إِباؤُكَ لِلمَجدِ أَن يُبتَذَل | |
|
| أَصارَ لَكَ الناسَ طُرّاً خَوَل |
|
وَآزَرَكَ الرَأيُ ما إِن يَفيلُ | |
|
| وَضافَرَكَ العَزمُ ما إِن يُفَلّ |
|
فَلَم تَتَّرِك حِصَّةً في الثَناءِ | |
|
| تُسامُ وَلا فُرصَةً تُبتَذَل |
|
عُلىً فَضَّتِ الخَلقَ عَن نَهجِها | |
|
| فَأَفضَت إِلى رُتبَةٍ لَم تُنَل |
|
وَما هِيَ مِن رُتَباتِ الوَرى | |
|
| فَهَل زُحَلٌ لَكَ عَنها زَحَل |
|
لَقَد كَفَلَت بِالغِنى وَاِلتَوى | |
|
| يَدٌ في النَدى وَالرَدى لَم تَطُل |
|
يَدٌ كُلَّما فَتَكَت بِالنُضا | |
|
| رِ قالَ الرَجاءُ لَها لا شَلَل |
|
تَرى بَذلَهُ بِيَسيرِ السُؤالِ | |
|
| وَتَمنَعُهُ مِن نِصالِ الأَسَل |
|
إِذا قَبَّلَ الناسُ راحَ المُلوكِ | |
|
| وَقاها ثَرى قَدَمَيكَ القُبَل |
|
وَحُقَّ الجَلالُ لِرَبِّ الخِلالِ | |
|
| غَذاها الحِجى وَعَداها الخَلَل |
|
فَمَشروعُ إِنصافِهِ لا يَميلُ | |
|
| وَمَسموعُ أَوصافِهِ لا يُمَلّ |
|
يُعَفّي عَلى مَن عَفا أَو كَفى | |
|
| وَيوفي عَلى مَن وَفى أَو عَدَل |
|
وَيَشرَهُ في العَفوِ عَن قُدرَةٍ | |
|
| وَيَكرَهُ سَبقَ الحُسامِ العَذَل |
|
مَنيعُ الجَنابِ إِذا الدَهرُ صالَ | |
|
| سَريعُ الجَوابِ إِذا السَيفُ صَلّ |
|
مَديدُ الظِلالِ سَديدُ المَقالِ | |
|
| شَديدُ المِحالِ بَعيدُ المَحَلّ |
|
مَحَلٌّ يَقي بِالنَدى المَحلَ عَنهُ | |
|
| حَيا مُزنِهِ ما وَنى مُذ هَطَل |
|
فَما اِرتَحَلَ المَجدُ مُذ حَلَّهُ | |
|
| وَلا اِنفَصَلَ الحَمدُ مُنذُ اِتَّصَل |
|
وَلا جاوَزَ الذَمُّ فيهِ الثَنا | |
|
| وَلا ذَعَرَ الناسُ عَنهُ الأَمَل |
|
تَخَيَّرَ ذو العَرشِ لِلمُسلِمينَ | |
|
| غِياثاً كَفى الدينَ أَن يُبتَذَل |
|
يُحِلّونَهُ بِسَوادِ القُلو | |
|
| بِ ضَنّاً بِهِ عَن سَوادِ المُقَل |
|
رَعاهُم بِطَرفٍ كَثيرِ الرُنُوِّ | |
|
| وَقَلبٍ مِنَ اللَهِ جَمِّ الوَجَل |
|
فَمُذ باتَ يَحرُسُهُم لَم يَنَم | |
|
| وَمُذ ظَلَّ يَكلَؤُهُم ما غَفَل |
|
كَثيرُ الأَناةِ وَإِن لَم تَزَل | |
|
| عَطاياهُ مَخلوقَةً مِن عَجَل |
|
مَكارِمُ لَو لَم تُحَلَّل لَدَيكَ | |
|
| لَدامَت مَحارِمَ لا تُستَحَلّ |
|
وَلَمّا عَمَمتَ بِها السائِلي | |
|
| نَ عادَت تَطَلَّبُ مَن لَم يَسَل |
|
وَأَنزَرُها كَالأَتِيِّ اِستَمَدَّ | |
|
| وَأَيسَرُها كَالغُمامِ اِستَهَلّ |
|
أَتاكَ هَواها أَمامَ اللِبانِ | |
|
| لِذَلِكَ لَم تَبغِ عَنها حِوَل |
|
وَواصَلتَها وَصلَ ذي صَبوَةٍ | |
|
| عَزيزِ السُلُوِّ عَسيرِ المَلَل |
|
فَيا مَن مَراميهِ لا تُنتَحى | |
|
| وَيا مَن مَساعيهِ لا تُنتَحَل |
