أَما وَبَديعِ ما تَأتي يَمينا | |
|
| تَحَرَّجَ رَبُّها مِن أَن يَمينا |
|
لَقَد أوتيتَ يا شَرَفَ المَعالي | |
|
| عِنانَ المَجدِ دونَ العالَمينا |
|
وَلَم تَرضَ اِبتِداعَ سِواكَ عَوناً | |
|
| فَلَستَ بِآخِذِ الحَسَناتِ عونا |
|
فَعاوَدَ شَكُّنا فيما سَمِعنا | |
|
| بِما تُبديهِ مِن حَسَنٍ يَقينا |
|
وَكُنّا ذاهِلينَ إِذا سَمِعنا | |
|
| بِأَبناءِ المُلوكِ الأَوَّلينا |
|
وَجِئتَ فَصارَ أَعظَمُ ما رَوَينا | |
|
| هَباءً عِندَ أَيسَرِ ما تُرينا |
|
مَساعٍ طُلتَهُم جِدّاً وَمَجداً | |
|
| بِها وَفَضَلتَهُم دُنيا وَدينا |
|
إِذا قالَ الوَرى بَلَغَت مَداها | |
|
| عَلَت شَرَفاً بِرَغمِ الحاسِدينا |
|
فَمُدَّةُ عَصرِكَ الماضي حَميداً | |
|
| تُرى ساعاً وَإِن كانَت سِنينا |
|
وَآنِفُهُ بِعَدلِكَ سَوفَ تَبقى | |
|
| عَلى مَرِّ اللَيالي ما بَقينا |
|
فَيا مَلِكَ المُلوكِ وَلا أُحاشي | |
|
| وَمَن ذا يَدفَعُ الحَقَّ المُبينا |
|
وَيا غَيثاً يَعُمُّ العامَ سَيباً | |
|
| وَصَوبُ الغادِياتِ يَخُصُّ حينا |
|
وَيا لَيثاً حَمى الآفاقَ طُرّاً | |
|
| وَمَنعُ اللَيثِ لا يُخطي العَرينا |
|
لَيالينا بِظِلِّ عُلاكَ بيضٌ | |
|
| وَكانَت قَبلَكَ الأَيّامُ جونا |
|
أَضَفتَ إِلى الغِنى أَمناً وَعَدلاً | |
|
| لَقَد جاوَزتَ حَدَّ المُنعِمينا |
|
فَطَوراً تَصرِفُ اللَأواءَ عَنّا | |
|
| وَطَوراً تُجزِلُ الآلاءَ فينا |
|
فَأَينَ قِراعُ عَمروٍ مِن قِراعٍ | |
|
| حَمَيتَ بِهِ تُراثَ المُسلِمينا |
|
وَأَينَ فَتى إِيادٍ مِن أَيادٍ | |
|
| بِها تَستَعبِدُ المُستَعبِدينا |
|
وَهَل تَعصي مُلوكُ الأَرضِ مَلكاً | |
|
| بِسُلطانٍ سَمائِيٍّ أُعينا |
|
إِذا طَلَبوا عَظيماً فَاِستَعانوا | |
|
| فَلَستَ بِغَيرِ عَزمِكَ مُستَعينا |
|
وَبيضٍ مِن سُيوفِ الهِندِ سُلَّت | |
|
| فَأَلوى جَهلُها بِالجاهِلينا |
|
وَعاوَدَتِ الجُفونَ وَقَد تَقَضَّت | |
|
| هَناتٌ تَمنَعُ النَومَ الجُفونا |
|
أَحَلتَ مَذَلَّةَ الإِسلامِ عِزّاً | |
|
| بِها وَقَساوَةَ الأَيّامِ لينا |
|
وَسُمرٍ عُوِّدَت في كُلِّ حَربٍ | |
|
| تَحَكَّمُ في نُفوسِ الدارِعينا |
|
تَحيدُ إِلى المَقاتِلِ عَن سِواها | |
|
| فَهَل خَلَقَ القُيونُ لَها عُيونا |
|
وَتُردي مَن يُقابِلُها وَتَأبى | |
|
| جَباناً لا يُقَبِّلُها الجَبينا |
|
