ما كانَ قَبلَكَ في الزَمانِ الخالي | |
|
| مَن يَسبِقُ الأَقوالَ بِالأَفعالِ |
|
حَتّى أَتَيتَ مِنِ اِرتِياحِكَ ما كَفى | |
|
| ذُلَّ السُؤالِ وَخَيبَةَ الآمالِ |
|
لَم يَكفِكَ الشَرَفُ الَّذي وُرِّثتَهُ | |
|
| حَتّى شَفَعتَ مَعالِياً بِمَعالي |
|
وَنَسَختَ سيرَةَ آلِ بَرمَكَ مُنعِماً | |
|
| في الشَدِّ ما عَفّى عَلى الإِرقالِ |
|
أَعطَوا مِنَ الإِكثارِ وَالدُنيا لَهُم | |
|
| دونَ الَّذي تُعطي مِنَ الإِقلالِ |
|
وَعَلَوا بِأَن جَعَلوا السُؤالَ وَسيلَةً | |
|
| وَنَداكَ مُنهَمِرٌ بِغَيرِ سُؤالِ |
|
وَبَواجِبٍ أَن أَعدَمَتكَ مِنَ الوَرى | |
|
| مَثَلاً عُلىً بُنِيَت بِغَيرِ مِثالِ |
|
حامَيتَ عَنها بِالنَزاهَةِ وَالنَدى | |
|
| وَحَمَيتَها بِالفَضلِ وَالإِفضالِ |
|
وَمَهَرتَها بَأساً وَجوداً كَذَّبا | |
|
| فيها مُنى الجُبَناءِ وَالبُخّالِ |
|
حاوَلتَها قِدماً وَكُلٌّ عاشِقٌ | |
|
| وَبَلَغتَ غايَتَها وَكُلٌّ سالِ |
|
طُرُقاتُها إِلّا لَدَيكَ بَعيدَةٌ | |
|
| وَمُهورُها إِلّا عَلَيكَ غَوالِ |
|
نَظَروا إِلَيها مِن حَضيضٍ هابِطٍ | |
|
| وَأَتَيتَها مِن مَرقَبٍ مُتَعالِ |
|
وَحَرَستَ بِالإِنجازِ وَالإيجازِ ما | |
|
| راموهُ بِالإِمهالِ وَالإِهمالِ |
|
وَلَوَ اِنَّهُم جُدّوا وَجَدّوا فاتَهُم | |
|
| جَدٌّ عُرِفتَ بِهِ وَجِدٌّ عالِ |
|
وَمَتى يُحاوِلُ أَهلُ عَصرِكَ ذا المَدى | |
|
| أَينَ الثِمادُ مِنَ الحَيا الهَطّالِ |
|
أَجزَلتَ أَثمانَ المَديحِ وَزِدتَهُ | |
|
| لَمّا بَغَوا حَمداً بِغَيرِ نَوالِ |
|
فَإِذا لَبِستَ مِنَ الثَناءِ مَلابِساً | |
|
| جُدُداً رَضوا بِمَلابِسٍ أَسمالِ |
|
وَإِذا هُمُ لَم يَبلُغوا شَأوَ العُلى | |
|
| عَدَلوا إِلى الأَعمامِ وَالأَخوالِ |
|
هُم ضَيَّعوها ثُمَّ راموا حِفظَها | |
|
| مِن أَعظُمٍ تَحتَ التُرابِ بَوالِ |
|
خَصَّ الإِلَهُ مُحَمَّداً مِن بَينِكُم | |
|
| لا زالَ مَحروساً بِأَكرَمِ آلِ |
|
وَبَراكُمُ مِن طينَةٍ مِسكِيَّةٍ | |
|
| لَمّا بَرى ذا الخَلقَ مِن صَلصالِ |
|
وَأَبو الرَسولِ فَجَدُّكُم أَولى بِهِ | |
|
| مِن دونِ إِخوَتِهِ بِلا إِشكالِ |
|
أَنّى يَكونُ شَريكُهُ في عَمِّهِ | |
|
| كَشَريكِهِ في عَمِّهِ وَالخالِ |
|
نَسَبٌ بَنو العَلّاتِ عَنهُ بِمَعزِلٍ | |
|
| وَبِذاكَ تَقضي سورَةُ الأَنفالِ |
|
