ أَظافِرِهُ الأَسِنَّةُ وَالقَنا | |
|
| عِرّيسُهُ وَلَهُ الظُبى أَنيابُ |
|
إِن بانَ بانَ المَوتُ في نَظَراتِهِ | |
|
| أَو غابَ فَالسُمرُ الشَواجِرُ غابُ |
|
خِرقٌ إِذا كَتَبَت إِلَيهِ كَتيبَةٌ | |
|
| مَرَقَت فَليسَ سِوى السُيوفِ جَوابُ |
|
وَإِذا حَمى الأَصحابُ نَفسَ مُمَلَّكٍ | |
|
| فَبِسَيفِهِ يَستَعصِمُ الأَصحابُ |
|
بِفَتى أَميرِ المُؤمِنينَ وَسَيفِهِ | |
|
| عَمِرَت بِلادُ اللَهِ وَهيَ خَرابُ |
|
نَزَلَت كِلابٌ بِالجَنابِ وَأَتهَمَت | |
|
| طَيٌّ وَعَزَّت في ذَراهُ جَنابُ |
|
وَلِمُصطَفى المُلكِ اِعتِزامُ المُصطَفى | |
|
| لَمّا أَحاطَ بِيَثرِبَ الأَحزابُ |
|
فَتحانِ يَومَ الأَربَعاءِ كِلاهُما | |
|
| لِلكُفرِ عَن حَرَمِ الهُدى إِذهابُ |
|
يَومانِ لِلإِسلامِ عَزَّ لَدَيهِما | |
|
| دينُ الإِلَهَ وَزَلَّتِ الأَعرابُ |
|
ذا لِلنَبِيِّ وَذا لِمُنتَجَبِ اِبنِهِ | |
|
| رَدّا مَشيبَ الحَقِّ وَهوَ شَبابُ |
|
وَصَلَت عِداتُكَ لِلإِمامِ بِصِدقِها | |
|
| فَتَقَطَّعَت بِعُداتِكَ الأَسبابُ |
|
وَدَعاكَ عُدَّتَهُ فَكُنتَ ذَخيرَةً | |
|
| يُنفى بِها ضِيمٌ وَيُدفَعُ عابُ |
|
أَلهَيتَ عَن يَومِ الكُلابِ بِوَقعَةٍ | |
|
| شَقيَت بِها عِندَ اللِقاءِ كِلابُ |
|
وَرُموا بِداهِيَةٍ لِبَكرٍ عِندَها | |
|
| بِكرُ الخُطوبِ وَلِلضِبابِ ضِبابُ |
|
طَلَبوا العِقابَ لِيَسلَموا بِنُفوسِهِم | |
|
| فَاِبتَزَّهُم دونَ العِقابِ عُقابُ |
|
وَاِستَشعَروا نَصراً فَكانَ عَلَيهِمُ | |
|
| وَتَقَطَّعَت دونَ المُرادِ رِقابُ |
|
كانوا حَديداً في الوَغى لَكِنَّهُم | |
|
| لَمّا اِصطَلوا نارَ المُظَفَّرِ ذابوا |
|
نارٌ تُنيرُ لِطارِقيهِ عَلى النَدى | |
|
| وَشَرَارُها عِندَ الحُروبِ حِرابُ |
|
لَم يَبلِغِ الآرابَ فيكَ مَعاشِرٌ | |
|
| أَجسامُهُم غِبَّ الوَغى آرابُ |
|
فَلُحومُهُم لِلحائِماتِ مَطاعِمٌ | |
|
| وَدِمائُهُم لِلمُرهَفاتِ شَرابُ |
|
وَحُماتُهُم قَتلى وَجُلُّ مَتاعِهِم | |
|
| نَهبٌ وَكُلُّ سِلاحِهِم أَسلابُ |
|
في مَأزِقٍ تُجري القَنا فيهِ قِنىً | |
|
| حُمراً لَها مُهَجُ الكُماةِ عِذابُ |
|
كَاللَيلِ لا بَرقُ الأَسِنَّةِ خُلَّبٌ | |
|
| فيهِ وَلا لَمعُ النُصولِ سَرابُ |
|
وَتَماطَرَت خَيلُ اللِقاءِ كَأَنَّها | |
|
| غَيثٌ تَصَوَّبَ وَالقَتامُ سَحابُ |
|
لَم يَبدُ لِلأَعداءِ إِلّا عَسكَرٌ | |
|
| أَو عِثيَرٌ عَن عَسكَرٍ مُنجابُ |
|
أَردَت سُيوفُكَ صالِحاً فَأَقامَ في | |
|
| دارِ البِلى وَحَديثُهُ جَوّابُ |
|
لَم تَحمِهِ الأَصحابُ حينَ اِقتَدَتهُ | |
