ما ضَرَّ طَيفَكَ وَالكَرى لَو زارا | |
|
| فَعَسى اللَيالي أَن يَعُدنَ قِصارا |
|
يا عادِلاً في حُكمِهِ وَمَزارُهُ | |
|
| ناءٍ فَلَمّا صارَ جاراً جارا |
|
لا أَبتَغي فَوقَ الخَيالِ زِيارَةً | |
|
| حَسبي خَيالُكَ لَو أَنالَ مَزارا |
|
أَأَكونُ مَن يُهدي إِلَيكَ حَياتَهُ | |
|
| وَأَرومُ ما يُهدي إِلَيكَ العارا |
|
وَأَما وَشُعثٍ فَوقَ شُعثٍ رُزَّحٍ | |
|
| جَعَلوا بُلوغَ المَشعَرَينِ شِعارا |
|
تَرَكوا الدِيارَ مُعَوِّلينَ بِمَن لَهُم | |
|
| فيها عَلى مَن يَعلَمُ الأَسرارا |
|
ما أَحدَثَ العُذّالُ عِندي سَلوَةً | |
|
| بَل زادَني مَن لامَني اِستِهتارا |
|
فَعَلى التَسَلّي أَن يَغيضَ جَميعُهُ | |
|
| وَعَلى المَدامِعِ أَن تَفيضَ غِزارا |
|
ما كُلُّ ما أَلقى وَإِن هَدَّ القُوى | |
|
| كُفُؤً لِخَوفي أَن أَرى غَدّارا |
|
يا حَبَّذا ذاتُ الأَجارِعِ مَنزِلاً | |
|
| وَجِوارُنا قِبَلَ العَقيقِ جِوارا |
|
وَأَغَنَّ تَحكيهِ الغَزالَةُ مُقلَةً | |
|
| وَمُقَلَّداً وَتَعَرُّضاً وَنِفارا |
|
يَفتَرُّ عَن بَرَدٍ يُعَلُّ بِبارِدٍ | |
|
| مِن ريقِهِ تَرَكَ القُلوبَ حِرارا |
|
لَم أَدرِ حينَ رَنا إِلَيَّ بِطَرفِهِ | |
|
| أَأَدارَ لَحظاً أَم أَدارَ عُقارا |
|
نَظَرٌ نَظيرُ الخَمرِ في إِسكارِها | |
|
| لَكِنَّهُ مِنها أَشَدُّ خُمارا |
|
قالَ اِسلُ عَن قَصدِ المُلوكِ وَمَدحِهِم | |
|
| وَاِسأَل حَوائِجَكَ القَنا الخَطّارا |
|
وَأَلَحَّ يَلحى في الفِراقِ أَخا هَوىً | |
|
| لَم يَقضِ مِن أَحبابِهِ أَوطارا |
|
فَأَجَبتُهُ لا تَلحَ رَبَّ عَزائِمٍ | |
|
| هَجَرَ الثَواءِ وَواصَلَ الأَسفارا |
|
فَبِهَذِهِ الأَسفارِ أَسفَرَ لي غِنىً | |
|
| لَولا اِبنُ يوسُفَ جانَبَ الإِسفارا |
|
أَسدى وَما أَكدى أَيادِيَ لَم يَزَل | |
|
| مَعروفُها يَستَعبِدُ الأَحرارا |
|
وَصَنائِعاً غُرّاً أَفَدنَ مَنائِحاً | |
|
| عوناً وَلَدنَ مَدائِحاً أَبكارا |
|
وَلَكَم دَعا مِدَحي نَوالُ مُمَلَّكٍ | |
|
| فَأَبَت عُتُوّاً عَنهُ وَاِستِكبارا |
|
حَتّى وَجَدتُ لَها هُماماً لَم تَزَل | |
|
| أَوصافُهُ تَستَغرِقُ الأَشعارا |
|
فَوَسَمتُ أَوجُهُها بِمُستَولٍ عَلى | |
|
| رُتَبِ العَلاءِ مَناقِباً وَنِجارا |
