لو لَم يَقُد نَحوَكَ العِدى الرَغَبُ | |
|
| أَنزَلَهُم تَحتَ حُكمِكَ الرَهَبُ |
|
فَكَيفَ يُنجي الفِرارُ مِن مَلِكٍ | |
|
| تَطلُبُ أَعداءَ مُلكِهِ النُوَبُ |
|
وَمَن تَوَلّى الإِلَهُ نُصرَتَهُ | |
|
| فَلَيسَ يَحمي طَريدَهُ الهَرَبُ |
|
بَني شَبيبٍ هُبّوا فَقَد رُفِعَت | |
|
| عَن عَفوِ مُلغي الجَرائِمِ الحُجُبُ |
|
وَعادَ سَيفُ الهُدى لِعادَتِهِ | |
|
| فَكُلُّ ما تَأمُلونَهُ كَثَبُ |
|
عَلامَ تَظمَونَ في مُجاوَرَةِ ال | |
|
| شِركِ وَغَيثُ الإِسلامِ مُنسَكِبُ |
|
حَلَّأتَهُم عَنوَةً وَلَولاكَ ما | |
|
| مُدَّ لِقَيسٍ في أَرضِهِم طُنُبُ |
|
فَحينَ فاقَ العِقابَ ما اِقتَرَفوا | |
|
| قِدماً وَجازَ الجَزاءَ ما اِكتَسَبوا |
|
عُدتَ إِلى العادَةِ الَّتي أَلِفوا | |
|
| فَماتَ في طَيِّ صَفحِكَ الغَضَبُ |
|
لَحاوَلوا نُصرَةً عَلَيكَ وَكَم | |
|
| طالَبِ أَمرٍ قَد غالَهُ الطَلَبُ |
|
حَتّى إِلى أَخفَقَت ظُنونُهُمُ | |
|
| تَهافَتَت نَحوَ قَصرِكَ العُصَبُ |
|
تَنحو هُماماً في ظِلِّ خِدمَتِهِ | |
|
| تُجنى المَعالي وَتُكسَبُ الرُتَبُ |
|
فَعايَنوا هَديَ حَضرَةٍ يَنفُقُ ال | |
|
| جِدُّ لَدَيها وَيَكسُدُ اللَعِبُ |
|
وَمَن رَأى بَعثَهُ الكَتائِبَ لا | |
|
| يَنفَعُ حامَت عَن نَفسِهِ الكُتُبُ |
|
ما ظَفِروا فيكَ بِالَّذي طَلَبوا | |
|
| فَليَظفَروا مِنكَ بِالَّذي طَلَبوا |
|
قَد بَذَلوا الطاعَةَ الَّتي مَنَعوا | |
|
| فَاِستَرجَعوا النِعمَةَ الَّتي سُلِبوا |
|
وَأَنتَ مَن تَردَعُ الوَسائِلُ مِن | |
|
| سُطاهُ ما لَيسَ تَردَعُ القُضُبُ |
|
عَواطِفٌ طالَما كَسَوتَ بِها | |
|
| مَن سَلَبَتهُ رِماحُكَ السُلُبُ |
|
قَد هَذَّبَتهُم لَكَ الخُطوبُ وَلو | |
|
| لا النارُ ما كانَ يَخلُصُ الذَهبُ |
|
فَاِكشِف مُحَيّا الرِضى فَصَفحَتُهُ | |
|
| تَبدو لَهُم تارَةً وَتَحتَجِبُ |
|
لِتَرجِعَ العِزَّةُ الَّتي ذَهَبتَ | |
|
| فَهُم عِبِدّاكَ حَيثُ ما ذَهَبوا |
|
مُشَرَّدو ذي السُيوفِ إِن بَعُدوا | |
|
| وَوارِدو ذي الحِياضِ إِن قَرُبوا |
|
عِزٌّ مُقيمٌ بِالشامِ تَكلَؤُهُ | |
|
| وَذِكرُهُ في البِلادِ مُغتَرِبُ |
|
عِندَ مُلوكِ الزَمانِ يَعرِفُهُ | |
|
| مُتَوَّجٌ مِنهُمُ وَمُعتَصِبُ |
|
فَليَهنِ مَولاكَ أَنَّ دَولَتَهُ | |
|
| تَنتَجِبُ الصَفوَ ثُمَّ تَنتَخِبُ |
|
أَولى الوَرى أَن تَكونَ طاعَتُهُ | |
|
| فَرضاً عَلى كُلِّ مُسلِمٍ يَجِبُ |
|
مَن ذَلَّلَ الدَهرَ بَعدَ عِزَّتِهِ | |
|
| حَتّى تَجَلَّت عَن أَهلِهِ الكُرَبُ |
|
فَالعَدلُ فاشٍ وَالجَورُ مُكتَتِمٌ | |
|
| وَالخَوفُ ناءٍ وَالأَمنُ مُقتَرِبُ |
|
إِنَّ أَجَلَّ المُلوكِ كُلِّهِمِ | |
|
| رَضوا بِهَذا القَضاءِ أَو غَضِبوا |
|
مَلكٌ إِلَيهِ تُعزى العُلى أَبَداً | |
|
| وَيَنتَمي الفَخرُ حينَ يَنتَسِبُ |
|
مِنَ الأُلى غَيرَ ضُمَّرِ الخَيلِ ما | |
|
| قادوا وَغيرَ الكُماةِ ما ضَرَبوا |
|
المَطَرُ الجَودُ إِن هُمُ سُئِلوا | |
|
| وَالعَدَدُ الدَثرُ إِن هُمُ رَكِبوا |
