ما نَرى لِلثَناءِ عَنكَ عُدولا | |
|
| لَم تَدَع لِلوَرى إِلَيهِ سَبيلا |
|
فَاِقتَصِر مُنعِماً عَلى جُمَلِ الحَم | |
|
| دِ فَإِنّا لا نُحسِنُ التَفصيلا |
|
بَهَرَتنا صِفاتُ مَجدِكَ حَتّى | |
|
| قَصَّرَ الواصِفونَ عَنها نُكولا |
|
قَد وَهَبتَ الغِنى بِغَيرِ سُؤالٍ | |
|
| فَأَعِرنا أَلبابَنا مَسؤولا |
|
مَعَ أَنَّ الأَفعالَ أَبدَعتَ فيها | |
|
| غَيرُ مُحتاجَةٍ إِلى أَن تَقولا |
|
وَضَحَت لِلوَرى مَعاليكَ حَتّى | |
|
| ما يَرومُ العِدى عَلَيها دَليلا |
|
كُلَّ يَومٍ نَرى وَنَسمَعُ عَنها | |
|
| فَعَلاتٍ بِها شُهوداً عُدولا |
|
لا يُخامِركَ في بَقائِكَ شَكٌّ | |
|
| حَسبُكَ العَدلُ بِالبَقاءِ كَفيلا |
|
فَاِستَدِمهُ مُناقِضاً كُلَّ مَلكٍ | |
|
| مَنَعَ الجَورُ عُمرَهُ أَن يَطولا |
|
شِدتَ ذِكراً عَلا السَماءَ وَآلى | |
|
| أَنَّهُ لا يَزولُ حَتّى تَزولا |
|
فَاِبقَ لِلدينِ ناصِراً وَلِأَهلي | |
|
| هِ غِياثاً وَلِلإِمامِ خَليلا |
|
كَفَّ لَمّا اِستُثيبَ كَفَّ الغَوادي | |
|
| وَكَفى المُمحِلاتِ لَمّا اِستُنيلا |
|
كُلَّما اِزدَدتَ عِزَّةً وَاِقتِداراً | |
|
| زِدتَ أَهلَ الذُنوبِ صَفحاً جَميلا |
|
وَإِذا ما فَرائِضُ المَجدِ عالَت | |
|
| حُزتَ مِنهُ فَريضَةً لَن تَعولا |
|
وَغَمَرتَ المُسيءَ جوداً فَقُلنا | |
|
| مُستَقيلاً أَتاهُ أَو مُستَنيلا |
|
سُنَّةٌ أَغرَبَ اِبتِداعُكَ فيها | |
|
| لَم تَكُن في طَريقِها مَدلولا |
|
وَلَئِن سُدتَ كُلَّ مَن سادَ في الدَه | |
|
| رِ فَبِالسُؤدُدِ الَّذي ما نيلا |
|
وَبِإِحكامِكَ النَوائِبَ قَسراً | |
|
| وَبِأَحكامِكَ الَّتي لَن تَميلا |
|
عَن إِباءٍ سَبَقتَ فيهِ المُجاري | |
|
| نَ وَعَدلٍ عَدِمتَ فيهِ العَديلا |
|
مَأثُراتٌ أَبَينَ أَن يَدخُلَ التَش | |
|
| بيهَ في وَصفِهِنَّ وَالتَمثيلا |
|
لَو أُتيحَت لِلأَوَّلينَ لَكانَت | |
|
| غُرَراً في صِفاتِهِم لا حُجولا |
|
نَسَخَت ذِكرَهُم كَما نَسَخَ الذِك | |
|
| رُ الحَكيمُ التَوراةَ وَالإِنجيلا |
|
فَاِعذِرِ الجائِرينَ عَنها ضَلالاً | |
|
| عُذرَكَ الحائِرينَ فيها عُقولا |
|
وَجَدَت عِندَكَ الإِمامَةُ رَأياً | |
|
| وارِياً زَندُهُ وَنَصراً مُديلا |
|
وَلَقَد رُقتَها بِعِلمٍ وَحِلمٍ | |
|
| يوجِبانِ التَعظيمَ وَالتَبجيلا |
|
فَأَحَلَّتكَ مِن هِضابِ المَعالي | |
|
| مَنزِلاً ما وَجَدتَ فيهِ نَزيلا |
|
كانَ صَرفُ الزَمانِ صَعباً وَلَكِن | |
|
| صارَ لَمّا حَكَمتَ فيهِ ذَلولا |
|
بِقَضايا نَفَذنَ لَمّا أَطَعتَ ال | |
