أَما وَهَوىً عَصَيتُ لَهُ العَواذِل | |
|
| لَقَد أَسمَعتَ نُصحَكَ غَيرَ قابِل |
|
وَما سَمعي إِلى العُذّالِ مُصغٍ | |
|
| وَلا قَلبي عَنِ الأَحبابِ ذاهِل |
|
وَلَو أَنصَفتَ لَم تُنكِر وُقوفي | |
|
| عَلى طَلَلٍ بِذاتِ الضالِ ماثِل |
|
أَأَجحَدُ رَبعَ رَيّى وَهوَ عافٍ | |
|
| زَماناً مَرَّ فيهِ وَهوَ آهِل |
|
وَما أَعطى الصَبابَةَ ما اِستَحَقَّت | |
|
| عَلَيهِ وَلا قَضى حَقَّ المَنازِل |
|
مُلاحِظُها بِعَينٍ غَيرِ عَبرى | |
|
| وَزائِرُها بِجِسمٍ غَيرِ ناحِل |
|
يُمَيِّلُني إِلى وَطَني هَناتٌ | |
|
| جَرَت ما بَينَ عِلمِيَةٍ وَداعِل |
|
وَأَذكُرُ دائِماً ثَمَراتِ عَيشٍ | |
|
| جُنينَ بِدَيرِ قانونٍ وَآبِل |
|
تَهيجُ بَلابِلي نَغَمُ الأَغاني | |
|
| مُجاوِبَةً لِأَصواتِ البَلابِل |
|
لَيالِيَ لي إِلى ما أَشتَهيهِ | |
|
| تَلَطُّفُ وارِخٍ وَهُجومُ واغِل |
|
وَمَحموداتُها أَتباعُ أَمري | |
|
| وَمَذموماتُها عَنّي غَوافِل |
|
وَكَم قَطَعَ الظَلامَ بِغَيرِ وَعدٍ | |
|
| غَزالٌ دَأبُهُ قَطعُ الحَبائِل |
|
بِراحٍ باتَ يَمزُجُها بَريقٍ | |
|
| كَفاها المَزجُ بِالعَذبِ السَلاسِل |
|
وَأَشرَبُها عَلى ظَمَإٍ فَأَروى | |
|
| كَرُمحِ الخَطِّ يَروى وَهوَ ذابِل |
|
وَلَمّا راحَتِ الأَظعانُ باحَت | |
|
| بِما نُخفي مَدامِعُنا الهَوامِل |
|
وَقَفنا وَالإِشارَةُ ثَمَّ رُسلٌ | |
|
| مُعَبِّرَةٌ وَأَدمُعُنا الرَسائِل |
|
فَعَقراً لِلرِكابِ غَداةَ وَلَّت | |
|
| بِنُزّالِ الحِمى تَطوي المَراحِل |
|
فَقَد حَمَلَت جَمالاً وَاِعتِدالاً | |
|
| تُجِنُّهُما البَراقِعُ وَالغَلائِل |
|
لِمُفغِمَةٍ بُيوتَ الحَيَّ طيباً | |
|
| وَمُفعَمَةِ الأَساوِرِ وَالخَلاخِل |
|
وَمُفرَدَةٍ وَما وَضَعَت حَبيباً | |
|
| كَما اِنفَرَدَت عَنِ السِربِ الخَواذِل |
|
تَفَرَّدُ بِالتَعَتُّبِ وَالتَجَنّي | |
|
| وَتَذهَبُ بِالمَحاسِنِ وَالشَمائِل |
|
تَروقُ العَينَ راضِيَةً وَغَضبى | |
|
| وَتُصبى القَلبَ حالِيَةً وَعاطِل |
|
مُذيبَةَ مُهجَتي طالَ اِقتِضائي | |
|
| عِداتِكِ وَالغَريمُ بِها مُماطِل |
|
أُمَنّى بِاِنعِطافِكِ وَهوَ غالٍ | |
|
| وَأُمنى بِاِنحِرافِكِ وَهوَ غائِل |
|
لَقَد أَنفَقتُ في الصَبَواتِ عُمري | |
|
| وَكُنتُ كَبائِعٍ حَقّاً بِباطِل |
|
إِلى أَن ثابَ رَأيٌ ضَلَّ حيناً | |
|
| فَعُدتُ إِلى الفُروضِ مِنَ النَوافِل |
|
وَزارَت آلَ مِرداسٍ رِكابي | |
