أَما وَمَناقِبٍ عَزَّت مَراما | |
|
| وَمَجدٍ شامِخٍ أَعيا الأَناما |
|
لَقَد هَمَّت نُفوسٌ بِالمَعالي | |
|
| فَمُنذُ هَمَمتَ لَم تَترُك هُماما |
|
وَكُلٌّ ضارِبٌ فيها بِسَهمٍ | |
|
| وَلَكِن فازَ مَن جَمَعَ السِهاما |
|
خُصِصتَ بِرُتبَةٍ عَلَتِ الثُرَيّا | |
|
| وَخَلَّت لِلمُحاوِلِها الرَغاما |
|
عَلَت وَغَلَت عَلى مُتَطَلِّبيها | |
|
| لِتَأمَنَ أَن تُسامى أَو تُساما |
|
فَما أَبدَت لِمُستامٍ خِداما | |
|
| وَلا فَضَّ الزَمانُ لَها خِتاما |
|
وَكَيفَ يَرومُ شَأوَكَ رَبُّ عَزمٍ | |
|
| إِذا ما باشَرَ الهَيجاءَ خاما |
|
يَرى طَلَبَ المَعاشِ أَجَلَّ غُنمٍ | |
|
| فَقَد أَفنى الحَياةَ بِهِ اِهتِماما |
|
وَرائِدُ بِرِّهِ يُعصى وَيُقصى | |
|
| وَوارِدُ بَحرِهِ يَشكو الأُواما |
|
وَيَرضى مَنسِمَ العَلياءِ تاجاً | |
|
| إِذا لَم تَرضَ أَخمَصُكَ السَناما |
|
أَرى المُلكَ العَقيمَ حَمى حِماهُ | |
|
| بِأَروَعَ يَحسِمُ الداءَ العُقاما |
|
ثَنى الأَزَماتِ بِالعَزَماتِ عَنّا | |
|
| وَكَفَّ بِحَدِّها الكُرَبَ العِظاما |
|
فَلا زالَت لِجاحِمِها خُموداً | |
|
| وَلا بَرِحَت لِجامِحِها لِجاما |
|
مَنيعٌ جارُهُ إِن حَلَّ أَرضاً | |
|
| جَلا الإِظلامَ عَنها وَالظَلاما |
|
فَقَد وَدَّ المُلوكُ عَلى التَنائي | |
|
| لَوِ اِسطاعوا لِراحَتِهِ التِثاما |
|
سَخَوا لَمّا اِنتَشَوا وَهَمى نَداهُ | |
|
| وَما عَرَفَ النِدامَ وَلا المُداما |
|
يَعُمُّ بِهِ الأَدانِيَ وَالأَقاصي | |
|
| إِذا لَم يَعدُ رِفدُهُمُ النَداما |
|
وَإِن قَرَنوا بِبُخلِهِمُ عُبوساً | |
|
| قَرَنتَ بِجودِكَ السَجمِ اِبتِساما |
|
يَمينٌ بَرَّحَت بِالمالِ حَتّى | |
|
| حَسِبنا وَفرَكَ اِقتَرَفَ اِجتِراما |
|
وَتَأبى أَن يُجاوِرَها فُواقاً | |
|
| لِعِلمِكَ أَنَّ جارَكَ لَن يُضاما |
|
وَكانَ الدينُ مُعتَصِماً وَلَكِن | |
|
| بِنَصرِكَ زادَهُ اللَهُ اِعتِصاما |
|
عَزائِمُ أَخفَرَت ذِمَمَ الأَعادي | |
|
| وَلَم يَخفِر لَها أَحَدٌ ذِماما |
|
وَكَم مِن غارَةٍ أَرسَلتَ فيها | |
|
| إِلى طُرَدائِكَ المَوتَ الزُؤاما |
|
بِبيضٍ ما شَحَذتَ لَها غِراراً | |
|