|
| لَهَ فيهِنَّ وَاِتَّبَعتَ الرَسولا |
|
مُعمِلاً كُلَّ بُكرَةٍ وَأَصيلٍ | |
|
| عَزمَةً صَدقَةً وَرَأياً أَصيلا |
|
نَخوَةٌ إِن عَدَت أَذَلَّت عَزيزاً | |
|
| وَإِذا أَنجَدَت أَعَزَّت ذَليلا |
|
وَإِذا الرومُ لَم يَفوزوا بِأَن تَر | |
|
| ضى فَأَجدِر بِمُلكِهِم أَن يَزولا |
|
وَمَتى غودِروا بِغَيرِ أَمانٍ | |
|
| وَجَدوا أَمرَهُم وَبِيّاً وَبيلا |
|
خَدَعَتهُم مَعاقِلٌ مَنَعَتهُم | |
|
| مِثلَ ما تَمنَعُ الجِبالُ الوُعولا |
|
فَوقَ تِلكَ الذُرى صَواعِقُ مِن عَز | |
|
| مِكَ تُضحي بِها كَثيباً مَهيلا |
|
لَيسَ ريحٌ هُبوبُها يَقطَعُ النَس | |
|
| لَ كَريحٍ تَطغى فَتَذرو الفيلا |
|
فَاِنتَدِب لِلرُبدِ الَّتي تُنكِرُ التَه | |
|
| ليلَ أُسداً لا تَعرِفُ التَهليلا |
|
غَنِيَت عَن أَظافِرٍ بِسُيوفٍ | |
|
| وَقعُها يَسلُبُ النِساءَ البُعولا |
|
مِن نُصولٍ مُنذُ اِختَضَبنَ مِنَ الها | |
|
| مِ لَدى الرَوعِ ما شَكَونَ نُصولا |
|
كُلَّما شِمتَها لِسَفكِ الدَمِ المَم | |
|
| نوعِ أَضحى بِحَدِّها مَطلولا |
|
لا أَرى ما يُوَلِّدُ الضِغنَ عِزّاً | |
|
| إِنَّما العِزُّ ما يُميتُ الذُحولا |
|
وَلَعَمري لَقَد مَدَدتَ عَلى الإِس | |
|
| لامِ وَالمُسلِمينَ ظِلّاً ظَليلا |
|
ظَلتَ سِتراً عَلَيهِمُ مَسدولا | |
|
| وَحُساماً مِن دونِهِم مَسلولا |
|
فَهُمُ اليَومَ في جِوارِكَ قَد عا | |
|
| وَدَ طَرفُ الزَمانِ عَنهُم كَليلا |
|
فَرَأَوا خَطبَهُ الجَليلَ دَقيقاً | |
|
| بَعدَ رُؤياهُمُ الدَقيقَ جَليلا |
|
ما أَصاخوا إِلى وَعيدِ الأَعادي | |
|
| مُذ أَناخوا بِبابِكَ التَأميلا |
|
قَصُرَت عِندَ آمِليكَ اللَيالي | |
|
| وَأَرى لَيلَ حاسِديكَ طَويلا |
|
أَبِقَت مِنهُمُ العُقولُ وَأَبقَت | |
|
| سَقَماً ظاهِراً وَهَمّاً دَخيلا |
|
لا تَقَضّى عيدٌ وَلا عادَ إِلّا | |
|
| كُنتَ فيهِ مُهَنَّأً مَقبولا |
|
عِش لِمُلكٍ قَدَعتَ عَنهُ عِداهُ | |
|
| تارَةً قائِلاً وَطَوراً فَعولا |
|
بالِغاً في خَطيرِهِ وَأَخيهِ | |
|
| ذي المَعالي صَفِيِّهِ المَأمولا |
|
فَهُما الأَشرَفانِ قَدراً وَأَفعا | |
|
| لاً وَسِنخاً وَوالِداً وَقَبيلا |
|
وَصَبا لِلحُقوقِ جُنَّةَ عَدلٍ | |
|
| مَلَأَت حَدَّ كُلِّ باغٍ فُلولا |
|
مُذ تَأَسّى فينا بَعَدلِهِما الحُك | |
|
| كامُ لَم تُظلَمِ الأَنامُ فَتيلا |
|
أَوَلَيسا مِن أُسرَةٍ تُتقِنُ التَن | |
|
| زيلَ حِفظاً وَتَعلَمُ التَأويلا |
|
الكِرامِ الأَعراقِ طالوا فُروعاً | |
|
| بِالتُقى وَالنُهى وَطابوا أُصولا |
