هَواكُم وَإِن لَم تُسعِفونا وَلَم تُجدوا | |
|
| عَلى ما عَهِدتُم وَالنَوى لَم تَحِن بَعدُ |
|
وَفَينا وَلَم نَسمَع مَقالَةَ قائِلٍ | |
|
| إِذا ظَلَمَ المَفقودُ لَم يُؤلِمِ الفَقدُ |
|
وَحَكَّمَكُم فينا الغَرامُ فَجُرتُمُ | |
|
| وَكَم حَكَمَ المَولى بِما كَرِهَ العَبدُ |
|
غَرامٌ كَما شاءَ التَغَرُّبُ وَالنَوى | |
|
| وَسُقمٌ كَما تَهوى القَطيعَةُ وَالصَدُّ |
|
بَلَغتُم مِنَ الإِعراضِ وَالهَجرِ وَالقِلى | |
|
| مَدىً لَم يَزِد فيهِ التَفَرُّقُ وَالبُعدُ |
|
فَإِن نَشَدَ العُذرِيُّ في الحَيِّ عَنسَهُ | |
|
| نَشَدتُ كَرىً ما لِلجُفونِ بِهِ عَهدُ |
|
وَيا حَبَّذا ريحٌ عَلى ما تَحَمَّلَت | |
|
| تَروحُ بِرَيّاكُم مِنَ الشامِ أَو تَغدو |
|
تُهَيِّجُ أَشواقاً وَتَنقَعُ غُلَّةً | |
|
| فَفيها الضَنى وَالبُرءُ وَالصابُ وَالشَهدُ |
|
وَرَبعٌ بِمُقرى لا العَقيقُ وَلا اللِوى | |
|
| وَوَردٌ بِسَطرى لا العِرارُ وَلا المَردُ |
|
وَحالِيَةٍ بِالحُسنِ خالِبَةٍ بِهِ | |
|
| تَعَرُّضُها هَزلٌ وَإِعراضُها جِدُّ |
|
هِلالِيَّةٍ في أَصلِها وَمَرامِها | |
|
| حَمَتها ظُبىً هِندِيَّةٌ وَقَناً مُلدُ |
|
عَشِيَّةَ لَم نُعطَ العَزاءَ بِمَوقِفٍ | |
|
| لَكُم مَقصَدٌ مِن بَعدِهِ وَلَنا قَصدُ |
|
بَكَينا فَأَضحَكنا الحَسودَ وَزادَنا | |
|
| بُكاءً هَديرُ البُزلِ وَالرَكبُ قَد جَدّوا |
|
نُريكُم بُكاءَ السُحبِ وَالبَرقُ ضاحِكٌ | |
|
| وَإِضعافَها التَهطالُ إِن قَهقَهَ الرَعدُ |
|
فَلا تُظهِروا سُخطاً إِذا لَم يَكُن رِضىً | |
|
| وَلا تُكثِروا ذَمّاً إِذا لَم يَكُن حَمدُ |
|
وَلا تُنكِروا فَالدَهرُ مُدنٍ وَمُبعِدٌ | |
|
| حَوادِثَ فيها ضاقَ بِالصَارِمِ الغِمدُ |
|
قَطَعتُ مِنَ النِيلِ الزَهيدِ عَلائِقي | |
|
| فَلي أَبَداً فيهِ وَفي أَهلِهِ زُهدُ |
|
وَيَمَّمتُ فَخرَ الدَولَةِ الواهِبَ الغِنى | |
|
| وَشيكاً وَفي أَثنائِهِ العِزُّ وَالمَجدُ |
|
فَأَسرَفَ في إِنعامِهِ مُتَبَرِّعاً | |
|
| كَريمَ النِجارِ ما لَهُ في الوَرى نِدُّ |
|
بِهِ يَحسُنُ الإِسرافُ لا بي وَبِالمُنى | |
|
| وَيَقبُحُ بي مَع فِعلِهِ لا بِهِ الجَحدُ |
|
وَكَيفَ وَقَد شاعَت وَسارَت غَرائِبٌ | |
|