شَمَخَت بِفَخرِ الدَولَةِ الهِمَمُ الَّتي | |
|
| حازَت مَدى الإِعظامِ وَالإِجلالِ |
|
رَحبُ الجَنابِ تَضَمَّنَت آلاؤُهُ | |
|
| فَوزَ العُفاةِ وَخَيبَةَ العُذّالِ |
|
فَإِذا تُمَلُّ المَكرُماتُ فَعِندَهُ | |
|
| لَغَرائِبُ الإِحسانِ وَالإِجمالِ |
|
وَصلٌ بِغَيرِ قَطيعَةٍ وَرِضىً بِغَي | |
|
| رِ تَسَخُّطٍ وَهَوىً بِغَيرِ مَلالِ |
|
يَبدو فِرِندُ السَيفِ بَعدَ صِقالِهِ | |
|
| وَفِرِندُهُ بادٍ بِغَيرِ صِقالِ |
|
وَحَياً لِصَيِّبِهِ بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ | |
|
| أَثَرٌ يَعيشُ بِهِ الهَشيمُ البالي |
|
لا تَأمَنُ الأَموالُ بَطشَ هِباتِهِ | |
|
| هَل يَأمَنُ المَصروفُ بَطشَ الوالي |
|
كَم أَرضَعَت أَمَلاً شَكا إِجرارَهُ | |
|
| دَرَّ النَوالِ وَلَم يُرَع بِفِصالِ |
|
وَمُريدُها مِن غَيرِهِ كَمُطالِبٍ | |
|
| عَيرَ الفَلاةِ بِصَولَةِ الريبالِ |
|
لَكِنَّ خَيرَ الناسِ بَعدَ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَأَشَدَّهُم بَأساً بِكُلِّ نِزالِ |
|
بِكَ لا اِنطَوَت عَنّا ظِلالَكَ أُنجِزَت | |
|
| عِدَةُ اللَيالي بَعدَ طولِ مِطالِ |
|
وَبِقُربِكَ اِنقَشَعَت غَمائِمُ لَم يَزَل | |
|
| ماءُ الحَياةِ بِهِنَّ غَيرَ زُلالِ |
|
فَالدَهرُ مِن تِلكَ المَساوي عاطِلٌ | |
|
| مُذ ذُدتَهُ وَبِذي المَحاسِنِ حالي |
|
كَم غَرَّتِ الآمالُ مِن تَكذيبِها | |
|
| فَأَعَرتَها في سائِماتِ المالِ |
|
وَسَبَقتَ قَولَكَ بِالفَعالِ وَلَم تَدَع | |
|
| شَرَفاً لِقَوّالٍ وَلا فَعّالِ |
|
وَلَكَ العَزائِمُ لا يَقومُ مَقامَها | |
|
| ما في البَسيطَةِ مِن ظُبىً وَعَوالي |
|
وَمَنائِحٌ كَسَبَت مَدائِحَ هَدَّمَت | |
|
| ما شادَتِ الأَقوالِ لِلأَقيالِ |
|
فَاِفخَر فَإِنَّكَ غُرَّةٌ في أُسرَةٍ | |
|
| ذَهَبوا بِكُلِّ نَباهَةٍ وَجَلالِ |
|
تَتَزَلزَلُ الدُنيا إِذا غَضِبوا فَإِن | |
|
| بَلَغوا الرِضى أَمِنَت مِنَ الزِلزالِ |
|
نُزُلٌ عَلى حُكمِ الرَجاءِ وَأَهلِهِ | |
|
| حَتّى إِذا دَعَتِ الكُماةُ نَزالِ |
|
سَبَقوا السُروجَ مُسارِعينَ إِلى قَرى | |
|
| ذَيّالَةٍ جَرداءَ أَو ذَيّالِ |
|
حَتّى إِذا طارَت بِهِم مُقوَّرَةً | |
|
| شَرُفَ الوَجيهُ بِها وَذو العُقّالِ |
|
خَلَعوا عَلى الإِصباحِ أَردِيَةَ الدُجى | |
|
| وَتَغَشمَروا الأَهوالَ بِالأَهوالِ |