|
عُرِفوا بِالمَعروفِ وَالعُرفِ شُبّا | |
|
| ناً وَشيباً وَصِبيَةً وَكُهولا |
|
مُذ جَرَوا في إِزالَةِ الجَورِ وَالمُن | |
|
| كَرِ جَرّوا عَلى السِماكِ ذُيولا |
|
قَرَنوا الفَضلَ بِالتَفَضُّلِ عَفواً | |
|
| وَأَضافوا إِلى الجَمالِ الجَميلا |
|
حَيثُ لا تَنطَوي القُلوبُ عَلى الغِل | |
|
| لِ وَلا تَعرِفُ الأَكُفُّ الغُلولا |
|
وَلَأَنتُم فينا الشُموسُ أَقامَت | |
|
| حينَ غابَت تِلكَ النُجومُ أُفولا |
|
وَمَنِ اِشتاقَ أَهلَهُ فَاِشتِياقي | |
|
| لَيسَ يَعدو جَنابَكَ المَأهولا |
|
حَيثُ يَلقى المُنى مَقيلاً وَمَن يُث | |
|
| ني مَقالاً وَذو العِثارِ مُقيلا |
|
حَرَمٌ حَرَّمَ الرُقادَ عَلى عَي | |
|
| نَيَّ لَمّا حُرِمتُ فيهِ المُثولا |
|
جِئتُهُ لِلنَوالِ لَم يَعدُهُ ظَن | |
|
| ني فَأَجدى التَنويهَ وَالتَنويلا |
|
ما كَفاهُ إِزالَةُ الفَقرِ بِالثَر | |
|
| وَةِ عَنّي حَتّى أَزالَ الخُمولا |
|
لَم يَزَل في جَزيلِ جَدواهُ حَتّى | |
|
| فِضتُ مِن بَعضِهِ نَوالاً جَزيلا |
|
كَالغَمامِ الرُكامِ خَصَّ بِلاداً | |
|
| بِغُيوثٍ فَعَمَّ أُخرى سُيولا |
|
ثُمَّ أَنشَأتُ أَستَكِفُّ عَطايا | |
|
| كَ فَحاوَلتُ مَطلَباً مُستَحيلا |
|
عاذِلاً في النَدى وَلَم يُرَ قَبلي | |
|
| شاعِرٌ صارَ في السَماحِ عَذولا |
|
كُلَّ يَومٍ تَزيدُ أَرضِيَ مِن أُف | |
|
| قِكَ غَيثاً بِمِثلِهِ مَوصولا |
|
مَكرُماتٌ تَخِفُّ نَحوي مَعَ البُر | |
|
| دِ وَإِن كانَ حَملُهُنَّ ثَقيلا |
|
وَلَوَ اِنّي حَلَلتُ بِالصينِ وافا | |
|
| ني رَعيلٌ مِنهُنَّ يَتلو رَعيلا |
|
فَرُوَيداً فَقَد تَجاوَزَ حَظّي | |
|
| مِن لُهاكَ التَتميمَ وَالتَكميلا |
|
وَلَقَد عاقَ عَن لِقائِكَ خَطبٌ | |
|
| لَيتَهُ لا يَعوقُ عَن أَن أَقولا |
|
عارِضٌ صِرتُ فيهِ كَالصَعدَةِ السَم | |
|
| راءِ لَوناً وَدِقَّةً وَذُبولا |
|
فَلتُبَلَّغ مِصرٌ عَلى كُلِّ حالٍ | |
|
| أَنَّني عَن وِدادِها لَن أَحولا |
|
إِن أَعَلَّت جِسماً صَحيحاً فَأَوهَت | |
|
| هُ فَقَد صَحَّحَت رَجاءً عَليلا |
|
وَعَدِمتُ الحَياةَ إِن كُنتُ أَرضى | |
|
| بِحَياتي مِن أَن أَراكَ بَديلا |
|
وَسَأُدمي أَخفافَها كُنتُ مَعذو | |
|
| راً عَلى ما أَتَيتُ أَو مَعذولا |
|
راسِماتٍ لِلرامِساتِ يُناسِب | |
|
| نَ وَيُنكِرنَ شَدقَماً وَجَديلا |
|
مِن قِلاصٍ تَرى البَعيدَ قَريباً | |
|
| حينَ تَنحوكَ وَالحُزونَ سُهولا |
|
مَن يَعُدُّ الإيجازَ فَضلاً فَإِنّي | |
|
| في مَديحيكَ أَعشَقُ التَطويلا |
|