|
وَأَغَرَّ في إِجمالِهِ وَجَمالِهِ | |
|
| ما يَملَأُ الأَسماعَ وَالأَبصارا |
|
مَلِكٌ غَدَت يُمناهُ يُمناً لِاِمرِئٍ | |
|
| يَبغي نَوالاً وَاليَسارُ يَسارا |
|
حَلّى الزَمانَ وَكانَ قِدماً عاطِلاً | |
|
| وَأَعادَ لَيلَ الآمِلينَ نَهارا |
|
بِعُلىً أَقامَت لا تَريمُ فِناءَهُ | |
|
| وَحَديثُها بَينَ الوَرى قَد سارا |
|
بَلَغَت بِهِ رُتَباً فَرَعنَ مَحَلَّةً | |
|
| أَمسَت نُجومُ سَمائِها أَقمارا |
|
زانَت فَضائِلُهُ بَدائِعَ نَظمِها | |
|
| كَم مِعصَمٍ أَضحى يَزينُ سِوارا |
|
وَلَقَد جَزَيتُ الحادِثاتِ بِما جَنَت | |
|
| فَسَلَبتُها الأَنيابَ وَالأَظفارا |
|
مُذ شِمتُ أَوضَحَ مِن حُسامٍ صارِمٍ | |
|
| أَثَراً وَأَحمَدَ في الوَرى آثارا |
|
وَأَعَمَّ مِن كَعبِ اِبنِ مامَةَ نائِلاً | |
|
| وَأَعَزَّ مِن زَيدِ الفَوارِسِ جارا |
|
وَمُظَفَّرَ الأَقلامِ كَم أَردى بِها | |
|
| مَلِكاً وَرَوَّعَ جَحفَلاً جَرّارا |
|
عَجَباً لَها تَجري بِأَسوَدَ فاحِمٍ | |
|
| يَكسو الطُروسَ ظَلامُهُ أَنوارا |
|
تَمضي بِحَيثُ تُرى السُيوفُ كَليلَةً | |
|
| وَتَطولُ حَيثُ تَرى الرِماحُ قِصارا |
|
وَتَخالُها بِالظَنِّ أَغماراً وَقَد | |
|
| مَلَأَت صُدورَ عُداتِهِ أَغمارا |
|
تَجري بِواحِدِها ثَلاثُ سَحائِبٍ | |
|
| تَهمي الصَواعِقَ وَالحَيا المِدرارا |
|
وَيَمُدُّهُ بِالوَصلِ حينَ يَمُدُّهُ | |
|
| بِبَديهَةٍ لا تُتعِبُ الأَفكارا |
|
إِن رامَ نائِلَهُ العُفاةُ أَمَدَّهُ | |
|
| كَرَماً وَإِن رامَ الخَميسُ مُغارا |
|
مَلَأَ الكِتابَ تَهَدُّداً فَكَأَنَّما | |
|
| مَلَأَ الكِتابَ أَسِنَّةً وَشِفارا |
|
تَجني النَواظِرُ مِن مَحاسِنِ خَطِّهِ | |
|
| رَوضاً وَمِن أَلفاظِهِ أَزهارا |
|
خَطٌّ رِماحُ الخَطِّ مِن خُدّامِهِ | |
|
| إِن رامَ ذَمراً أَو أَعَزَّ ذِمارا |
|
وَبَلاغَةٌ تُضحي بِأَدنى فَقرَةٍ | |
|
| تُغني فَقيراً أَو تَقُدُّ فَقارا |
|
وَيَشيمُ رُوّادُ النَدى مِن بِشرِهِ | |
|
| بَرقاً وَمِن إِحسانِهِ أَمطارا |
|
بِشرٌ يُبَشِّرُ بِالجَميلِ وَعادَةُ ال | |
|
| أَزهارِ أَن تَتَقَدَّمَ الأَثمارا |
|
وَنَدىً يَعُمُّ وَلا يَخُصُّ كَأَنَّهُ | |
|
| هامي قُطارٍ طَبَّقَ الأَقطارا |
|