| وَخَيلٍ ما شَدَدتَ لَها حِزاما |
|
وَكَم أَغنى وَعيدُكَ في عَدُوٍّ | |
|
| غَناءً يُعجِزُ الجَيشَ اللُهاما |
|
تَوَلَّجَ في مَسامِعِهِم كَلاماً | |
|
| وَصارَ إِلى قُلوبِهِمُ كِلاما |
|
لَغُرّوا بِالسَكينَةِ مِنكَ جَهلاً | |
|
| وَرُبَّ سَكينَةٍ جَرَّت عُراما |
|
نَسَختَ تَليدَ عِزَّهِمُ بِذُلٍّ | |
|
| أَوانَ مَسَختَ أُسدَهُمُ نَعاما |
|
فَظَنَّ القَومُ مَحياهُم مَماتاً | |
|
| وَنَحنُ نَظُنُّ يَقظَتَنا مَناما |
|
وَقَد مَرَنَت عَلى قَذعٍ وَجَدعٍ | |
|
| مَوارِنُ قَطُّ ما عَرَفَت خِطاما |
|
وَنادَيتَ المَمالِكَ فَاِستَجابَت | |
|
| لِطاعَتِكَ اِعتِياماً وَاِغتِناما |
|
تَيَقَّنُ أَنَّ أَخذَكَها صَلاحٌ | |
|
| كَفاها أَن تُحيطَ بِها اِصطِلاما |
|
فَأَلحِق شَرقَها بِالغَربِ قَسراً | |
|
| كَحَوزِكَ قِبلَةً مِنها وَشاما |
|
غِياثَ المُسلِمينَ كَفَفتَ عَنهُم | |
|
| عَظائِمَ تَسلُبُ اللَحمَ العِظاما |
|
يَهونُ عَلَيكَ إِحياءُ اللَيالي | |
|
| وإِن طالَت إِذا باتوا نِياما |
|
سَهِرتَ لِكَي تُنيمَهُمُ وَقِدماً | |
|
| تَوَلّى الأَمرَ مَن سَهِروا وَناما |
|
وَما سَلَّ الكَهامَ عَلى عِداهُ | |
|
| غَداةَ الرَوعِ مَن وَجَدَ الحُساما |
|
لَقَد وَطَّدتَ بِالآراءِ أَمراً | |
|
| لِغَيرِكَ ما اِستَقادَ وَلا اِستَقاما |
|
عُقودٌ بِالتُقى وَالعَدلِ شُدَّت | |
|
| أَطَعتَ اللَهَ فيها وَالإِماما |
|
فَما يَخشى الوَلِيُّ لَها اِنفِصالاً | |
|
| وَلا يَرجو العَدُوُّ لَها اِنفِصاما |
|
دَعَت لَكَ بِالبَقاءِ وَقَد أُجيبَت | |
|
| حَزائِقُ أَمَّتِ البَيتَ الحَراما |
|
بِجَمعٍ تَلبَسُ الخَضراءُ مِنهُ | |
|
| تَرَحَّلَ أَو ثَوى غَيماً رُكاما |
|
إِذا ما حَلَّ ظَلَّلَها دُخاناً | |
|
| وَإِن هُوَ سارَ طَبَّقَها قَتاما |
|
وَيَمنَعُ مَن تَحَدّاهُ حُدوداً | |
|
| بِعِزِّ المَشرَفِيَّةِ أَن تُقاما |
|
حَمَيتَهُمُ مِنَ النَكَباتِ طُرّاً | |
|
| وَمِثلُكَ عَن وُفودِ اللَهِ حاما |
|
يُقِرُّ بِذاكَ مَن صَلّى وَضَحّى | |
|
| وَيَشهَدُ كُلُّ مَن شَهِدَ المَقاما |
|
مَواقِفُ يَسأَلونَ اللَهَ فيها | |
|
| لِدَولَتِكَ الحِراسَةَ وَالدَواما |
|