| يُكَرَّمُ مَن يَشدوبِهِنَّ وَمَن يَحدو |
|
وَيَبقى عَلى الأَحسابِ مِنها مَياسِمٌ | |
|
| وَتَنفَعُ إِذ لا يَنفَعُ المالُ وَالوُلدُ |
|
وَتَحمِلُها هوجُ الرِياحِ مُغِذَّةً | |
|
| إِلى كُلِّ أَرضٍ قَصَّرَت دونَها البُردُ |
|
عَلى أَنَّها دونَ الَّذي يَستَحِقُّهُ | |
|
| وَإِن طالَتِ الأَقوالُ وَاِستُفرِغَ الجَهدُ |
|
أَحاطَ بِها عِلماً وَأَثنى ثَوابَها | |
|
| عَليمٌ كَريمٌ عِندَهُ النَقدُ وَالنَقدُ |
|
سَريعٌ إِلى الإِقدامِ وَالجودِ ما لَهُ | |
|
| إِذا عَرَضا إِلّا اِهتِبالُهُما وَكدُ |
|
فَما يَسبِقُ العَدوى عَلى ذي جِنايَةٍ | |
|
| وَعيدٌ وَلا الجَدوى وَإِن لَم يُسَل وَعدُ |
|
وَأَروَعَ تُصبيهِ المَكارِمُ وَالعُلى | |
|
| إِذا غَيرُهُ أَصبَتهُ زَينَبُ أَو هِندُ |
|
هَوىً لَم يَحُل دونَ المُروءَةِ في الصِبى | |
|
| وَلا حُلَّ في عَصرِ المَشيبِ لَهُ عَقدُ |
|
لَها عاذِلوهُ في اللُهى عَن مَلامِهِ | |
|
| فَعَذلُهُمُ جَزرٌ وَأَنعُمُهُ مَدُّ |
|
فَهَل قالَتِ الآمالُ زاجِرَةً لَهُم | |
|
| وَساخِرَةً وَالحَقُّ لَيسَ لَهُ رَدُّ |
|
أَقِلّوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُمُ | |
|
| مِنَ اللومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا |
|
إِذا رامَ ذو حَدٍّ وَجَدٍّ مَرامَهُ | |
|
| نَبا صارِمٌ في كَفِّهِ وَكَبا زَندُ |
|
نَدىً بَعضُهُ أَغنى العُفاةَ وَبَعضُهُ | |
|
| إِلى كُلِّ أَرضٍ لَم يَفِد أَهلُها وَفدُ |
|
وَفِكرٌ يُريهِ الأَمرَ أَبلَجَ واضِحاً | |
|
| وَمِن دونِهِ لَيلٌ مِنَ الغَيبِ مُسوَدُّ |
|
وَعَزمٌ لَهُ حَدٌّ لَدى الرَوعِ ما نَبا | |
|
| يُجاوِرُهُ الجودُ الَّذي مالَهُ حَدُّ |
|
فَلَو سَبَقا لَم تَفتَخِر بِاِبنِ مامَةٍ | |
|
| إِيادٌ وَلَم تَذكُر مُهَلَّبَها الأَزدُ |
|
فَلا يُضِعِ الباغي مَداهُ عَناءَهُ | |
|
| فَأُخراهُ إِكداءٌ وَأَوّلُهُ كَدُّ |
|
أَلَستَ اِبنَ مَن رَدَّ الخُطوبَ كَليلَةً | |
|
| وَلَولاهُ لَم تُقلِع نَوائِبُها الرُبدُ |
|
حَوادِثُ مادَ الشامُ فيها بِكُلِّ مَن | |
|
| بِهِ وَدِمَشقٌ دونَ بُلدانِهِ مَهدُ |
|
وَإِن شِدتَ لِلبَيتِ الَّذي أَنتَ فَخرُهُ | |
|
| مَناقِبَ يَستَعلي بِها الأَبُ وَالجَدُّ |
|