|
وَيا عَلَمَ المَجدِ قاضي القُضاةِ | |
|
| وَيا سَيِّدَ الوُزَراءِ الأَجَلّ |
|
لَأَنتَ عَلى طيبِ أَصلٍ نَما | |
|
| كَ مِن كُلِّ شاهِدِ عَدلٍ أَدَلّ |
|
وَما زِلتَ في طُرُقاتِ العَلاءِ | |
|
| تَدُلُّ عَلَيها وَما إِن تُدَلّ |
|
كَفاكَ الخِداعَ أَوانَ القِرا | |
|
| عِ عَزمٌ يَقُدُّ إِذا العَضبُ كَلّ |
|
عُرِفتَ بِهِ وَكَذاكَ الأَسو | |
|
| دُ بِالحَولِ تَفعَلُ لا بِالحِيَل |
|
سَطَوتَ عَلى الدَهرِ لَمّا اِعتَدى | |
|
| وَقَد كانَ ذا مَيَلٍ فَاِعتَدَل |
|
فَخَوفُكَ في صَدرِهِ ماثِلٌ | |
|
| وَأَمرُكَ في صَرفِهِ مُمتَثَل |
|
وَجَرَّدتَ رَأيَكَ قَبلَ السُيوفِ | |
|
| فَأَغنى مَواضِيَها أَن تُسَلّ |
|
وَأَعمَلتَهُ وَاِطَّرَحتَ الرِماحَ | |
|
| لِما في عَوامِلِها مِن خَطَل |
|
إِذا قَصُرَت دَرَجُ المُرتَقينَ | |
|
| فَإِنَّكَ ذو الدَرَجاتِ الطُوَل |
|
وَإِنَّ الإِمامَ مَعَدّاً رَآ | |
|
| كَ خَيرَ مُعَدٍّ لِأَمرٍ جَلَل |
|
فَقَلَّدَكَ الحُكمَ في مُلكِهِ | |
|
| كَما قُلِّدَ المَشرَفِيَّ البَطَل |
|
فَمَن ذا لِذَبِّكَ عَنهُ اِستَقَلَّ | |
|
| وَمَن ذا بِعِبئِكَ فيهِ اِستَقَلّ |
|
وَأَتحَفتَهُ بِحُسامِ الفُتوحِ | |
|
| فَعاضَكَ ما اِجتابَهُ مِن حُلَل |
|
فُتوحٌ أَتَت وَالقَنا لَم يَرِم | |
|
| مَراكِزَهُ وَالظُبى في الخِلَل |
|
أَنَختَ بِصَنهاجَةَ النائِباتِ | |
|
| فَفاتَ زَعيمَهُمُ ما أَمَل |
|
فَمِن عُصَبٍ عَصَبَتها الحُروبُ | |
|
| وَمِن ثُلَلٍ قَد مَحاها الثَلَل |
|
وَكانَ يُسَمّى مُعِزّاً فَمُذ | |
|
| تَحَدَّيتَهُ صار يُدعى مُذَلّ |
|
فَما يَأمُلَن فَرَجاً بِالبِعادِ | |
|
| طَريدُكَ مُستَضعَفٌ حَيثُ حَلّ |
|
وَلَو أَقلَعَ الخَوفُ عَنهُ اِهتَدى | |
|
| وَلَكِنَّهُ زادَ رُعباً فَضَلّ |
|
وَخَوفُ حُذَيفَةَ عَمّى عَلَي | |
|
| هِ بِالجَفرِ ما لَم يَغِب عَن حَمَل |
|
وَلَو أَمَّ بابَكَ مُستَعصِماً | |
|
| بِهِ صانَ مِن مُلكِهِ ما بَذَل |
|
مَمالِكُ أَسلَمَها رَبُّها | |
|
| وَفَرَّ فَظَلَّت كَشاءٍ هَمَل |
|
تَخَطَّفَها كُلُّ لَيثٍ أَزَبَّ | |
|
| وَدانَ بِها كُلُّ سِمعٍ أَزَلّ |
|
إِذا رامَ رَيَّ كُعوبِ القَنا | |
|
| ةِ لَم تَثنِهِ كاعِبٌ ذاتُ دَل |
|
أَعاريبُ مُذ صِرتَ رِدءاً لَها | |
|
| شَفَت مِن عِدى الحَقِّ كُلَّ الغُلَل |
|
وَلَمّا خَشيتَ عَلَيها الخِلافَ | |
|
| وَما اِختَلَفَ العِزُّ إِلّا اِنتَقَل |
|
أَبَيتَ لِأَعناقِها أَن تُغَلَّ | |
|
| وَصُنتَ غَنائِمَها أَن تُغَل |
|
وَأَرسَلتَ فيهِم أَميناً كَفاكَ | |
|
| فَقَسَّمَ بِالعَدلِ ذاكَ النَفَل |