لَقَد حَلِيَت بِسُؤدُدِكَ المَساعي | |
|
| فَلا حَلَّ الزَمانُ لَها نِظاما |
|
حَيِيتَ حَياتَهُ الطولى تَقَضّى | |
|
| كَذا أَعوامُهُ عاماً فَعاما |
|
مُوَقّىً في الخَطيرِ وَذي المَعالي | |
|
| نَوائِبَ ما تَرَكتَ لَها اِحتِكاما |
|
قَرينا سُؤدُدٍ بَلَغا مَداهُ | |
|
| وَجاراهُ وَما بَلَغا الفِطاما |
|
لَقَد نَهَضا بِعِبئِكَ فَاِستَقَلّا | |
|
| وَقَد عَرَفا سَبيلَكَ فَاِستَقاما |
|
وَعَمّا الأَرضَ إِحساناً وَعَدلاً | |
|
| فَدُمتَ لِأَهلِها أَبَداً وَداما |
|
إِذا الشُعَراءُ بِالتَشبيبِ فاهوا | |
|
| فَلَستُ بِغَيرِ مَدحِكَ مُستَهاما |
|
وَما ذِكري هَوىً لَم أَجنِ مِنهُ | |
|
| وَإِن أَحبَبتُهُ إِلّا غَراما |
|
نَسَبتُ بِصَبوَةٍ لا لَومَ فيها | |
|
| تُذَكِّرُ صَبوَةً جَلَبَت مَلاما |
|
نَمَت حالي وَعَزَّ صَلاحُ جِسمي | |
|
| بِأَرضٍ لا أُطيقُ بِها مُقاما |
|
وَلَولا ما نَهى القُرآنُ عَنهُ | |
|
| إِذا لَاِختَرتُ قُربَكَ وَالسَقاما |
|
سَأُكرِهُ في رَحيلي عَنكَ عَزماً | |
|
| إِلَيكَ سَرى يُجاذِبُني الزِماما |
|
فَزارَكَ مِن بَديعِ الشِعرِ زَورٌ | |
|
| عَدِمتُ الزَورَ فيهِ وَالأَثاما |
|
مُقيمٌ في جَنابِكَ لَم يَرِمهُ | |
|
| وَإِن غَدَتِ البِلادُ بِهِ تَراما |
|
عَلا قِمَمِ النَعائِمِ مُستَطيلاً | |
|
| وَسارَ وَمِن قَلائِصِهِ النُعاما |
|
قَوافٍ في الفَيافي آنَسَتنا | |
|
| وَأَنسَتنا بِذِكراكَ الكِراما |
|
وَلا عَجَبٌ إِذا شُغِلَت أُنوفٌ | |
|
| بِعَرفِ المِسكِ عَن نَشرِ الخُزاما |
|
وَأَفخَرُ ما تَسَربَلَهُ كَريمٌ | |
|
| ثَناءٌ سارَ عَن مَجدٍ أَقاما |
|
وَما نَقَصَت عَطاياكَ اللَواتي | |
|
| عَلَت أَمَلي فَأَسأَلَكَ التَماما |
|
وَلَكِن عَنَّ لي غَرَضٌ فَطَرِّز | |
|
| بِتَبليغيهِ أَنعُمَكَ الجِساما |
|
أَماتَ الحاسِديكَ اللَهُ غَيظاً | |
|
| وإِن كانَت حَياتُهُمُ حِماما |
|
فَلَولا جَهلُهُم بَرَدَت قُلوبٌ | |
|
| تَحَقَّقُ أَنَّ مَجدَكَ لَن يُراما |
|
قُلوبٌ فاضَ سَيلُ اليَأسِ فيها | |
|
| وَتَأبى نارُها إِلّا اِضطِراما |
|
فَلا نَقَعَ الغَمامُ غَليلَ صادٍ | |
|
| رَأى جَدواكَ وَاِنتَجَعَ الغَماما |
|