يَستَصغِرُ الأَمرَ العَظيمَ إِذا عَرا | |
|
| بِعَزيمَةٍ تَستَسهِلُ الأَوعارا |
|
وَيَرُدُّ غَربَ الحادِثاتِ مُفَلَّلاً | |
|
| بِسَعادَةٍ تَستَخدِمُ الأَقدارا |
|
كَم ذَلَّلَت صَعباً وَرَدَّت ذاهِباً | |
|
| وَحَمَت أَذَلَّ وَذَلَّلَت جَبّارا |
|
وَيَخِفُّ نَحوَ الجودِ إِلّا أَنَّهُ | |
|
| يوفي عَلى شُمِّ الجِبالِ وَقارا |
|
وَلَهُ وَجُردُ الخَيلِ تَعثُرُ بِالقَنا | |
|
| وَالهامِ رَأيٌ لا يَخافُ وَقارا |
|
وَلَقَد عَرَفتُ الناسَ مِن أَطوارِهِم | |
|
| سُبحانَ مَن خَلَقَ الوَرى أَطوارا |
|
فَوَجَدتُهُم يَتَبايَنونَ وَإِن غَدَوا | |
|
| في خَلقِهِم وَفَنائِهِم أَنظارا |
|
يا مَن عَرَفتُ بِجودِهِ وَجهَ الغِنى | |
|
| حَقّاً وَكُنتُ جَهِلتُهُ إِنكارا |
|
أَمّا وَقَد وَسَّعتَ لي طُرُقَ المُنى | |
|
| وَجَعَلتَ لِلآمالِ أَن تَختارا |
|
وَغَمَرتَني بِمَواهِبٍ مَوصولَةٍ | |
|
| لَم تُبقِ لي عِندَ الحَوادِثِ ثارا |
|
فَلَأُبقِيَنَّ مِنَ الثَناءِ عَلَيكَ ما | |
|
| يَتَعَقَّبُ الآثارُ وَالأَخبارا |
|
كَم ذاهِبٍ عَمَرَت لَهُ أَخبارُهُ | |
|
| لَمّا تَقَضّى عُمرُهُ أَعمارا |
|
إِنَّ الوَزيرَ رَأى النَوائِبَ جَمَّةً | |
|
| فَاِختارَ مِنكَ لِدَفعِها مُختارا |
|
فَصَرَفتَها قَسراً بِهِمَّتِكَ الَّتي | |
|
| لَم تَرضَ ما دونَ المَجَرَّةِ دارا |
|
وَعَدى الأَعادِيَ أَن تُثيرَ جِيادُهُم | |
|
| خَوفَ اِنتِقامِكَ بِالشَآمِ غُبارا |
|
وَسَلَبتَهُم بِالعَزمِ تالِدَ عِزِّهِم | |
|
| فَكَأَنَّ ذاكَ العِزَّ كانَ مُعارا |
|
وَعَمَرتَ هَذا الشامَ بَعدَ دُثورِهِ | |
|
| حَتّى غَدَت أَطرافُهُ أَمصارا |
|
لَم تَدفَعِ الغَمَراتِ عَن سُكّانِهِ | |
|
| حَتّى لَقيتَ أَذىً وَخُضتَ غِمارا |
|
وَسَمَحتَ بِالنَفسِ النَفيسَةِ في العُلى | |
|
| تَستَحمِدُ الإيرادَ وَالإِصدارا |
|
يا راكِبَ الأَخطارِ عَن عِلمٍ بِها | |
|
| أَدرَكتَ أَعلى رُتبَةٍ أَخطارا |
|
لا تَطلُبَنَّ مِنَ العَزائِمِ جَهدَها | |
|
| قَد سِرتَ حَتّى ما وَجَدتَ مَسارا |
|
عُد آهِلَ الأَرجاءِ مَمنوعَ الحِمى | |
|
| جَمَّ المَساعي نافِعاً ضَرّارا |
|
وَاِسلَم عَلى الأَيّامِ أَزكى صائِمٍ | |
|
| صَوماً وَأَسعَدَ مُفطِرٍ إِفطارا |
|