|
| فَأَغنَتني البِحارُ عَنِ الجَداوِل |
|
وَكُنتُ أَذُمُّ آمالاً نَحَت بي | |
|
| مَمالِكَ لَم أَفُز فيها بِطائِل |
|
بِحَيثُ أَبو سَلامَةَ لَم يَجُدها | |
|
| وَنَصرٌ بَعدَهُ وَأَبو الفَضائِل |
|
مُلوكٌ أَمَّنوا خَيلي وَرَجلي | |
|
| مُكابَدَةَ الهَواجِرِ وَالهَواجِل |
|
وَأَمضَوا في الَّذي يَحوُونَ حُكمي | |
|
| فَفُزتُ بِعاجِلٍ مِنهُ وَآجِل |
|
مَكارِمُ مُبتَغيها مِن سِواهُم | |
|
| كَباغي الرِسلِ مِن أَخلافِ حائِل |
|
زَرَوا كَرَماً عَلى مَن عاصَروهُ | |
|
| وَإِقداماً وَأَزرَوا بِالأَوائِل |
|
وَثالِثُهُم وَإِن عَزّوا وَجادوا | |
|
| أَمَرُّ عَداوَةً وَأَعَمُّ نائِل |
|
أَظَلَّتهُ نَوائِبُ لَم تَنُبهُم | |
|
| فَقارَعَها بِرَأيٍ غَيرِ فائِل |
|
وَفَلَّ شَبا المَواضي بِالمَواضي | |
|
| وَلاقى بِالزَرافاتِ الجَحافِل |
|
مَواقِفُ تَشخَصُ الأَبصارُ مِنها | |
|
| وَتَعيا عَن إِبانَتِها المَقاوِل |
|
وَما خَرِسَت بِها الأَبطالُ حَتّى | |
|
| تَكَلَّمَتِ الصَوارِمُ وَالصَواهِل |
|
حُروبٌ لَم تَكُن لِبَني بَغيضٍ | |
|
| وَلا عُزِيَت إِلى أَبناءِ وائِل |
|
وَفُرسانٍ تَحِنُّ إِلى رَداها | |
|
| حَنينَ الهائِماتِ إِلى المَناهِل |
|
وَشَرَّدَها إِباءٌ سابِقِيٌّ | |
|
| تَعِزُّ بِهِ العَقائِلُ وَالمَعاقِل |
|
ثَناها عَن مَطامِعِها هُمامٌ | |
|
| لَهُ بِالنَصرِ رَبُّ العَرشِ كافِل |
|
وَما غَمَدَ الظُبى حَتّى أَزالَت | |
|
| جِبالاً لا تُحَرِّكُها الزَلازِل |
|
وَكانَ يُزيرُها في كُلِّ عامٍ | |
|
| عِراباً شُزَّباً قُبَّ الأَياطِل |
|
لَها نَظَرُ الأَجادِلِ إِذ تُخَلّى | |
|
| وَعِندَ الأَرضِ أَجنِحَةُ الأَجادِل |
|
إِذا نَزَعَ الوَجيفُ اللَحمَ عَنها | |
|
| كَساها ما تُثيرُ مِنَ القَساطِل |
|
وَإِن عَضَّت شَكائِمَها وَطاحَت | |
|
| أَتاحَت لِلعِدى عَضَّ الأَنامِل |
|
وَقَلَّلَتِ المُدافِعَ وَالمُحامي | |
|
| وَكَثَّرتِ الأَيامى وَالثَواكِل |
|
وَكَم عَضَدَ الرِماحَ وَمُشرِعيها | |
|
| بِعَزمٍ كانَ أَعرَفَ بِالمَقاتِل |
|
هُمامٌ خَوَّفَ الأَيّامَ حَتّى | |
|
| سَعَت أَيّامُها فيما يُحاوِل |
|
وَمَلكٌ لا يُنازَعُ في مَعالٍ | |
|
| لَهُ الآياتُ مِنها وَالدَلائِل |
|
يَعِزُّ جِوارُهُ وَالخَوفُ فاشٍ | |
|
| وَيُخضَبُ جارُهُ وَالعامُ ماحِل |
|
وَرُبَّ صَوارِمٍ تَلِدُ المَنايا | |
|
| وَتُلفى بَعدَ ما وَلَدَت حَوامِل |