|
أَبلَجُ تَسمو بِمَدحِهِ قالَةُ ال | |
|
| شِعرِ وَتُزهى بِذِكرِهِ الخُطَبُ |
|
ذو راحَةٍ في النَدى يُقِرُّ لَها | |
|
| بِأَنَّها لا تُساجَلُ السُحُبُ |
|
عِدٌ مِنَ الجودِ لا يَغيضُ وَإِن | |
|
| دامَ إِلَيهِ الذَميلِ وَالخَبَبُ |
|
لِتَترُكِ التُركُ ذِكرَ سالِفِها | |
|
| فَحَسبُ مَن ذي العُلى لَهُ حَسَبُ |
|
كَم حُزتَ سِرباً تَحمي جَآذِرَهُ ال | |
|
| بيضَ هُناكَ الجُيوشُ لا السُرَبُ |
|
فَكُنتَ سِتراً وَالرَوعُ قَد كَشَفَت | |
|
| عَمّا تُجِنُّ البُرودُ وَالنُقُبُ |
|
لِلَّهِ أَفعالُكَ الَّتي نَخَرَت | |
|
| ما لَيسَ تَطوي بِمَرِّها الحِقَبُ |
|
مَلَأتَ أُفقَ العَلاءِ مِن هَمِمٍ | |
|
| تَحسُدُها في بُروجِها الشُهُبُ |
|
فَما يُجاريكَ في الدُنيا أَحَدٌ | |
|
| أَنّى تَساوى البِحارُ وَالقُلُبُ |
|
وَالرومُ قَتلى خَوفٍ وَوَقعِ ظُبىً | |
|
| إِن زَهِدوا في اللِقاءِ أَو رَغِبوا |
|
وَقَد دَرَوا أَنَّهُم وَما وَهِموا | |
|
| إِن نَكَّبوا عَن بِلادِهِم نُكِبوا |
|
مُظَفَّرٌ مَن تُظِلُّهُ هَذِهِ ال | |
|
| راياتُ لا مَن تُظِلُّهُ الصُلُبُ |
|
في كُلِّ يَومٍ يَزورُ أَرضَهُمُ | |
|
| مِن ذِكرِ ذا العَزمِ جَحفَلٌ لَجِبُ |
|
فَاِرمِ بِهِ عُدوَةَ الخَليجِ فَقَد | |
|
| طارَت هَباءً في ريحِهِ حَلَبُ |
|
أَو فَتَرَبَّث فَقَد ظَفِرتَ مَعَ ال | |
|
| خَفضِ بِأَقصى ما يَبلُغُ النَصَبُ |
|
وَشِم ظُباكَ الَّتي إِذا نَصَلَت | |
|
| فَمِن دِماءِ المُلوكِ تَختَضِبُ |
|
فَطالَما أَضرَمَت بَوارِقُها | |
|
| ناراً أُسودُ الوَغى لَها حَصَبُ |
|
وَكَيفَ تَستَعصِمُ البِلادُ وَأَع | |
|
| مارُ حُماةِ البِلادِ تُنتَهَبُ |
|
وَصالِحٌ مَن قَتَلتَهُ وَهوَ مَن | |
|
| قَد كانَ يُجنى مِن بَأسِهِ الحَرَبُ |
|
أَثبَتُهُم وَطأَةً إِذا زَلَّتِ ال | |
|
| أَقدامُ خَوفاً وَاِصطَكَّتِ الرُكَبُ |
|
فَليَسلُ نَصرٌ عَنِ العَواصِمِ فَال | |
|
| قاتِلُ في حُكمِهِم لَهُ السَلَبُ |
|
ما بالُهُ يَمنَعُ الحُقوقُ وَما | |
|
| مِثلُ أَميرِ الجُيوشِ يُغتَصَبُ |
|
يا مُصطَفى المُلكِ كُلُّ عارِفَةٍ | |
|
| إِلَيكَ تُعزى وَمِنكَ تُكتَسَبُ |
|
عُمَّ بِجَدواكَ مَن أَتاكَ لَها | |
|
| وَما لَهُ في البِلادِ مُضطَرَبُ |
|
وَاِخصُص بِها مَن وَفى فَلَيسَ لَهُ | |
|
| إِلّا إِلى ذا الجَنابِ مُنقَلَبُ |
|
فَكَيفَ يَعدو أَبا سَماوَةَ ما | |
|
| يَرجو وَأَنتَ السَبيلُ وَالسَبَبُ |
|
وَقَد أُضيفَت لَهُ إِلى الخِدمَةِ ال | |
|
| قُربى فَصَحَّ الوَلاءُ وَالنَسَبُ |
|
بَلِّغهُ ياعُدَّةَ الإِمامِ مَدىً | |
|
| ما بَلَغَتهُ آباؤُهُ النُجُبُ |
|
وَاِردُد إِلَيهِ تُراثَ والِدِهِ | |
|
| تَثنِ إِلَيهِ الأَعِنَّةَ العَرَبُ |
|
فَمِن عَجيبَ الأَشياءِ أَن يُصبِحَ ال | |
|
| مُلكُ شَعاعاً وَيُحرَزَ اللَقَبُ |
|
وَاِسمَع لَها جَمَّةَ المَحاسِنِ مِن | |
|
| أَحسَنِ ما يُصطَفى وَيُنتَخَبُ |
|
غَرّاءَ لَو نوجِيَت بِما ضَمِنَت | |
|
| صُمُّ الجِبالِ اِستَخَفَّها الطَرَبُ |
|