وَخَيلٍ كُلَّما حاوَلتَ أَمراً | |
|
| سَبَقنَ إِلى مَآرِبِكَ الظُنونا |
|
إِذا عَلَتِ الهِضابَ فَلَستَ تَدري | |
|
| أَصَخراً دُسنَ أَم طيناً وَطينا |
|
تُغيرُ عَلى العِدى مِن كُلِّ أَوبٍ | |
|
| مَخافَتُها وإِن كانَت صُفونا |
|
وَمَن أَضحى بِمُلكِكَ مُستَجيراً | |
|
| فَما يُلفى لِخَطبٍ مُستَكينا |
|
أَخَفتَ الآمِنينَ سُطىً فَلَمّا | |
|
| عَفَوتَ غَدَوتَ أَمنَ الخائِفينا |
|
نُصِرتَ مِنَ السَماءِ وَكانَ حَقّاً | |
|
| عَلى الرَحمَنِ نَصرُ المُؤمِنينا |
|
وَشِدتَ لِهاشِمٍ بِالسَيفِ عِزّاً | |
|
| فَقَد أَشبَهتَ أَنزَعَها البَطينا |
|
وَقائِعُ شَيَّبَت أَيّامَ شُبَّت | |
|
| قُروناً بَعدَ أَن أَفنَت قُرونا |
|
رَآها الأَقرَبونَ فَأَعظَموها | |
|
| وَسارَ حَديثُها في الأَبعَدينا |
|
فَلَو لَم يَعرِفوا لَكَ ما عَرَفنا | |
|
| لَما اِعتَرَفوا بِحَقِّكَ طائِعينا |
|
وَقَد لَبّاكَ قِرواشٌ مُجيباً | |
|
| فَبَوَّأَ مُلكَهُ حِصناً حَصينا |
|
وَجاوَرَ دَوحَةً عَذُبَت ثِماراً | |
|
| وَطابَت مَغرِساً وَعَلَت غُصونا |
|
رَجا نَفَحاتِكَ المَلِكُ المُرَجّى | |
|
| وَقادَ رَجاؤُكَ الأَمَلَ الحَرونا |
|
فَما دونَ العِراقِ اليَومَ خَصمٌ | |
|
| يُلِطُّ وَقَد تَخَيَّرتَ الضَمينا |
|
أَقِل سُكّانَهُ العَثَراتِ وَاِحسِم | |
|
| بِهَذا العَدلِ جَورَ الجائِرينا |
|
فَقَد نَزَلَت رَسائِلُكَ المَواضي | |
|
| مَكاناً مِن قُلوبِهِمُ مَكينا |
|
رَسائِلُ ضُمِّنَت أَمناً وَخَوفاً | |
|
| فَهُم بِسَماعِها مُتَخالِفونا |
|
فَمَظلومٌ يَحِنُّ إِلَيكَ شَوقاً | |
|
| وَظَلّامٌ يُحاذِرُ أَن يَحينا |
|
فَكَيفَ بِمَن لَهُ الزَوراءُ دارٌ | |
|
| إِذا فارَقتَ مَيّا فارِقينا |
|
سَتَستَوفي الظُبى لِبَني عَلِيٍّ | |
|
| بِها مِن آلِ عَبّاسٍ دُيونا |
|
وَشَطرُ الأَرضِ في يُسراكَ مُلكٌ | |
|
| أَلا فَاِشغَل بِباقيها اليَمينا |
|
فَكَم حاوَلتَ مُعجِزَةً فَكانَت | |
|
| وَقَد حَكَمَ الوَرى أَن لا تَكونا |
|
وَقالوا أَصحَرَت جَهلاً نُمَيرٌ | |
|
| لِتَنصُرَها جُنودُ المُشرِكينا |
|
وَما أَغنَوهُمُ وَبَنو كِلابٍ | |
|
| عَشِيَّةَ رُعتَهُم مُتَظافِرينا |
|
أَبِالطُرَداءِ يَبغونَ اِنتِصاراً | |
|
| وَما اِنتَفَعوا بِبَأسِ الطارِدينا |
|
وَلَو عَدّاكَ هَذا الجَيشُ يَوماً | |
|
| لَأَصبَحَتِ الحُصونُ لَهُم سُجونا |
|