|
كَيُمناهُ الَّتي تَهمي نَوالاً | |
|
| يَعُمُّ الخَلقَ طُرّاً وَهيَ حافِل |
|
إِذا سيمَ الغِنى رَوّى الأَماني | |
|
| وَإِن شَهِدَ الوَغى رَوّى المَناصِل |
|
خِلالٌ في العَطايا وَالرَزايا | |
|
| بِها عُدِمَ المُساجِلُ وَالمُشاكِل |
|
تُنَزِّقُهُ الحَمِيَّةُ حينَ يُعصى | |
|
| فَيَعروهُ التَطَوُّلُ وَهوَ صائِل |
|
وَلَولا رَأيُهُ في العَفوِ كانَت | |
|
| أَياديهِ كَأَنعُمِهِ كَوامِل |
|
يَجورُ عَلى الَّذي تَحوي يَداهُ | |
|
| وَيَحكُمُ في الرَعايا حُكمَ عادِل |
|
وَيَلبَسُ مِن سَجاياهُ ثِياباً | |
|
| عَلى الجَوزاءِ مُرخاةَ الذَلاذِل |
|
لَها أَرَجٌ تَضَوَّعَ مِن نَداهُ | |
|
| وَمِن نُوّارِها أَرَجُ الخَمائِل |
|
نَصِيَّةُ أُسرَةٍ وَلِبانُ بَيتٍ | |
|
| بِهِ اِفتَخَرَت كِلابُ عَلى القَبائِل |
|
لِأَملاكِ العَواصِمِ مِنهُ بَيتٌ | |
|
| يَفوزُ بِشَطرِهِ أَملاكُ بابِل |
|
فَزُرهُ عائِلاً أَو مُستَفيداً | |
|
| وَجاوِد مَن أَرَدتَ بِهِ وَفاضِل |
|
مَناقِبُ لَو تَنالُ الشَمسُ أَدنى | |
|
| مَداها ما دَنَت مِنها الأَصائِل |
|
تَعالَمَها جَميعُ الناسِ حَتّى | |
|
| تَساوى عالِمٌ فيها وَجاهِل |
|
جَمَعتَ تَوَثُّبَ الأَسَدِ المَنيعِ ال | |
|
| حِمى بِرَكانَةِ المَلِكِ الحُلاحِل |
|
وَمِن تَحتِ السَكينَةِ بَحرُ عِلمٍ | |
|
| بِهِ عُرِفَ المُناظِرُ وَالمُجادِل |
|
مَقالٌ تَعجِزُ البُلَغاءُ عَنهُ | |
|
| كَعَجزِ المَدحِ عَمّا أَنتَ فاعِل |
|
يَطولُ وَتُفقَدُ السَقَطاتُ فيهِ | |
|
| كَفَقدِ الراءِ في أَقوالِ واصِل |
|
سَلَكتَ إِلى الثَناءِ بِلا دَليلٍ | |
|
| سَبيلاً ما تَقَدَّمَ فيهِ سائِل |
|
وَعِندي مِنهُ ثاوٍ مُستَظِلٌّ | |
|
| بِظِلِّكَ وَهوَ في الآفاقِ جائِل |
|
وَما تَنفَكُّ تَزدادُ المَعالي | |
|
| بِهِ شَرَفاً وَتَزدانُ المَحافِل |
|
تَعَدّى كُلَّ مَن يُرجى نَداهُ | |
|
| وَمَيَّلَهُ الفُراتُ عَنِ الثَمائِل |
|
فَلَيسَ يَزورُ إِلّا مَن كَفاني | |
|
| تَوَدُّدَ مُعرِضٍ وَسُؤالَ باخِل |
|
بَقيتَ مُمَلَّكاً تُرجى وَتُخشى | |
|
| وَلا غالَت مَساعِيَكَ الغَوائِل |
|
وَلا عَدِمَت بِلادُكَ مَن كَفاها | |
|
| تَغَطرُسَ جائِرٍ وَوُثوبَ خاتِل |
|
يَزولُ الفِطرُ وَالأَضحى جَميعاً | |
|
| إِلى حينٍ وَمُلكُكَ غَيرُ زائِل |
|
وَحَدُّكَ في النَوائِبِ غَيرُ نابٍ | |
|
| وَنَجمُكَ في السَعادَةِ غَيرُ آفِل |
|