|
وَجابَ إِلى أَن أَجابَ الصَريخَ | |
|
| مَهامِهَ مَن دَلَّ فيها أَضَلّ |
|
مَفاوِزَ لَو أَمَّها الشَنفَرى | |
|
| عَلى عِلمِهِ بِالسُرى ما وَأَل |
|
مَضى مُعلِناً بِشِعارِ الإِمامِ | |
|
| وَراياتِهِ في مَحَلٍّ مَحَل |
|
يُؤَيِّدُهُ حَدُّكَ المُتَّقى | |
|
| وَيَعضُدُهُ جَدُّكَ المُقتَبَل |
|
إِلى أَن أَناخَ إِلى القَيرُوا | |
|
| نِ مِن بُزلِهِ كُلَّ دامي الأَظَل |
|
فَقَضّى المَآرِبَ ما عاقَها | |
|
| شِماسٌ وَلا عاقَ عَنها فَشَل |
|
فَخَصَّ بِأَوفى العَطِيّاتِ مَن | |
|
| يُسَدِّدُ في غَزوِهِ وَالقَفَل |
|
فَمَن لَم يُدِلهُ الأَجَلُّ المَكي | |
|
| نُ مِن صَرفِ أَيّامِهِ لَم يُدَل |
|
فَناقَضَ أَملاكَ هَذا الزَمانِ | |
|
| بِما بَذَّ فيهِ المُلوكَ الأُوَل |
|
فَما اِستَعمَلوا الغَدرَ إِلّا وَفى | |
|
| وَلا أَعمَلوا الفِكرَ إِلّا اِرتَجَل |
|
وَلا بَرَّضوا النيلَ إِلّا أَفاضَ | |
|
| وَلا مَرَّضوا القَولَ إِلّا فَعَل |
|
إِذا أَمرَعوا فُقتَهُم في المُحولِ | |
|
| وَإِن أَسرَعوا فُتَّهُم بِالمَهَل |
|
فَهُم مَرَهٌ في عُيونِ العُلى | |
|
| وَإِنَّكَ وَاِبنَيكَ فيها كَحَل |
|
شَبيهُكَ في العَهدِ ما إِن يَحو | |
|
| لُ يَوماً وَفي العَقدِ ما إِن يُحَل |
|
سَحابَي نَوالٍ زَمانَ الجَدا | |
|
| وَسَهمي نِضالٍ أَوانَ الجَدَل |
|
فِداؤُهُما كُلُّ مُرخي الإِزا | |
|
| رِ جَلّى أَبوهُ وَلَمّا يُصَل |
|
إِذا عُدَّ فَخرُ الأُصولِ اِعتَزى | |
|
| وَإِن عُدَّ فَخرُ الفُروعِ اِعتَزَل |
|
أَتَرضى مَعاليكَ لي أَن أَعُدَّ | |
|
| بَعدَ النَباهَةِ فيمَن خَمَل |
|
لَئِن جَلَّ ما خَوَّلَتني لُهاكَ | |
|
| فَإِنَّ الكَرامَةَ عِندي أَجَلّ |
|
فَضاعِف بِها كَمَدَ الحاسِدينَ | |
|
| وَزِد في مَضاي تَزِدهُم وَهَل |
|
وَحُز مِدَحاً إِن سِواها اِنطَوى | |
|
| بَدَت غُرَراً في وُجوهِ الدُوَل |
|
ثَناءٌ يَحولُ بِأَقصى البِلادِ | |
|
| وَيُلفى مُقيماً إِذا ما رَحَل |
|
وَلا تُنكِرَنَّ جِماحَ المُنى | |
|
| فَأَنتَ مَدَدتَ لَها في الطِوَل |
|
وَلَم أَعدُ قَدرِيَ كَي لا يَكو | |
|
| نَ ذا أَمَلٍ طالَ حَتّى أَمَلّ |
|
مَضى الصَومُ مُحتَقِباً مِن تُقا | |
|
| كَ أَحسَنَ قَولٍ وَأَزكى عَمَل |
|
وَعاوَدَكَ العيدُ يُثني عَلَيكَ | |
|
| فَدُمتَ لَهُ زينَةً ما أَظَلّ |
|
وَقَد سَمِعَ اللَهُ فيكَ الدُعا | |
|
| ءَ مِمَّن دَعا مُخلِصاً وَاِبتَهَل |
|
وَلا حُرِمَت سُؤلَها أُمَّةٌ | |
|
| دَعَت لِلأَجَلِّ بِطولِ الأَجَل |
|
كَفى اللَهُ مَجدَكَ عَينَ الكَمالِ | |
|
| فَمَن نالَ أَوفى مَداهُ كَمَل |
|