|
وَإِذا اِمتَطَوها في نِزالٍ خِلتَهُم | |
|
| آسادَ غابٍ في ظُهورِ رِئالِ |
|
ما أَورَدوها قَطُّ إِلّا أُصدِرَت | |
|
| جَرحى الصُدورِ سَليمَةَ الأَكفالِ |
|
أُسدٌ إِذا صالوا صُقورٌ إِن عَلَوا | |
|
| وَلَرُبَّما كَمَنوا كُمونَ صِلالِ |
|
لُدٌّ إِذا شوسُ الكُماةِ تَجالَدوا | |
|
| وَتَجادَلوا بِالضَربِ أَيَّ جِدالِ |
|
لا عِزَّ إِلّا كَسبُ أَبيَضَ صارِمٍ | |
|
| ماضي الشَبا أَو أَسمَرٍ عَسّالِ |
|
لا ما يُسَوِّلُهُ وَيُبعِدُ نَيلَهُ | |
|
| حِرصُ الحَريصِ وَحيلَةُ المُحتالِ |
|
قَد سَدَّدَت عَزَماتُهُم أَرماحَهُم | |
|
| حَتّى عَرَفنَ مَقاتِلَ الأَقيالِ |
|
وَإِذا اِنجَلَت عَنهُم دَياجيرُ الوَغى | |
|
| عَدَلوا بِقَتلِهِمُ إِلى الأَموالِ |
|
فَلَهُم بِكُلِّ مَفازَةٍ مَرّوا بِها | |
|
| آثارُ صَوبِ المُزنِ في الإِمحالِ |
|
عَمري لَقَد فاتوا الأَنامَ وَفُتَّهُم | |
|
| في كُلِّ يَومِ نَدىً وَيَومِ نِضالِ |
|
بِطَرائِقٍ أَبطَلتَ مُذ أَوضَحتَها | |
|
| لِلسالِكينَ مَعاذِرَ الضُلّالِ |
|
أَلّا اِهتَدَوا بِكَ في المَكارِمِ مِثلَما | |
|
| هُدِيَ الوَرى بِأَبيكَ بَعدَ ضَلالِ |
|
ثَقُلَت وَإِن خَفَّت عَلَيكَ فَأَصبَحَت | |
|
| في الخافِقَينِ عَزيزَةَ الحُمّالِ |
|
أَمّا الصِيامُ فَقَد أَظَلَّكَ شَهرُهُ | |
|
| مُستَعصِماً بِذَراكَ غَيرَ مُذالِ |
|
كَم زارَ غَيرَكَ وَهوَ مُغضٍ سادِمٌ | |
|
| وَأَتاكَ يَمشي مِشيَةَ المُختالِ |
|
وَقَّرتَهُ لَمّا أَتى وَإِذا مَضى | |
|
| أَوقَرتَهُ مِن صالِحِ الأَعمالِ |
|
فَبَقيتَ مَحروسَ الفِناءِ مُهَنَّأً | |
|
| في سائِرِ الأَعوامِ وَالأَحوالِ |
|
ما دامَ شَعبانٌ يَجيءُ أَمامَهُ | |
|
| أَبَداً وَما أَفضى إِلى شَوّالِ |
|
لا أَرتَجي خَلقاً سِواكَ لِأَنَّني | |
|
| مَن لا يَبيعُ حَقيقَةً بِمُحالِ |
|
لا دَرَّ دَرُّ مَطامِعي إِن نَكَّبَت | |
|
| بَحراً وَأَفضَت بي إِلى أَوشالِ |
|
فَمَتى أَمُدُّ يَدي إِلى طَلَبٍ وَقَد | |
|
| أَثرَيتُ مِن جاهٍ لَدَيكَ وَمالِ |
|
صَدَّقتَ ظَنّي فيكَ ثُمَّتَ زِدتَني | |
|
| ما لَيسَ يَخطُرُ لِلرَجاءِ بِبالِ |
|
وَسَنَنتَ لي طُرُقَ الثَناءِ بِأَنعُمٍ | |
|
| واصَلنَ بِالغَدَواتِ وَالآصالِ |
|
فَإِذا المَعالي أَعجَزَت رُوّادَها | |
|
| مِن بَعدِ طولِ تَطَلُّبٍ وَكَلالِ |