أَمامَكَ جاؤا في الزَمانِ وَإِنَّهُم | |
|
| وَراءَكَ في الإِفضالِ وَالفَضلِ إِن عُدّوا |
|
تَفَرَّقَ فيهِم سُؤدُدٌ فَجَمَعتَهُ | |
|
| وَزِدتَ كَما أَربى عَلى الخَبَبِ الشَدُّ |
|
كَذَلِكَ أَنوارُ النُجومِ خَفيَّةٌ | |
|
| إَذا ما جَلا أَنوارَهُ القَمَرُ الفَردُ |
|
وَإِنَّ أَديمَ الأَرضِ لا شَكَّ واحِدٌ | |
|
| وَما يَستَوي فيها الشَواهِقُ وَالوَهدُ |
|
عَلى أَنَّهُم طالوا الكِرامَ الأُلى حَوَوا | |
|
| مَناقِبَ لا يُحصى لَها وَلَهُم عَدُّ |
|
وَقَد فَخَرَت قِدماً تَميمٌ بِدارِمٍ | |
|
| عَلى أَنَّها قُلٌّ وَإِن كَثُرَت سَعدُ |
|
غُيوثُ نَدىً تُعدي عَلى المَحلِ كُلَّما | |
|
| عَدا وَلُيوثٌ وَالجِيادُ بِهِم تَعدو |
|
وَكَم أَطرَقوا بَعدَ المَواهِبِ حِشمَةً | |
|
| وَكَم طَرَقوا بابَ الثَناءِ فَما رُدّوا |
|
فَهُم فَضَلوا مَن عارَضوا بِفَضائِلٍ | |
|
| عُيونُ الوَرى عَن طُرقِها أَبَداً رُمدُ |
|
إِذا أُفحِموا قالوا وَإِن خَنَعوا نَخَوا | |
|
| وَإِن بَخِلوا جادوا وَإِن هَزَلوا جَدّوا |
|
وَتَلقاهُمُ خُرساً لَدى الهُجرِ وَالخَنا | |
|
| وَإِن فاضَلوا أَو ناضَلوا فَهُمُ لُدُّ |
|
وَإِنَّكَ أَغنى الناسِ عَن ذِكرِ سالِفٍ | |
|
| إِذا فاحَ عَرفُ المِسكَ لَم يُذكَرِ الرَندُ |
|
غَنَيتَ بِنَفسٍ لا تُنافَسُ في عُلىً | |
|
| أُعينَت بِجِدٍّ لا يُفارِقُهُ جِدُّ |
|
لَئِن ذُدتَ عَنها كُلَّ ذي شَغَفٍ بِها | |
|
| فَلا غَروَ أَن تَحمي عَرائِنَها الأُسدُ |
|
وَإِن جاوَزَ الجَوزاءَ دَستٌ عَلَوتَهُ | |
|
| فَقَد طالَها مِن قَبلِ أَن تُفطَمَ المَهدُ |
|
فَلا زالَتِ الأَعيادُ تَأتي وَتَنقَضي | |
|
| وَجودُكَ مُمتارٌ وَظِلُّكَ مُمتَدُّ |
|
سَقاني غَمامٌ هاطِلٌ ما اِنتَجَعتُهُ | |
|
| فَأَغنى كَما أَغنى عَنِ الثَمَدِ العِدُّ |
|
وَأَحسَنتَ بي عَن عادَةٍ أَنتَ وَالنَدى | |
|
| وَقَصَّرتُ لا عَن عادَةٍ أَنا وَالحَمدُ |
|
وَكانَت قَوافي الشِعرِ قِدماً تَدينُ لي | |
|
| وَما خِلتُها إِذ أَمكَنَ القَولُ تَرتَدُّ |
|
لَقَد خَذَلَتني حينَ حاوَلتُ نَصرَها | |
|
| وَما زِلتُ غَلّاباً بِها وَهيَ لي جُندُ |
|
وَلا عُذرَ في التَقصيرِ مِن بَعدِ أَنعُمٍ | |
|
| بِأَيسَرِها يُستَنطَقُ الحَجَرُ الصَلدُ |
|