|
| وَلَهُ إِلى حَوضِ الرَدى إِصحابُ |
|
غادَرتَ بِالزُرقِ الرِهافِ إِهابَهُ | |
|
| وَعَلَيهِ مِن قاني النَجيعِ إِهابُ |
|
فَبَلَغتَ أَمراً لَو سِواكَ يَرومُهُ | |
|
| لَثَناهُ طَعنٌ دونَهُ وَضِرابُ |
|
وَأَبى المُهَنَّدُ أَن يُفَلَّلَ حَدُّهُ | |
|
| وَاللَيثُ أَن تَعدو عَلَيهِ ذِئابُ |
|
صَفَحَت صِفاحُكَ عَن أُناسٍ أَيقَنوا | |
|
| أَنَّ الهَزيمَةَ مِن سُطاكَ صَوابُ |
|
فَمَضَت لِطِيَّتِها قَبائِلُ طَيِّئٍ | |
|
| فَرَقاً وَحَشوُ صُدورِهِم إِرهابُ |
|
وَاِستَنفَقَ الرَكضُ الجِيادَ فَخَيلُهُم | |
|
| مَهرِيَّةٌ وَسُروجُهُم أَقتابُ |
|
وَاِنقادَ بَعضُ المارِقينَ إِلى الهُدى | |
|
| بَعدَ الضَلالِ فَطِبتَ لَمّا طابوا |
|
حَقَّقتَ ظَنَّهُمُ الجَميلَ وَزِدتَهُم | |
|
| أَضعافَ ما أَمِلوهُ حينَ أَنابوا |
|
هَذي المَفاخِرُ لا مَفاخِرُ تُدَّعى | |
|
| مَيناً وَيَحجُزُ دونَها أَسبابُ |
|
مَن مُبلِغُ الأَتراكِ أَنَّ أَميرَهُم | |
|
| بِفَعالِهِ تَتَجَمَّلُ الأَنسابُ |
|
وَالمَرءُ مَن كَسَبَ العُلى لَم تَرفَعِ ال | |
|
| أَنسابُ مَن لَم تَرفَعِ الأَحسابُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي هانَت بِهِ | |
|
| نُوَبُ الزَمانِ وَعَزَّتِ الآدابُ |
|
أَدعوكَ لِلخَطبِ المُبَرِّحِ عالِماً | |
|
| أَنَّ النِداءَ إِلى نَداكَ يُجابُ |
|
في حَيثُ تَحجُبُني عُلاكَ مِنَ الرَدى | |
|
| كَرَماً وَما دونَ الثَراءِ حِجابُ |
|
اِمنَح مَقالي سَمعَ مِثلِكَ إِنَّهُ | |
|
| شَرَفي فَأَنتَ المانِحُ الوَهّابُ |
|
وَاِسعَد بِتَشريفِ الإِمامِ فَإِنَّ أَد | |
|
| ناهُ إِلى أَعلى المَراتِبِ بابُ |
|
خِلَعٌ لَبِستَ بِها المَفاخِرَ وَاِكتَسَت | |
|
| بِكَ فَوقَ ما أَلبَسنَكَ الأَثوابُ |
|
وَسَوابِقٌ حُمِّلنَ مِنكَ يَلَملَماً | |
|
| عَجَباً لِطِرفٍ تَمتَطيهِ هِضابُ |
|
وَجَواهِرٌ غَمَرَ النُضارَ شُعاعُها | |
|
| فَعَلَيهِ مِن أَنوارُها جِلبابُ |
|
عَفّى عَلى الإِطنابِ وَصفُ مَناقِبٍ | |
|
| لِخَيامَها فَوقَ السُهى أَطنابُ |
|
حَسُنَت أَحاديثُ الأَميرِ فَحَسَّنَت | |
|
| ما أَلَّفَ الشُعَراءُ وَالكُتّابُ |
|
فَوقَ المَنابِرِ نَثرُها وَبِنَظمِها | |
|
| يَتَعَلَّلُ السارونَ وَالشُرّابُ |
|
وَمِنَ الثَنا عَرَضٌ وَمِنهُ جَواهِرٌ | |
|
| وَمنَ الجَواهِرِ جامِدٌ وَمُذابُ |
|
رَوَّيتَ تِربَ المَجدِ تُربَ مَدائِحٍ | |
|
| لِسُهولِها وَوُعورِها إِعشابُ |
|
وَالأَرضُ تُجدِبُ حينَ يَهجُرُها الحَيا | |
|
| وَيُصابُ فيها الخِصبُ حينَ تُصابُ |
|