|
ذَلَّلتَ جامِحَها بِغَيرِ شَكيمَةٍ | |
|
| وَحَبَستَ شارِدَها بِغَيرِ عِقالِ |
|
إِلّا بِإِهدائي المَديحَ لِحَضرَةٍ | |
|
| أَعدَت غَرائِبُ مَجدِها أَقوالي |
|
فَجَليلُها مُتَعالَمٌ وَدَقيقُها | |
|
| قَد أَلحَقَ العُلَماءَ بِالجُهّالِ |
|
جادَت سَماؤُكَ لي وَما اِستَسقَيتُها | |
|
| بِالغَيثِ إِلّا أَنَّهُ مُتَوالِ |
|
وَسَرَحتُ طَرفي في خِضَمٍّ ماؤُهُ | |
|
| عَذبٌ وَكانَ مُوَكَّلاً بِالآلِ |
|
وَأَفَدتَني أَنَّ الإِقامَةَ لِلفَتى | |
|
| ذُلٌّ وَأَنَّ العِزَّ في التَرحالِ |
|
مِن بَعدِ أَن كَلَّت وَذَلَّت إِذعَرا | |
|
| بَعضُ الخُطوبِ صَوارِمي وَرِجالي |
|
وَلَقَد تَخَيَّرتُ المَواهِبَ مُغرِباً | |
|
| عَن وَصلِ ذي مِقَةٍ وَهِجرَةِ قالِ |
|
فَبَغَيتُ مِنها ما يُعَدُّ قَلائِداً | |
|
| وَصَدَفتُ عَمّا عُدَّ في الأَغلالِ |
|
أَوضَحتَ لي نَهجَ القَريضِ بِنائِلٍ | |
|
| رَخُصَت بِهِ فَقرُ الكَلامِ الغالي |
|
فَهَمى عَلَيكَ وَكَم بَغاهُ مَعشَرٌ | |
|
| لَم يَظفَروا مِن بَحرِهِ بِبِلالِ |
|
أَغنَيتَني عَنهُم كَما أَغنى القَنا | |
|
| عِندَ الكَريهَةِ عَن عِصِيِّ الضالِ |
|
وَلَطالَما وَصَلَت يَدَيَّ صِلاتُهُم | |
|
| فَأَبَت يَميني قَبضَها وَشِمالي |
|
وَأَرى القَوافِيَ إِن أَتَت بِبَدائِعٍ | |
|
| فَالحَمدُ في إِبداعِها لَكَ لالي |
|
لا لَومَ يَلزَمُها إِذا قَصَرَت خُطىً | |
|
| مِن فَرطِ ما حَمَلَت مِنَ الأَثقالِ |
|
أَوقَرتَها مِنَناً فَأَوسِع رَبَّها | |
|
| عُذراً إِذا جاءَتكَ غَيرَ عِجالِ |
|
حَرَّمتُها زَمَناً فَمُنذُ خَطَبتَها | |
|
| حَلَّلتُها وَالسِحرُ غَيرُ حَلالِ |
|
وَكَأَنَّ مُهدَيها غَداةَ أَتى بِها | |
|
| مَزَجَ الشَمولَ بِبارِدٍ سَلسالِ |
|
مِن كُلِّ ثاوِيَةٍ لَدَيكَ مُقيمَةٍ | |
|
| جَوّالَةٍ في الأَرضِ كُلَّ مَجالِ |
|
وَكَثيرَةِ الأَمثالِ إِلّا أَنَّها | |
|
| في ذا الزَمانِ قَليلَةُ الأَمثالِ |
|
لَم تُحشَ حوشِيَّ الكَلامِ فَقَد أَتَت | |
|
| مَعدومَةَ الأَشكالِ وَالإِشكالِ |
|
وَتَتيهُ إِدلالاً وَلَيسَ بِمُنكَرٍ | |
|
| أَن توصَفَ الحَسناءُ بِالإِدلالِ |
|
وَإِذا أَتى غَيري بِحَولِيّاتِهِ | |
|
| أَربَت عَلَيها وَهيَ بِنتُ لَيالِ |
|
وَمِنَ الأَنامِ مُبَرِّزٌ وَمُبَهرَجٌ | |
|
| وَمِنَ الكَلامِ جَنادِلٌ وَلَآلي |
|