وَقَلعَةُ دَوسَرٍ بابٌ إِلى ما | |
|
| تُحاوِلُ فَاِرمِها بِالفاتِحينا |
|
بِأُسدِ وَغىً إِذا زَأَرَت أَحالَت | |
|
| زَئيرَ الأُسدِ مِن فَرقٍ أَنينا |
|
كَتائِبُ شُبنَ حاضِرَةً بِبَدوٍ | |
|
| يُصَرِّفنَ المَنايا حَيثُ شينا |
|
فَكَم بَلَدٍ مَلَكتَ بِهِ بِلاداً | |
|
| وَكَم حِصنٍ فَتَحتَ بِهِ حُصونا |
|
وَشِم لِلرَقَّةِ البَيضاءِ بيضاً | |
|
| بِها أَقرَرتَ في حَلَبَ العُيونا |
|
كَتَبتَ مِنَ الخُطوبِ لَها أَماناً | |
|
| وَكُنتَ عَلى رَعِيَّتِها أَمينا |
|
لَئِن أَعيَت عَلى بَنجوتَكينٍ | |
|
| فَقَد وَلَّيتَها بِنَجوتَكينا |
|
تَعَدّى رَبُّها سَفَهاً وَحَيناً | |
|
| وَكُنتَ بِأَخذِها سَلَباً قَمينا |
|
تَمَنّى أَن يَنالَ النَجمَ جَهلاً | |
|
| فَما صَدَقَت مُنىً جَلَبَت مَنونا |
|
أَعَنتَ السَيفَ مُنصَلِتاً بِرَأيٍ | |
|
| إِذا أَشهَدتَهُ الحَربَ الزَبونا |
|
جَعَلتَ طَليعَةً مِنهُ أَمامَ ال | |
|
| جُيوشِ وَمِن وَرائِهِمُ كَمينا |
|
أَلا لا يَدَّعِ العَلياءَ خَلقٌ | |
|
| فَقَد فَضَحَ المُحِقُّ المُدَّعينا |
|
وَلا يَقضي الزَمانُ بِعِزِّ شَيءٍ | |
|
| إِذا شاءَ المُظَفَّرُ أَن يَهونا |
|
وَدونَكَها مَدائِحَ بِتُّ أُنضي | |
|
| إِلَيها الفِكرَةَ العَنسَ الأَمونا |
|
لَقَد غادَرتَ بِالإِحسانِ بَيني | |
|
| وَبَينَ النائِباتِ نَوىً شَطَونا |
|
وَضَنَّ نَدى يَدَيكَ بِماءِ وَجهي | |
|
| فَمالي لا أَكونُ بِهِ ضَنينا |
|
فَمَيِّز خاطِراً يَأبى الدَنايا | |
|
| وَشِعراً ما تَبَذَّلَ مُنذُ صينا |
|
وَقَفتُ لَدَيكَ وَالعِشرونَ سِنّي | |
|
| وَها أَنا قَد قَرِبتُ الأَربَعينا |
|
وَما جازَيتُ مِن نُعماكَ يَوماً | |
|
| عَلى أَنّي أَفوتُ القائِلينا |
|
لَئِن أَضحى مَعيناً ماءُ قَولي | |
|
| فَمُنذُ جَعَلتَ فِعلَكَ لي مُعينا |
|
مَآثِرُ أَصبَحَت في كُلِّ تاجٍ | |
|
| عَلى هامِ العُلى دُرّاً ثَمينا |
|
إِذا ما رُمتُ مِنها وَصفَ فَنٍّ | |
|
| أَتاحَت بِالفَضائِلِ لي فُنونا |
|
وَماذا يَبلُغُ الشُعَراءُ مِنهَ | |
|
| وَقَد ذَهِلَ الكِرامُ الكاتِبينا |
|
فَعِش ما كَرَّ شَهرُ الصَومِ تَجني | |
|
| مُضاعَفَةً أُجورَ الصائِمينا |
|
أَفادَ الحَمدُ مِن رَيّاكَ طيباً | |
|
| فَدامَ لَدَيكَ مُحتَبَساً رَهينا |
|
فَسُكّانُ البَسيطَةِ ما تَوالى | |
|
| بِحَضرَتِكَ الهَناءُ مُهَنَّئونا |
|